استغاثة رجل من اهل الخلاف بالمهدي عليه السلام بعدما اشرف على الهلاك
بتاريخ : 25-Oct-2009 الساعة : 04:13 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم من الجن والانس من الاولين والاخرين
حدثني العالم الجليل ، المولى علي الرشتي قال : ( رجعت مرة من زيارة أبي عبد الله () عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات ، فلما ركبنا في بعض السفن الصغار ، التي كانت بين كربلاء و طويريج ، رأيت أهلها من أهل الحلة ، و من طويرج تفترق طريق الحلة و النجف ، و اشتغل الجماعة باللهو و اللعب و المزاح ، رأيت واحداً منهم لايدخل في عملهم ، عليه آثار السكينة و الوقار لايمازح و لايضاحك ، و كانوا يعيبون على مذهبه و يقدحون فيه ، و مع ذلك كان شريكاً في أكلهم و شربهم ، فتعجبت منه إلى أن وصلنا إلى محل كان الماء قليلاً ، فأخرجنا صاحب السفينة ، فكنا نمشي على شاطئ النهر.
فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق ، فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه ، و ذمهم إياه ، و قدحهم فيه ، فقال: هؤلاء من أقاربي من أهل السنة ، و أبي منهم و أمي من أهل الإيمان ، و كنت أيضاً منهم ، ولكن الله منَّ عليَّ بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان () ، فسألت عن كيفية إيمانه ، فقال : اسمي ياقوت ، و أنا أبيع الدهن عند جسر الحلة ، فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن ، من أهل البراري خارج الحلة ، فبعدت عنها بمراحل ، إلى أن قضيت و طري من شراء ما كنت أريده منه ، و حملته على حماري ، و رجعت مع جماعة من أهل الحلة ، و نزلنا في بعض المنازل ، و نمنا ، و انتبهت فما رأيت أحداً منهم ، قد ذهبوا جميعاً ، و كان طريقنا في برية قفر ، ذات سباع كثيرة ، ليس في أطرافها معمورة إلا بعد فراسخ كثيرة .
فقمت ، و جعلت الحمل على الحمار ، و مشيت خلفهم فضلَّ عني الطريق ، و بقيت متحيراً خائفاً من السباع و العطش ، فأخذت أستغيث بالخلفاء ، و المشايخ ، و أسألهم الإعانة ، و جعلتهم شفعاء عند الله تعالى ، و تضرعت كثيراً ، فلم يظهر منهم شيء ، فقلت في نفسي : إني سمعت من أمي أنها كانت تقول : إن لنا إماماً حياً ، يكنى أبا صالح يرشد الضال ، و يغيث الملهوف ، و يعين الضعيف ، فعاهدت الله تعالى أن استغثت به فأغاثني ، أن أدخل في دين أمي.
فناديته ، و استغثت به ، فإذا بشخص في جنبي ، و هو يمشي معي ، و عليه عمامة خضراء ، قال رحمه الله : و أشار حينئذٍ إلى نبات حافة النهر ، قال : كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات .
ثم دلني على الطريق ، و أمرني بالدخول في دين أمي ، و ذكر كلمات نسيتها ، قال : ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة ، قال : فقلت ، يا سيدي أنت لاتجييء معي إلى هذه القرية ، فقال ما معناه: لا ، لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ، ثم غاب عني ، فما مشيت إلا قليلاً إليها وصلت إلى القرية ، و كان في مسافة بعيدة ، و وصل الجماعة إليها بعدي بيوم ، فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني طاب ثراه ، و ذكرت له القصة ، فعلمني معالم ديني ، فسألته عن عمل أتوصل به إلى لقائه ( ) مرة أخرى ، قال : زر أبا عبد الله () أربعين ليلة الجمعة ، قال : فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجُمع إلى أن بقي واحدة ، فذهبت من الحلة في يوم الخميس ، فلما وصلت إلى باب البلد ، فإذا جماعة من أعوان الظلمة ، يطالبون الواردين التذكرة ، و ما كان عندي تذكرة ، و لاقيمتها ، فبقيت متحيراً و الناس متزاحمون على الباب ، فأردت مراراً ، أن أتخفى و أجوز عنهم ، فما تيسر لي ، و إذا بصاحبي صاحب الأمر ( ) في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد ، فلما رأيته استغثت به ، فخرج و أخذني معه ، و أدخلني على فراقه ( ) ، و قد ذهب عن خاطري بعض ما كان في تلك الحكاية.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
يامجيب دعوة المضطرين
باااااااارك الله بك وسلمت اناملك على كتابة مثل هذا الموضوع القيم وفقك الباري عز وعجل بحق محمد وال محمد في الدنيا والاخرة
اخوك فتى المهدي