اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
"]
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
يقول : « لا يقاس بال محمد وسلم من هذه الامة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً » .
وهذه كلمة جامعة وعبارة مطلقة :
« لا يقاس بآل محمد ـ ص ـ » ، أي : في شيء من الاشياء .
« من هذه الامة » ، أي : ومن غيرها بالاولوية ، لان هذه الامة « خير امة اخرجت للناس »
« أحد » أي : كائناً من كان .
« ولا يسوى بهم » ، أي : فضلا عن أن يفضل عليهم .
« من جرت نعمتهم بهم » ، والنعمة هنا عامة .
« أبدا » تأييد للنفي ، أو : إن كل ما كان وما يكون إلى الابد من نعمة فهو منهم . وهذا معنى دقيق جليل سنتعرض له ببعض التوضيح في شرح قوله : « إنا صنائع ربنا والناس صنائع لنا » .
وكلام الامام هذا يسد باب المفاضلة بين « أهل البيت » وغيرهم من الانبياء والمرسلين ، والملائكة المقربين ، فضلا عن أصحاب رسول رب العالمين ، ولقد أنصف وأحسن بعض المحققين من أهل السنة فقال بأن من يفضل فلانا على سائر الصحابة لا يقصد تفضيله على علي ، لان عليا من أهل البيت .
فأفضل الخليفة بعد محمد ـ وسلم ـ آله ، وهذا هوالواقع والحقيقة ، لانهم فاقوا كالنبي كل النبيين ـ وهم أشرف المخلوقات ـ في الخلق والخلق والكمالات .
أما في « الخلق » فقد خلقوا والنبي من نور واحد ومن شجرة واحدة ، كما في الاحاديث المستفيضة المتفق عليها .
____________
(1) نهج البلاغة : 47 ، ط . صبحي الصالح .
(2) سورة آل عمران : 110