اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لماذا أمر الله جل جلاله الملائكة بالسجود لآدم؟
(ينابيع المودة للحافظ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي: ج1 ص95 ب24) مصدر من مصادر العامة "أخواننا أهل السنة"
(التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري:88، بحار الأنوار جلد 26 ص327) مصدر من مصادر الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهُم صَلِّ عَلىَ مُحَمدٍ وآل مُحَمَدٍ الطّيِبيِنَ الطـــاهِرينَ
قال علي بن الحسين عليهما السلام: حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله قال: قال: يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعاً من صلبه ... إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره ... رأى النور ولم يتبين الأشباح .
فقال: يا رب ما هذه الأنوار؟
قال الله جل جلاله: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ... ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك ... إذ كنت وعاءاً لتلك الأشباح.
فقال آدم: يا رب لو بينتها لي.
فقال الله تعالى: انظر يا آدم إلى ذروة العرش ... فنظر آدم ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش ... فانطبع فيه صور أشباحنا كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية ... فرأى أشباحنا.
فقال آدم: ما هذه الأشباح يا رب؟
قال الله تعالى: يا آدم ... هذه الأشباح أفضل خلائقي وبرياتي ... هذا محمد وأنا الحميد المحمود في أفعالي ... شققت له اسماً من اسمي وهذا علي وأنا العلي العظيم ... شققت له اسماً من اسمي ... وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرضين ... فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي ... وفاطم أوليائي عما يعتريهم ويشينهم ... فشققت لها اسماً من اسمي ... وهذا الحسن وهذا الحسين وأنا المحسن المجمل ... شققت اسميهما من اسمي.
هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي ... بهم آخذ وبهم أعطي ... وبهم أعاقب وبهم أثيب ... فتوسل إلي بهم يا آدم ... وإذا دهتك داهية فاجعلهم إلي شفعاءك ... فإني آليت على نفسي قسماً حقاً لا أخيب بهم آملا ولا أرد بهم سائلا.
فلذلك حين نزلت منه الخطيئة دعا الله جل جلاله بهم فتاب عليه وغفر له.
تأملات في الحديث أعلاه:
أولاً: في قوله جل جلاله "ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك" يتضح أنه يعني بقوله "لذلك" أي لذلك السبب الذي سبق ذكره صار أو حدث الأمر التالي:- وهو الأمر للملائكة بالسجود لشخص آدم على نبينا وآله و. أن سبب أمر الله جل جلاله الملائكة بالسجود لآدم هو احتواء صلبه - على أنوار أهل البيت .
ثانياً: في قوله جل جلاله "إذ كنت وعاءاً لتلك الأشباح" تأكيد على سبب أمره جل جلاله للملائكة بالسجود لآدم على نبينا وآله و ... ويتجلى ذلك بقوله "إذ كنت" حيث أنها تفيد أنه أمرت الملائكة بالسجود لك "لأنك كنت" وعاءاً لتلك الأشباح ... كما أن قوله جل جلاله "وعاءاً لتلك الأشباح" تفيد بحد ذاتها أن الملائكة ما أمرت بالسجود لآدم على نبينا وآله و إلا لكونه وعاءاً لهؤلاء الأشباح ... ولولا كونه كذلك لما كان ذلك الأمر ... وبالطبع لولا ذلك الأمر لما كان السجود.
ثالثاً: لما رأى نبي الله آدم الأشباح وسأل ربه أن ما هذه الأشباح؟... أجابه عز وجل: "يا آدم، هذه الأشباح أفضل خلائقي وبرياتي"، الله سبحانه وتعالى كان يخاطب نبيه آدم فيقول له "يا آدم" ثم يخبره "هذه الأشباح أفضل خلائقي وبرياتي" ... نفهم من هذا أنهم أفضل حتى من نبي الله آدم ... فالتفضيل مطلق.
رابعاً: في قوله جل جلاله "هذا محمد وأنا الحميد المحمود في أفعالي ... شققت له اسماً من اسمي ..." إلى أن قال: "وهذا الحسن وهذا الحسين ... وأنا المحسن المجمل ... شققت اسميهما من اسمي" ... يبين الله سبحانه وتعالى أنه عظم أهل البيت فاشتق أسماءهم من اسمه جل وعلا ... فلم يرتبطوا بالله سبحانه في خلقهم من نوره ... بل وحتى في أقل الأمور وأصغرها ارتبطوا به تعالى. فارتبطوا بالله حتى في أسمائهم ... وما كان ذلك لآدم على نبينا وآله و ... فيتضح هنا مدى أفضليتهم عند الله تعالى على نبيه آدم .
خامساً: ثم يقول المولى العظيم: "هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي" فهم أخير وأكرم عند الله. ويقول كذلك: "بهم آخذ وبهم أعطي" فإذا كان جل وعلا بهم يعطي ويرزق ... وبهم يأخذ ويسلب العطاء ... فهم بحبهم وولائهم أساس العبادة والطاعة ... فالعطاء مكافأة وثواب الله سبحانه لعبده العابد المطيع له ... والأخذ وسلب الرزق هي عقوبته تعالى لعبده العاصي.
ويؤكد الله سبحانه ذلك المعنى حين يقول جل جلاله: "وبهم أعاقب وبهم أثيب" فهم مقياس المستحق للعقوبة والثواب.
سادساً: "فتوسل إلي بهم يا آدم" أمر من الله سبحانه وتعالى لنبيه آدم على نبينا وآله و بأن يتوسل إليه بهم ... أو هي نصيحة على أقل تقدير ... حيث كان ذلك الموقف بعد معصية نبي الله آدم لأمر ربه التي جاءت في قوله تعالى: (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ) طه 121... فهنا الله سبحانه يأمر أو ينصح نبيه آدم أن توسل إلي بهؤلاء الأشباح حتى تنال المغفرة وأتوب عليك ... فكيف نُلام إن توسلنا بهم نحن الذين لا فضل لنا أمام نبي الله آدم نفسه؟! ... وإن كان الله يأمر وينصح نبيه آدم بالتوسل بهم وهو من أنبيائه العظام، ألسنا أولى بالإئتمار بهذا الأمر والانتصاح بهذه النصيحة؟!
بل وعندما نكمل نقرأ في خطاب الرب الجليل لنبيه آدم "وإذا دهتك داهية فاجعلهم إلي شفعاءك"... إذا كان نبي الله آدم محتاج لشفاعتهم سلام الله عليهم في دنياه وآخرته إذ الدواهي تصيبنا في الدنيا وتصيبنا في الآخرة في أهوال يوم القيامة والحساب ... فكيف بنا؟! كيف لا نحتاجهم شفعاء لنا إلى الله سبحانه وتعالى؟!
ثم يقول جل جلاله: "فإني آليت على نفسي قسماً حقاً لا أخيب بهم آملا ولا أرد بهم سائلا" ولم يقل جل جلاله ذلك في خلق غيرهم، فلم لا نأمل ونسأل بهم ... وهم فقط من قال فيهم الرب الجليل هذا القول العظيم؟!
ثم يقول الحبيب محمد : "فلذلك حين نزلت منه الخطيئة ... دعا الله عز وجل بهم فتاب عليه وغفر له" ويُفهم من قوله هذا أن الله سبحانه وتعالى ما تاب على آدم على نبينا وآله و إلا لما دعاه بهم ولأنه دعاه بهم حيث يتوضح هذا المفهوم الذي خرجنا به من أمر الله سبحانه وتعالى ونصيحته لنبيه آدم بقوله "فتوسل إلي بهم".
اللّهُم صَلِّ عَلىَ مُحَمدٍ وآلِ مُحَمَدٍ الطّيِبيِنَ الطـــاهِرينَ
و عَجّل فَرجَهُم
و العن اعدائهم يا عظيم
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ....
(ماخلقت سماءا مبنية ولا أرضا مدحية ولا قمرا منيرا ولا شمسا مضيئة ولا فلكا يدور ولا بحرا يجري ولا فلكا تسري إلا لأجلكم ومحبتكم )...
حديث الكساء
كل شيء خاضع خاشع لهم من الذرة الى المجرة صلوات الله عليهم اجمعين ..
سلمت أناملكم أخي الكريم الميزان على هذا الطرح النوراني المميز ..