|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
إضاءات من نور المراجع والعلماء
العائلة والمجتمع في فكر الإمام الخميني
بتاريخ : 30-Oct-2009 الساعة : 06:36 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين
العائلة والمجتمع في فكر الإمام الخميني
شكّلت الحضارة الإسلامية الوسطية فيما يتعلق بالقيم والأخلاق والنفس والجسد ، فهي لا تُلغي إرادة الإنسان واختياره و لا تُكرّس العنصرية والتهميش واستغلال القوي للضعيف ، لا تلغي الفرد ولا الجماعة ، فلكل دوره و مساحته و فاعليته .
وبالمرور في واحة المفاهيم الإسلامية نتوقف عند خصوصيات المجتمع والأسرة من وجهة نظر إسلامية ، حيث نجد اهتماماً لافتاً بالاجتماع ، لما يشكله من مجالٍ معرفي متميز يرتبط بمختلف شؤون المجتمع و يرصد التغييرات الاجتماعية المعاصرة التي تتصل موضوعاتها بحياة الناس .
الإسلام اهتم بالبيئة الاجتماعية و عواملها بالمعنى الواسع للمصطلح ، المجتمع والأسرة والأقران والأصدقاء ، الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة الواردة عن النبي (ص) و أهل بيته المعصومين (ع) كثيرة و موجودة بشكلٍ لافت في القرآن الكريم و كتب الأحاديث .
على متن هذه الصفحات نقتطف بعض كلمات و توجيهات للإمام الخميني (قدس) في حديثه عن الأسرة والأبناء والمجتمع كنموذج إسلامي لعالم و قائد فذ مثَّلَ قدوة على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والفكرية والفقهية . في حديث له يقول :
ينبغي لأجواء الأسرة أن تكون بمنزلة مدرسة ، تعلم البراعم أحكام الإسلام و تهذِّب أخلاقهم ، على الأسرة أن تسلِّم المعلمين براعم مهذَّبة ، و هم بدورهم يجب عليهم أن يهذبوهم أكثر فأكثر» .
هنا قرن الإمام (قدس سره) بين الأسرة والمدرسة و بيّن التكامل بين دور الأهل و دور المعلمين من أجل جيل يتحلى بالأخلاق والقيم والشريعة الإسلامية الغرَّاء .
و يشير الإمام في مكان آخر إلى الأجواء العامة في المجتمع ، التي تؤثر على الأفراد ، فإذا كانت هذه الأجواء سليمة فسوف ينشأ أفراد صالحون ، خصوصاً بالنسبة للأطفال حيث يقول الإمام :
«إنَّ نفوس الأطفال مهيأة للانقياد إما إلى الفساد و إما إلى الصلاح ، فإذا كانوا في مجتمع صالح نشأوا صالحين و إذا كانوا في مجتمع فاسدٍ قد يكونون في المستقبل فاسدين» ثم ينتقل الإمام (قدس سره) ليتناول دور الأم داخل أسرتها حيث يعطيها بعداً مهماً و بارزاً على صعيد هذه الأسرة و أفرادها و من كلماته : «في أحضان الأمهات تربى هؤلاء الشباب الذين ضحوا من أجل الإسلام» .
هنا إطلالة على الدور الملقى على عاتق أركان الأسرة ليراقبوا ، و يرشدوا و ينصحوا و ينفتحوا على أجواء أبنائهم لما فيه مصلحة هؤلاء و مصلحة المجتمع ككل .
فالأسرة ، حنان ، و توجيه و تربية و إصلاح و بناء أعمدة المجتمع و أبنائه و كوادره الفاعلين .
و في قول للإمام (قدس سره) :
«على الآباء والأمهات أن يدركوا بأنَّهم أكثر قدرة و تأثيراً من غيرهم على انقاذ أبنائهم من مستنقع الجهل والفساد و يفترض بهم أن يكونوا عوناً لهم وأن يرسوا أسس أسرة حقيقية و ينقذوا المجتمع من الشرِّ» .
كما يتحدث الإمام في جانبٍ آخر عن التواصل بين الأسر والأرحام والأقارب ليشكلوا مجتمعاً متراصاً فاعلاً يسوده الرأفة والود والصدق والإيثار فيقول : «أوصي بأن تكونوا معاً قلباً واحداً و صفَّاً واحداً وأن تتعاملوا مع بعضكم بالرأفة والصفاء و أن تكون خطواتكم جميعاً في سبيل اللَّه والعباد لما فيه خير الدنيا والآخرة» .
من هنا نرى أهمية هذه الأسرة الصغيرة بما تشكله من نواتية للمجتمع الكبير ، فعندما تتحول البيوت إلى مدارس ، والآباء والأمهات إلى أساتذة في الأخلاق والعلم والتهذيب تتحقق الفائدة المرجوة من الزرع و يؤتي حصاده بإذن ربه طيباً ، نقياً من الشوائب .
هذا التكليف يعتبره الإمام (قدس سره) تكليفاً عظيماً ملقى على عاتق الجميع من الأهل والآباء والعائلات و هنا يقول الإمام :
«إذا أنشأتم طفلاً صالحاً فلكم من الشرف بمنزلة المصلحين و إذا أنشأتم طفلاً سيئاً فمن المحتمل أن يفسد هذا الطفل مجتمعاً والأهل هم مسؤولون» .
العمل هنا يحتاج معطيات فكرية و روحية و إرادة راسخة لدى الأهل والأسر لإحداث تغيير جذري في مسيرة الإصلاح الاجتماعي الذي يعود نفعه و صلاحه على الإنسان والمحيط الصغير والحياة بشكل أوسع على قاعدة «أن تقوموا للَّه مثنى و فرادى» .
للحصول على مزيدٍ من التحولات نحو الأفضل و ذلك بالانفتاح على تعاليم الإسلام والقرآن والأحاديث المروية عن أهل البيت (ع) . لنعيش أفراداً أو مجتمعات على أساس من الدين والرقي والتقدم بخطىً واعية نحو مستقبل يحتاج وجودنا و طاقاتنا و أبناءنا و هنا نطل على مفهوم المسؤولية ، الذي يدفع بهؤلاء الأهل و بأفراد المجتمع للنزول إلى ساحات الثقافة والمعرفة والفقه ، ليتقنوا عملهم و دورهم و يسخّروا طاقاتهم وفقاً للرضا الإلهي والتعاليم السماوية التي تأخذ بيد المخلوق الإنسان إلى برِّ أمانه و جنَّة رضوانه و سعادة جنانه و رقي آماله و نبل سلوكه و سيره .
و عندما يُعلن شعار المرحلة ، التحدي للضياع السائد والتيه البائن والتعاسة الواضحة والفساد البيِّن هنا الكل ملزمون باتخاذ مواقع في ميدان الصراع مع الجهل والفساد والتفكك الأسري والضباب الاجتماعي ، لكي لا تصبح القلوبُ العمياء قائدة والآمال المنحرفة قبلة الأذهان والعقليات السائدة .
و هذه كلمات الإمام (قدس سره) تُعتبر دروعاً في محراب المواجهة و موجهاً لنا في نهضتنا الأسرية والاجتماعية من أجل حياة مفعمة بالاستقرار و وضوح الأفكار والتطلع نحو المستقبل مهما كان فيه من تساؤلات و تحديات . و متطلبات من الكبار والصغار معاً .
و هنا نستحضر قولاً للإمام الخميني (قدس سره) يضرب فيه مثلاً ، علَّنا نتعلم منه ، الدروس والعبر في رحلتنا الأسرية والاجتماعية العامة . يقول : «إنَّ بيت فاطمة الزهراء (ع) المتواضع و من تربوا في رحاب هذا البيت أدوا خدماتٍ جليلة أثارت اعجابنا واعجاب البشرية جمعاء إنَّها امرأة ربَّت في حجرة صغيرة و بيت متواضع أشخاصاً يشع نورهم من بسيطة التراب إلى الجانب الآخر من عالم الأفلاك ، و من عالم الملك إلى الملكوت الأعلى ، هذه الحجرة المتواضعة تبوأت مركز اشعاع نور العظمة الإلهية و دار تربية خير ولْدِ آدم» .
هكذا يتحدث الإمام (قدس سره) عن بيت و أسرة طاهرة مطهرة أدَّت للبشرية والإنسانية والتكامل دوراً و رسالة لا تزال تنبض بالحياة والخلود والضياء . عسانا نقتدي بهذا البيت الطاهر و نتبع خطوات أهله الطاهرين الذين أذهب اللَّه عنهم الرجس و طهَّرهم تطهيراً لأنهم قدوة المقتدين و منارة السائرين نحو مجتمع نوراني رسالي على الرغم من قلة العدد والعدة و إذ بهم نور كل بيت و أمل كل عبد حرٍّ يسعى لرضوان ربِّه و سعادة الدارين خصوصاً الآباء والأمهات الملقى على عاتقهم الكثير من المسؤوليات .
و هنا قبل الختام نستحضر قولاً للإمام الخميني (قدس سره) مضمونه :
إن أحضان الأمهات منطلق جميع السعادات و لكن للأسف جعلوا من المرأة إنسانة على هامش دورها الأساسي والإنساني .
و يختم الإمام بالقول :
«احرصوا على الظهور بالصورة النقية واجهدوا في كسب العلم والتقوى وامنعوا أولادكم من أن يصبحوا أدواتٍ بيد المجرمين ليتحقق البعدُ الآخر للحياة . و واصلوا العمل بصفوفٍ مرصوصة لتحقيق الأهداف الإسلامية» .
http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=10741
موقع العالم
|
آخر تعديل بواسطة موالية صاحب البيعة ، 20-Aug-2010 الساعة 01:13 AM.
سبب آخر: اضافة الرابط المكرر
|
|
|
|
|