|
المدير العام
|
|
|
|
الدولة : لبنان الجنوب الابي المقاوم
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
هجاء المؤمن
بتاريخ : 02-Feb-2010 الساعة : 08:36 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
هجاء المؤمن
الهجاء: هو ذمّ الإنسان وهتكه، بذكر المعائب التي فيه، وتتبُّع عثراته وزلاته للتشهير به وهتكه بين الناس، وإسقاطه مِن أعينهم وإهانته بكل وسيلة، سواء كان بالشعر أو النثر أو غيرها مِن الوسائل المتعارفة اليوم.
ولا إشكال ولا ريب في حرمة الهجاء، وخاصة للمؤمن.
قال تَعالَى: {ويلٌ لِكُلِّ هـُمَزَةٍ لـُمَزَةٍ}، فإن الهمز واللمز هما الوقيعة في الغير وهتكه، ولذلك فهو يشمل الهجاء.
وقد ورد في الأخبار الشريفة وهي كثيرة جداً، ما يدل على حرمة الهجاء.
روى حماد بن بشير عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): قال اللّـهُ عزّ وجل: مَن أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي (1).
وعن أبان بن تغلب عن أبي جعفر (ع) قال: لما أسري بالنبي (ص) قال: يا ربِّ ما حال المؤمن عندك؟. قال: يا محمّد، مَن أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي (1).
وفي صحيحة هشام بن مسالم قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: قال اللّـهُ عزّ وجل: ليأذن بحربٍ مني مَن آذى عبدي المؤمن، وليأمن غضبي مَن أكرم عبدي المؤمن (2).
وهل يفرّق في ذلِكَ، أي في هجاء المؤمن، بين العادل والفاسق أم لا؟. الَّذي يظهر مِن إطلاق الروايات عدم الفرق بينهما، فإن الفاسق وإن كان مرتكباً
--------
(1) الوسائل، ج12 باب 164 باب العشرة
(1) الوسائل، ج12 باب 164 أحكام العشرة
(2) الوسائل، ج12 باب 165 احكام العشرة
--------
لبعض المعاصي، ولكنه مادام غير متجاهر بها، وما دام لم يخرج بها عن حدود الإيمان وواقعه، فلا يجوز هجاؤه أبداً.
وأما أخذ الأجرة على الهجاء للمؤمنين والمؤمنات فقطعاً غير صحيح ولا جائز، وإنما هي حرام لما فيها مِن الإيذاء والضرر والهتك له، ولا غاية صحيحة ولا منفعة منها أبداً. والنهي في هذه الأمور واضح، إلى أنه إرشاد إلى بطلان المعاملة وفسادها.
نعم بالنسبة إلى أهل البدع والضلال، ومن أية ملة كانوا ومن أي مذهب كانوا، يجوز هجاؤهم، وذلك لإبطال بدعهم وإفساد مقالتهم، لئلا يضل الناس بمقالاتهم الفاسدة وأفكارهم الباطلة، ويؤثّروا عليهم في دينهم وعقائدهم وشرائعهم وأخلاقهم وعاداتهم، كما هو حاصل وموجود في زماننا هذا، وأصبحوا يشكلون خطراً كبيراً على المذهب بل على الدين، بنشرهم قضايا تمسّ بأسس وثوابت المذهب والدين معاً، فإن مثل هؤلاء يجوز التشهير بهم وهجاؤهم وانتقادهم، فضلاً عن أنه لا يجوز الرجوع إليهم في الشؤون الدينية عقيدةً وشريعةً وأخلاقاً، وإن ادَّعَوا اللياقة والريادة والقيادة لأنفسهم. والسبب في جواز ذلِكَ أن مقالاتهم بأجمعها تدخل في باب البهتان والكذب والافتراء على الله وعلى أهل البيت (ع) الَّذينَ هم المصدر الأساسي بعد القرآن والسنة في تأكيد العقيدة و والإيمان والشريعة والأحكام. إضافة إلى أنها جرأة على الله تعالى، وقد قال سبحانه: {آللهُ أَذِنَ لَكُم، أم على اللهِ تَفْتَرُون}وقال تَعالَى: {ومَن أظلَمُ مِمَّنِ افْتَرى على اللهِ كذِباً، أُولئِكَ يُعرَضونَ على رَبِّهِم، ويقولُ الأشهادُ: هؤلاءِ الَّذينَ كَذَبوا على رَبـِّهِم، ألا لعنةُ اللهِ على الظالمين}(1).
وقد قال رسول الله (ص): كل بدعةٍ ضلالةٌ، وكلُّ ضلالةٍ سبيلها إلى النار (2).
--------
(1) سورة هود 18
(2) الوسائل، ج5 ص 192 باب 10 حديث 1
-------
وفي صحيح محمّد بن مسلم (قال) قال أبوجعفر (ع): لا دينَ لمن دان بطاعة مَن عصى اللهَ، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بجحود شيء مِن آيات الله (2).
فالإسلام يحاول دائماً وأبداً وفي جميع قضاياه التأكيد على الالتزام والارتباط به والانقياد له ولأحكامه، وهو يستهدف مِن خلال هذا المعنى أن يعيش الإنسان آفاق الدين ومفاهيمه وأحكامه وكافة أموره بشكل يتأكد عنده أنه يعيش حياته ويعيش أمراً هو كل شيء بالنسبة له، ولا يفرّق في ذلِكَ بين الكبير والصغير - إن صحّ هذا التعبير - لأن كل أحكام الشريعة وأمور هذا الدين مهمة، وكلها تتدخل في شؤون الحياة وتعالجها. ويؤكد الدين على موضوع الترابط والتلاحم بين أفراد المجتمع وبين طبقاته، كما يؤكد على الاحترام المتبادل ونظرة بعضهم إلى بعض بموضوعية وبمساواة وعدم الشعور بالفرق بين شخص وآخر. كما يقول أمير المؤمنين (ع) في وصيته لابنه الحسن (ع): يا بُنَيَّ اجعلْ نفسَك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحبِبْ لغيرك ما تحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلِمْ كما لا تحب أن تُظلم...
وإنما حرّم الإسلام هجاء المؤمن، وجعل محاربته وهجاءه حرب لله، فذلك لأن حق المؤمن عظيم وكبير عند الله سبحانه، فهو مشتقّ مِن الإيمان بالله سبحانه، فهو منسوب لله، ولذلك كان حقه كبيراً.
وقد ورد في بيان حقه ماروي، أنه سئل الإمام الرضا (ع): ما حقّ المؤمن على المؤمن؟. فقال (ع): إن مِن حقّ المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، والمواساة له في ماله، والنصرة له على مَن ظلمه. ولا يظلمه ولا يغشّه ولا يخونه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يكذبه.. إلى أن قال (ع): وإن أبا جعفر الباقر (ع) استقبل الكعبة وقال: الحمد لله الَّذي كرّمك وشرّفك وعظّمك، وجعلك مثابةً للناس وأمناً.
---------
(2) الوسائل، ج11 ص 421 باب 11
----------
واللهِ لَحرمةُ المؤمن أعظم حرمةً منك (1). الحديث
ولقد أكدت الأخبار الكثيرة المتواترة على حقوق المؤمنين بعضهم على بعض وعدم التهاون بها، وعلى ضرورة التواصل والتعاطف، وأن يكونوا فيما بينهم إخوة بررة متواصلين متراحمين ومتحابين في الله، وأنهم بعض لبعض سكن، كما ورد في الحديث الشريف عن جعفر بن محمّد عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله (ص): إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن إلى الماء البارد (1).
وإذا كانت مكانة المؤمن بهذا النحو الَّذي تستعرضه الأخبار الشريفة، كيف يمكن هجاؤه وإيذاؤه وتتبع عثراته، وكيف لا يكون ذلِكَ حراماً وجرماً كبيراً. إن محاربة المؤمن وهجاءه وإيذاءه قطعٌ لكل أواصر الصلة والترابط بين الناس، وتحطيم للكيان الاجتماعي الَّذي يريده الإسلام أن يكون أبرز شيء في دنياهم. لقد اعتبر الإسلام أن المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كالجسد الواحد. ومعنى الجسد الواحد، أن الأخوّة بين المؤمنين بعضهم مع بعض ليست على نحو تجمّع الإخوة والتودد بينها، يجمعها الحب والعطف وإن تعددوا، وإنما أخوتهم بنحو الاتحاد والوحدة التي هي غير قابلة للتعدد، كالجسد الواحد تتعدد أعضاؤه وأجزاؤه ويبقى واحداً. وأكد هذه الوحدة والاتحاد بأنه إذا تألم عضو مِن هذا الجسد تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، لوحدتها وترابطها وعدم إمكانية انفكاكها عن بعضها.. هكذا يبني الإسلام مجتمعه المسلم المؤمن، وبهذا الشعور والواقع يتعايشون ويبنون مجتمعهم وكيانهم.
ومن هنا نجد أن ما حُرّم على المؤمن مِن أخيه المؤمن كبير جداً، ومهم جداً وخطير جداً، يؤدي إلى تهديم هذا الكيان الكبير الواسع الَّذي يملأ الدنيا.
ويؤكد هذا المعنى الخبر الشريف عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: قال جدي رسول الله (ص): أيها الناس حلالي حلال إلى يوم القيامة، وحرامي حرام إلى يوم
-------
(1) بحار الأنوار، ج 74 ص 232 و233
(1) بحار الأنوار، ج 74 ص 280
-------
القيامة. ألا وقد بيّنهما اللّـهُ عزّ وجل في الكتاب، وبيَّنْتـُهما لكم في سيرتي وسنَّتي. وبينهما شبهات مِن الشيطان، وبِدَع بعدي، مَن تركها صلح له أمر دينه، وصلحت له مروءته وعِرضه.. إلى أن قال: ألا وإن ودَّ المؤمن
مِن أعظم سبب الإيمان. ألا ومَن أحبّ في الله وأبغض في الله ومنع في الله عزّ وجل، فهو مِن أصفياء المؤمنين عند الله تبارك وتعالى (1).
(1) بحار الأنوار، ج 74 ص 280
|
توقيع جارية العترة |
للمشاركة بلعن قتلة الحسين وأهل بيته وأنصاره سلام الله عليهم تفضلو هنا
اللَّهُمَّ خُصَّ أَنتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي وَ ابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِيَ وَ الثَّالِثَ وَ الرَّابِعَ اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خَامِساً وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ وَ ابْنَ مَرْجَانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً وَ آلَ أَبِي سُفْيَانَ وَ آلَ زِيَادٍ وَ آلَ مَرْوَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
لمتابعة صفحة باسميات - أحزان وأفراح منبرية للملا الحاج باسم الكربلائي
|
|
|
|
|