بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ..
أحبتنا الموالين الجزء الثاني من سيرة الإمام زين العابدين صلوات الله عليه نتحدث عن ...
كراماته
***************
الكرامة الأولى
***********
إدخال الرّعب على قلب عبد الملك بن مروان
****************************
قال أبو شهاب الزّهري: شهدت عليّ بن الحُسين يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام فأثقله حديداً، ووكُلّ به حفاظاً في عدّة وجمع فاستأذنهم في التّسليم عليه والتّوديع له فأذنوا لي فدخلت عليه وهو في قُبّة، والأقياد في رجليه، والغل في يديه وفي رواية:
والغل في عنقه فبكيت وقلت له:
وددت أنّي مكانك وأنت سالم، فقال: يا زهري أتظن أنّ هذا ممّا ترى عليّ وفي عنقي يكربني؟
أما لو شئت ما كان فإنّه وإن بلغ بك وبأمثالك ليذكر عذاب الله، ثمّ أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد، ثمّ قال:
يا زهري لا جزت معهم على ذي منزلتين من المدينة، قال: فما لبثنا إلا أربع ليال حتّى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه فكنت فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضهم:
إنّا لنراه متبوعاً إنّه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده بعد ذلك إذا أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده، قال الزّهري: فقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان فسألني عن عليّ بن الحُسين فأخبرته فقال لي: إنّه قد جاءني يوم فقده الأعوان فدخل عليّ، فقال: ما أنا وأنت؟ فقلت: أقم عندي، فقال: لا أحب، ثمّ خرج فوالله فقد امتلأ ثوبي منه خيفة، قال الزّهري:
فقلت: يا أمير المؤمنين، ليس عليّ بن الحُسين حيث تظن إنّه مشغول بنفسه، فقال:
حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به، قال:
وكان الزّهري إذا ذكر عليّ بن الحُسين يبكي ويقول: زين العابدين.
الكرامة الثانية
***********
مشافاته لبصير وأبكم ومقعد
*******************
قال إبراهيم بن الأسود التميمي:
رأيت عليّ بن الحُسين وقد أتى بطفل مكفوف فمسح عينيه فاستوى بصره، وبأبكم فكُلّمه، فأجابه وتكُلّم، وبمقعد فمسح عليه فسعى ومشى.
الكرامة الثّالثة
************
قضاء الحوائج بالحجر
***************
قال أبو النمير عليّ بن يزيد:
كنت مع عليّ بن الحُسين عندما انصرفت من الشّام إلى المدينة، فكنت أحسن إلى نسائه أتوارى عنهم إذا نزلوا وأبعد عنهم إذا رحلوا، فلما نزلوا المدينة بعثوا إلي بشيء من الحلي فلم آخذه، وقلت:
فعلت هذا لله ولرسوله، فأخذ عليّ بن الحُسين حجراً أسود صماً فطبعه بخاتمه، وقال:
خذه واقض كُلّ حاجة لك منه فوالله الذي بعث مُحمّداً بالحق لقد كنت أجعله في البيت المظلم فيسرج لي وأضعه على الأقفال فتفتح لي وآخذه بيدي وأقف بين أيدي الملوك فلا أرى إلا ما أحب.
الكرامة الرّابعة
************
قضاء حاجة ضبية
*************
قال حمران بن أعين:
كنت عند عليّ بن الحُسين عليه السّلام ومعي جماعة من أصحابه فجاءت ظبية، فبصبصت وضربت بذنبها، فقال:
هل تدرون ما تقول هذه الظبية؟
فقلنا لا، فقال:
تزعم أن رجلاً اصطاد خشفاً لها وتسألني أن أكُلّمه ليرده عليها، ثمّ قام وقمنا معه حتّى جاء إلى باب الرّجل فخرج إليه والظّبية معنا، فقال له:
إنّ هذه الظبية زعمت كذا وكذا وأنا أسألك أن تردّه عليها، فدخل الرّجل مُسرعاً وأخرج إليه الخشف، فمضت الظّبية ومعها خشفها وهي تحرك ذنبها، فقال:
أتدرون ما تقول: قُلنا لا، ق
ال: رد الله عليكم كُلّ حق غصبتم عليه، وكُلّ غائب وكُلّ سبب ترجونه وغفر لعلي بن الحُسين كما رد عليّ ولدي.
الكرامة الخامسة
************
إخباره بحكم عمر بن عبد العزيز
************************
عن عبدالله بن عطاء التّميمي، قال:
كنت مع عليّ بن الحُسين عليهما السّلام في المسجد فمرّ عمر بن عبدالعزيز، عليه شراكاً فضة وكان من أحسن النّاس وهو شاب، فنظر إليه عليّ بن الحُسين عليه السّلام فقال:
يا عبد الله بن عطاء أترى هذا المُترف؟
إنّه لن يموت حتّى يلي النّاس، قال: قُلت: هذا الفاسق؟
قال: نعم، فلا يلبث فيهم إلا يسيراً حتّى يموت، فإذا هو مات لعنه أهل السّمآء، واستغفر له أهل الأرض.
الكرامة السّادسة
************
تثبيته للحجر الأسود
**************
روي أن الحجاج بن يوسف لما خرب الكعبة بسبب مقاتلة عبدالله بن الزبير، ثم عمروها فلما اعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الاسود فكُلّما نصبه عالم من علمائهم، أو قاض من قضاتهم، أو زاهد من زهادهم يتزلزل ويضطرب ولا يستقر الحجر في مكانه، فجاءه عليّ بن الحُسين عليهما السّلام وأخذه من أيديهم وسمى الله ثم نصبه، فاستقر في مكانه، وكبر النّاس.
ولقد الهم الفرزدق في قوله:
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم .
الكرامة السّابعة
************
شفائه بإذن الله تعالى لحبابة الوالبية
************************
عن حبابة الوالبية قالت:
دخلت على عليّ بن الحُسين عليه السّلام وكان بوجهي وضح فوضع يده عليه فذهب، قالت:
ثم قال: يا حبابة ما على ملة إبراهيم غيرنا وغير شيعتنا وسائر النّاس منها براء.
الكرامة الثّامنة
*************
إخراجه ولده من قعر البئر سالماً
************************
جاء في كتاب الأنوار: إنّه عليه السّلام كان قائماً يصلّي حتّى وقف ابنه مُحمّد عليهما السّلام وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه امه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول: يا ابن رسول الله غرق ولدك مُحمّد، وهو لا ينثني عن صلا ته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر فلما طال عليها ذلك، قالت: حزنا على ولدها ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله؟ فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها، وكانت لاتنال إلا برشاء طويل فأخرج ابنه محمدا عليه السّلام على يديه يناغي ويضحك، لم يبتل له ثوب ولاجسد بالماء، فقال: هاك يا ضعيفة اليقين بالله، فضحكت لسلامة ولدها وبكت لقوله
.
الكرامة التّاسعة
***********
سجود الشجر له
**************
قال سعيد بن المسيب:
كان النّاس لا يخرجون من مكة حتّى يخرج عليّ بن الحُسين، فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلّى ركعتين سبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه ففزعت منه فرفع رأسه، فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله، قال: هذا التّسبيح الأعظم
الكرامة العاشرة
************
إخباره بعلم ولده الباقر عليهما السّلام
***************************
في كتاب الكشي قال القاسم بن عوف في حديثه:
قال زين العابدين عليه السّلام: وإياك أن تشد راحلة برحلها فان ماهنا مطلب العلم حتّى يمضي لكم بعد موتي سبع حجج، ثمّ يُبعث لكم غلاماً من ولد فاطمة صلوات الله عليها تنبت الحكمة في صدره، كما ينبت الطّل الزّرع، قال: فلما مضى عليّ بن الحُسين عليه السّلام حسبنا الأيام والجمع والشّهور والسّنين، فما زادت يوماً ولا نقصت حتّى تكُلّم مُحمّد الباقرعليه السّلام.
الكرامة الحادية عشر
****************
نطق الحجر الأسود بإمامته
*******************
قال الشّيخ جعفر بن نماء في كتاب أحوال المختار:
عن أبي بجير عالم الأهواز، وكان يقول بإمامة ابن الحنفيّة، قال:
حججت فلقيت إمامي وكنت يوماعنده فمر به غلام شاب فسلم عليه، فقام فتلقاه وقبل ما بين عينيه وخاطبه بالسّيادة، ومضى الغلام، وعاد مُحمّد إلى مكانه، فقلت له:
عندالله أحتسب عناي فقال: وكيف ذاك؟
قلت: لأنا نعتقد أنّك الإمام المُفترض الطّاعة تقوم تتلقى هذا الغلام وتقول له: يا سيدي؟
فقال: نعم، هو والله إمامي، فقلت: ومن هذا؟
قال: عليّ ابن أخي الحُسين عليه السّلام اعلم إنّي نازعته الإمامة ونازعني، فقال لي:
أترضى بالحجر الأسود حكما بيني وبينك؟
فقلت: وكيف نحتكم إلى حجر جماد فقال:
إنّ إماماً لايكُلّمه الجماد فليس بإمام، فاستحييت من ذلك، وقُلت:
بيني وبينك الحجر الأسود، فقصدنا الحجرو صلّى وصليت، وتقدم إليه وقال:
أسألك بالذي أودعك مواثيق العباد لتشهد لهم بالموافاة إلا أخبرتنا من الإمام منّا؟
فنطق والله الحجر وقال:
يا مُحمّد سلّم الأمر إلى ابن أخيك، فهو أحقّ به منك وهو إمامك وتحلحل حتّى ظننته يسقط فأذعنت بإمامته، ودنت له بفرض طاعته؟
قال أبوبجير:
فانصرفت من عنده وقد دنت بإمامة عليّ بن الحُسين عليهما السّلام، وتركت القول بالكيسانيّة.
السلام عليك يا زين العُبّاد يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تُبعث حيّاً
موقع الدكتور الشيخ العقيلي