الجزيرة الخضراء - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ

إضافة رد
كاتب الموضوع منتظرة المهدي مشاركات 30 الزيارات 10639 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي الجزيرة الخضراء
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 12:19 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


الجزيرة الخضراء


قال العلامة المجلسي(قدس سره):
اقول:وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الابيض احببت ايرادها لاشتمالها على ذكر من رآه،و لما فيه من الغرائب.
و انما افردت لها بابا لاني لم اظفر به في الاصول المعتبرة.و لنذكرها بعينها كما وجدتها:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي هدانا لمعرفته و الشكر له على ما منحنا للاقتداء بسنن سيد بريته محمد الذى اصطفاه من بين خليقته و خصّنا بمحبة علىّ و الائمة المعصومين من ذرّيته صلى اللّه عليهم اجمعين الطيبين الطاهرين و سلم تسليما كثيرا.
و بعد:فقد وجدت فى خزانة أمير المؤمنين()،و سيّد الوصيّين،و حجة ربّ العالمين،و امام المتّقين،علىّ بن ابي طالب()،بخط الشيخ الفاضل و العالم العامل،الفضل بن يحيى بن علىّ الكوفى(قدس اللّه روحه)ما هذا صورته:
الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمد و آله و سلّم.
و بعد:فيقول الفقير الى عفو اللّه سبحانه تعالى الفضل بن يحيى بن علىّ الطيّبي الامامىّ الكوفى(عفا اللّه عنه):قد كنت سمعت من الشيخين الفاضلين العاملين الشيخ شمس الدين بن نجيح الحلّي و الشيخ جلال الدّين عبد اللّه بن الحزام الحلّي(قدّس اللّه روحيهما و نوّر ضريحيهما) فى مشهد سيد الشهداء و خامس أصحاب الكساء مولانا و امامنا أبي عبد اللّه الحسين()فى النصف من شهر شعبان سنة تسع و تسعين و ستمائة من الهجرة النبويّة على مشرّفها محمد و آله أفضل الصلاة و أتمّ التحيّة،حكاية ما سمعاه من الشيخ الصالح التقي و الفاضل الورع الزّكىّ زين الدين علي بن فاضل المازندراني،المجاور بالغرىّ - على مشرّفه السلام - حيث اجتمعا به فى مشهد الامامين الزكييّن الطاهرين المعصومين السعيدين (عليهما السلام)بسرّ من رأى و حكى لهما حكاية ما شاهده و رآه فى البحر الأبيض،و الجزيرة الخضراء من العجائب فمرّ بى باعث الشوق الى رؤياه،و سألت تيسير لقياه،و الاستماع لهذا الخبر من لقلقة فيه باسقاط رواته،و عزمت على الانتقال الى سرّ من رأى للاجتماع به.
فاتّفق انّ الشيخ زيد الدين علي بن فاضل المازندراني انحدر من سرّ من رأى الى الحلّة فى أوائل شهر شوال من السنة المذكورة ليمضى على جارى عادته و يقيم فى المشهد الغروي على مشرّفه السلام.
فلمّا سمعت بدخوله الى الحلّة و كنت يومئذ بها قد انتظر قدومه فاذا أنا به وقد أقبل راكبا يريد دار السيد الحسيب،ذي النسب الرّفيع،و الحسب المنيع،السيد فخر الدين الحسن بن علىّ الموسوي المازندراني نزيل الحلّة(اطال اللّه بقاه) و لم أكن اذ ذاك الوقت أعرف الشيخ الصالح المذكور لكن خلج فى خاطري انّه هو.
فلمّا غاب عن عينى تبعته الى دار السيد المذكور فلمّا رآني مقبلا ضحك فى وجهي و عرّفني بحضوره فاستطار قلبى فرحا و سرورا و لم أملك نفسي على الصبر على الدخول اليه فى غير ذلك الوقت.
فدخلت الدّار مع السيد فخر الدّين فسلّمت عليه،و قبّلت يديه،فسأل السيد عن حالي،فقال له:هو الشيخ فضل بن الشيخ يحيى الطيّبي صديقكم فنهض واقفا و أقعدني فى مجلسه و رحّب بي و أحفى السؤال عن حال أبي و أخي الشيخ صلاح الدّين لأنّه كان عارفا بهما سابقا،و لم أكن فى تلك الأوقات حاضرا بل كنت فى بلدة واسط،أشتغل فى طلب العلم عند الشيخ العالم العامل الشيخ أبي اسحاق ابراهيم بن محمد الواسطي الامامي تغمّده اللّه برحمته،و حشره فى زمرة ائمته().
فتحادثت مع الشيخ الصالح المذكور متّع اللّه المؤمنين بطول بقائه فرأيت فى كلامه امارات تدلّ على الفضل فى أغلب العلوم من الفقه و الحديث،والعربيّة بأقسامها،و طلبت منه شرح ما حدّث به الرجلان الفاضلان العالمان العاملان الشيخ شمس الدين و الشيخ جلال الدين الحلّيان المذكوران سابقا(عفا اللّه عنهما) فقصّ لي القصّة من أوّلها الى آخرها بحضور السيد الجليل السيد فخر الدين نزيل الحلّة صاحب الدّار،و حضور جماعة من علماء الحلّة و الأطراف،قد كانوا أتوا لزيارة الشيخ المذكور وفّقه اللّه،وكان ذلك فى اليوم الحادى عشر من شهر شوال سنة تسع و تسعين و ستمائة و هذه صورة ما سمعته من لفظه أطال اللّه بقائه،و ربّما وقع فى الألفاظ التى نقلتها من لفظه تغيير،و لكنّ المعاني واحدة قال حفظه اللّه تعالى:
قد كنت مقيما فى دمشق الشام،منذ سنين،مشتغلا بطلب العلم،عند الشيخ الفاضل الشيخ عبد الرحيم الحنفي وفّقه اللّه لنور الهداية فى علمي الاصول و العربيّة،وعند الشيخ زين الدّين بن علي المغربي الأندلسي المالكي فى علم القراءة لأنّه كان عالما فاضلا عارفا بالقراءات السبع،و كان له معرفة فى أغلب العلوم من الصرف و النحو و المنطق و المعاني و البيان و الأصولَيْن( ) وكان ليّن الطبع لم يكن عنده معاندة فى البحث و لا فى المذهب لحسن ذاته.
فكان اذا جرى ذكر الشيعة يقول:«قال علماء الاماميّة»،بخلاف من المدرّسين فانّهم كانوا يقولون عند ذكر الشيعة:قال علماء الرّافضة،فاختصصت به و تركت التّرددالى غيره،فأقمنا على ذلك برهة من الزّمان أقرأ عليه فى العلوم المذكورة.
فاتّفق انّه عزم على السّفر من دمشق الشام،يريد الدّيار المصريّة،فلكثرة المحبّة التى كانت بيننا عزّ علىّ مفارقته،وهو ايضا كذلك،فآل الأمر الى انّه هداه اللّه صمّم العزم على صحبتى له الى مصر،وكان عنده جماعة من الغِباء مثلي،يقرؤون عليه فصحبه أكثرهم.
فسرنا فى صحبتة الى أن وصلنا مدينة بلاد مصر المعروفة بالقاهرة،و هي أكبر من مدائن مصر كلّها،فأقام بالمسجد الأزهر مدّة يدرّس،فتسامع فضلاء مصر بقدومه،فوردوا كلّهم لزيارته و للانتفاع بعلومه،فأقام فى قاهرة مصر مدّة تسعة أشهر،و نحن معه على أحسن حال و اذا بقافلة قد وردت من الأندلس و مع رجل منها كتاب من والد شيخنا الفاضل المذكور يعرّفه فيه بمرض شديد قد عرض له انّه يتمنّى الاجتماع به قبل الممات،و يحدّثه فيه على عدم التأخير.
فرّق الشيخ من كتاب أبيه و بكى،و صمّم العزم على المسير الى جزيرة الأندلس،فعزم بعض تلامذة على صحبته،و من الجملة أنا،لأنّه هداه اللّه قد كان أحبّني محبّة شديدة و حسّن لي المسير معه،فسافرت الى الأندلس فى صحبته فحيث وصلنا الى أوّل قرية من الجزيرة المذكورة،عرضت لي حمّى منعتني عن الحركة.
فحيث رآني الشيخ على تلك الحالة رقّ لي و بكى،و قال:يعزّ علىّ مفارقتك،فأعطى خطيب تلك القرية التى وصلنا اليها عشرة دراهم،و أمره أن يتعاهدني حتى يكون منّي أحد الأمرين،و انّ منَّ اللّه بالعافية اتّبعه الى بلده،هكذا عهد اليّ بذلك وفّقه اللّه بنور الهداية الى طريق الحقّ المستقيم،ثمّ مضى الى بلد الأندلس،و مسافة الطريق من ساحل البحر الى بلده خمسة أيام.
فبقيت فى تلك القرية ثلاثة أيام لا أستطيع الحركة لشدّة ما أصابني من الحمّى ففي آخر اليوم الثالث فارقتني الحمّي،و خرجت أدور فى سكك تلك القرية فرأيت قَفلا قد وصل من جبال قريبة من شاطىء البحر الغربي يجلبون الصوف و السمن و الأمتعة،فسألت عن حالهم فقيل:انّ هؤلاة يجيئون من جهة قريبة من أرض البربر،و هي قريبة من جزائر الرافضة.
فحيث سمعت ذلك منهم ارتحت اليهم،و جذبني باعث الشوق الى أرضهم،فقيل لي:انّ المسافة خمسة و عشرون يوما،منها يومان بغير عمارة و لا ماء،و بعد ذلك فالقرى متّصلة،فاكتريت معهم من رجل حمارا بمبلغ ثلاثة دراهم،لقطع تلك المسافة التى لا عمارة فيها،فلمّا قطعنا معهم تلك المسافة و وصلنا ارضهم العامرة،تمشيت راجلاً و تنقلت على اختيارى من قرية الى اخرى الى أن وصلت الى اوّل تلك الأماكن،فقيل لي:انّ جزيرة الروافض قد بقي بينك و بينها ثلاثة أيام،فمضيت و لم أتأخر.
فوصلت الى جزيرة ذات أسوار أربعة،و لها أبراج محكمات شاهقات،و تلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطيء البحر،فدخلت من باب كبيرة يقال لها:باب البربر،فدرت فى سككها أسأل واقعا عن مسجد البلد،فهديت عليه،و دخلت اليه فرأيته جامعا كبيرا معظما واقعا على البحر من الجانب الغربي من البلد،فجلست فى جانب المسجد لأستريح و اذا بالمؤذن يؤذن للظهر و نادى بحىّ على خير العمل و لمّا فرغ دعا بتعجيل الفرج للامام صاحب الزمان(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
فأخذتني العبرة بالبكاء،فدخلت جماعة بعد جماعة الى المسجد،و شرعوا فى الوضوء على عين ماء تحت شجرة فى الجانب الشرقي من المسجد،و أنا أنظر اليهم فرحا مسرورا لما رأيته من وضوئهم المنقول عن ائمة الهدى().
فلمّا فرغوا من وضوئهم و اذا برجل قد برز من بينهم بهىّ الصورة،عليه السكينة و الوقار،فتقدّم الى المحراب،و أقام الصلاة،فاعتدلت الصفوف وراءه و صلّى بهم اماما و هم به مامومون صلاة كاملة بأركانها المنقولة عن ائمتنا () على الوجه المرضىّ فرضا و نفلا و كذا التعقيب و التسبيح،و من شدة ما لقيته من وعثاء السفر،و تعبي فى الطريق لم يمكنّي أن أصلّى معهم الظهر.
فلمّا فرغوا و رأوني أنكروا علىّ عدم اقتدائي بهم،فتوجّهوا نحوي باجمعهم و سألوني عن حالي و من أين أصلي،و ما مذهبى؟
فشرحت لهم أحوالي و انّي عراقي الأصل،و امّا مذهبي فانّني رجل مسلم أقول أشهد ان لا اله الّا اللّه وحده لا شريك له،و أشهد انّ محمد عبده و رسوله أرسله(بالهدى)و دين الحقّ ليظهره على الأديان كلّها و لو كره المشركون.
فقالوا لي:لم تنفعك هاتان الشهادتان الاّ لحقن دمك فى دار الدنيا لم لا تقول الشهادة الأخرى لتدخل الجنّة بغير حساب؟
فقلت لهم:ما تلك الشهادة الأخرى؟اهدونى اليها يرحمكم اللّه فقال لي امامهم:الشهادة الثالثة هى أن تشهد أنّ أمير المؤمنين،و يعسوب المتّقين،و قائد الغرّ المحجّلين علي بن أبي طالب و الأئمة الأحد عشر من ولده أوصياء رسول اللّه و خلفائه من بعده بلا فاصلة،قد أوجب اللّه عزوجل طاعتهم على عباده،و جعلهم أولياء أمره و نهيه،و حججا على خلقه فى أرضه،و أماناء لبريّته،لأنّ الصادق الأمين محمدا رسول ربّ العالمين () أخبر بهم عن اللّه تعالى مشافهة من نداء اللّه عزوجل له () فى ليلة معراجه الى السماوات السبع،و قد صار من ربّه كقاب قوسين أو أدنى،و سمّاهم له واحدا بعد واحد(صلوات اللّه وسلامه عليه و عليهم اجمعين).
فلمّا سمعت مقالتهم هذه حمدت اللّه سبحانه على ذلك،و حصل عندي أكمل السرور،و ذهبت عنّي تعب الطريق من الفرح،و عرّفتهم انّي على مذهبهم،فتوجّهوا الىّ توجّه اشفاق،و عيّنوا لي مكانا فى زوايا المسجد و ما زالوا يتعاهدوني بالعزّة و الاكرام مدة اقامتي عندهم و صار امام مسجدهم لا يفارقني ليلا و لا نهارا.
فسألته عن ميرة أهل بلده من أين تأتي اليهم فانّي لا أرى لهم أرضا مزروعة؟
فقال:تأتي اليهم ميرتهم من الجزيرة الخضراء من البحر الأبيض،من جزائر أولاد الامام صاحب الأمر(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
فقلت له:كم تأتيكم ميرتكم فى السنة؟
فقال:مرّتين،و قد أتت مرّة و بقيت الأخرى.
فقلت: له: كم بقي حتى تأتيكم؟
قال:أربعة أشهر.
فتأثرت لطول المدّة،و مكثت عندهم مقدار أربعين يوما أدعوا اللّه ليلا و نهاراً بتعجيل مجيئها،و أنا عندهم فى غاية الاعزاز و الاكرام.
و فى آخر يوم من الأربعين ضاق صدري لطول المدّة فخرجت الى شاطىء البحر انظر الى جهة المغرب التى ذكر أهل البلد انّ ميرتهم تأتي اليهم من تلك الجهة.
فرأيت شبحا من بعيد يتحرّك،فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد و قلت لهم:هل يكون فى البحر طير أبيض؟فقالوا لي:لا،فهل رأيت شيئا؟قلت:نعم،فاستبشروا و قالوا:هذه المراكب التى تأتي الينا فى كلّ سنة من بلاد أولاد الامام(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
فما كان الّا قليلا حتّى قدمت تلك المراكب،و على قولهم انّ مجيئها كان فى غير الميعاد،فقدم مركب كبير و تبعه آخر و آخر حتّى كملت سبعا،فصعد من المركب الكبير شيخ مربوع القامة،بهىّ المنظر،حسن الزىّ،و دخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل على الوجه المنقول عن ائمة الهدى () و صلّى الظهرين،فلمّا فرغ من صلاته التفت نحوي مسلما علىّ،فرددت ،فقال:ما اسمك و أظنّ أنّ اسمك علي؟قلت:صدقت.
فحادثني بالسرّ محادثة من يعرفني فقال:ما اسم ابيك؟و يوشك أن يكون فاضلا؟
قلت:نعم،و لم أكن أشك فى انّه قد كان فى صحبتنا من دمشق.
فقلت:أيّها الشيخ!ما أعرفك بي و بأبي؟هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق الشام الى مصر؟
فقال:لا.
قلت:و لا من مصر الى الأندلس؟
قال:لا،و مولاي صاحب العصر(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
قلت له:فمن أين تعرفني باسمي و اسم أبي؟
قال:اعلم أنّه قد تقدّم الىّ وصفك،و أصلك،و معرفة اسمك و شخصك و هيئتك و اسم أبيك،و أنا أصحبك معي الى الجزيرة الخضراء.
فسررت بذلك حيث قد ذُكِرْتُ ولي عندهم اسم،و كان من عادته انّه لا يقيم عندهم الّا ثلاثة أيام فأقام اسبوعا و أوصل الميرة الى أصحابها المقرّرة لهم،فلمّا أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرّر لهم،عزم على السفر،و حملني معه،و سرنا فى البحر.
فلمّا كان فى السادس عشر من مسيرنا فى البحر رأيت ماء أبيض فجعلت أطيل النظر اليه،فقال لي الشيخ و اسمه محمد:ما لي أراك تطيل النظر الى هذا الماء؟
فقلت له:انّي أراه على غير لون ماء البحر.
فقال لي:هذا هو البحر الأبيض،و تلك الجزيرة الخضراء،و هذا الماء المستدير حولها مثل السّور من اىّ الجهات أتيته وجدته،و بحكمة اللّه تعالى ان مراكب اعدائنا اذا دخلته غرقت و ان كانت محكمة ببركة مولانا و امامنا صاحب العصر(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).فاستعملته و شربت منه،فاذا هو كماء الفرات.
ثمّ انّا لمّا قطعنا ذلك الماء الأبيضّ وصلنا الى الجزيرة الخضراء لا زالت عامرة آهلة،ثم صعدنا من المركب الكبير الى الجزيرة الخضراء و دخلنا البلد،فرأيته محصّنا بقلاع و أبراج و أسوار سبعة واقعة على شاطىء البحر،ذات أنهار و أشجار مشتملة على انواع الفواكه و الأثمار المنوّعة،و فيها أسواق كثيرة،و حمّامات عديدة،و أكثر عمارتها برخام شفّاف،وأهلها فى أحسن الزىّ و البهاء،فاستطار قلبي سرورا لما رأيته.
ثمّ مضى بي رفيقي محمد بعد ما استرحنا فى منزله الى الجامع المعظّم،فرأيت فيه جماعة كثيرة و فى وسطهم شخص جالس عليه من المهابة و السكينة و الوقار ما لا أقدر(أن)أصفه،و الناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم،و يقرؤون عليه القرآن و الفقه،و العربيّة بأقسامها،و أصول الدين و الفقه الذى يقرؤونه عن صاحب الأمر(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)مسألة مسألة،و قضيّة قضيّة،و حكما حكما.
فلمّا مثلت بين يديه،رحبّ بي و أجلسني فى القرب منه،و أحفى السؤال عن تعبي فى الطريق و عرّفني انّه تقدّم اليه كلّ أحوالي،و انّ الشيخ محمد رفيقي انّما جاء بى بأمر من السيد شمس الدين العالم أطال اللّه بقاءه.
ثمّ أمر لي بتخلية موضع منفرد فى زاوية من زوايا المسجد،و قال لي:هذا يكون لك اذا اردت الخلوة و الراحة،فنهضت و مضيت الى ذلك الموضع،فاسترحت فيه الى وقت العصر،و اذا أنا بالموكّل بي قد أتى الىّ و قال لى:لا تبرح من مكانك حتى يأتيك السيد و أصحابه لأجل العشاء معك،فقلت:سمعا و طاعة.
فما كان الّا قليلا و اذا بالسيد سلّمه اللّه قد أقبل،و معه أصحابه،فجلسوا و مدّت المائدة فأكلنا و نهضنا الى المسجد مع السيد لأجل صلاة المغرب و العشاء،فلمّا فرغنا من الصلاتين ذهب السيد الى منزله،و رجعت الى مكاني و أقمت على هذه الحال مدّة ثمانية عشر يوما،و نحن فى صحبته أطال اللّه بقائه.
فأوّل جمعة صلّيتها معهم رأيت السيد سلّمه اللّه صلّى الجمعة ركعتين فريضة واجبة.
فلمّا انقضت الصلاة قلت:يا سيّدي قد رأيتكم صلّيتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة؟
قال:نعم،لأنّ شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت.
فقلت فى نفسى:ربّما كان الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) حاضرا.
ثم فى وقت آخر سألت منه فى الخلوة:هل كان الامام حاضراً؟فقال:لا،ولكنّي أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
فقلت:يا سيدي!و هل رأيت الامام(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)؟
قال:لا،و لكنّي حدّثني أبي (رحمة اللّه عليه) انّه سمع حديثه و لم ير شخصه و انّ جدّي (رحمة اللّه عليه) سمع حديثه و رأى شخصه.
فقلت له:و لم ذاك يا سيدي يختصّ بذلك رجل دون آخر؟
فقال لي:يا أخى!انّ اللّه سبحانه و تعالى يؤتي الفضل من يشاءمن عباده،و ذلك لحكمة بالغة و عظيمة قاهرة كما انّ اللّه تعالى اختصّ من عباده الأنبياء و المرسلين،و الأوصياء المنتخبين،و جعلهم اعلاما لخلقه،و حججا على برّيته،و وسيلة بينهم و بينه ليهلك من هلك عن بيّنة،و يحيي من حىّ عن بيّنة،و لم يخل أرضه بغير حجّة على عباده للطفه بهم،و لابدّ لكلّ حجة من سفير يبلغ عنه.
ثمّ انّ السيد سلّمه اللّه أخذ بيدى الى خارج مدينتهم،و جعل يسير معى نحو البساتين،فرأيت فيها أنهارا جارية،و بساتين كثيرة،مشتملة على أنواع الفواكه،عظيمة الحسن و الحلاوة،من العنب و الرّمان،و الكمّثرى و غيرها ما لم أرها فى العراقين،و لا فى الشامات كلّها.
فبينما نحن نسير من بستان الى آخر اذ مرَّ بنا رجل بهىّ الصورة،مشتمل ببردتين من صوف أبيض،فلمّا قرب منّا سلّم علينا و انصرف عنّا،فأعجبنى هيئته فقلت للسيد سلّمه اللّه:من هذا الرجل؟
قال لي:اتنظر الى هذا الجبل الشاهق؟
قلت:نعم.
قال:انّ فى وسطه لمكانا حسنا و فيه عين جارية،تحت شجرة ذات اغصان كثيرة و عندها قبّة مبنيّة،بالآجر و انّ هذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلك القبّة،و أنا أمضي الى هناك فى كلّ صباح جمعة،و أزور الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) منها و أصلّي ركعتين،و أجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج اليه من المحاكمة بين المؤمنين،فمهماتضمّنته الورقة أعمل به،فينبغي لك أن تذهب الى هناك و تزور الامام(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)من القبّة.
فذهبت الى الجبل فرأيت القبّة على ما وصف لي سلّمه اللّه،و وجدت هناك خادمين،فرحّب بي الذي مرّ علينا و أنكرني الآخر،فقال له:لا تنكره فانّي رأيته فى صحبة السيد شمس الدين العالم،فتوجه الىّ و رحّب بي و حادثاني و أتيا لي بخبز و عنب فأكلت و شربت من ماء تلك العين التى عند تلك القبّة،و توضّأت و صلّيت ركعتين.
و سألت الخادمين عن رؤية الامام(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)،فقالا لي:الرؤية غير ممكنة و ليس معنا اذن فى اخبار أحد،فطلبت منهم الدعاء،فدعيا لي،و انصرفت عنهما،و نزلت من ذلك الجبل الى أن وصلت الى المدينة.
فلمّا وصلت اليها ذهبت الى دار السيد شمس الدين العالم،فقيل لي:انّه خرج فى حاجة له،فذهبت الى دار الشيخ محمد الذي جئت معه فى المراكب فاجتمعت به و حكيت له عن مسيري الى الجبل،و اجتماعي بالخادمين،و انكار الخادم علىّ،فقال لي:ليس لأحد رخصة فى الصعود الى ذلك المكان،سوى السيد شمس الدين و امثاله،فلهذا وقع انكار منه لك،فسألته عن أحوال السّيد شمس الدّين أدام اللّه افضاله،فقال:انّه من أولاد الامام،و انّ بينه و بين الامام(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) خمسة آباء و انّه النائب الخاص عن أمر صدر منه(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
قال الشيخ الصالح زين الدين علي بن فاضل المازندراني المجاور بالغري على مشرّفه السلام:و استأذنت السيد شمس الدين العالم،أطال اللّه بقاءه فى نقل بعض المسائل التى يحتاج اليها عنه،و قراءة القرآن المجيد،و مقابلة المواضع المشكلة من العلوم الدينيّة و غيرها فأجاب الى ذلك و قال:اذا كان و لابدّ من ذلك فابدأ أوّلا بقراءة القرآن العظيم.
فكان كلّما قرأت شيئا فيه خلاف بين القرّاء أقول له:قرأ حمزة كذا،و قرأ الكسائي كذا،و قرأ عاصم كذا،و أبو عمرو بن كثير كذا.
فقال السيد سلّمه اللّه:نحن لا نعرف هؤلاء،و انّما القرآن نزل على سبعة أحرف،قبل الهجرة،من مكة الى المدينة و بعدها لمّا حجّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّمحجّتة الوداع،نزل عليه الروح الأمين جبرئيل() ،فقال:يا محمد اتل علىّ القرآن حتّى أعرفك أوائل السور،و أواخرها،و شأن نزولها.
فاجتمع اليه علىّ بن أبي طالب،و ولده الحسن و الحسين(عليهما السلام) ،و ابّي بن كعب،و عبد اللّه بن مسعود،و حذيفه بن اليمان،و جابر بن عبد اللّه الانصاري،و أبو سعيد الخدري،و حسّان بن ثابت،و جماعة من اصحابه رضى اللّه عن المنتجبين منهم،فقرأ النبي صلّى اللّه عليه و اله القران من اوّله الى آخره،فكان كلّما مرّ بموضع فيه اختلاف بيّنه له جبرئيل() و أمير المؤمينين() يكتب ذاك فى درج من أدم،فالجميع قراءة أمير المؤمنين و وصىّ رسول ربّ العالمين.
فقلت له:،يا سيدي أرى بعض الآيات غير مرتبطة بما قبلها و بما بعدها،كأنّ فهمي القاصر لم يصر الى غورية ذلك.
فقال:نعم،الأمر كما رأيته أو ذلك (انّه) لمّا انتقل سيّد البشر محمد بن عبد اللّه من دار الفناء الى دار البقاء و فعل صنما قريش ما فعلاه،من غصب الخلافة الظاهرية،جمع أمير المؤمنين() القرآن كلّه،و وضعه فى ازار و أتى به اليهم و هم فى المسجد.
فقال لهم:هذا كتاب اللّه سبحانه امرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلّم أن أعرضه اليكم لقيام الحجّة عليكم،يوم العرض بين يدي اللّه تعالى،فقال له فرعون هذه الأئمة و نمرودها:لسنا محتاجين الى قرآنك،فقال() :لقد أخبرني حبيبي محمد صلّى اللّه عليه و اله و سلّم بقولك هذا،و انّما أردت بذلك القاء الحجة عليكم.
فرجع أمير المؤمنين() به الى منزله،و هو يقول:لا اله الّا انت،وحدك لا شريك لك،لا رادّ لما سبق فى علمك،و لا مانع لما اقتضته حكمتك،فكن أنت الشاهد لي عليهم يوم العرض عليك.
فنادى ابن ابي قحافة بالمسلمين،و قال لهم:كلّ من عنده قرآن من آية أو سورة فليأت بها.
فجاءه أبو عبيدة بن الجراح،و عثمانو سعد بن أبي وقاص،و معاوية بن أبي سفيان،و عبد الرحمن بن عوف،و طلحة بن عبيد اللّه،و أبو سعيد الخدري،و حسّان بن ثابت،و جماعات من المسلمين و جمعوا هذا القرآن،و أسقطوا ما كان فيه من المثالب التى صدرت منه،بعد وفاة سيّد المرسلين().
فلهذا ترى الآيات غير مرتبطة و القرآن الذي جمعه أمير المؤمنين() بخطّه محفوط عند صاحب الأمر() فيه كلّ شىء حتى أرش الخدش،و أمّا هذا القرآلن،فلا شك و لا شبهه فى صحّته، و انّما كلام اللّه سبحانه هكذا صدر عن صاحب الأمر().
قال الشيخ فاضل علىّ بن فاضل:نقلت عن السيد شمس الدين حفظه اللّه مسائل كثيرة تنوف على تسعين مسألة،و هي عندي جمعتها فى مجلّد و سمّيتها بالفوائد الشمسيّة و لا أطلع عليها الاّ الخاص من المؤمنين،و ستراه ان شاء اللّه تعالى.
فلمّا كانت الجمعة الثانية و هي الوسطى من جمع الشهر،و فرغنا من الصلوة و جلس السيد سلّمه اللّه فى مجلس الافادة للمومنين و اذا أنا أسمع هرجا و مرجا و جزلة عظيمة خارج المسجد،فسألت من السيد عمّا سمعته،فقال لي:انّ أمراء عسكرنا يركبون فى كل جمعة من وسط كلّ شهرّو ينتظرون الفرج فاستأذنته فى النّظر اليهم فأذن لي.
فخرجت لرؤيتهم،و اذا هم جمع كثير يسبحون اللّه و يحمدونه،و يهلّلون جلّ و عزّ،و يدعون بالفرج للامام القائم بأمر اللّه و الناصح لدين اللّه محمد بن الحسن المهدي الخلف الصالح،صاحب الزمان(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
ثمّ عدت الىّ مسجد السيّد سلّمه اللّه فقال لي:رأيت العسكر؟
فقلت:نعم.
قال:فهل عددت أمراءهم؟
قلت:لا.
قال:عدّتهم ثلاثمأة ناصر،و بقي ثلاثة عشر ناصرا،و يعجّل اللّه لوليّه الفرج بمشيّته انّه جواد كريم.
قلت:يا سيدي و متى يكون الفرج؟
قال:يا أخي انّما العلم عند اللّه و الأمر متعلّق بمشيّته سبحانه و تعالى،حتى انّه ربّما كان الامام(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) لا يعرف ذلك بل له علامات و أمارات تدلّ على خروجه،من جملتها أن ينطق ذو الفقار بأن يخرج من غلافه،و يتكلّم بلسان عربي مبين:قم يا ولىّ اللّه،فاقتل بى اعداء اللّه.
و منها ثلاثة أصوات يسمعها الناس كلّهم،الصوت الأوّل:أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.
و الصوت الثاني:ألا لعنة اللّه على الظالمين لآل محمد .
و الثالث بدن يظهر فيُرى فى قرن الشمس يقول:انّ اللّه بعث صاحب الأمر محمد بن الحسن المهدي() فاسمعوا له و أطيعوا.
فقلت:يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث عن صاحب الأمر(عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) انّه قال لمّا أمر بالغيبة الكبرى:من رآني بعد غيبتي فقد كذب،فكيف فيكم من يراه؟!
فقال:صدقت انّه (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) انّما قال ذلك فى ذلك الزّمان لكثرة اعدائه من أهل بيته و غيرهم من فراعنة بني العباس،حتى انّ الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدّث بذكره،و فى هذا الزمان تطاولت المدّة و أيس منه الأعداء و بلادنا نائية عنهم و عن ظلمهم و عنائهم،و ببركته لا يقدر أحد من الأعداء على الوصول الينا.
قلت:يا سيدي!قد روت علماء الشيعة حديثا عن الامام انّه أباح الخمس لشيعته،فهل رويتهم عنه ذلك؟
قال:نعم،انّه رخّص و أباح الخمس لشيعته من ولد علي و قال:هم فى حلّ من ذلك.
قلت:و هل رخّص للشيعة أن يشتروا الاماء و العبيد من سبي العّامة؟قال:نعم،و من سبي غيرهم لأنّه قال:عاملوهم بما عاملو به أنفسهم،و هاتان المسألتان زائدتان على المسائل التى سمّيتها لك.
و قال السيّد سلّمه اللّه:انّه يخرج من مكة بين الرّكن و المقام فى سنة وتر فليرتقبها المؤمنون.
فقلت:يا سيدي قد أحببت المجاورة عندكم الى أن يأذن اللّه بالفرج،فقال لي:اعلم يا أخي انّه تقدّم الىّ كلام بعودك الى وطنك،و لا يمكنني و ايّاك المخالفة،لأنّك ذو عيال و غبت عنهم مدّة مديدة،و لا يجوز لك التخلّف عنهم أكثر من هذا.
فتأثّرت من ذلك و بكيت.
و قلت:يا مولاي و هل تجوز المراجعة فى أمري؟
قال:لا.
قلت:يا مولاي و هل تأذن لي فى أن أحكي كلّما قد رأيته و سمعته؟
قال:لا بأس أن تحكي للمؤمنين لتطمئن قلوبهم،الّا كيت و كيت،و عيّن ما لا أقوله.
فقلت:يا سيدي أما يمكن النظر الى جماله و بهائه ؟
قال:لا،ولكن اعلم يا أخي انّ كلّ مؤمن مخلص يمكن أن يرى الامام و لا يعرفه،فقلت:يا سيّدي أنا من جملة عبيده المخلصين،و لا رأيته.
فقال لي:بل رأيته مرّتين;مرّة منها لمّا أتيت الى سرّ من رأى و هي أوّل مرّة جئتها،و سبقك أصحابك و تخلّفت عنهم،حتى وصلت الى نهر لا ماء فيه فحضر عندك فارس على فرس شهباء،و بيده رمح طويل،و له سنان دمشقي،فلمّا رأيته خفت على ثيابك،فلمّا وصل اليك قال لك:لا تخف اذهب الى أصحابك،فانّهم ينتظرونك تحت الشجرة.
فأذكرني و اللّه ما كان،فقلت:قد كان ذلك يا سيّدي.
قال:و المرّة الأخرى حين خرجت من دمشق تريد مصرا مع شيخك الأندلسي،و انقطعت عن القافلة،و خفت خوفا شديدا،فعارضك فارس على فرس غرّاء محجّلة،و بيده رمح ايضا،و قال لك:سر ولا تخف الى قرية على يمينك و نم عند أهلها الليلة،و أخبرهم بمذهبك الذي ولدت عليه،و لا تتّق منهم فانّهم مع قرى عديدة جنوبي دمشق،مؤمنون مخلصون،يدينون بدين علي بن ابي طالب و الأئمة المعصومين من ذرّيته .أكان ذلك يا ابن الفضل؟
قلت:نعم و ذهبت الى عند أهل القرية و نمت عندهم فأعزّوني و سألتهم عن مذهبهم،فقالوا لي - من غير تقيّة منّي - :نحن على مذهب أمير المؤمنين،و وصيّى رسول ربّ العالمين علي بن ابي طالب و الأئمة المعصومين من ذرّيته .
فقلت لهم من أين لكم هذا المذهب؟و من أوصله اليكم؟
قالوا:أبو ذر الغفاري رضي اللّه عنه حين نفاه عثمان الى الشام،و نفاه معاوية الى أرضنا هذه،فعمّتنا بركته،فلمّا أصبحت طلبتُ منهم اللحوق بالقافلة فجهّزوا معي رجلين الحقاني بها،بعد أن صرّحت لهم بمذهبي.

فقلت له:يا سيدي هل يحجّ الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) فى كلّ مدّة بعد مدّة؟
قال لي:يا ابن فاضل!الدّنيا خطوة مؤمن،فكيف بمن لم تقم الدّنيا الّا بوجوده و وجود آبائه نعم يحجّ فى كلّ عام و يزور آباءه فى المدينة و العراق،و طوس،على مشرّفيها السلام،و يرجع الى أرضنا هذه.

ثمّ انّ السيّد شمس الدين حثّ علىَّ بعدم التأخير بالرجوع الى العراق و عدم الاقامة فى بلاد المغرب، و ذكر لي انّ دراهمهم مكتوب عليها:لا اله الّا اللّه،محمد رسول اللّه،علي ولي اللّه،محمد بن الحسن القائم بأمر اللّه.و أعطاني السيّد منها خمسة دراهم و هى محفوظة عندي للبركة.
ثمّ انّه سلّمه اللّه،وجّهني مع المراكب التى أتيت معها الى أن وصلنا الى تلك البلدة التى أوّل ما دخلتها من أرض البربر،و كان قد أعطاني حنطة و شعيرا فبعتها فى تلك البلدة بمائة و أربعين دينارا ذهبا من معاملة بلاد المغرب،و لم أجعل طريقى على الأندلس امتثالا لأمر السيّد شمس الدين العالم أطال اللّه بقائه،و سافرت منهامع الحجيج المغربىّ الى مكة شرّفها اللّه تعالى و حججت،و جئت الى العراق و أريد المجاورة فى الغرىّ على مشرّفه السلام حتى الممات.


إشارة :

الخلاف فى صدق وجود الجزيرة الخضراء و البحر الأبيض و كذبه،قائم منذ زمن طويل،و كذا الخلاف فى صحّة الرواية و عدمها،فانّ مصب الخلاف على امرين،الاول:وجود مثل هذا المكان على الكرة الارضية و الامر الثانى:هو صحة هذه الرواية و عدمها حتى على فرض وجود تلك الجزيرة،و من هنا فالمختلفون ثلاثة اقسام على اقل التقادير،فقسم ينكر الامرين معا،و قسم ينكر الرواية فقط و قسم يقبلهما معا و هناك اقسام اخرى مثل اؤلئك الذين يناقشون فى بعض ما جاء فى الرواية و ليس كله و هؤلاء متفاوتون أيضا فى هذا.

و لكن الكثير من كبار علمائنا المتقدمين ذكروا القصة فى كتبهم و قد ذكر الشيخ النوري(قدس سره)اسمائهم فى النجم الثاقب،و قال السيد ياسين الموسوي في تعليقته على النجم الثاقب:و لم نجد نصّا لاحد من علمائنا السابقين قد انكرها الّا ما نسب الى الشيخ جعفر الكبير(قدس سره) صاحب كشف الغطاء.
نعم،فى تأليفات بعض افاضل علمائنا القريبين بعض الاعتراضات على القصة او بعضها حيث قد يظهر التهافت فى بعض الفقرات،و لكن هذه التهافتات فى بعض الفقرات،تهافتات ظاهرية يمكن بالتدقيق تصحيحها و تقويمها.
و من أراد زيادة الاطلاع،فليراجع النجم الثاقب الجزء الثاني منه.
ثم انه ظهرا أخيرا ما يدل على وجود هذا المكان ببعض الخصوصيات التى وردت فى القصة،او ما يدل على وجود اماكن و نقاط فى هذا العالم لم تصل اليها اقدام الانسان،كما هو المعروف اليوم فى قضايا مثلث برمودا،و بعض الجزر و الغابات الكبيرة المجهولة عندنا،فلعلّ تلك الغابات و الجزر مسكونة و لها اهلها و لها حياتها الاجتماعية الخافية علينا.
فانكار مثل هذه الجزيرة لمجرد وجود بعض العبارات الموهمة أو المتهافتة فيها،غير صحيح.
هذا و قد اخبرني احد اساتذتي الذي لا أشك فى علو قدره و فضله و تقواه،انّ هناك من يزور هذه الجزيرة فى كل سنّة،و يبقى فيها اياما،و لعلّ ذلك يكون فى ايام شهر محرم،شهر شهادة الامام الحسين() و اقامة العزاء عليه.

فهنيئا لمن يوفق لذلك و يتشرف بلقاء اولاد الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) او يتشرف بالنظر الى الطلعة الرشيدة و الغرّة الحميدة لمولانا و مولى العالمين «الحجّة بن الحسن المهدي المنتظر عجل اللّه تعالى فرجه الشريف».



خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 12:38 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

إذا سمحت لي أختي منتظرة المهدي سأضع رد سماحة آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي رداً على ادعاء الجزيرة الخضراء أو ما يطلق عليه حديثاً مثلث بارمودا ...

سنضع البحث على حلقات ...

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 01:18 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

تفضل أخي خادم الزهراء إبداء ومن الآن

موفق في خدمة الخير
وأعننا الله وإياكم على تقديم ما يرضيهم لنكون في الأخرة من الفائزين



خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 01:54 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ماذا عن الجزيرة الخضراء
ومثلث برمودا
السيد جعفر مرتضى العاملي
المركز الإسلامي للدراسات


بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم:

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

هناك رواية يتداولها البعض تعرف برواية: «الجزيرة الخضراء»، وقد ازداد الاهتمام بأمر هذه الرواية بعد أن حاول البعض أن يفعل المستحيل لإظهار صحتها وواقعيتها من أجل أن يخلص إلى دعوى انطباقها على ما ذكرته بعض الجرائد والمجلاّت والإذاعات، معروفة الاتجاه، حول ما يعرف بـ «مثلث برمودا».

هذا.. وبسبب كثرة السؤال عن مدى اعتبار هذه الرواية، فقد أحببنا أن نسجل رأينا حولها، وحول انطباقها ـ لو صحت ودون ذلك خرط القتاد ـ على المثلث المذكور.

ولسوف نعتمد في هذا البحث الموجز الاختصار، والاقتصار على خصوص ما هو ضروري ولازم، من دون أن نرى في أنفسنا رغبة في أن نتعرض لما ذكره هذا الشخص أو ذاك، مادام أن الأمر فيه يتضح بأدنى تأمل فها نحن نقدم حصيلة من نتاج وقفتنا مع هذه الرواية، ولسوف يرى القارئ أنها موجزة وقصيرة، على أمل أن نوفر وقتنا وجهدنا ليصرف فيما هو أهم، ونفعه أعم. فنقول:

الفصل الأول:
النص الكامل لرواية
الجزيرة الخضراء


نص رواية الجزيرة الخضراء:
قال المجلسي (رحمه الله):

أقول: وجدت رسالة مشتهرة بقصة «الجزيرة الخضراء» في البحر الأبيض أحببت إيرادها لاشتمالها على ذكر من رآه، ولما فيه من الغرائب.

وإنما أفردت لها باباً لأني لم أظفر بها في الأصول المعتبرة. ولنذكرها بعينها كما وجدتها:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لمعرفته، والشكر له على ما منحنا للاقتداء بسنن سيد بريته، محمد الذي اصطفاه من بين خليقته، وخصنا بمحبة علي والأئمة المعصومين من ذريته، صلى الله عليهم أجمعين، الطيبين الطاهرين، وسلم تسليماً كثيراً.

وبعد..

فقد وجدت في خزانة أمير المؤمنين ()، وسيد الوصيين، وحجة رب العالمين، وإمام المتقين، علي بن أبي طالب ()، بخط الشيخ الفاضل والعالم العامل، الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الكوفي قدس الله روحه ما هذا صورته:


يتبع >>>


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 02:05 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وسلم..
وبعد:

فيقول الفقير إلى عفو الله سبحانه وتعالى، الفضل بن يحيى بن علي الطيبي الإمامي الكوفي عفا الله عنه:

قد كنت سمعت من الشيخين الفاضلين العالمين، الشيخ شمس الدين بن نجيح الحلي، والشيخ جلال الدين عبد الله بن الحرام الحلي قدس الله روحيهما، ونور ضريحيهما، في مشهد سيد الشهداء وخامس أصحاب الكساء، مولانا وإمامنا أبي عبد الله الحسين () في النصف من شهر شعبان سنة تسع وتسعين وستمائة من الهجرة النبوية على مشرفه محمد وآله أفضل الصلاة وأتم التحية، حكاية ما سمعاه من الشيخ الصالح التقي، والفاضل الورع الزكي، زين الدين علي بن فاضل المازندراني، المجاور بالغري ـ على مشرفيه السلام ـ حيث اجتمعا به في مشهد الإمامين الزكيين الطاهرين، المعصومين السعيدين (عليهما السلام) بسر من رأى، وحكى لهما حكاية ما شاهده ورآه في البحر الأبيض، و«الجزيرة الخضراء» من العجائب.

فمر بي باعث الشوق إلى رؤياه، وسألت تيسير لقياه، والاستماع لهذا الخبر من لقلقة فيه بإسقاط رواته.

وعزمت على الانتقال إلى سر من رأى للاجتماع به.

فاتفق أن الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني انحدر من سر من رأى الى الحلة في أوائل شهر شوال من السنة المذكورة ليمضي على جاري عادته، ويقيم في المشهد الغروي على مشرفه السلام.

فلما سمعت بدخوله إلى الحلة، وكنت يومئذ بها أنتظر قدومه فإذا أنا به وقد أقبل راكبا يريد دار السيد الحسيب، ذي النسب الرفيع، والحسب المنيع، السيد فخر الدين الحسن بن علي الموسوي المازندراني نزيل الحلة أطال الله بقاه.

ولم أكن إذ ذاك أعرف الشيخ الصالح المذكور، لكن خلج في خاطري أنه هو.

فلما غاب عن عيني تبعته إلى دار السيد المذكور، فلما وصلت إلى باب الدار رأيت السيد فخر الدين واقفا على باب داره مستبشراً. فلما رآني مقبلاً ضحك في وجهي وعرفني بحضوره.

فاستطار قلبي فرحاً وسروراً ولم أملك نفسي الصبر على الدخول إليه في غير ذلك الوقت.

فدخلت الدار مع السيد فخر الدين، فسلمت عليه، وقبلت يديه، فسأل السيد عن حالي، فقال له: هو الشيخ فاضل بن الشيخ يحيى الطيبي، صديقكم، فنهض واقفاً، وأقعدني في مجلسه، ورحب بي، وأحفى السؤال عن حال أبي وأخي الشيخ صلاح الدين لأنه كان عارفاً بهما سابقاً، ولم أكن في تلك الأوقات حاضراً، بل كنت في بلدة واسط، أشتغل في طلب العلم عند الشيخ العامل الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الواسطي الإمامي تغمده الله برحمته، وحشره في زمرة أئمته ().

فتحادثت مع الشيخ الصالح المذكور متع الله المؤمنين بطول بقائه، فرأيت في كلامه أمارات تدل على الفضل في أغلب العلوم، من الفقه والحديث، والعربية بأقسامها، وطلبت منه شرح ما حدث به الرجلان الفاضلان، العالمان العاملان، الشيخ شمس الدين، والشيخ جلال الدين، الحليان المذكوران سابقاً، عفا الله عنهما.

فقص لي، القصة من أولها إلى آخرها، بحضور السيد الجليل السيد فخر الدين نزيل الحلة صاحب الدار، وحضور جماعة من علماء الحلة والأطراف، قد كانوا أتوا لزيارة الشيخ المذكور وفقه الله، وكان ذلك في اليوم الحادي عشر من شهر شوال سنة تسع وتسعين وستمائة.

وهذه صورة ما سمعته من لفظه، أطال الله بقاءه وربما وقع في الألفاظ التي نقلتها من لفظه تغيير، لكن المعاني واحدة.

قال حفظه الله تعالى:
قد كنت مقيماً في دمشق الشام، منذ سنين، مشتغلاً بطلب العلم، عند الشيخ الفاضل الشيخ عبد الرحيم الحنفي وفقه الله لنور الهداية في علمي الأصول والعربية، وعند الشيخ زين الدين علي المغربي الأندلسي المالكي في علم القراءة لأنه كان عالماً فاضلاً، عارفاً بالقراءات السبع وكانت له معرفة في أغلب العلوم، من الصرف، والنحو، والمنطق، والبيان، والأصولين(1) وكان لين الطبع، لم يكن عنده معاندة في البحث، ولا في المذاهب لحسن ذاته.

فكان إذا جرى ذكر الشيعة يقول: قال علماء الإمامية. بخلاف المدرسين، فإنهم كانوا يقولون عند ذكر الشيعة: قال علماء الرافضة.

فاختصصت به، وتركت التردد إلى غيره فأقمنا على ذلك برهة من الزمان، أقرأ عليه في العلوم المذكورة.

فاتفق أنه عزم على السفر من دمشق الشام، يريد الديار المصرية فكثرة المحبة التي كانت بيننا عز علي مفارقته، وهو أيضاً كذلك فآل(2) الأمر إلى أنه .
ـــــــــــــــ
(1) كأنه يريد أصول الفقه وأصول الدين، وأما ما في الأصل المطبوع: الأصوليين. فهو تصحيف.
(2) في المطبوعة: قال. وهو تصحيف.


يتبع>>>


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 03:17 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


هداه الله صمم العزم على صحبتي له إلى مصر، وكان عنده جماعة من الغرباء مثلي، يقرؤون عليه فصحبه أكثرهم.

فسرنا في صحبته إلى أن وصلنا مدينة بلاد مصر المعروفة بالفاخرة(1)، وهي أكبر من مدائن مصر كلها، فأقام بالمسجد الأزهر مدة يدرس. فتسامع فضلاء مصر بقدومه فوردوا كلهم لزيارته وللانتفاع بعلومه، فأقام في قاهرة مصر مدة تسعة أشهر، ونحن معه على أحسن حال إذا بقافلة قد وردت من الأندلس، ومع رجل منها كتاب من والد شيخنا الفاضل المذكور يعرفه فيه بمرض شديد قد عرض له، وأنه يتمنى الاجتماع به قبل الممات، ويحثه فيه على عدم التأخير.

فرقّ الشيخ من كتاب أبيه وبكى، وصمم العزم على المسير إلى جزيرة الأندلس، فعزم بعض التلامذة على صحبته، ومن الجملة أنا، لأنه هداه الله قد كان أحبني محبة شديدة، وحسن لي المسير معه فسافرت إلى الأندلس في صحبته، فحيث وصلنا إلى أول قرية من الجزيرة المذكورة، عرضت لي حمى منعتني عن الحركة.

فحيث رآني الشيخ على تلك الحالة رق لي وبكى، وقال: يعز علي مفارقتك، فأعطى خطيب تلك القرية التي وصلنا إليها عشرة دراهم، وأمره أن يتعاهدني حتى يكون مني أحد الأمرين، وإن منّ الله بالعافية أتبعه إلى بلده، هكذا عهد إليّ بذلك وفقه الله بنور الهداية إلى طريق الحق المستقيم، ثم مضى إلى بلد الأندلس، ومسافة الطريق من ساحل البحر إلى بلده خمسة أيام.

فبقيت في تلك القرية ثلاثة أيام لا أستطيع الحركة لشدة ما أصابني من الحمى ففي آخر اليوم الثالث فارقتني الحمى، وخرجت أدور في سكك تلك القرية فرأيت قفلاً قد وصل من جبال قريبة من شاطئ البحر الغربي، يجلبون الصوف والسمن والأمتعة فسألت عن حالهم فقيل:

إن هؤلاء يجيئون من جهة قريبة من أرض البربر، وهي قريبة من جزائر الرافضة.

فحيث سمعت ذلك منهم ارتحت إليهم، وجذبني باعث الشوق إلى أرضهم فقيل لي:

إن المسافة خمسة وعشرون يوماً، منها يومان بغير عمارة ولا ماء.

وبعد ذلك فالقرى متصلة، فاكتريت معهم من رجل حماراً بمبلغ ثلاثة دراهم، لقطع تلك المسافة التي لا عمارة فيها، فلما قطعنا معهم تلك المسافة، ووصلنا أرضهم العامرة، تمشيت راجلاً، وتنقلت على اختياري من قرية إلى أخرى «إلى» أن وصلت إلى أول تلك الأماكن، فقيل لي:

إن جزيرة الروافض قد بقي بينك وبينها ثلاثة أيام، فمضيت، ولم أتأخر.

فوصلت إلى جزيرة ذات أسوار عالية، أولها أبراج محكمات شاهقات، وتلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطئ البحر، فدخلت من باب كبيرة يقال لها: باب البربر، فدرت في سككها أسأل عن مسجد البلد فهديت عليه، ودخلت إليه فرأيته جامعاً كبيراً، معظماً، واقعاً على البحر من الجانب الغربي من البلدة، فجلست في جانب المسجد لأستريح وإذا بالمؤذن يؤذن للظهر ونادى بحي على خير العمل. ولما فرغ دعا بتعجيل الفرج للإمام صاحب الزمان ().

فأخذتني العبرة بالبكاء، فدخلت جماعة بعد جماعة إلى المسجد، وشرعوا في الوضوء، على عين ماء تحت شجرة في الجانب الشرقي من المسجد، وأنا أنظر إليهم فرحاً مسروراً لما رأيته من وضوئهم المنقول عن أئمة الهدى ().

فلما فرغوا من وضوئهم، وإذا برجل قد برز من بينهم بهيّ الصورة، عليه السكينة والوقار، فتقدم إلى المحراب، وأقام الصلاة، فاعتدلت الصفوف وراءه وصلى بهم إماماً، وهم به مأمومون صلاة كاملة بأركانها المنقولة، والتسبيح. ومن شدة ما لقيته من وعثاء السفر، وتعبي في الطريق لم يمكنني أن أصلي معهم الظهر.

فلما فرغوا ورأوني أنكروا علي عدم اقتدائي بهم فتوجهوا نحوي بأجمعهم وسألوني عن حالي ومن أين أصلي، وما مذهبي؟ فشرحت لهم أحوالي وأني عراقي الأصل، وأما مذهبي فإنني رجل مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله «بالهدى» ودين الحق، ليظهره على الأديان كلها ولو كره المشركون.

فقالوا لي: لم تنفعك هاتان الشهادتان إلا لحقن دمك في دار الدنيا.

لم لا تقول الشهادة الأخرى لتدخل الجنة بغير حساب؟

فقلت لهم: وما تلك الشهادة الأخرى؟

اهدوني إليها يرحمكم الله.
-----

(1) الظاهر أن الصحيح هو: القاهرة.

يتبع >>>


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 03:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


فقال لي إمامهم: الشهادة الثالثة هي أن تشهد أن أمير المؤمنين، ويعسوب المتقين، وقائد الغر المحجلين علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده أوصياء رسول الله، وخلفاؤه من بعده بلا فاصلة، قد أوجب الله عز وجل طاعتهم على عباده، وجعلهم أولياء أمره ونهيه، وحججاً على خلقه في أرضه، وأماناً لبريته، لأن الصادق الأمين محمداً رسول رب العالمين () أخبر بهم عن الله تعالى مشافهة من نداء الله عز وجل له () في ليلة معراجه إلى السماوات السبع، وقد صار من ربه كقاب قوسين أو أدنى، وسماهم له واحداً بعد واحد، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.

فلما سمعت مقالتهم هذه حمدت الله سبحانه على ذلك، وحصل عندي أكمل السرور، وذهب عني تعب الطريق من الفرح، وعرّفتهم أني على مذهبهم، فتوجهوا إلي توجه إشفاق، وعينوا لي مكاناً في زوايا المسجد، وما زالوا يتعاهدوني بالعزة والإكرام مدة إقامتي عندهم، وصار إمام مسجدهم لا يفارقني ليلاً ولانهاراً.

فسألته عن ميرة أهل بلده من أين تأتي إليهم فإني لا أرى لهم أرضاً مزروعة.

فقال: تأتي إليهم ميرتهم من «الجزيرة الخضراء» من البحر الأبيض، من جزائر أولاد الإمام صاحب الأمر ().

فقلت له: كم تأتيكم ميرتكم في السنة؟

فقال: مرتين، وقد أتت مرة وبقيت الأخرى.

فقلت: كم بقي حتى تأتيكم؟

قال: أربعة أشهر.

فتأثرت لطول المدة، ومكثت عندهم مقدار أربعين يوماً أدعو الله ليلاً ونهاراً بتعجيل مجيئها، وأنا عندهم في غاية الإعزاز والإكرام، ففي آخر يوم من الأربعين ضاق صدري لطول المدة فخرجت إلى شاطىء البحر، أنظر إلى جهة المغرب التي ذكر أهل البلد أن ميرتهم تأتي إليهم من تلك الجهة.

فرأيت شبحاً من بعيد يتحرك، فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد. وقلت لهم: هل يكون في البحر طير أبيض؟

فقالوا لي: لا، فهل رأيت شيئاً؟

قلت: نعم. فاستبشروا، وقالوا: هذه المراكب التي تأتي إلينا كل سنة من أولاد الإمام ().

فما كان إلا قليل حتى قدمت تلك المراكب، وعلى قولهم: إن مجيئها كان في غير الميعاد فقدم مركب كبير وتبعه آخر، وآخر، حتى كملت سبعاً، فصعد(1) من المركب الكبير، شيخ مربوع القامة، بهي المنظر، حسن الزي، ودخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل على الوجه المنقول عن أئمة الهدى ()، وصلى الظهرين، فلما فرغ من صلاته التفت نحوي مسلماً علي فرددت ()، فقال:

ما اسمك وأظن أن اسمك علي؟

قلت: صدقت.

فحادثني بالسر محادثة من يعرفني.

فقال: ما اسم أبيك؟ ويوشك أن يكون فاضلاً.

قلت: نعم. ولم أكن أشك في أنه قد كان في صحبتنا من دمشق.

فقلت: أيها الشيخ ! ما أعرفك بي وبأبي؟ هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق الشام إلى مصر؟

فقال: لا.

قلت: ولا من مصر إلى الأندلس؟

قال: لا. ومولاي صاحب العصر.

قلت له: فمن أين تعرفني باسمي واسم أبي؟.

قال: اعلم أنه قد تقدم إلي وصفك، وأصلك، ومعرفة اسمك، وشخصيتك، وهيأتك، واسم أبيك، وأنا أصحبك معي إلى «الجزيرة الخضراء».

فسررت بذلك حيث قد ذُكرت ولي عندهم اسم.

وكان من عادته: أنه لا يقيم عندهم إلا ثلاثة أيام فأقام أسبوعاً وأوصل الميرة إلى أصحابها المقررة لهم، فلما أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر لهم، عزم على السفر، وحملني معه، وسرنا في البحر.

فلما كان في السادس عشر من مسيرنا في البحر رأيت ماء أبيض، فجعلت أطيل النظر إليه، فقال لي الشيخ واسمه محمد: ما لي أراك تطيل النظر إلى هذا الماء.

فقلت له: إني أراه على غير لون ماء البحر.

فقال لي: هذا هو البحر الأبيض، وتلك «الجزيرة الخضراء»، وهذا الماء مستدير حوله مثل السور، من أي الجهات أتيته وجدته، وبحكمة الله تعالى إن مراكب أعدائنا إذا دخلته غرقت ـ وإن كانت محكمةً ـ ببركة مولانا وإمامنا صاحب العصر ()، فاستعمله، وشربت منه. فإذا هو كماء الفرات.

ثم إنّا لما قطعنا ذلك الماء الأبيض، وصلنا إلى «الجزيرة الخضراء» لا زالت عامرة أهله ثم صعدنا من المركب الكبير إلى الجزيرة، ودخلنا البلد، فرأيته محصناً بقلاع وأبراج، وأسوار سبعة واقعة على شاطئ البحر، ذات أنهار وأشجار مشتملة على أنواع الفواكه والأثمار المنوعة، وفيها أسواق كثيرة، وحمامات عديدة، وأكثر عمارتها برخام شفاف وأهلها في أحسن الزي والبهاء واستطار قلبي سروراً لما رأيته.

ثم مضى بي رفيقي محمد بعدما استرحنا في منزله إلى الجامع المعظم، فرأيت فيه جماعة كثيرة وفي وسطهم شخص جالس، عليه من المهابة والسكينة والوقار ما لا أقدر [أن] أصفه. والناس يخاطبونه بالسيد شمس الدين محمد العالم، ويقرؤون عليه القرآن والفقه، والعربية بأقسامها، وأصول الدين والفقه الذي يقرؤونه عن صاحب الأمر () مسألة مسألة، وقضية قضية، وحكماً حكماً.

فلما مثلت بين يديه رحب بي وأجلسني في القرب منه، وأحفى السؤال عن تعبي في الطريق وعرفني أنه تقدم إليه كل أحوالي، وأن الشيخ محمد رفيقي إنما جاء بي معه بأمر من السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه.

ثم أمر لي بتخلية موضع منفرد في زاوية من زوايا المسجد، وقال لي:
هذا يكون لك إذا أردت الخلوة والراحة، فنهضت ومضيت إلى ذلك الموضع، فاسترحت فيه إلى وقت العصر، وإذا أنا بالموكل بي قد أتى إلي وقال لي: لا تبرح من مكانك حتى يأتيك السيد وأصحابه لأجل العشاء معك، فقلت: سمعاً وطاعةً.

فما كان إلا قليل وإذا بالسيد سلمه الله قد أقبل، ومعه أصحابه، فجلسوا ومدت المائدة فأكلنا ونهضنا إلى المسجد مع السيد لأجل صلاة المغرب والعشاء.

فلما فرغنا من الصلاتين ذهب السيد إلى منزله، ورجعت إلى مكاني وأقمت على هذه الحال مدة ثمانية عشر يوماً، ونحن في صحبته أطال الله بقاءه.

فأول جمعة صليتها معهم رأيت السيد سلمه الله صلى الجمعة ركعتين فريضة واجبة، فلما انقضت الصلاة قلت: يا سيدي قد رأيتكم صليتم الجمعة ركعتين فريضة واجبة.

قال: نعم، لأن شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت.

فقلت في نفسي: ربما كان الإمام () حاضراً.

ثم في وقت آخر سألت منه في الخلوة: هل كان الإمام حاضراً؟

فقال: لا، ولكني أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه ().

فقلت: يا سيدي وهل رأيت الإمام (

قال: لا، ولكن حدثني أبي ـ رحمه الله ـ أنه سمع حديثه ولم ير شخصه، وأن جدي ـ رحمه الله ـ سمع حديثه، ورأى شخصه.

فقلت له: ولم ذاك يا سيدي، يختص بذلك رجل دون آخر؟


فقال لي:
يا أخي إن الله سبحانه وتعالى يؤتي الفضل من يشاء من عباده وذلك لحكمة بالغة، وعظمة قاهرة كما أن الله تعالى اختص من عباده الأنبياء والمرسلين، والأوصياء المنتجبين، وجعلهم أعلاماً لخلقه، وحججاً على بريته، ووسيلة بينهم وبينه ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، ولم يخل أرضه بغير حجة على عباده للطفه بهم، ولابد لكل حجة من سفير يبلغ عنه.

ثم إن السيد سلمه الله أخذ بيدي إلى خارج مدينتهم، وجعل يسير معي نحو البساتين، فرأيت فيها أنهاراً جارية، وبساتين كثيرة، مشتملة على أنواع الفواكه، عظيمة الحسن والحلاوة، من العنب والرمان، والكمثرى وغيرها، ما لم أرها في العراقين، ولا في الشامات كلها.

فبينما نسير من بستان إلى آخر إذ مر بنا رجل بهي الصورة، مشتمل ببردين من صوف أبيض فلما قرب منا سلم وانصرف عنا، فأعجبتني هيئته.

فقلت للسيد سلمه الله: من هذا الرجل؟

قال لي: أتنظر إلى هذا الجبل الشاهق؟

قلت: نعم.

قال: إن في وسطه لمكاناً حسناً، وفيه عين جارية، تحت شجرة ذات أغصان كثيرة، وعندها قبة مبنية بالآجر، وإن هذا الرجل مع رفيق له خادمان لتلك القبة، وأنا أمضي إلى هناك في كل صباح جمعة، وأزور الإمام () منها، وأصلي ركعتين، وأجد هناك ورقة مكتوب فيها ما أحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين. فمهما تضمنته الورقة أعمل به، فينبغي لك أن تذهب إلى هناك وتزور الإمام () من القبة.

فذهبت إلى الجبل فرأيت القبة على ما وصف لي سلمه الله، ووجدت هناك خادمين، فرحب بي الذي مر علينا وأنكرني الآخر فقال له: لا تنكره، فإني رأيته في صحبة السيد شمس الدين العالم، فتوجه إلي، ورحب بي وحادثاني وأتيا لي بخبز وعنب فأكلت وشربت من ماء تلك العين التي عند تلك القبة، وتوضأت وصليت ركعتين.

وسألت الخادمين عن رؤية الإمام ().

فقالا لي: الرؤية غير ممكنة، وليس معنا إذن في إخبار أحد فطلبت منهم الدعاء، فدعيا لي، وانصرفت عنهما، ونزلت من ذلك الجبل إلى أن وصلت إلى المدينة.

فلما وصلت إليها ذهبت إلى دار السيد شمس الدين العالم، فقيل لي: إنه خرج في حاجة له، فذهبت إلى دار الشيخ محمد الذي جئت معه في المركب فاجتمعت به، وحكيت له عن مسيري إلى الجبل، واجتماعي بالخادمين، وإنكار الخادم علي.

فقال لي: ليس لأحد رخصة في الصعود إلى ذلك المكان سوى السيد شمس الدين وأمثاله، فلهذا وقع الإنكار منه لك.

فسألته عن أحوال السيد شمس الدين أدام الله أفضاله.

فقال: إنه من أولاد أولاد الإمام، وأن بينه وبين الإمام () خمسة آباء، وأنه النائب الخاص عن أمر صدر منه ().

قال الشيخ الصالح زين الدين علي بن فاضل المازندراني، المجاور بالغري على مشرفه السلام.
واستأذنت السيد شمس الدين العالم، أطال الله بقاءه في نقل بعض المسائل التي يحتاج إليها عنه، وقراءة القرآن المجيد، ومقابلة المواضع المشكلة من العلوم الدينية وغيرها، فأجاب إلى ذلك وقال:
إذا كان ولا بد من ذلك فابدأ أولاً بقراءة القرآن العظيم.

فكان كلما قرأت شيئاً فيه خلاف بين القراء أقول: قرأ حمزة كذا، وقرأ الكسائي كذا، وقرأ عاصم كذا، وأبو عمرو بن كثير كذا.

فقال السيد سلمه الله: نحن لا نعرف هؤلاء، وإنما القرآن نزل على سبعة أحرف، قبل الهجرة من مكة إلى المدينة وبعدها لما حج رسول الله () حجة الوداع، نزل عليه الروح الأمين جبرائيل ().

فقال: يا محمد، اتل علي القرآن حتى أعرفك أوائل السور، وأواخرها، وشأن نزولها.

يتبع>>>


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 03:49 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


فاجتمع إليه علي بن أبي طالب، وولداه الحسن والحسين ()، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وحسان بن ثابت، وجماعة من الصحابة رضي الله عن المنتجبين منهم، فقرأ النبي القرآن من أوله إلى آخره فكان كلما مر بموضع فيه اختلاف بيّنه له جبرائيل ()، وأمير المؤمنين () يكتب ذاك في درج من أدم. فالجميع قراءة أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين.


فقلت له:
يا سيدي أرى بعض الآيات غير مرتبطة بما قبلها، وبما بعدها كأن فهمي القاصر، لم يصر إلى غورية ذلك.

فقال: نعم، الأمر كما رأيته وذلك «أنه» لما انتقل سيد البشر محمد بن عبد الله من دار الفناء إلى دار البقاء، وفعل صنما قريش ما فعلاه، من غصب الخلافة الظاهرية، جمع أمير المؤمنين () القرآن كله، ووضعه في إزار وأتى به إليهم وهم في المسجد.

فقال لهم: هذا كتاب الله سبحانه أمرني رسول الله () أن أعرضه إليكم لقيام الحجة عليكم، يوم العرض بين يدي الله تعالى.

فقال له فرعون هذه الأمة ونمرودها: لسنا محتاجين إلى قرآنك.

فقال (): لقد أخبرني حبيبي محمد () بقولك هذا، وإنما أردت بذلك إلقاء الحجة عليكم.

فرجع أمير المؤمنين () به إلى منزله، وهو يقول: لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، لا راد لما سبق في علمك، ولا مانع لما اقتضته حكمتك فكن أنت الشاهد لي عليهم يوم العرض عليك.

فنادى ابن أبي قحافة بالمسلمين، وقال لهم: كل من عنده قرآن من آية أو سورة، فليأت بها، فجاءه أبو عبيدة بن الجراح، وعثمان، وسعد بن أبي وقاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد كذا في الأصل المطبوع والقياس «غور ذلك» يقال غار في الأمر غوراً: أي دقق النظر فيه.

الله، وأبو سعيد الخدري، وحسان بن ثابت، وجماعات المسلمين وجمعوا هذا القرآن وأسقطوا ما كان فيه من المثالب التي صدرت منهم، بعد وفاة سيد المرسلين ().

فلهذا ترى الآيات غير مرتبطة، والقرآن الذي جمعه أمير المؤمنين () بخطه محفوظ عند صاحب الأمر ()، فيه كل شيء حتى أرش الخدش، وأما هذا القرآن، فلا شك ولا شبهة في صحته، وإنما كلام الله سبحانه، هكذا صدر عن صاحب الأمر ().

قال الشيخ الفاضل علي بن فاضل: ونقلت عن السيد شمس الدين حفظه الله مسائل كثيرة تنوف على تسعين مسألة، وهي عندي. جمعتها في مجلد وسميتها بالفوائد الشمسية ولا أطلع عليها إلا الخاص من المؤمنين، وستراه إنشاء الله تعالى.

فلما كانت الجمعة الثانية، وهي الوسطى من جمع الشهر، وفرغنا من الصلاة وجلس السيد سلمه الله في مجلس الإفادة للمؤمنين، وإذا أنا أسمع هرجا ومرجا، وجزلة عظيمة خارج المسجد فسألت من السيد عما سمعته فقال لي: إن أمراء عسكرنا يركبون في كل جمعة من وسط كل شهر، وينتظرون الفرج فاستأذنته في النظر إليهم فأذن لي.

إذا هم جمع كثير، يسبحون الله ويحمدونه، ويهللونه جل وعز، ويدعون بالفرج للإمام القائم بأمر الله والناصح لدين الله [م ح م د] بن الحسن المهدي الخلف الصالح، صاحب الزمان ().
ثم عدت إلى مسجد السيد سلمه الله، فقال لي: رأيت العسكر؟

فقلت: نعم.

قال: فهل عددت أمراءهم؟

قلت: لا.

قال: عدتهم ثلاث مائة ناصر، وبقي ثلاثة عشر ناصرا، ويعجل الله لوليه الفرج بمشيئته، إنه جواد كريم.
قلت: يا سيدي ومتى يكون الفرج؟.

قال: يا أخي إنما العلم عند الله، والأمر متعلق بمشيئته سبحانه وتعالى، حتى إنه ربما كان الإمام () لا يعرف ذلك، بل له علامات وأمارات تدل على خروجه.

من جملتها:

أن ينطق ذوالفقار بأن يخرج من غلافه، ويتكلم بلسان عربي مبين:

قم يا ولي الله، على اسم الله فاقتل بي أعداء الله.

ومنها:
ثلاثة أصوات يسمعها الناس كلهم:


الصوت الأول:

أزفت الآزفة، يا معشر المؤمنين.

والصوت الثاني:

ألا لعنة الله على الظالمين لآل محمد ().

والثالث:
بدن يظهر، فيرى في قرن الشمس، يقول: إن الله بعث صاحب الأمر [م ح م د] بن الحسن المهدي ()، فاسمعوا له وأطيعوا.

فقلت: يا سيدي قد روينا عن مشايخنا أحاديث رويت عن صاحب الأمر ():

أنه قال لما أمر بالغيبة الكبرى: من رآني بعد غيبتي فقد كذب فكيف فيكم من يراه.

فقال: صدقت، إنه () إنما قال ذلك في ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل البيت، وغيرهم من فراعنة بني العباس، حتى إن الشيعة يمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره.

وفي هذا الزمان تطاولت المدة وأيس منه الأعداء. وبلادنا نائية عنهم وعن ظلمهم وعنائهم، وببركته () لا يقدر أحد من الأعداء على الوصول إلينا.

قلت: يا سيدي! قد روت علماء الشيعة حديثاً عن الإمام () أنه أباح الخمس لشيعته فهل رويتم عنه ذلك؟.

قال: نعم، إنه () رخص وأباح الخمس لشيعته من ولد علي () وقال: هم في حل من ذلك.

قلت: وهل رخص للشيعة أن يشتروا الإماء والعبيد من سبي العامة؟ قال: نعم، ومن سبي غيرهم لأنه () قال: عاملوهم بما عاملوا به أنفسهم، وهاتان المسألتان زائدتان على المسائل التي سميتها لك.

وقال السيد سلمه الله: إنه يخرج من مكة بين الركن والمقام في سنة وتر فليرتقبها المؤمنون.

فقلت: يا سيدي، قد أحببت المجاورة عندكم إلى أن يأذن الله بالفرج.

فقال لي: اعلم يا أخي أنه تقدم إلي كلام بعودك إلى وطنك، ولا يمكنني وإياك المخالفة لأنك ذو عيال وغبت عنهم مدة مديدة، ولا يجوز لك التخلف عنهم أكثر من هذا.

فتأثرت من ذلك، وبكيت. وقلت: يا مولاي، وهل تجوز المراجعة في أمري؟
قال: لا.

قلت: يا مولاي، وهل تأذن لي في أن أحكي كلما قد رأيته وسمعته؟

قال: لا بأس أن تحكي للمؤمنين لتطمئن قلوبهم، إلا كيت وكيت، وعين ما لا أقوله.

فقلت: يا سيدي، أما يمكن النظر إلى جماله وبهائه ().

قال: لا، ولكن اعلم يا أخي أن كل مؤمن مخلص يمكن أن يرى الإمام ولا يعرفه.

فقلت: يا سيدي، أنا من جملة عبيده المخلصين، ولا رأيته.

فقال لي: بل رأيته مرتين مرة منها أتيت إلى سر من رأى وهي أول مرة جئتها، وسبقك أصحابك، وتخلفت عنهم، حتى وصلت إلى نهر لا ماء فيه.

فحضر عندك فارس على فرس شهباء، وبيده رمح طويل، وله سنان دمشقي، فلما رأيته خفت على ثيابك. فلما وصل إليك قال لك:

لا تخف اذهب إلى أصحابك، فإنهم ينتظرونك تحت تلك الشجرة. فأذكرني والله ما كان.

فقلت: قد كان ذلك يا سيدي.

قال: والمرة الأخرى حين خرجت من دمشق تريد مصرا مع شيخك الأندلسي، وانقطعت عن القافلة، وخفت خوفاً شديداً، فعارضك فارس على فرس غراء محجلة، وبيده رمح أيضا، وقال لك:

سر ولا تخف إلى قرية على يمينك، ونم عند أهلها الليلة، وأخبرهم بمذهبك الذي ولدت عليه، ولا تتق منهم، فإنهم مع قرى عديدة جنوبي دمشق، مؤمنون مخلصون، يدينون بدين علي بن أبي طالب والأئمة المعصومين من ذريته ().

أكان ذلك يابن فاضل؟.

قلت: نعم وذهبت إلى عند القرية، ونمت عندهم فأعزوني. وسألتهم عن مذهبهم فقالوا لي: من غير تقية مني نحن على مذهب أمير المؤمنين، وصي رسول رب العالمين، علي بن أبي طالب والأئمة المعصومين من ذريته ().

فقلت لهم: من أين لكم هذا المذهب؟ ومن أوصلها إليكم؟.

قالوا: أبو ذر الغفاري رضي الله عنه حين نفاه عثمان إلى الشام، ونفاه معاوية إلى أرضنا هذه، فعمتنا بركته، فلما أصبحت طلبت منهم اللحوق بالقافلة: فجهزوا معي رجلين ألحقاني بها، بعد أن صرحت لهم بمذهبي.

فقلت له: يا سيدي، هل يحج الإمام () في كل مدة بعد مدة؟.

قال لي: يا بن فاضل! الدنيا خطوة مؤمن فكيف بمن لم تقم الدنيا إلا بوجوده، ووجود آبائه (). نعم، يحج في كل عام ويزور آباءه في المدينة، والعراق، وطوس، على مشرفيها السلام، ويرجع إلى أرضنا هذه.

ثم إن السيد شمس الدين حث علي بعدم التأخير بالرجوع إلى العراق وعدم الإقامة في بلاد المغرب، وذكر لي أن دراهمهم مكتوب عليها لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، محمد بن الحسن القائم بأمر الله.

وأعطاني السيد منها خمسة دراهم وهي محفوظة عندي للبركة.

ثم إنه سلمه الله وجهني مع المراكب التي أتيت معها، إلى أن وصلنا إلى تلك البلدة التي أول ما دخلتها من أرض البربر.

وكان قد أعطاني حنطة وشعيراً فبعتها في تلك البلدة بمائة وأربعين ديناراً ذهباً، من معاملة بلد المغرب.

ولم أجعل طريقي على الأندلس امتثالاً لأمر السيد شمس الدين العالم أطال الله بقاءه.

وسافرت منها مع الحجج المغربي إلى مكة شرفها الله تعالى وحججت، وجئت إلى العراق. وأريد المجاورة في الغري على مشرفيها السلام حتى الممات.

قال الشيخ زين الدين، علي بن فاضل المازندراني: لم أر لعلماء الإمامية عندهم ذكراً سوى خمسة: السيد المرتضى الموسوي، والشيخ أبو جعفر الطوسي، ومحمد بن يعقوب الكليني، وابن بابويه، والشيخ أبو القاسم جعفر بن سعيد الحلي.

هذا آخر ما سمعته من الشيخ الصالح التقي، والفاضل الزكي، علي بن فاضل المذكور أدام الله أفضاله، وأكثر من علماء الدهر وأتقيائه أمثاله.

والحمد لله أولاً وآخراً، ظاهراً وباطناً، وصلى الله على خير خلقه سيد البرية، محمد وعلى آله الطاهرين المعصومين وسلم تسليماً كثيراً .
بيان:
«اللقلقة» بفتح اللامين: الصوت، والقفل، بالتحريك: اسم جمع للقافل، وهو الراجع من السفر، وبه سمي القافلة. قوله: «تنوف» أي تشرف وترتفع، وتزيد.

يتبع>>>


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي الفصل الثاني:
قديم بتاريخ : 28-Oct-2009 الساعة : 06:31 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سند رواية الجزيرة الخضراء

سند الرواية:

أما بالنسبة لسند هذه الرواية، فإننا نسجل ما يلي:
أولاً:

بالنسبة للرجل الذي يقول: «وجدت في خزانة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، بخط الشيخ الفاضل، والعالم العامل، الفضل بن يحيى الطيبي الخ».

إن هذا الرجل غير معروف لدينا، فهو مجهول الاسم، والنسب، والحال، بصورة تامة، فمن هو هذا الرجل يا ترى!.

إذ ليس هو المجلسي قطعاً، لأن المجلسي قد صرح بأنه إنما ينقل من رسالة متداولة.

كما أن السيد هاشم البحراني، المعاصر للمجلسي، قد قال: «قال بعض المشايخ: وجدت بخط الشيخ.. الخ . وهذه العبارة لا تدل على سماع السيد البحراني منه.

وعلى تقدير ذلك، فكيف رآه البحراني، ولم يره المجلسي، وهما متعاصران؟.

ولماذا اكتفى المجلسي بالنقل من رسالة متداولة، ولم يبحث عن صاحبها ليسأله عن حقيقة الحال.

ثانياً:
كيف عرف هذا الرجل «المجهول»!!: أن ما وجده هو خط الطيبي بعينه، فهل كان خط الطيبي الذي مات قبله بمئات السنين متداولاً ومعروفاً للناس حتى عرفه هذا الرجل المجهول.

ولعل هذا الرجل المجهول قد اشتبه عليه الأمر بسبب أنه وجده يتحدث في الرواية فتخيل: أن هذا المتحدث هو نفسه الكاتب أيضاً.

مع غفلته عن أنه لا ملازمة بين الأمرين.
وثالثاً:


إننا نلاحظ: أن علي بن فاضل، الذي يوصف في الرواية بالمازندراني، ثم يصف نفسه في نفس الرواية بالعراقي، يهتم بتسجيل بعض الفضائل لنفسه كما يظهر من قوله للسيد شمس الدين، وهو يتحدث عن رؤية الإمام:

«يا سيدي، أنا من جملة عبيده المخلصين، ولا رأيته، فقال لي: بل رأيته مرتين الخ».. ثم ذكرهما له.
كما أن الرواية كلها إنما تسجل فضيلة فريدة له، وأنه قد وصل إلى ما لم يصل إليه أحد، كما وتسجل اهتمام الناحية المقدسة بأمره.

فإذا لاحظنا ذلك، وأضفناه إلى حقيقة: أنه لم يوثقه أحد من معاصريه، وإنما وثقه بعض من تأخر عنه بمئات السنين، والظاهر: أن مستندهم في هذا التوثيق هو نفس رواية «الجزيرة الخضراء»، كما يشير إليه سياق كلماتهم ـ إذا لاحظنا ذلك ـ، فإن النتيجة هي: أنه لا يمكننا الاطمئنان إلى صحة ما نقله لنا هذا الرجل إذ من الممكن أن تكون هذه القضية من صنع خياله بهدف الحصول على الشهرة في الآفاق، أو لأهداف أخرى، كما تعودناه في حالات مشابهة، على مدى العصور.

ورابعاً:
إن مما يزيدنا ريباً في أمر هذا الرجل وقصته هو أن معاصريه ـ كالعلامة الحلي، وابن داود الذي انتهى من تأليف كتابه في الرجال في سنة 707 هـ. وكذا غيرهما من العلماء ـ قد أهملوه إهمالاً كلياً. ولم يشر إليه أحد منهم بأدنى كلمة. مع أن قصته الفريدة والنادرة لابد وأن تثير فيهم الحرص على الإشارة إليه وإليها، والتنويه به وبها، واعتبارها من دلائل الإمام والإمامة، التي تستحق التدوين في المجاميع والمؤلفات. وقد دوّن العلماء ما هو أقل أهمية منها فهل اعتبرها العلماء أكذوبة باطلة؟ أم أنهم لم يسمعوا بها؟ أم أنها لم تكن قد صنعت في عصرهم من الأساس؟!.

كل ذلك محتمل، وكل ذلك يدعونا إلى الشك في الرواية وفي ناقلها.

وأما محاولة الإيراد على هذا بأن هناك بعض الشخصيات لم يذكرها المؤلفون في الرجال، مع أنها كانت معاصرة لهم، ولعل هذا الرجل قد حصل له ما حصل لها.

فهي محاولة غير موفقة، إذ إن تلك الشخصيات قد ثبت لها ذكر في مؤلفات أخرى معاصرة لها، أو ثبتت وثاقتها بقرائن وشواهد أخرى سوى ما حكته تلك الشخصيات عن نفسها. ولم يكن لتلك الشخصيات ـ كما لعلي بن فاضل ـ حكاية فريدة، لم يسجل التاريخ مثلها.

إذن، فيكون هذا الإهمال له ولحكايته من قبل معاصريه، وعدم الاطلاع على شيء من أمره سوى ما ينقله هو عن نفسه مثيراً للريب وللشك في أمره بصورة كبيرة وخطيرة.

وخامساً:
إن مما يلفت النظر أيضاً هو: أن هذه الرواية تصرح بأن علي بن فاضل قد قص قصته من أولها إلى آخرها بحضور الطيبي، وحضور جماعة من علماء الحلة والأطراف، كانوا قد أتوا لزيارة الشيخ المذكور.

ولكننا ـ مع ذلك ـ لم نجد لأحد من هؤلاء جميعاً رواية لهذه القصة، لا بالمباشرة، ولا بالواسطة، رغم أننا نتوقع منهم أن ينشروها في البلاد والعباد، وأن تتناقلها الألسن، وتصبح حديث المحافل والأندية حيث إنها تحدد موضع وجود الإمام وأولاده في ظروف غامضة واستثنائية.

ولقد كنا نتوقع أيضاً: أن يَفِد الناس لزيارة بطل هذا الاكتشاف العجيب، والتبرك به، وسماعها منه وكتابتها عنه، ثم أن يتبرك العلماء بذكر اسمه، وقصته في معاجمهم الرجالية وغيرها.

ولكن أياً من ذلك لم يحدث، ولم نسمع لهذه القصة ذكراً إلا من الطيبي في أوراق وجدت في خزانة كتب عرفها واكتشفها مجهول، ثم اكتُشِفَ صاحبها المجهول بواسطة خطه المعروف فتبارك الله أحسن الخالقين!!.

يتبع>>>


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-Oct-2009 الساعة : 01:20 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


صدق الراوي لا يلازم صدق الرواية:
ولو أغمضنا النظر عما تقدم، وفرضنا ثبوت صدق هذا الرجل «علي بن فاضل» فيما يرويه، ويحكيه لنا، فإن ذلك لا يلزم منه صدق المحكي، إذ ليس لنا طريق لإثبات صدق شمس الدين محمد العالم فيما يدعيه.

فقد يكون ثمة جزيرة تسمى بـ: «الخضراء»، وفيها رجل اسمه شمس الدين، وجماعة آخرون، يدعون أنهم من أحفاد الإمام المهدي ()، ومن أنصاره.

ولكن كيف يمكن إثبات صحة دعواهم تلك، فلعلهم يريدون تضليل الناس والتلاعب بعقولهم ومشاعرهم عن هذا الطريق، الذي نجد فيه الكثيرين يحاولون إثبات شيء منه لأنفسهم لأهداف شيطانية ماكرة.

ووجودهم في جزيرة حولها ماء أبيض لا يكفي لذلك.

إذ إن علي بن فاضل لم يشاهد بنفسه هلاك أعداء أهل البيت () في ذلك البحر، ولا رأى غرق سفنهم. وإنما هي مجرد دعوى سمعها من رفيقه الذي كان معه.

وأما إخبار الذي أتى بالميرة إلى جزيرة الرافضة لعلي بن فاضل باسمه، واسم أبيه، وصفته فهو أيضا لا يكفي لإثبات صدق هذه الدعوى. لاسيما وأن من الممكن لهم الحصول على معلومات كهذه بالوسائل العادية، بأن يكون لهم في الجزيرة من يخبرهم بكل قادم إليها.

مع العلم بأن علي بن فاضل يعتقد: أنه كان قد رأى هذا الرجل معهم في القافلة من دمشق إلى مصر، وقال: «ولم أكن أشك في أنه قد كان في صحبتنا من دمشق ـ زاد في تبصرة الولي قوله: وإلى جزيرة الأندلس ـ فقلت: أيها الشيخ، هل كنت معنا حيث سافرنا من دمشق إلى مصر.
قال: لا، ومولاي.

قلت: ولا من مصر إلى الأندلس؟

قال: لا، والله»(1).

فنلاحظ:
أنه اكتفى منه بإخباره بأنه لم يكن معهم!! مع العلم بأن هذه القافلة مهما كبرت واتسعت فإن من هم فيها سيتعرف بعضهم على بعض بسبب طول المدة، والاضطرار إلى التعامل مع أصحابها، ومع العلم بأنه ما كان يشك في كونه قد كان معهم.
ـــــــــــــــ
(1) تبصرة الولي ص246 وراجع رواية المجلسي المتقدمة.

يتبع>>>


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc