|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
إضاءات من نور المراجع والعلماء
كاظم عبود الفتلاوي ... فكرٌ في رجل
بتاريخ : 24-Jan-2010 الساعة : 09:40 PM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مناسبة رحيل العلامة المحقق كاظم عبود الفتلاوي رحمة الله عليه
From:
To:
كاظم عَبُّود الفتلاوي .. فكرٌ في رَجُلٍ ... عرّفتُ العلامّة الأستاذ كاظم عبود الفتلاوي(رحمة الله عليه) في أواخر التسعينيات من القرن الميلادي الماضي عالماً باحثاً محققاً لأحوال الرجال وأنسابهم؛ يلهجُ لسانه بالثناء على أعاظم شيوخه في الرواية كان على رأس من يذكرهم بقلمه وبلسانه أستاذنا العلاّمة السيد عبد الستار الحَسني دامت على أديم أرض العلم بركاته الوارفات، ورزق اللهُ الأنامَ من مشكاة بهاء نوره؛ نوراً يُسَرِّح قطعَ ليلِ الظلمات، فضلاً عن الأماثل العالِمين الآخَرين الذين تلمذ عليهم في الرجال والأنساب أمثال العلامة السيد محمّد حسن الحسيني الطالقاني النجفي(ره)، ونال ما نال من إجازات الرواية من لدن العلماء في مختلف الأصقاع، وقد وجدتُهُ في ذلك مكافحاً للظروف العصيبة عنيداً متحدياً لأسباب الفناء ،غير آبهٍ لما تحيط به الدنيا من عوامل الإحباط التي تحدق عادة بالعظماء . فهو صديقٌ لوثيق مجدٍ أحاط به في سنٍّ مبكّرةٍ جاءه من كل الأرجاء يمشي على استحياء، مثلما هو صديقٌ لكلّ الذين عرفوه من قرب ومن بعد...
رحل (أبو عباس) عنا إلى عالم الحقيقة وهو ممسكٌ يراعَهُ ، راشفٌ من سُلاف الولاية في (المنتقى) ، مستدركٌ (شعراء الغري) ومُذَهِّبٌ لمراقد (مشاهير المدفونين في الصحن الحيدري) ، ومدققٌ لنخب أعلامِهِ في (المنتخب من أعلام الفكر والأدب)، ، وأحسبُهُ –ساعة رحيله- كان يَرْمُقُ ما دَبَّجَت أناملُهُ بنظراتٍ ملؤُها الأمل في أنْ يبعث اللهُ في أهل بيته مَن يواصل المسير على خطاه ومبتغاه .
رحل كاظم عبود الفتلاوي مبتسماً مطمئناً لأنً بصمات أنامله تسطع فكراً نيّراً يشعُّ من (مكتبة الحكيم العامة) ومن (مكتبة الصحن الحيدري المطهر) ..ومن أرضٍ حلَّ فيها قبل ذلك وبعد ذلك..
أأبكي حزناً لفراقه وأنا واجدٌ مطرقٌ برأسي أسفاً ، وأندب نفسي حرقة لرحيله أكفكفُ زفيرَ لوعتي ألماً ، أم أقيم في جَناني محفلاً يسمو بسناء شعاع يراعه الذي سطَّر به قراطيس الزمان ،التي تحمل للأجيال صوراً جميلةً رسمتها يدٌ عبقريةٌ شحَّت الأيام أن تنجب لها نظير ؟؟
كنتُ حينما ألتقيه أو أتحدث معه بالهاتف أشعر بالكبرياء تغمرني ،وبنفسي تُهنئني ، وبقميصِ سعادةٍ يُلَفِّعُني ، مترحّماً على الحِجر الطاهر الذي ترعرع في كنفه ،و على كفِ والده الذي رعاه ، شاكراً المولى- تقدَّست أسماؤه- على ما أولاني من نعمة معرفته ، فقد كان نافعاً وناصحاً ومرشداً للخير
بدلاً من أن نندبَ هذا الراحل الفذ ونذرفَ الدموعَ على فراقنا لهذا المجاهد السعيد ، نطالع منهجه في تراجم رجاله الأعلام لنراه قد اختطَّ لنفسه طريقاً كان لمعاصريه الأحياء-فضلاً عن الأعلام الراحلين- نصيباً وافراً في(المنتخب) الذي كان -حتى لحظاته الأخيرة- يعكف على إتمام مستدركاته التي فاق عددها عدد الأصل-في الطبعة الأولى- الذي عرفه القرّاء والباحثون الذين ينهلون من فيض عطاءه الثر. وقد قلتُ في نفسي حينما نصحني بالتريّث من اقتناء الطبعة الثانية منَ (المنتخب): ينتهي العُمر والطبعة المستدركة لم تنتهِ ! وقد سار في ذلك على غير ما اعتاد عليه الأعاظم منَ الأوائل والأواخر الذين أهملوا معاصريهم، حتى وكأن الأحياء لا يُترجم لهم إلاّ بعد رقاد أجسادهم في أجداثها !!
ولو كنت أديباً ناقداً لأفرغتُ وسعي للحديث عن شاعريته وعن شعره الرفيع ، ولأطفأتُ في خاطري لوعة العشق لكلّ جميلٍ أظهره (أدب) هذا المسافر نحو المطلق ،الذي كان حريصاً على سعادة المساكين أمثالي ، وعزيزاً على أساتذته وتلاميذه ...
الفصيل الصامت -العراق النجف
|
آخر تعديل بواسطة سليلة العترة ، 24-Jan-2010 الساعة 09:55 PM.
|
|
|
|
|