في مقام الزهراء عليها السلام ومنزلتها عند الله وعند الرسول صلوات الله عليه واله
بتاريخ : 14-Jan-2010 الساعة : 09:03 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد واله
أحاديث في مقام الزهراء () ومنزلتها عند الله وعند الرسول
()
الأحاديث في هذا الباب كثيرة، حتى أن عدة من علماء الفريقين دونوها في كتب مفردة، وقد انتخبت من تلك الأحاديث هذه الأحاديث التي سأقرؤها، وسترون أن مصادرها من أقدم المصادر وأهمها:
الحديث الأول: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، أو (سيدة نساء هذه الأمة)، أو (سيدة نساء المؤمنين)، أو (سيدة نساء العالمين). هذا الحديث بألفاظه المختلفة موجود في: صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق، وفي مسند أحمد، وفي الخصائص للنسائي، وفي مسند أبي داود الطيالسي، وفي صحيح مسلم في باب فضائل الزهراء، وفي المستدرك وصحيح الترمذي، وفي صحيح ابن ماجة، وغيرها من الكتب(1). ففاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
الحديث الثاني: في أن فاطمة سلام الله عليها بضعة من النبي: ( فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني). هذا الحديث بهذا اللفظ في: صحيح البخاري، وعدة من المصادر(2). (فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها). بهذا اللفظ في: صحيح البخاري، ومسند أحمد، وصحيح أبي داود، وصحيح مسلم، وغيرها من المصادر (3).
(إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها). بهذا اللفظ في: صحيح مسلم(4). (إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها). بهذا اللفظ في: مسند أحمد وفي المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين، وفي صحيح الترمذي(5). (فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها). بهذا اللفظ في: المسند، وفي المستدرك وقال: صحيح الإسناد، وفي مصادر أخرى(6).
الحديث الثالث: (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها). هذا الحديث تجدونه في: المستدرك، وفي الإصابة، ويرويه صاحب كنز العمال عن أبي يعلى والطبراني وأبي نعيم، ورواه غيرهم(7).
الحديث الرابع: في أن النبي أسر إليها أنها أول أهل بيته لحوقا به. هذا كان عند وفاته ()، فإنه دعاها فسارها فبكت، ثم دعاها فسارها فضحكت [في بعض الألفاظ: فشق ذلك على عائشة أن يكون سارها دونها ] فلما قبض رسول الله () حلفتها عائشة أن تخبرها، فقالت: سارني رسول الله أو سارني النبي، فأخبرني أنه يقبض في وجعه هذا فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت. هذا الحديث في: الصحيحين، وعند الترمذي والحاكم، وغيرهما(8).
الحديث الخامس: عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها غير أبيها. هذا الحديث تجدونه في: المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي، وفي الاستيعاب، وفي حلية الأولياء(9).
الحديث السادس: عن عائشة أيضا: كانت إذا دخلت عليه - على رسول الله ()- قام إليها فقبلها ورحب بها وأخذ بيدها فأجلسها في مجلسه. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي أيضا(10).
الحديث السابع: أخرج الطبراني أنه () قال لعلي: (فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها). قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح(11). هذه هي الأحاديث التي انتخبتها، لتكون مقدمة لبحوثنا الآتية، وسنستنتج من هذه الأحاديث في المطالب اللاحقة، وفي الحوادث الواقعة، وهي أحاديث - كما رأيتم - في المصادر المهمة بأسانيد صحيحة، ودلالاتها أيضا لا تقبل أي مناقشة.
ومن دلالات هذه الأحاديث: إن فاطمة سلام الله عليها معصومة، بالإضافة إلى دلالة آية التطهير وغيرها من الأدلة. مضافا إلى أن غير واحد من حفاظ القوم وكبار علمائهم قالوا بأفضلية الزهراء سلام الله عليها من الشيخين، بسبب هذه الأحاديث، وحديث فاطمة بضعة مني بالخصوص، بل قال بعضهم بأفضليتها من الخلفاء الأربعة كلهم، ولا مستند لهم إلا الأحاديث التي ذكرتها.
ولأقرأ لكم عبارة المناوي وكلامه المشتمل على بعض الأقوال من كبار علماء القوم، ففي فيض القدير في شرح حديث (فاطمة بضعة مني) قال: استدل به السهيلي [وهو حافظ كبير من علمائهم، وهو صاحب شرح سيرة ابن هشام وغيره من الكتب] على أن من سبها كفر [ولماذا؟ لاحظوا] لأنه يغضبه [أي لأن سبها يغضب رسول الله ()! استدل به السهيلي على أن من سبها كفر لأنه يغضبه] وأنها أفضل من الشيخين. وإذا كانت هذه اللام لام تعليل لأنه يغضبه، والعلة إما معممة وإما مخصصة، ولا بد أن تكون هنا معممة، يوجب الكفر، لأنه أي السب يغضبها، فيكون أذاها أيضا موجبا للكفر، لأن الأذى - أذى الزهراء سلام الله عليها - يغضب رسول الله بلا إشكال.
قال المناوي: قال ابن حجر: وفيه - أي في هذا الحديث - تحريم أذى من يتأذى المصطفى بأذيته، فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فالنبي (صلى الله عليه وسلم) يتأذى به بشهادة هذا الخبر، ولا شئ أعظم من إدخال الأذى عليها في ولدها، ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة بالدنيا ولعذاب الآخرة أشد.
ففي هذا الحديث تحريم أذى فاطمة، وتحريم أذى فاطمة لأنها بضعة من رسول الله ()، بل هو موجب للكفر كما تقدم.
وقال المناوي: قال السبكي: الذي نختاره وندين الله به أن فاطمة أفضل من خديجة ثم عائشة. قال المناوي: قال شهاب الدين ابن حجر: ولوضوح ما قاله السبكي تبعه عليه المحققون.
قال المناوي: وذكر العلم العراقي: إن فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الأربعة باتفاق(12). إذن، لا يبقى خلاف بيننا وبينهم في أفضلية الزهراء من الشيخين، وأن أذاها موجب للدخول في النار.
ثم إن هذه الأحاديث - كما قرأنا وسمعتم وترون - أحاديث مطلقة ليس فيها أي قيد، عندما يقول رسول الله (): (إن الله يغضب لغضب فاطمة لا يقول إن كانت القضية كذا، لا يقول بشرط أن يكون كذا، لا يقول إن كان غضبها بسبب كذا، ليس في الحديث أي تقييد، إن الله يغضب لغضب فاطمة، هذا الغضب بأي سبب كان، ومن أي أحد كان، وفي أي زمان، أو أي وقت كان. وعندما يقول: (يؤذيني ما آذاها)، لا يقول رسول الله: يؤذيني ما آذاها إن كان كذا، إن كان المؤذي فلانا، إن كان في وقت كذا، ليس فيه أي قيد، بل الحديث مطلق يؤذيني ما آذاها.
ودلت الأحاديث هذه على وجوب قبول قولها، وحرمة تكذيبها، وقد شهدت عائشة بأنها سلام الله عليها أصدق الناس لهجة ما عدا والدها رسول الله ()، ورسول الله قال كل هذا وفعله مع علمه بما سيكون من بعده.
1- الخصائص للنسائي: 34، الطبقات 2 / 40، مسند أحمد 6 / 282 حلية الأولياء 2 / 39، المستدرك 3 / 151.
2- صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب مناقب قرابة الرسول ومنقبة فاطمة ().
3- مسند أحمد 4 / 328.
4- صحيح مسلم، باب مناقب فاطمة ( ).
5- مسند أحمد 4 / 5، المستدرك 3 / 159.
6- المستدرك 3 / 158، مسند أحمد 4 / 323.
7- المستدرك على الصحيحين 3 / 153، كنز العمال 13 / 674، 12 / 111.
8- صحيح البخاري كتاب بدء الخلق، صحيح مسلم فضائل فاطمة، صحيح الترمذي، المستدرك 4 / 272.
9- المستدرك على الصحيحين 3 / 160، حلية الأولياء 2 / 41، الاستيعاب 4 / 1896.
10- المستدرك على الصحيحين 3 / 154.
11- مجمع الزوائد 9 / 202.
12- فيض القدير في شرح الجامع الصغير 4 / 421.
13- مسند أحمد 3 / 483، المستدرك 3 / 122، مجمع الزوائد 9 / 129، أسد الغابة والإصابة بترجمته عن عدة من الأئمة، كنز العمال 11 / 601.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها .
أضف ذلك أختي جاريه
إنّ اسم اللَّه الأعظم يوجد عند فاطمة سلام الله عليها
محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد؛ و محمّد بن خالد، عن زكريّا بن عمران القمّي، عن هارون بن الجهم، عن رجل من أصحاب أبي عبداللَّه - لم أحفظ اسمه- قال: سمعت أباعبداللَّه يقول:
إنّ عيسى بن مريم اُعطي حرفين كان يعمل بهما، و اُعطي موسى أربعة أحرف، و اُعطي إبراهيم ثمانية أحرف، و اُعطي نوح خمسة عشر حرفاً، و اُعطي آدم خمسة و عشرين حرفاً، و أنّ اللَّه تبارك و تعالى جمع ذلك كلّه لمحمّد صلى الله عليه و آله.
فى البصائر: و انه جمع الله ذلك لمحمد صلى الله عليه و آله و اهل بيته.
و أنّ اسم اللَّه الأعظم ثلاثة و سبعون حرفاً اُعطي محمّداً صلى الله عليه و آله اثنين و سبعين حرفاً، و حجب عنه حرف واحد.
بصائر الدرجات: أحمد (مثله).
لبحار: 17/ 134 ح 11، عن الكافى.
بصائر الدرجات: محمّد بن عبدالجبّار، عن محمّد البرقي، عن فضالة، عن عبدالصمد بن بشير، عنه (مثله).
البحار: 17/ 134 ح 12
عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السرّاج،عن بشير بن جعفر، عن مفضّل بن عمر، عن أبي عبداللَّه قال:
كلّ نبيّ ورث أو غيره فقد انتهى إلى آل محمّد .
البحار: 17/ 135 ح 13، عن الكافى.
أقول: من تتبّع الروايات المرويّة عنهم يظهر له أنّ عند فاطمة عليهاالسلام علم ما كان و ما يكون، و أنّها عليهاالسلام شريكة علم الرسول صلى الله عليه و آله، و علم الأوصياء ، و الروايات الدالّة بهذا المعنى كثيرة جدّاً، و ذكرت بعضها في بعض أجزاء كتابنا هذا من عناويننا للمناسبة؛
و سيأتي ذكر بعضها في ساير عناويننا، و كلّها تدلّ على ذلك المعنى، و من أراد الإطّلاع على ما أوسع من ذلك فليراجع «البحار» و كتاب الإمامة منه و ساير الكتب.
رزقك الله زيارتها وفي الأخرة شفاعتها
وسلمت يمناك الفاطمية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
وا فاطمتاه وسيدتاه وامظلومتاه وامصيبتاه
ماذا على المشتم تربة احمد ******** ان لايشتم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو انها ********** صبت على الايام لصرن لياليا
توقيع مشرق الشبلي
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين آمين آمين يارب العالمين
أحسنتم مأجورين
توقيع قاسم99
اللهم كن لوليّك الحجّةِ بن الحسن صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة و في كل ساعة ولياً و حافظاً وقائداً وناصراً و دليلاً وعينا حتى تُسكِنه أرضك طوعا وتمتّعه فيها طويلا برأفتك ورحمتك ياا أرحم الراحمين..
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن أعدائهم..