اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
البقيع مدفن الأولياء
الذين دفنوا في البقيع من الأئمة المعصومين() والأولياء الصالحين والمؤمنين والمؤمنات بكثرة حيث لم يحصهم التاريخ، والمشهور منهم:
1 ـ الإمام الـــحسن الـــمجتبى(عـــليه السلام) الــذي قال فيه رسول الله( وسلم) أنه: (سيد شباب أهل الجنة)(1).
وهذا الكلام يشمل جميع الأنبياء والأولياء، فالإمام الحسن() سيدهم، نعم يخرج منهم بالدليل رسول الله( وسلم) وعلي أمير المؤمنين() والصديقة الطاهرة الزهراء (سلام الله عليها) فانهم() أفضل منه().
2 ـ الإمام على بن الحسين زين العابدين().
3 ـ الإمام محمّد الباقر().
4 ـ الإمام جعفر الصادق().
وكل واحد من هؤلاء الأربعة إمام على كل مؤمن ومؤمنة، وهم من ضمن الأئمة الاثني عشر() ، حسب نص الرسول ( وسلم) وقد صرح ( وسلم) بعددهم وأسمائهم من أولهم وهو أمير المؤمنين () إلى آخرهم الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) الذي يظهر في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً ويوحد الأرض تحت لواء الإسلام(2).
5 ـ صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول( وسلم).
6 ـ عباس بن عبد المطلب عمّ الرسول ( وسلم).
7 ـ فاطمة بنت أسد والدة الإمام أمير المؤمنين() ووالدة طالب وجعفر وعقيل .
8 ـ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب() أما جعفر فقد استشهد في غزوة الاردن ـ تبوك ـ مسقطه ومقامه هناك.
9 ـ عثمان بن مظعون الصحابي الجليل.
10 ـ إبراهيم بن رسول الله( وسلم).
11 ـ عقيل بن أبي طالب() والد مسلم بن عقيل() الذي استشهد في الكوفة وقبره هناك.
12 ـ السيدة فاطمة أم البنين زوجة الإمام أمير المؤمنين().
13 ـ عدد من بنات رسول الله( وسلم) وهم: رقية وزينب وأم كلثوم.
14 ـ السيد إسماعيل بن الإمام الصادق().
15 ـ عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله( وسلم).
16 ـ السيدة حليمة السعدية مرضعة الرسول( وسلم).
17 ـ عدد من زوجات النبي( وسلم).
18 ـ أبو سعيد الخدري.
19 ـ جملة من أصحاب النبي( وسلم) والتابعين لهم باحسان والعلماء العظام(3).
20 ـ كما يحتمل أن يكون هناك قبر سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) وقبر الشهيد محسن السقط() ابن الإمام أمير المؤمنين().
القبور والقباب في البقيع
ابتدئ الدفن في جنة البقيع منذ زمان النبي الأعظم( وسلم) ، وأحياناً كان الرسول ( وسلم) بنفسه يعلّم على قبر المدفون بعلامة.
ثم بنيت قباب وأضرحة على جملة من القبور من قبل المؤمنين وبأمر من العلماء.
كما كان البناء على قبور الأولياء معتاداً منذ ذلك الزمان، فكانت عشرات منها في المدينة المنورة ومكة المكرمة وحولهما.
وقد تلقى جميع المسلمين بكل حفاوة وترحاب هذه الظاهرة الشرعية لا في المدينتين وأطرافها فحسب، بل في سائر بلاد الإسلام كالهند بما فيها الباكستان وبنغلادش، وكذا العراق وايران ومصر وسوريا وإندونسيا وغيرها.
إلى أن هدم الوهابيون أكثرها في الحجاز منذ مأتي سنة، ثم استرجعها سائر المسلمين، وبعد زهاء ثمانين سنة استولى الوهابيون على البلدين المقدسين مرة ثانية وهدموا القباب وأحرقوا المكتبات! وكانت فيها كتب ثمينة جداً .. ولو كان دأب الوهابيين أو كان إيحاء من الخارج إليهم بهدم المساجد لهدموها أيضاً.
كما أنهم أرادوا هدم قبة الرسول الأكرم ( وسلم) لكن تظاهر المسلمون في الهند ومصر ولعل غيرهما أيضاً، أوقفهم عن ذلك في قصة معروفة، وهم يحنّون إلى ذلك إلى الآن، حتى أن عالمهم (بن باز)(4) لا يزور مسجد الرسول قائلاً: ما دام هذا الصنم(أي قبة الرسول وسلم) هناك لا أزوره، لكن الزمان مرّ عليه ولا يأبه بكلامه أحد.
القبور قبل الهدم
كان البقيع قبل هدمه هكذا:
الأئمة الأربعة() في قبة، وتزار فاطمة الزهراء(سلام الله عليها) في بقعتهم حيث من المحتمل أنها دفنت هناك، وإن كنت أنا رأيت في المنام رسول الله( وسلم) واقفاً في قبره الشريف.. وقال لي وهو يشير إلى ما بين قبره ومنبره: أن قبر فاطمة ابنتي(سلام الله عليها) هناك، والله العالم بحقيقة الحال.
كما يحتمل أنها() دفنت في بيتها، ولعل أمير المؤمنين() حمل صورة جنازة إلى عدة أماكن، كما حمل الإمام الحسن() صورة جنازة الإمام أمير المؤمنين () إلى البصرة.
ومن هنا(5) لا بأس بزيارة الصديقة الطاهرة(سلام الله عليها) في البقيع، وفي المسجد، وفي بيتها وذلك لخفاء القبر الشريف، وسيظهر ان شاء الله تعالى عند ظهور ولدها الإمام المهدي(عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وإن كان من المحتمل إخفاء قبرها (سلام الله عليها) إلى يوم القيامة ليبقى سنداً على مظلوميتها طول التاريخ.
وكان في نفس تلك القبة مدفن العباس عمّ النبي( وسلم).
وكانت خارج القبة بفاصلة قليلة قبةٌ مبنية على بيت الأحزان، حيث كانت الزهراء (سلام الله عليها) تخرج إلى ذلك المكان وتبكي على أبيها.
وكانت تشتمل مقبرة البقيع على قباب كثيرة، مثل أزواج النبي وأولاده وبناته ومرضعته( وسلم) حليمة السعدية، وكانت هناك قبة فاطمة بنت أسد(سلام الله عليها) والدة الإمام أمير المؤمنين () ، وقبة أم البنين(سلام الله عليها) زوجة الإمام أمير المؤمنين() وقبتها قرب قبة عمات النبي ( وسلم)، وكانت أيضاً قبة جابر بن عبد الله الأنصاري، وغيرهم مما هو مذكور في التاريخ.
باب خيبر
كما أن أستاذنا الشيخ علي أكبر النائيني(رحمه الله) ذكر لي أنه كان بقرب حصن خيبر(باب خيبر) وقد كان من المرمر الكبير وكان بعيداً عن الحصن قرابة أربعين ذراعاً..
وقال: كلما ذهبنا في سفرتنا إلى الحج كنا نزور هذا الباب تبركاً بما ورد من أخذ الإمام() له ورميه هناك.
ولما استولى الوهابيون قطّعوا هذا الباب قطعاً وذهبوا بها عملاً بما أملي لهم، وبعد ذلك لم نجد له أثراً.
ويقع البقيع في طرف الجنوب الشرقي من مسجد النبي ( وسلم).
وقد اتسعت البقيع لكثرة من دفن فيها، فأدخلت فيه أراض كثيرة، وأول أرض اتصلت به محل دفن عثمان، وله قصة مذكورة في التواريخ.
وقد أخذوا بمحاربة البقيع وما تبقّى من آثار الرسول( وسلم) حتــى منعت الحكومة الصلاة فــي البقيع، وزيــارة الــنساء لــه، وإضاءة مـــصابيح في الليالي وما أشبه ذلك، مما ليس إلا رأياً واحداً تبنّته الحكومة وحملته على المسلمين ـ كذباً وافتراءً ـ وهم ملياران، والوهابية لا تزيد على حفنة قليلة جداً.
وبلاد السنة والشيعة كلها بريئة من مثل هذه الأمور وإلى الله المشتكى