اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
رئيس دولة أم عميد أمة
سقطت الدولة، بإعدام رأسها وعميدها. بعد دخول القوات الغازية، التي كانت مصادر النفط اكبر همها. وقدمت جيوش الدول متعددة الجنسيات، تحت مظلة الأمم المتحدة. للمساعدة في إتمام تلك المهمة.
خلال هذا الوضع المأساوي، وكما هو معروف تاريخيا. يكون الانفلات الأمني، واضحا جليا. وفي مقدور ذوي النفوس الضعيفة، أن يبيعوا وطنهم ومدخراته إلى من يدفع الثمن. أو يقوموا بأي عمل تخريبي، ليشيعوا الفساد والفوضى. مع غياب قوة الدولة - وسلطة القانون، وموت الضمير - والإحساس الوطني.
كان أبو الهيجاء، احد المستغلين لذلك الظرف الحرج. ومع إن دوره جانبيا، حيث كان يقوم بمرافقة الجيش المستعمر كمترجم. لكن تلك الجيوش كانت كلاب مسعورة، تهاجم الآمنين في بيوتهم - وتنهشهم على فرشهم. بدعوى الانتماء، إلى منظمات تقاوم المحتل. أو الاشتباه في أسمائهم، مع من يرفض بيع، ضميره ودينه وقومه. وهم يحاولون الحصول على بعض الأمن والراحة في بيوتهم، في حين يفتقدونها خارجها.
لشعوره بقبيح عمله - وعظم ذنبه، يغمر وجهه بقناع من الخزي والعار. لا يقل وهو خلفه، عن تلك الوحوش الضارية في شيء. معتقدا أن لا احد، يتمكن من التعرف عليه وفضحه.
لكنه لم يتمكن من البقاء طويلا، ومواصلة عمالته. ففر بجلده، قبل أن يحين وقت التخلص منه. بعد أن وصل المحتل إلى مراده، ولم يعد بحاجة إليه.
ما قتل العباسيون لأبي مسلم الخراساني، بكبير فرق عن هذا الطريق. وهو الذي أجهد نفسه، للتخلص من الأمويين. وحاول بعد ذلك الانقلاب على أسياده الجدد، وتسليم القيادة بيد الإمام الصادق(ع). ليتمكن بذلك من الوصول إلى هدفه، والإمساك بزمام الأمور. بعد أن يستتب له ما يريد.
لكن مشروع الإمام(ع)، قد اقره الله - العلي الأعلى - في اللوح المحفوظ. وكان أهم وأعظم من تولي حكم - أو التغلب على خصم. كان إنقاذ الأمة، وإرجاعها إلى هدي نبيها(ص). بعد أن حرفه الأمويون، وباعوه في سبيل عروشهم. وروضوه وميعوه، لخدمة شهواتهم ونزواتهم.
فبدل من أن يكون رئيس دولة، تندثر بزواله. أصبح زعيم امة، لا تزال تعترف له بما قدم من تضحيات. في سبيل بعثها من ركام الجهل والتخلف، ليمكنها من قيادة الدنيا إلى التقدم والحضارة. ففتح الجامعات، وخرج الكثير من المتخصصين في كافة مجالات الحياة. فاعترف له بذلك، العدو قبل الصديق.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف، السعودية