اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مقالب ومواجع
لم يثنه ما لاقاه من عنت، عن أن يحجز مسافرا قاصدا ارض الحبيب المصطفى(ص)، مع حملة أخرى وبأجور أعلى. كأنها قد كتبت له، في اللوح المحفوظ.
وصلته رسالة جوال قصيرة، وهو جالس في رحاب مسجد الحي. يستمع باهتمام للمحاضر، في سحر احد ليالي رمضان الأخيرة. معلنة أفول الشهر الفضيل، وقرب استهلال عيد الفطر المبارك. كانت عرضا تجاريا مغريا حرك مشاعره - واشغل فكره. فأرسلها إلى زوجه، لأخذ رأيها. وهو يحاول تركه جانبا حتى يختمر، وينتظره بعض الوقت حتى يلتقح.
مخيلته حلقت سريعا وبعيدا، عن تلك الأجواء العبادية. ولتهبط بروحه في مكان أكثر روحانية، بجوار المقام المقدس لرسول الله(ص). عندها لم يتمكن من المقاومة، واستسلم طائعا. بعد أن فقد جميع دفاعاته، ولم تتمكن جبهته من الصمود.
ترك المحاضرة متسللا، عائدا إلى بيته. وقد أخذت منه الحسابات كل مأخذ، يضرب أخماسا في أسداس. فرأى أن المصاريف معقولة، خصوصا مع سفر جميع أولاده، وأجازة العيد على الأبواب. اتصل بالحملة صاحبة الإعلان فرحا - وحجز مقعدين له ولزوجه مستبشرا.
في اليوم التالي ذهب لدفع الأجور، وقلبه وجفا ينذره، بحصول ما سيقلب الموازين. وبدخوله مكتبها تبينت له الشباك، التي رميت لاصطياده جلية. ومحاولة الضحك الغبية، رغم كون الهدف عباديا. أشبه ما تكون بفخاخ الصيادين، يدسونها في التراب لإغراء وإغواء طرائدهم.
قال للمسئول: جئت لتسليم الأجور حسب المتفق عليه سلفا. فأجابه متلائما محاولا زم شفتيه، قابضا على أسنانه لان تفضحه سخريته: لقد تغيرت فأصبحت لمجموعة مكونة من ستة أفراد، بدل من خمسة.
تركه وخرج يكلم نفسه بغضب، من الارتفاع المفاجأ. ليوازي عروضات الحملات الأخرى، ذات المميزات الأفضل. وأهمها القرب من الحرم النبوي الشريف، وتقديم فطور الصباح. فقابلته زوجه في طريقه، بكتيب لحملة أخرى.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية