سؤال:حول جواز ذبح الحيوانات وإحداث الأذى لها؟ - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: مراجع عظام وعلماء أعلام :. الميزان الفقهي

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 1 الزيارات 2103 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : الميزان الفقهي
افتراضي سؤال:حول جواز ذبح الحيوانات وإحداث الأذى لها؟
قديم بتاريخ : 17-Sep-2009 الساعة : 12:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


أسئلة في بريد الميزان لسماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي

سادتي حفظكم الله تعالى السلام عليكم و رحمة الله

أرجو الإجابة على الأسئلة أدناه و لكم من الله الاجر..

يخطر في بال العديد من الناس و بالخصوص ممن يعانون من البلاء في حياتهم انه لماذا هم خلقو في هذه الدنيا ليتحملو هذا العذاب اي لماذا خلقهم الله تعالى

واذا اجبتهم انهم في حال امتحان ليجزيهم الله خيرا اذا صبروا فيجيبون ان الله قادر ان يخلقنا و نعيش بامان دون معاناة.

و هناك سؤال اخر هو ان الله تعالى لا يرضى بالظلم و الاذى لاي مخلوق فكيف نفسر
جواز ذبح الحيوانات التي يحل اكلها اليس في هذا اذى لها؟

الجواب:
بسمه تعالى، وله الحمد، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله، وبركاته.. وبعد..

بالنسبة للسؤال الأول علينا ملاحظة الأمور التالية:
1 ـ قال تعالى: ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾( [1]). وإنما يسأل الناس وسائر المخلوقات عن أفعالهم، لأنهم يخطئون تارة، ويصيبون أخرى، ويعملون وفق الحكمة والعقل حيناً.. وبدافع الهوى والشهوات والعصبيات حيناً آخر.

ولأنهم يفسدون ويصلحون، ويحسنون ويسيئون كان لا بد من سؤالهم، ومحاسبتهم، لإرجاع الحقوق إلى أهلها، ووضع الأمور في نصابها، وإصلاح ما أفسدوا، وحفظ ما ضيعوا..

والأمر بالنسبة لله سبحانه الخالق الحكيم، والعادل العليم. والرؤوف الرحيم، والغني الكبير المتعال على الضد من ذلك، فإنه لا يفعل عن هوى، ولا يصدر عنه إلا الخير والفلاح، والإصلاح والصلاح، ومنه وإليه ينتهي كل سداد ونجاح.

ومن يكون كذلك، فكيف يصح أن يسأل عما يفعل، وأن يحاسب على إفاضته الخيرات والنعم، أو أن يؤاخذ على الجود والكرم؟!

وإن أدنى مرتبة من مراتب الوجود للموجودات هي محض الخير، والحق والتفضل، ولا يمكن أن توصف بأي وصف آخر غير هذا، فلا يصح وصفها بالشر ولا بالنقص، ولا بغير ذلك مما يدخل في هذا السياق.

بل إننا نجد من أنفسنا ما يبرر لوم الغني الواجد، إذا لم ينفق مما عنده على المحتاج الفاقد، والله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾( [2]). ويقول عز وجل: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾( [3]). وقال تبارك وتعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا﴾( [4]).

2 ـ قد اقتضت الحكمة الإلهية: أن يخلق تعالى هذا الكون كله وفق سنن وضوابط، تحكم حركته، وتهيمن على مسيرته، ويكون حفظه بها، وعلى أساسها، ومن خلالها يتصرف الإنسان فيه، ويهيمن عليه، ويستفيد من الإمكانات الكامنة فيه في تنمية ذاته، وفي الحصول على كمالاته..

ولولا هذه النواميس والقوانين والضوابط لم يستطع الإنسان أن يفهم حاضره، وأن يخطط لمستقبله، بل لولا ذلك لم يكن لديه طموح، ولا أمكنه أن يحدد لنفسه هدفاً يسعى للوصول إليه، والحصول عليه، ولا يرى ـ من ثم ـ أي مبرر لوجوده، واستمراره في الحياة، ولكان موجوداً خاملاً وفاشلاً، يسير نحو التلاشي والإندثار بدلاً من التكامل والتنامي والإزدهار.

فمثلاً لو لم يكن ثمة قانون فلاحة وزراعة الأرض، ووضع الحب والغرس فيها، وسقيها مؤثراً في إنباتها، وفي الحصول على الحبوب والثمار، فكيف يطمئن الإنسان إلى أنه سيحصل منها على قُوتِه، ويأمن من الحدثان؟!

ولماذا يخطط، ويهيء الوسائل للتنفيذ والعمل؟!

وكيف يتكامل وينمو؟!

ولماذا يعلِّم ويتعلم؟!

ولكن ذلك لا يعني أن لا تكون هناك سلبيات، هي نتيجة فاعلية هذه المؤثرات وقانونيتها، وثباتها في التأثير، فمثلاً يحتاج الإنسان إلى نار لإنضاج طعامه، وللتدفئة في أيام البرد ولإذابة الحديد، ولغير ذلك من أمور؟! ويحتاج إلى الرياح لتلقيح الأشجار, وتنقية الجو, ولغير ذلك من أمور, ولكن خطأً قد يحدث، فيتسبب بملامسة النار للزرع والشجر, وتضربها الرياح فتشب الحرائق..

فلا يمكن أن نلغي الإحراق من النار أو أن نعترض على الله لجعله النار محرقة لمجرد أن خطأً سيحدث، أو لأن حاقداً سيدفعه هواه للتسبب في إحراق زرعنا، أو في حدوث أذى شخصي.. أو إتلاف شيء عزيز علينا, لأن إلغاء الإحراق منها معناه: إلغاؤها من الأساس. وهذا سيحجب عنا منافع أساسية بل ضرورية لحياتنا. وربما ينشأ عنه بطلان أصل الحياة.

فالمطلوب ليس منع النار من الإحراق، بل المطلوب: الانتباه إلى الخطأ وعدم الوقوع فيه، ومنع الحاقد من ممارسة ما يدعوه إليه حقده، وكذلك الحال لو أردنا إبطال هبوب الرياح..

وإذا كانت الطاقة الجنسية ضرورة لبقاء النسل, وللحصول على اللذة الجنسية, ونشوء علاقات إنسانية حميمة، فإن إقدام الشخص على الاستفادة السيئة من هذه الطاقة, بممارسة الزنا, لا يبرر أن نطلب من الله تعالى إلغاء الشهوة من الإنسان, وإبطال العلاقة الجنسية من أساسها، أو منعها من التأثير هنا، وإطلاقها هناك.. بل هو يحتم علينا السعي لمنع الزاني من الزنا، ومن العدوان على السنة الإلهية.

بل لو أردنا أن نخضع لذلك المنطق غير المقبول لانتهى الأمر بنا إلى إبطال قانون السببية من أساسه.. ويصبح الكون كله جامداً وراكداً, متجهاً إلى التلاشي والبوار, بدل أن يتجه إلى الإعمار والازدهار..

وعلى هذا يصبح واضحاً: أنه لا بد من مسايرة هذه السنن, والحد من التمرد والعدوان عليها.. لأن ذلك سيخل بواقع سيكون الإخلال به معيقاً لمسيرة الإنسان نحو هدفه الأقصى في نيل رضا الله تعالى، من خلال كونه عنصراً صالحاً ومصلحاً في مسيرة الحياة, بكل ما لهذه الكلمة من معنى.

ولا يصح الطلب من الله أن يمتنع من العطاء، وعن الرحمة، وعن الجود والكرم، وعن إفاضة الخير والنعم، فإن ذلك عدوان على العزة الإلهية، وإبطال لسننه التي وضعها لخير البشرية..

ولا بأس بالتأمل في التعابير القرآنية التي تصف المؤمنين، وحتى الأنبياء العظام بالأولياء الصالحين, أو بكلمة: إنه كان صالحاً.. أو تصف أعمالهم بعبارة: عملوا الصالحات، فإن ذلك يوضح: أن المطلوب هو الأعمال الموافقة لواقع التكوين، أو نحو ذلك..

والخالق العليم, والرؤوف الرحيم هو الذي يدلنا دلالة تامة ودقيقة وحقيقية على الصالح من غيره، من خلال أنبيائه ورسله فيما شرعوه, وبينوه، ودلوا عليه.. فإذا التزمنا بتوجيهاتهم, وبشرائعهم كان عملنا صالحاً. وإذا أخللنا بالتزاماتنا تسرب الخلل إليها.. وقد تظهر عوارض هذا الخلل مباشرة, وقد تبقى كامنة فتظهر بعد حين.

وربما نكتشف نحن هذا الخلل, وقد يبقى خافياً علينا في نفسه, أو في بعض وجوهه..

والله تعالى يقول: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾( [5]).

فبين لنا: أن من الذي يبقى في أحسن تقويم هو الإنسان الذي آمن وعمل الصالحات, أما الآخرون الذين يُخِلُّون بالسنن من خلال ما يختارونه من أعمال سيئة, لأنهم يريدون أن يستفيدوا من قدراتهم التي منحهم الله إياها بصورة عشوائية, وانطلاقاً من الهوى، وخارج النطاق المرسوم لها ـ أما هؤلاء ـ فهم الذين يخرجون الإنسان عن تقويمه الأحسن. فتظهر عليه العاهات والتشوهات بسببهم.. الأمر الذي يفرض أن يكون هناك يوم حساب، وعتاب، وعقاب لمن أساء، وأجر وثواب لمن آمن وعمل صالحاً، وحفظ أمانة الله عنده, والتزم بأوامر الله تعالى الحافظة له, ولكل ما في هذه الحياة من حوله في خط الاستقامة والعدل والصلاح.

وهذا هو ما تقتضيه الحكمة الإلهية التي لا بد أن تحرق العناصر الفاسدة والمفسدة بالنار. لتحفظ غيرها منها..

ولا بد أيضاً أن تزيد من تنشيط العناصر الصالحة بما تقدمه لها من مثوبات، تحفزها على الإستمرار بالعطاء في الدنيا، رجاء الحصول على المثوبات في الآخرة ولذلك قال تعالى: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ﴾؟!

وبذلك يتضح: أن العقوبة ضرورية للمعتدي، وأن المثوبة تعويض للمصاب والمشوه عما ألحقه به أهل الأهواء من أضرار في الدنيا.. ولو من خلال قانون الوراثة الطبيعية منه لهم.

فالتشوه الجسدي والروحي, أو العقيدي, أو النفسي.. أو.. أو.. قد يعرض للإنسان بسبب أفعال صدرت منه, وقد يجني عليه غيره من بني جنسه، ممن يستعملون الوسائل التي جعلها تحت اختيارهم ليصلحوا بها حياتهم, في غير موضعها, كالذي يكون بيده آلة حادة، كسكين تستعمل لتهيئة ما يفيد في الطعام أو نحوه، أو آلة لقطع الأوراق, فيستعملها في العدوان على الآخرين، وقطع أو إتلاف ما يكون مفيداً.. أو في قتل أو جرح من يكون قتله أو جرحه مفسداً..

وبملاحظة جميع ما ذكرناه يتضح المراد من قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾( [6]). فإن هذا التعبير يفيد: أن المراد بالعبادة: الطاعة والإنقياد والتسليم، والسعي لنيل رضا الله تعالى, وطاعته والالتزام بأوامره ونواهيه.. وقد روي ذلك في معنى هذه الآية( [7]).

الجواب على السؤال عن ذبح الحيوانات:
بسمه تعالى, وله الحمد, والصلاة والسلام على محمد وآله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فإننا بالنسبة للسؤال عن عذاب الحيوان نقول:
إن الظلم هو حرمان ذي الحق من حقه, ولسنا نحن الذين نجعل الحقوق لهذا أو ذاك، بل مصدر الحقوق هو الله سبحانه وتعالى.

كما أن إعطاء الحقوق للمخلوقات ليس عشوائياً, بل هو يجري وفق معايير دقيقة, تأخذ بنظر الاعتبار منظومة القيم المتوافقة مع أسرار الخلقة, وحكمة الخلق, وليس لنا نحن البشر القدرة على الإحاطة بذلك كله..

غير أن من المعلوم: أن كل موجود قد رصد له دور في إعمار هذا الكون، وفي إيصال هذا الخلق إلى كماله, وإن لهذا الدور، ولموقع كل مخلوق في هذه المنظومة تأثيره في تحديد نوع الحقوق التي ترصد له, وفي مقاديرها, ورسم حدودها..

فإذا كان لبعض أنواع الحيوان دوراً في تغذية الإنسان, وفي تسهيل العيش له في مجال بعينه, فإن حقوقها لا بد أن تتوافق مع هذا الدور فلا تسقطه, ولا تتجاوزه, ولا تضرُّ به. ولا بد من تحاشي جعل أي حق لها يؤدي إلى ذلك.

فإذا حرمنا ذبح الحيوان التي جعل لها هذا الدور, فإننا نكون قد ألغينا دورها, وبإلغائه تفقد مبرر وجودها، وتنتفي الحاجة إلى خلقها.

خذ مثلاً على ذلك: أن ليد الإنسان عليه حقاً، فلا يجوز له قطعها في الأحوال العادية، ولكن هذا الحق يسقط إذا مرضت مرضاً خطيراً يمنع الإنسان عن القيام بدوره، جاز قطعها، بل وجب، إذا كان إبقاؤها سيودي بالجسم كله..

وفي مثال آخر لنفترض: أن اسماً كان مستساغاً في المجتمعات القديمة، مثل اسم كلب وجحش، ونحو ذلك من الأسماء الوحشية والمخيفة، التي كان الأقدمون يسمون بها أبناءهم لبعض الاعتبارات، مثل التهويل على أعدائهم بها كأسد ونمر، أو رجاء طول عمر المولود، أو التفؤل بالوفاء كالكلب، أو نحو ذلك.

ثم سقطت هذه الإعتبارات بسقوط مبرراتها.. وصار هذا الاسم ممجوجاً وقبيحاً في المجتمعات في هذه الأيام.

فلو أن حاكماً جائراً أراد أن يتندَّر ببعض الناس، فأمره بتسمية ابنه باسم كلب أو جحش، فإن حق الولد يسقط هنا بالتسمية بالاسم الحسن، لأن ثمة مصلحة أهم، وهي حفظ أبيه وعائلته من التعرض للأذى، لو خالف أمر ذلك الحاكم..

ومثال ثالث: أننا لو أخذنا بما يقوله السائل، للزم: أن لا يخلق الله تعالى الأسد، والنمر، والذئب، وجميع الحيوانات الآكلة للحوم، والتي قد تفترس الإنسان كما تفترس الحيوان، لأن ذلك يعرض الإنسان والحيوانات الأخرى للأذى وللخطر..

وللزم: أن لا يخلق الله النار، لأنها تأكل الشجر، وأن لا يخلق الحيوان الآكل للنبات، وأن لا يخلق الماء لأنه يطفئ النار، وأن لا يخلق الإنسان، لأنه يأكل الثمار، وأن لا يخلق الهوام والحشرات والحيات، لأنها قد تعتدي على ما حولها من نباتات، أو حشرات أو حيوانات، وأن لا تكون هناك شمس، لأنها تتسبب بالجفاف وبالعطش، وبغير ذلك من أمور.. وتفكير من هذا القبيل يتصف بالعقم والسقوط، لأنه يريد أن يضحي بالأمور الكبيرة في سبيل أمور صغيرة أو تافهة، مع أن المطلوب هو العكس.

ولكن ذلك لا يعني أن لا تكون للحيوانات حقوق تتناسب مع حالها، ويكفي أن نشير إلى الأحكام الكثيرة، التي وضعها الإسلام لطريقة التعامل مع الحيوان حين ذبحه، فإنها تشير إلى مدى رفق الإسلام به.

وقد ذكرنا في كتابنا: «حقوق الحيوان» بعضاً منها، بلغت مئة وثلاثة عشر حقاً، طلب الإسلام من الناس مراعاتها، فلا بأس بالرجوع إلى ذلك الكتاب، وملاحظة تلك الحقوق..

والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين..

( [1]) الآية 23 من سورة الأنبياء..
( [2]) الآية 15 من سورة فاطر.
( [3]) الآية 21 من سورة الحجر.
( [4]) الآية 64 من سورة المائدة.
( [5]) الآيات 4 ـ 8 من سورة التين.
( [6]) الآية 56 من سورة الذاريات.
( [7]) راجع: كتاب التوحيد للصدوق ص356 وعلل الشرائع ج1 ص21 باب 9 حديث 4، والكافي ج2 ص7 وتفسير القمي ج2 ص306 والبرهان (تفسير) ج7 ص325 و 326 و 327.


نسألكم الدعاء


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة السيد المستبصر ، 28-May-2011 الساعة 07:54 PM. سبب آخر: تعديل في العنوان.


جارية العترة
الصورة الرمزية جارية العترة
المدير العام
رقم العضوية : 12
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : لبنان الجنوب الابي المقاوم
المشاركات : 6,464
بمعدل : 0.99 يوميا
النقاط : 10
المستوى : جارية العترة will become famous soon enough

جارية العترة غير متواجد حالياً عرض البوم صور جارية العترة



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-Sep-2009 الساعة : 08:45 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اقتباس
وقد ذكرنا في كتابنا: «حقوق الحيوان» بعضاً منها، بلغت مئة وثلاثة عشر حقاً، طلب الإسلام من الناس مراعاتها، فلا بأس بالرجوع إلى ذلك الكتاب، وملاحظة تلك الحقوق..

حبذا لو وضع الكتاب في الموقع او هنا
الكثير والكثير من الناس يقول ان ذبحها للاسف هو تعذيب (( حتى يصل بالبعض لان يتركوا اكل اللحم ))
بل العكس الاسلام لم يترك ثغرة في اي مهمة وملمة وله الحمد

وعندنا روايات في طريقة الذبح وفوائدها وتفاصيل دقيقة في كيفية اخراج الدم من الذبيحة
الامر الذي يجعلها غيرضارة..وقد اجريت ابحاث علمية..مطابقة لما اكده ديننا
نحمد الله على نعمة الاسلام والايمان
جزى الله مولانا سماحة السيد جعفر خير الدارين دامت بركاتهم

توقيع جارية العترة

للمشاركة بلعن قتلة الحسين وأهل بيته وأنصاره سلام الله عليهم تفضلو هنا
اللَّهُمَّ خُصَّ أَنتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي وَ ابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِيَ وَ الثَّالِثَ وَ الرَّابِعَ‏ اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خَامِساً وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ وَ ابْنَ مَرْجَانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً وَ آلَ أَبِي سُفْيَانَ وَ آلَ زِيَادٍ وَ آلَ مَرْوَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ



لمتابعة صفحة باسميات - أحزان وأفراح منبرية للملا الحاج باسم الكربلائي




إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc