اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
زينب
زينب: اسم جنس يفرق بينه وبين واحده بالتاء، فتقول:{زينبة مثل نخل ونخلة وتمر وتمرة، وقد أطلقت العرب هذا الاسم (زينب) على الشجر الحسن المنظر، الطيب الرائحة.
جاء في (تاج العروس من جواهر القاموس/ باب الباء فصل الزاي: 3/26): إن أصل زينب اسم منحوت من (زين أب) وحذفت الألف لكثرة الاستعمال، فصار الاسم زينب.
فزينب في أصلها اللغوي: اسم نباتي نقل من ذلك المعنى، وسميت به هذه الذات، فأصبح علم من أعلام النساء. وبعد واقعة الطف الدامية، صار الاسم يطلق على ابنة علي (ع) أخت الحسين (ع) لأمه وأبيه، لكثرة تردده على ألسنة الرواة والمتحدثين عن أخبار هذه الحادثة الأليمة، التي كانت زينب جزءا لا يتجزأ منها، فقد كانت () لسانها الناطق، وخطيبها البليغ في كل موقف يستدعي الإعلام والإعلان عن استهتار بني أمية بالفسق والفجور، وانغماسهم بالجرائم والرذائل، وخروجهم على الدين الحنيف، وقتلهم آل الرسول (ص) تحت كل حجر ومدر، فكانت العقيلة زينب (ع) تقف لهم ولكل من ناصرهم على ظلمهم بالمرصاد، فتفضح أعمالهم وتكشف نواياهم، فقد أشرفت على حشد من أهل الكوفة، فوبختهم على نقض عهودهم وعلى عدم الوفاء بها لأبي عبد الله الحسين (ع) قائلة:{أتدرون أي كبد فريتم، وأي دم سفكتم، وأي كريمة أبرزتم، لقد جئتم شيئاً إدّا، تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا}.
وجابهت (عبيد الله بن زياد) في الكوفة، ويزيد بن معاوية في الشام، بما أخزتهما به، فكانت بطلة في منطقها وخطابها، كما وصفتها بذلك الكاتبة المصرية الشهيرة (بنت الشاطئ) في كتابها القيم (بطلة كربلاء).
فالشجاعة في زينب (ع) لم تكن وليدة حادثة كربلاء بل كانت ذاتية في ذاتها، متأصلة في شخصيتها، حيث هي منحدرة وراثة عن أصولها، فآبائها وأجدادها لم يكن فيهم من هو جبان أو مضطرب الجنان، في الحرب العوان، فأبوها من نازل الأبطال، وأمها من خطبت فأعجبت وأبهرت، مع ما بها من حرارة المصاب، وألم الحزن على أبيها، فزينب غصن من تلك الدوحة المحمدية، فهي بطلة حقاً.
الشيخ حمزة أبو العرب