اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
قدم قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنئي تعازيه للشعب العراقي وحكومته بوفاة رئيس المجلس الاسلامي الاعلى السيد عبد العزيز الحكيم.
اية الله خامئي قال في رسالة التعزية ان الحكيم قضى حياته في مواجهة نظام صدام حسين، وان جهود الفقيد في اقامة الدولة العراقية جليلة لا يمكن تجاهلها، سواء خلال وجوده في ايران او بعد سقوط نظام صدام.
ووصف اية الله خامنئي رحيل السيد الحكيم بالفاجعة المؤلمة، سائلا المولى ان يلهم الشعب العراقي وحكومته وعائلة الفقيد الصبر السلوان.
ويشيع اليوم جثمان السيد عبد العزيز الحكيم من امام السفارة العراقية بطهران، على ان ينقل الى العراق ليوارى الثرى في مدينة النجف الاشرف.
كما بعث الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رسالة تعزية الى عائلة الفقيد. فيما وجه عدد من مراجع الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة رسائل تعزية مماثلة.
وقد صدرت العديد من المواقف التي نوهت بمواقف الراحل،وكان السيد الحكيم قد وافاه الاجل في احد مستشفيات طهران بعد صراع طويل مع المرض
وكان السيد الحكيم قد خضع للعلاج بعد اكتشاف الاطباء لاصابته بمرض سرطان الرئة منذ عامين.
واشار مصدر طبي ايراني الى انتشار المرض في الايام الاخيرة في انحاء جسم السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاسلامي العراقي الاعلى، ما خلق مشاكل كثيرة لبقية اعضاء جسمه، مؤكدا ان الفريق الطبي الايراني قدم كل ما يلزم لعلاج السيد الحكيم.
وقال محمد رضا مسجدي رئيس الفريق المعالج للسيد الحكيم في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاربعاء: ان السيد الحكيم خضع للعلاج منذ 30 شهرا، ورغم ان المرض الذي الم به كان صعبا لكنه كان عونا للاطباء بروحه وصبره وحلمه ومعنوياته العالية، معتبرا ان الايمان والعقيدة الذين وجدا فيه كانا من ابرز الاسباب التي ادت الى اطالة فترة بقاءه والتي كانت غير متوقعة.
وفي السياق اصدر السيد عمار الحكيم نجل السيد عبد العزيز بيانا عزى فيه الشعب العراقي والمراجع العظام والحوزات العلمية والعلماء الاعلام والحكومة العراقية والمسؤولين رحيل رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم الائتلاف العراقي الموحد.
كما نعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي السيد عبد العزيز الحكيم وقال في بيان "عرفنا سماحة السيد الحكيم عالما مجاهدا وصابرا في مواجهة النظام الديكتاتوري، ومدافعا قويا عن حقوق الشعب العراقي في اقامة نظام قائم على اساس العدل والحرية والمساواة".
واعتبر المالكي ان "مسيرة السيد الحكيم الجهادية، هي امتداد لمدرسة ال الحكيم في العلم والجهاد والدفاع عن الوطن ووحدة شعبه".
وقال "لقد كان الحكيم، رحمه الله، اخا كبيرا وسندا قويا اثناء مرحلة مقارعة النظام البائد، وركنا اساسيا في عملية بناء العراق الجديد"، معتبرا ان "رحيله في هذه المرحلة الحساسة التي نمر بها يعد خسارة فادحة للعراق".
من جانبه، اعتبر الحزب الاسلامي العراقي (اكبر الاحزاب المشاركة في العملية السياسية) وفاة الحكيم "خسارة كبيرة للعراق بفقد احد رموزه السياسيين".
واكد ان "غياب الفقيد عن الساحة العراقية سيترك فراغا كبيرا لا يمكن ملؤه وتعويضه بسهولة ولا سيما في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من تاريخ العراق المعاصر".
وفي ايران عزى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بوفاة السيد الحكيم ووصفه بالعالم المجاهد.
وجاء في رسالة التعزية "ان وفاة العالم المجاهد السيد عبد العزيز الحكيم بعثت في نفوسنا الحزن والاسى العميق".
واضاف: ان اسرة السيد الحكيم الثورية وفي سبيل اعلاء كلمة الدين وارساء العدالة قد تحملت معاناة لا تطاق من اجل نضال دؤوب وتضحيات قل نظيرها.
وتابع قائلا : "باسمي وباسم الشعب الايراني، اقدم التعازي لاسرة السيد الحكيم الكريمة ولاسيما ابنائه الاعزاء والاجلاء وادعو الباري تعالي للمجاهد الفقيد الدرجات العليا في جنان النعيم ولذويه الصبر والسلوان والاجر الجزيل".
كما بعث رئيس مجلس خبراء القيادة الشيخ هاشمي رفسنجاني ببرقية تعزية اعلن فيها تعازيه بوفاة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم.
وجاء في البرقية ان "وفاة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم اثارت الحزن والالم في النفوس".
واضاف " لقد كان عالما تقيا ومجاهدا قارعا لنظام صدام لسنوات متمادية من اجل المطالبة بحقوق الشعب العراقي، ثم واصل الدرب في سبيل استقلال ووحدة العراق".
واعرب الشيخ رفسنجاني عن امله بان "يتمكن الخلف الصالح للمرحوم، من تحقيق الاهداف السامية والمقدسة للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وان يواصل نهج هذا المجاهد الكبير واجداده الطاهرين من اجل تحقيق الاستقلال والوحدة وتعزيز اسس الاسلام في العراق".
واصدر المجمع العالمي لاهل البيت بيانا عزى فيه رحيل العالم المجاهد السيد عبد العزيز الحكيم. وجاء في بيان المجمع ان "رحيل هذا المجاهد في سبيل الله، يعتبرمصابا عظيما الم قلوب اتباع اهل البيت (ع) والامة الاسلامية والمؤمنين الثوريين في شتى ارجاء العالم".
واضاف البيان " ان هذا العالم الزاهد كرس حياته ووجوده من اجل الدفاع عن الاسلام وتحمل مشقات عديدة في سبيل التصدي للظلم واستبداد نظام البعث العراقي كما بذل جهودا مضنية لتحقيق استقلال بلاده و لم يالو جهدا في هذا الطريق".
ويعد السيد الحكيم احد ابرز الشخصيات السياسية بعد سقوط النظام السابق. وهو اخر نجل للمرجع الراحل الكبير اية الله السيد محسن الحكيم مما اكسبه الشعور بالمسؤولية العالية تجاه قضايا الاسلام والامة.
ولد السيد الحكيم في النجف عام 1950 ومنذ نعومة اظفاره توجه نحو الدراسة في الحوزة العلمية في النجف، وتتلمذ على يد المرجع الراحل اية الله السيد محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة كما حضر دروس المرجع الديني اية الله السيد الخوئي.
شارك السيد الحكيم في العمل السياسي والتصدي لنظام صدام حسين، فكان من المؤسسين لحركة جماعة العلماء المجاهدين في العراق، وعضوا في الهيئة الرئاسية للمجلس الاعلى في اول دورة له ثم مسؤولا للمكتب التنفيذي للمجلس الاعلى في دورته الثالثة، ثم اصبح عضوا في الشورى المركزية للمجلس الاعلى منذ العام 1986.
وتم انتخابه في ايلول/سبتمبر 2003 رئيسا للمجلس الاعلى بعد استشهاد شقيقه اية الله السيد محمد باقر الحكيم في تفجير قرب ضريح الامام علي (ع) في النجف الاشرف.
وعمل السيد الحكيم في منفاه في مجال حقوق الانسان في العراق، فاسس "المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق" وهو مركز يعنى بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان في العراق من قبل نظام صدام حسين انذاك.
وتعرضت عائلة الحكيم الى مضايقات واعدامات في زمن النظام السابق، حيث تؤكد الوثائق اعدام نحو مئة من افراد عائلة الحكيم التي تقطن في النجف بينهم سبعة من اشقاء السيد عبد العزيز الحكيم.
وكان السيد الحكيم من اكثر المقربين لشقيقه الاكبر اية الله السيد محمد باقر الحكيم وكان يثق برايه واستشارته في الامور السياسية والجهادية والاجتماعية. وكلفه شقيقه الاكبر بمسؤولية ادارة الملف السياسي لحركة المجلس الاعلى فتراس وفد المجلس الاعلى الى الخارج وادارة العملية السياسية للمجلس الاعلى في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن 2002 ثم مؤتمر صلاح الدين، ثم في العملية السياسية بعد سقوط نظام صدام.
واصبح بعد سقوط النظام السابق عضوا في مجلس الحكم، ثم عضوا في الهيئة القيادية لمجلس الحكم العراقي وتراس المجلس في دورته لشهر ديسمبر/كانون الاول عام 2003 وانتخب بالاجماع من قبل اعضاء الشورى المركزية للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي.
وحقق الائتلاف العراقي الموحد الذي تزعمه السيد الحكيم والذي ضم عدة احزاب 128 مقعدا من بين 270 مقعدا في البرلمان في انتخابات 2005.
وكرر خلال رئاسته مطالبته بتشكيل الاقاليم وخصوصا اقليم الجنوب، كما كان يرفض الحكم المركزي للدولة. ويعتبر تنظيم السيد عبد العزيز الحكيم احد اعمدة الحكومة العراقية الحالية.