اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
للوالدين الدور الأساسي في بناء الاُسرة والحفاظ على كيانها ابتداءً وإدامة، وهما مسؤولان عن تنشئة الجيل طبقاً لموازين المنهج الإسلامي، لذا حدّد الإسلام أُسس العلاقة بين الوالدين والأبناء، طبقاً للحقوق والواجبات المترتّبة على أفراد الاُسرة تجاه بعضهم البعض، فقد قرن الله تعالى في كتابه الكريم بوجوب برّ الوالدين والإحسان إليهما بوجوب عبادته، وحرّم جميع ألوان الإساءة إليهما صغيرها وكبيرها، فقال تعالى وقَضى ربُّكَ ألاّ تَعبدُوا إلاّ إيّاهُ وبالوالدينِ إحسَاناً إمّا يَبلغُنَّ عِندكَ الكِبرَ أحدُهُما أو كِلاهُما فلا تقُل لهُما أُفٍّ ولا تَنهرهُما وقُل لهُما قَولاً كرِيماً )وأمر بالإحسان إليهما والرحمة بهما والاستسلام لهما، فقال تعالى واخفِض لهما جَناحَ الذُلِّ مِن الرحمةِ وقُل ربِّ ارحَمهُما كما ربَّيانِي صَغِيراً)وقرن الله تعالى الشكر لهما بالشكر له ، فقال...أنِ اشكُر لي وَلِوالِدَيكَ إليَّ المصِيرُ)وأمر تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف، فقال وَصَاحِبهُما في الدُّنيا مَعرُوفاً ..) وتجب طاعة الأبناء للوالدين ، قال رسول الله وسلم :
« ... ووالديك فأطعمها وبرهما حيّين كانا أو ميتين وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فإنّ ذلك من الإيمان».
كما ويجب على الولد الأكبر أن يقضي عن والده ما فاته من صلاة وصوم، أما بقية الأولاد فلا يجب عليهما القضاء عن والدهم وحرّم الإسلام عقوق الوالدين بجميع ألوانه ومراتبه ، قال أمير المؤمنين من أحزن والديه فقد عقّهما ) وعن الإمام جعفر الصادق قال أدنى العقوق أفّ، ولو علم الله عزَّ وجلَّ شيئاً أهون منه لنهى عنه) وقال ... ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحدّ النظر إليهما ) وقال من نظر إلى أبويه نظر ماقتٍ وهما ظالمان له، لم يقبل الله له صلاة ).
وعقوق الوالدين من الكبائر التي تستلزم دخول النار، قال الإمام الصادق عقوق الوالدين من الكبائر، لأنّ الله عزَّ وجلَّ جعل العاقّ عصياً شقياً ) ولا يقتصر وجوب البر وحرمة العقوق على الجوانب المعنوية والروحية، بل يتعداها إلى الجوانب المادية ، فتجب النفقة عليهما إن كانا معسرين وتجب رعاية الوالدين رعاية صحية، عن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لأبي عبدالله : إنّ أبي قد كبر جداً وضعف، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ؟ فقال: (إنّ استطعت أن تلي ذلك منه فافعل، ولقّمه بيدك، فإنّه جُنّة لك غدا).
آخر تعديل بواسطة موالية صاحب البيعة ، 15-Oct-2009 الساعة 04:26 PM.
سبب آخر: تصحيح كلمة الوالدين بالعنوان