|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
من وصية للإمام علي بن أبي طالب لابنه الإمام الحسن عليهما السلام، كتبها إليه وهو منصرف
بتاريخ : 29-Oct-2009 الساعة : 10:29 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
من وصية للإمام علي بن أبي طالب لابنه الإمام الحسن عليهما السلام، كتبها إليه وهو منصرفٌ من صفين:
" أُوصِيكَ بِتقوَى اللهِ - أَيْ بُنيَّ - وَلزُوم أَمْرهِ، وَعِمَارَةِ قَلبِكَ بِذِكْرِهِ، والاعتصام بِحَبْلِهِ، وَأَيُّ سَبَب أَوثقُ مِنْ سَبَب بَيْنكَ وَبَيْنَ اللهِ عَزّ وَجَلَّ إِنْ أَنتَ أَخَذتَ بِهِ! أَحْيِ قلبَكَ بِالمَوْعِظةِ، وَأَمِتهُ بِالزَّهَادَةِ، وَقَوِّهِ بِاليَقِينِ، وَنَوِّرْهُ بِالحِكمَةِ، وَذلله بِذِكرِ المَوْتِ، وَقَرِّرْهُ بِالفناءِ، وَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنيَا، وَحَذرْهُ صَوْلةَ الدَّهْرِ وَفحْشَ تقَلبِ الليَالِي وَالأيَّام ، وَاعْرضْ عَليْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ، وَذكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الأَوَّلِينَ، وَسِرْ فِي دِيَارهِمْ وَآثَارهِمْ، فَانظر فيْمَا فَعَلوا عَمَّا انتقَلوا، وَأَيْنَ حَلوا وَنزَلوا! فَإِنكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انتقَلوا عَنِ الأَحِبَّةِ، وَحَلوا دِيَار َالغرْبَةِ، وَكأنكَ عَنْ قَلِيل قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ.
فَأَصْلِحْ مَثوَاكَ، وَلا تبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنيَاكَ، وَدَع الْقَوْلَ فِيَما لاَ تعْرفُ، وَالخِطابَ فِيَما لمْ تُكَلفْ، وَأَمْسِكْ عَنْ طَريق إِذا خِفتَ ضَلالَتهُ، فَإِنَّ الكَفَّ عِندَ حَيْرَةِ الضَّلال خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الأهْوَال، وَأْمُرْ بالْمَعْرُوفِ تكنْ مِنْ أَهْلِهِ، وَأَنكِرِ المُنكَرَ بِيَدِكَ وَلِسَانِكَ .
.. وَلاَ تَأخذكَ فِي اللهِ لَوْمَة لاَئِم، وَخُض الغَمَرَاتِ لِلحَقِّ حَيْثُ كَانَ ، وَتفقهُ فِي الدِّين ، وَعَوِّدْ نفسَكَ التصَّبْرَ عَلى الْمَكْرُوهِ، وَنِعْمَ الخُلقُ التصَبُّرُفي الْحَقِّ ! وَأَلجىءْ نفسَكَ فِي أُمُوركَ كُلهَا إِلَى إِلهكَ، فَإِنكَ تلجئُهَا إِلى كَهْفٍ حَريز، وَمَانِع عَزيز، وَأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلةِ لِرَبِّكَ، فَإِنَّ بِيَدِهِ العَطَاءَ وَالحِرْمَانَ، ..
أَيْ بُنيَّ ، إِني وَإِنْ لمْ أَكنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كانَ قَبْلِي ، فَقَدْ نظرْتُ فِي أَعْمَالِهمْ، وَفكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ، وَسِرْتُ فِي آثَارهِمْ ، حَتى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ ، .. فَتفهَّمْ يَا بُنيَّ وَصِيَّتِي، وَاعْلمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الحَيَاةِ ، وَأَنَّ الخَالِقَ هُوَ المُمِيتُ، وَأَنَّ الْمُفنِيَ هُوَ الْمُعِيدُ، وَأَنَّ المُبْتلِيَ هُوَ المُعَافِي، وَأَنَّ الدُّنيَا لمْ تَكنْ لِتستقِرَّ إِلا عَلى مَا جَعَلهَا اللهُ عَليْهِ مِنْ النعْمَاءِ، والإبتِلاءِ، وَالْجَزَاءِ فِي المَعَادِ، أَوْ مَاشَاءَ مِمَّا لاَ تعْلمُ، ..
يَا بُنيَّ اجْعَلْ نَفسَكَ مِيزَاناً فِيَما بَيْنكَ وَبَيْنَ غيْركَ، فأَحْبِبْ لِغيْركَ مَا تحِبُّ لِنفسِكَ، وَاكرَهْ لَهُ مَا تكرَهُ لهَا، وَلاَ تظلمِْ كَمَا لاَ تحِبُّ أَنْ تظلَمَ، وَأَحْسِنْ كَمَا تحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ، وَاسْتقبِحْ مِنْ نفسِكَ مَا تسْتقبِحُهُ مِنْ غيْركَ، وَارْضَ مِنَ الناسِ بِمَا ترْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نفسِكَ، وَلاَ تقلْ مَا لا تعْلمُ وَإِنْ قَلَّ مَا تعْلمُ، وَلاَ تقلْ مَا لاَ تحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ. ..
وَإِيَّاكَ أَنْ تغترَّ بِمَا ترَى مِنْ إِخلادِ أَهْل الدُّنيَا إِلَيْهَا، وَتكَالبِهمْ عَليْهَا، .. فَإِنمَا أَهْلهَا كِلابٌ عَاويَةٌ، وَسِبَاعٌ ضَاريَةٌ، يَهرُّ بَعْضُهَا بَعْضا ً، يَأكلُ عَزيزُهَا ذلِيلهَا، وَيَقهَرُ كَبيرُهَا صَغِيرَهَا،.. وَلاَ تكوننَّ مِمَّنْ لاَ تنفعُهُ العِظة إلاَّ إِذَا بَالغتَ فِي إِيلامِهِ، فإِنَّ العَاقِلَ يَتعِظ بالأدب ، وَالبَهَائِمَ لاَ تتعِظُ إِلا بِالضَّرْبِ.
إسْتوْدِعِ اللهَ دِينكَ وَدُنيَاكَ، وَاسْأَلهُ خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الْعَاجِلةِ وَالآجلَةِ، وَالدُّنيَا وَالآخِرَةِ، وَالسَّلام .
لا تنسوا المجاهدين من دعائكم
شبكة المعارف الإسلامية
|
آخر تعديل بواسطة موالية صاحب البيعة ، 30-Oct-2009 الساعة 05:57 AM.
سبب آخر: إضافة المصدر
|
|
|
|
|