اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم علي محمد وال محمد
الــحـاجـة إلى الـشـفـاعة[1]
وهنا تتجلى لنا: الحاجة الإستراتيجية لـ (الشفاعة) وهنا يتجلى لنا: ذلك الدور المصيري لـ (المحبة) لآل الرسول ( وسلم).. والرواية التالية، تشير إلى تلك الحقيقة بوضوح:
دخل أبو أيمن على الإمام الباقر u: فقال له: يا أبا جعفر تغرون الناس وتقولون شفاعة محمد شفاعة محمد، فغضب أبو جعفر u حتى تربد وجهه [ أي تغير وجهه ] ثم قال: ويحك يا أبا أيمن أغرك أن عف بطنك وفرجك، أما لو قد رأيت إفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد، ويحك فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار، ثم قال u: ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد ( وسلم) يوم القيامة).[2]
مــبـغـض آل الـبـيـت (ع):
1: مبغض آل البيت () مع أعمال صالحة: فهو في النار وأعماله] كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف [[1]فـ ]إنما يتقبل الله من المتقين [[2]و..
2: مبغض آل البيت () مع أعمال طالحة: فهو في النار مع درجات ومراتب أقوى من العذاب.
3: وعلى حسب درجات البغض ـ وهو حقيقة تشكيكة ذات مراتب ـ تزداد درجات العذاب.
[1] - إبراهيم: 18.
[2] - المائدة: 27.
مــحـــب آل الــبــيــت (ع):
1: المحب لآل بيت الرسول ( وسلم) إن كانت له المحبة زائداً الأعمال الصالحة: فهو في الجنة مع أجر أكبر.
2: المحب بدون الأعمال الصالحة: في الجنة.
3: المحب مع المعاصي، لا يخلد في النار وسيدخل الجنة، بعد تطهير وتصفية، إما في الدنيا.. أو ـ إذا كانت المعاصي أكثر ـ ففي لحظات الاحتضار أيضاً… وإذا كانت اكبر ففي القبر، وبعدها في البرزخ والقيامة، وبعدها ولفترة في الطبقة العليا لجهنم[1]، ولربما عذب بعضهم سبعين ألف سنة ثم ينقلون إلى الجنة.
4: وعلى حسب درجات المحبة يعطي المحب لآل البيت الأطهار () منازل في الجنة.
5: وعلى حسب أعماله الصالحة يزداد الأجر والثواب.
و: وكما في الماضي السحيق وفي الحاضر كذلك، قد يكون في المستقبل البعيد.
فمن المحتمل أن مجال (التوبة) يبقى مفتوحاً للإنسان حتى وهو في يوم القيمة، بل وهو في نار جهنم..، مع فارق بين التوبة في الدنيا والتوبة في الآخرة.
ففي الدنيا فـ (باب التوبة) مفتوح لمبغضي أهل البيت () ولمنكري الرسالة، وللمشركين، والكفار بل حتى للشياطين أنفسهم، فمجرد الندم والاستغفار كاف لغسل اوراق الماضي.
ولكن في الآخرة فإن مجرد الندم والاستغفار لا ينفع هنالك، فإن الذي ينفع هو الندم الحقيقي، زائداً الضمان الحقيقي لعدم تكرار التجربة المرة، ولعدم العودة لنفس دائرة المعصية فيما لو أعيد مرة أخرى إلى دائرة الامتحان.[1]
قال تعالى: ]ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون[ [2].
ويقول الإمام الباقرu بعد حديث طويل ذكر فيه: إن فاطمة ()، لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء …: (والله لا يبقى في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق، فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله تعالى : ]فما لنا من شافعين ولا صديق حميم[[3] فيقولون: ]فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين[ قال أبو جعفرu: هيهات هيهات منعوا ما طلبوا] ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون[.[4]
إنهم سيرجعون لما نهوا عنه بمجرد أن يرتفع عنهم البلاء، كما حدث معهم في دار الدنيا مراراً عديدة.
وفي ذلك يقول تعالى:]قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون[.[5]
إذن لا مجال (للجبر والإكراه) حتى في دار الجزاء، بل الإنسان بنفسه هو الذي يصر على مواصلة مسيرته بكامل إرادته[6]، وكمثال يقرب للأذهان هذه الحقيقة: ما نجده من الطغاة والقتلة والسفاكين والمرتشين والمرابين وأشباههم، فهم رغم كل العقوبات ورغم السجن مرة بعد أخرى يعودون إلى نفس برنامجهم السابق بمجرد أن تتوفر لهم الأرضية والقدرة من جديد.
وإذا كان بعضهم ـ في الحياة الدنيا ـ يعود إلى دائرة المعصية مرة بعد أخرى، ثم وبعد تكرر العقوبة أو لغير ذلك يرتدع نهائياً ويتوب إلى الله توبة حقيقية، فإن الله قد فسح له ولأمثاله المجال، وأمهله حتى يتحقق ذلك ولا يخرج الإنسان من الدنيا إلا وقد استقر الأمر في حقيقته ونتيجته النهائية على أحد الطرفين، ولا يبقى للمثقل بالمعاصي المستوجب للجنة ـ لرجحان كفة أعماله الصالحة والشفاعة و…. ـ إلا التطهير ومراتب من العقاب في ذلك العالم
الحمد الله على نعمة الولاية