اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ....
آخذ بقولكم عامل بأمركم ..
********************
أحبتنا هذه فقرة من فقرات الزيارة الجامعة الكبيرة , نحاول أن نفهم ماتحويه من معاني دقيقة ومفاهيم عميقة ...
فلنتدبر فيما تحمله هذه الفقرة من معرفة نورانية ....
ـ من المعلوم أنّ ما قاله أهل البيت () هو الحقّ ، وما نطق به آل محمّد () هو الصدق ، ففي طريق الحقّ لا آخذ إلاّ بقولكم أنتم المعصومون الصادقون .
وفي حديث أبي مريم قال أبو جعفر () لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة :
« شرّقا وغرّبا ، لن تجدا علماً صحيحاً إلاّ شيئاً يخرج من عندنا أهل البيت » .
وهم أبواب مدينة العلم والحكمة فيلزم أخذ العلم منهم لا من غيرهم .
كلّ هذا مع وجوب إطاعتهم الذي يقتضي وجوب الأخذ بقولهم كما يأتي في الفقرة التالية .
(2) ـ فإنّكم أهل البيت حجج الله الصدّيقون ، لا تأمرون إلاّ بما يأمر به الله تعالى ويريده .
فيكون العمل بأمركم عملا بأمر الله عزّ إسمه ، لذلك فإنّي عامل بأمركم ، ومعتقد لذلك ، وعازمٌ عليه إن عصيت أحياناً .
وأنتم أهل البيت أبواب الله وسبيل الوصول إليه وطاعتكم طاعة الله تعالى ، فلا تتحقّق الإطاعة إلاّ بإمتثال أوامركم ونواهيكم ، ولا يصاب العلم إلاّ منكم .
كما تلاحظه في الأحاديث الشريفة ، مثل :
1ـ حديث سعد ، عن أبي جعفر () قال :
سألته عن هذه الآية :
(لَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) .
فقال :
« آل محمّد () أبواب الله ، وسبيله ، والدعاة إلى الجنّة ، والقادة إليها ، والأدلاّء عليها ، إلى يوم القيامة » .
2ـ حديث اليقطيني قال أبو عبدالله () :
« أبى الله أن يجري الأشياء إلاّ بالأسباب فجعل لكلّ شيء سبباً ، وجعل لكلّ سبب شرحاً ، وجعل لكلّ شرح مفتاحاً ، وجعل لكلّ مفتاح علماً ، وجعل لكل علم باباً ناطقاً ، من عرفه عرف الله ، ومن أنكره أنكر الله ، ذلك رسول الله ونحن » .
وإنّما كانت إطاعتهم إطاعة الله تعالى لأنّ الله أمر بطاعتهم يدلّ على ذلك :
أوّلا :
دليل الكتاب مثل قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الاَْمْرِ مِنكُمْ ...)
فإنّها نزلت فيهم باتّفاق الفريقين في أحاديثهم .