اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمدالله ربّ العالمين والصّلاة على محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ..
«روى ابن رياح قال:
رأيت رجلاً مكفوفاً قد شهد قتل الحسين سلام الله عليه فسُئل عن ذهاب بصره؟
فقال: كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أني لم أضرب ولم أرم، فلما قتل سلام الله عليه رجعت إلى منزلي وصلّيت العشاء الأخيرة ونمت فأتاني آت في منامي فقال:
أجب رسول الله صلى الله عليه، فإنه يدعوك.
فقلت: ما لي وله؟
فأخذ بتلبيبي وجرّني إليه فإذا النبي جالس في صحراء، حاسر عن ذراعيه، آخذ بحربة، ومَلَك قائم بين يديه، وفي يده سيف من نار، فقتل أصحابي التسعة، فكلما ضرب ضربة التهبت أنفسهم ناراً، فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت: السلام عليك يارسول الله، فلم يردّ عليّ ومكث طويلاً ثم رفع رأسه وقال:
ياعدو الله انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقّي وفعلت ما فعلت؟
فقلت: والله يارسول الله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم.
قال: صدقت ولكنك كثّرت السواد، ادن منّي، فدنوت منه فإذا طست مملو دماً، فقال لي:
هذا دم ولدي الحسين سلام الله عليه، فكحّلني من ذلك الدم، فانتبهت حتى الساعة لا أبصر شيئاً».
أعزاءنا الموالين ..
إن الذين يتعاملون بالسلب مع القضية الحسينية وشعائرها ينالون عقاب تعاملهم السلبي في الدنيا قبل الآخرة، سواء كان ذلك التعامل السلبي بمقدار كلمة واحدة، أو بلافتة يكتبون عليها (عاشوراء يوم الفرح والسرور) كما فعل مؤخراً بعض الذين يدّعون بأنهم مسلمون في إحدى دول الجوار.
إن الذي حلّ بالإمام الحسين صلوات الله عليه في كربلاء هي فاجعة عظمى ورزية كبرى، وإن عاشوراء مصيبة عظمى وكبرى حلّت على الكون وما فيه وليس على الأرض وأهلها فحسب وهذا ما صرّحت به الروايات الشريفة، ومنها:
قال الإمام الصادق صلوات الله عليه:
«لمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ سلام الله عليه مَا كَانَ ضَجَّتِ الْمَلائِكَةُ إِلَى اللَّهِ بِالْبُكَاءِ وَقَالَتْ:
يُفْعَلُ هَذَا بِالْحُسَيْنِ صَفِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ؟
قَالَ: فَأَقَامَ اللَّهُ لَهُمْ ظِلَّ الْقَائِمِ عجّل الله تعالى فرجه الشريف وقَالَ:
بِهَذَا أَنْتَقِمُ لِهَذَا».
وقال رسول الله :
«والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض».
فأقول للذين اتخذوا أو يتخذون عاشوراء يوم فرح وسرور:
إن يزيد هو الذي اتخذ عاشوراء يوم عيد وسرور، فما الذي جنى يزيد من اتخاذه عاشوراء يوم عيد؟
فانظروا إلى يزيد واعتبروا بمصيره وعاقبته.
والذين يتعاملون بالسلب مع القضية الحسينية بأن يقرأوا التاريخ ويعتبروا من مصير الذين قاتلوا الإمام الحسين صلوات الله عليه وحاربوه ومن الذين اصطفوا في جيش يزيد، وننصحهم أيضاً بالتوبة إلى الله تعالى، مع إننا لا نعلم هل يفتح الله تعالى أبواب التوبة لهم ولأمثالهم؟
وهل يوفّقون للتوبة؟
فهذا لا يعلمه إلاّ الله ورسوله وأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.
[glow=#ff0000]لبيك ياحسين[/glow]
جزء من مقالة لأحد مراجعنا الكرام حفظ الله الماضين ودام ظل الباقين ...