فدك محكمة تأريخيّة يفرق فيها بين الحقّ والباطل - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها إنما فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد أذى الله

إضافة رد
كاتب الموضوع منتظرة المهدي مشاركات 7 الزيارات 2467 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
Unhappy فدك محكمة تأريخيّة يفرق فيها بين الحقّ والباطل
قديم بتاريخ : 20-Feb-2010 الساعة : 02:53 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها وسر المستودع فيها وعجل فرج وليك واللعن عدوهم .


فدك محكمة تأريخيّة يفرق فيها بين الحقّ والباطل
المقدّمة



1- إنّ حكم فدك معلوم من القرآن
2- مكان فدك، و أنّ اللَّه أفاءها على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله p>3- أنفال و فدك و أنّها خالصة لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله
4- كيفيّة ملكيّة فدك لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله
5- إعطاء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام فدكاً
6- مقدار القيمة المادية لفدك
7- إنّ فدك رمز يرمز إلى المعنى العظيم
8- إخراج أبي بكر وكيل فاطمة عليهاالسلام من فدك
9- علّة غصب فدك من فاطمة عليهاالسلام
10- مطالبة فاطمة عليهاالسلام حقّها و فدكاً

11- مطالبة فاطمة عليهاالسلام ميراثها
12- ادّعاء أبي بكر حديث (لا نورث)
13- إنّ شهود حديث (لا نورث) مضطرب ومردود
14- إنّ فدك كانت بيد فاطمة عليهاالسلام
15- اسناد خطبة الزهراء عليهاالسلام في المسجد
16- كلمات بعض الأعلام و الأعاظم في شأن خطبتها عليهاالسلام
17- احتجاج فاطمة الزهراء عليهاالسلام على القوم لمّا منعوها فدكاً...
18- خطبة الزهراء عليهاالسلام في مرضها مع نساء المهاجرين والأنصار لمّا يعدنها
19- طلب عليّ وفاطمة عليهماالسلام النصرة من المهاجرين والأنصار ليلاً
20- إنّ عمر روّع فاطمة عليهاالسلام
21- إنّ فاطمة عليهاالسلام ماتت و هي غضبى عليهما و لم تقبل اعتذارهما
22- إنّ فاطمة عليهاالسلام قد دفنت ليلاً و صلّى عليها عليّ ولم يؤذن بها أبابكر
23- تؤامر أبي بكر وعمر وخالد على قتل أميرالمؤمنين
24- إنّ أبابكر عند موته ودّ أنّه لم يكشف عن بيت عليّ و فاطمة عليهماالسلام
25- العلّة الّتي من أجلها ترك أميرالمؤمنين فدك لمّا ولي
26- ردّ الخلفاء فدك لورثة فاطمة عليهاالسلام
27- حدود فدك في عصر بني العبّاس
28- فدك في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد و...




من الواجب علينا أن نبحث عن النبأ العظيم الّذي هو من اُصول اعتقاداتنا، و عليه يبتني فروع أحكام ديننا، ولا يقبل اللَّه دونه شي ء من أعمالنا العباديّة وغيرها.
و هذا النّبأ العظيم الإمامة والولاية في الإسلام بعد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و لعلّ بعض الناس يتوهّم بأنّ البحث والفحص والتحقيق فيها بحث و... في الاُمور الماضية ليست بضرورة، بل لا ينفع نفعاً معتدّاً به، ولا مساس لها بحياتنا الاجتماعيّة و لا الفردية، ولا بشئوننا الماديّة والمعنويّة.
كما وقع مثل هذا الوهم لابن أبي الحديد المعتزلي في قضيّة السقيفة وفدك، و دعوى فاطمة عليهاالسلام حقّها وميراثها من أبي بكر وصاحبه، حيث يقول: (والاُمور الماضية يتعذّر الوقوف على عللها وأسبابها ولا يعلم حقائقها إلّا من قد شاهدها ولابسها، بل لعلّ الحاضرين المشاهدين لها لا يعلمون باطن الأمر، فلا يجوز العدول عن حسن الاعتقاد فيهما بما جرى، واللَّه وليّ المغفرة والعفو، فإنّ هذا لو ثبت، أنّه خطأ لم يكن كبيرة، بل كان من باب الصغائر الّتي لا تقتضي التبرّي ولا توجب زوال التولّي).


أقول: هذا التوهّم والمقالات باطلة كلّها:

أوّلاً: الوقوف على علل اُمور الماضية و أسبابها لم يتعذّر إذا كانت مثل هذه

الاُمور، أي الاُمور الّتي كانت لمعرفة عللها و أسبابها ميزاناً وفرقاناً من اللَّه سبحانه و من جانب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
نعم؛ إذا لم يكن لها ميزاناً و فرقاناً مُوقِناً يوجب العلم أو الاطمئنان والوثوق يمكن هناك تعذّر الوقوف عليها.
و أمّا الميزان و الفرقان في معرفة أسباب الاُمور الّتي نحن نبحث عنها؛ فكثير جدّاً للمسلم المؤمن باللَّه وبرسوله صلى الله عليه و آله بشرط عدم التعصّب على ما ذهب به آباؤنا و أسلافنا، من اختيارهم المذاهب، و على شرط الحرّية والانصاف في القضاء بما يدركه عقولنا عن البراهين و الأدلّة الّتي اتّفق المسلمون على صحّتها من العامّة و الخاصّة و أخرجوها في صحاحهم وكتبهم المعتبرة.
لأنّ المتعصّب اللجوج، و من اتّخذ إلهه هواه يمكن أن يجحد وجود الشمس في وسط السماء، كما أنّ السوفسطائي (السفسطي) يمكن أن يقول: إنّ الجوهر قائم بالذهن،فهو قائم بغيره، فالجوهر عرض.
أو يقول: ما في العالم العيني وهم وخيال لا وجود له خارجاً وحقيقة، ولا يكون الوجود موجود.
أو يقول مثل هذه المقالات الّتي هي خلاف البداهة و الضرورة.
فالمتعصّب أيضاً يمكن أن يجحد بالآيات و الأحاديث النبويّة الّتي اتّفق العامّة و الخاصّة بأنّها في حقّ أهل البيت .
فهذه فاطمة عليهاالسلام بضعة النبيّ صلى الله عليه و آله؛ وجودها حجّة من حجج اللَّه على خلقه، و قيامها أمام السلطة و مختلقاتها و مجعولاتها حجّة واضحة علينا بأنّ السلطة ليست في مسير الإسلام، و حاكمها طاغوت و باطل، لأنّ اللَّه تعالى طهّرها عن كلّ رجس في آية التطهير الّتي نزلت في شأنها و شأن أبيها وبعلها و بنيها .
و قال في حقّها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:
(إنّما فاطمة بعضة منّي، فمن أغضبها فقد أغضبني).

و قال صلى الله عليه و آله: (فمن آذاها فقد آذاني، و من آذاني فقد آذى اللَّه).
و قال صلى الله عليه و آله: (إنّ اللَّه ليغضب لغضب فاطمة، و يرضى لرضاها). و قد نقلنا جملة من الروايات في هذا الصدد. وهكذا سائر الأدلّة الّتي تدلّ على طهارتها و عصمتها، و أنّها عليهاالسلام صدّيقة و منزلتها و مكانتها عنداللَّه و رسوله صلى الله عليه و آله.
فهذه بضعة المصطفى خاصمت أبابكر وصاحبه، وغضبت عليهما، وهجرت منهما، وبلغت من موجدتها أنّها أوصت بأن تدفن ليلاً، و أن لا يدخل عليها أحد، ولا يصلّي عليها أبوبكر، فدفنت ليلاً، و اُخفيت مدفنها صلوات اللَّه عليها.
و أيّ فرقان يفرق الحقّ من الباطل أكثر و أوضح منها؟ و معلوم في النتيجة أنّها عليهاالسلام إذا كانت مطهّرة عن كلّ رجس بدليل إطلاق الآية، و يدور مع رضاها وسخطها رضى اللَّه تعالى و سخطه، فهي لا تكذب أبداً، و لاتغضب على من هو مع الحقّ، و لاتهجر من الحقّ؛ فإذاً من آذاها وخاصمها وردّ قولها، و غصب حقّها هو ظالم و باطل بلا شكّ و لا ريب، و هو من (الَّذينَ يُؤْذونَ اللَّه وَرَسوُله لَعَنَهُمُ اللَّه في الدُنْيا وَالآخِرَة وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مهيناً).




و ثانياً: أنّ من آذاها و أغضبها، فقد آذى و أغضب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و هذا ثابت بدليل الروايات الّتي متّفق على نقلها و صحّتها العامّة و الخاصّة، ونقلنا جملة منها.
و العجب أنّ أبابكر و عمر أقرّا بذلك، و بأن سمعا من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نفسهما حينما جاء اللاعتذار عنها عليهاالسلام، فإذا قد ثبت آذاهما بنت المصطفى وغضبها عليهما، و ثبت آذى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لأجل أذاها، فاللعن ثابت على من آذى

رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فيجب التبرّي و لم يوجد ما يقتضي التّولّي. لأنّ اللَّه تعالى يقول: (وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطاغوتُ يُخْرِجونَهُمْ مِنَ النُورِ إِلىَ الظُلُماتِ اُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ هُمْ فيها خالِدونَ).

ثالثاً: النبيّ صلى الله عليه و آله أمرنا باتّباع عترته، والتمسّك بهم مع القرآن الكريم في الحديث المتّفق على صحّته وتواتره عند العامّه والخاصّة، فقال صلى الله عليه و آله:
(إنّي قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللَّه تعالى و عترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض).



و نصّ العلّامة آية اللَّه الأميني رحمه الله في (الغدير) على تواتره. و قال في (كفاية الموحّدين): إنّ الحديث منقول في كتب علماء العامّة بأكثر من سبعين طريقاً، و عند علماء الشيعة من المتواترات، بل يكون فوق التواتر.



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-Feb-2010 الساعة : 02:58 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


إنّ حكم فدك معلوم من القرآن


1- قال اللَّه تعالى: (وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كَلِّ شَيْ ءٍ قَديرٍ)؛
2- (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القُرى فَلِلّهِ وَلِلرَّسولِ وَلِذي القُرْبى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَبيلِ كَيْلا يَكونُ دُولَةً بَيْنَ الأَغنِياءِ مِنْكُمْ).
___________________________________
الحشر: 7 و 6.
الفي ء: مشتقّ من فاء يفي ء: إذا رجع، والمراد به ما أفاء اللَّه على رسوله صلى الله عليه و آله أي: حصل و رجع إليه من غير قتال.
ولا إيجاف أي: إسراع بخيل، و لا ركاب.
و ما هذا شأنه فهو للرسول صلى الله عليه و آله خاصّة حال حياته، يصرفه في حوائجه بإجماع الاُمّة، ويكون لذي القربى بعد وفاته بصريح الآية، فلهم التصرّف فيه دون غيرهم، فلا يدخل في بيت المال، و لا يرجع إلى المسلمين، بل حكمه معلوم من القرآن.
___________________________________

قال الفخر الرازي: إنّ الصحابة طلبوا من الرسول صلى الله عليه و آله أن يقسم الفي ء بينهم، كما قسم الغنيمة بينهم، فذكر اللَّه الفرق بين الأمرين، و هو أنّ الغنيمة ما أتعبتم أنفسكم في تحصيلها و أوجفتم عليها الخيل والركاب، بخلاف الفي ء، فإنّكم ما تحمّلتم في تحصيله تعباً، فكان الأمر فيه مفوَّضاً إلى الرسول صلى الله عليه و آله يضعه حيث يشاء. (فدك: 33 و34)
3- قال الزمخشري في قوله تعالى: (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِه مِنْ أَهْلِ القُرى): لم يدخل العاطف على هذه الجملة، لأنّها بيان للاُولى، فهي منها غير

أجنبيّة عنها، بيّن لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما يصنع بما أفاء اللَّه عليه، و أمره أن يضعه حيث يضع الخمس من الغنائم.
4- و قال السيّد محمّد حسين الطباطبائي رحمه الله في (تفسير الميزان): قوله: (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القُرى).
ظاهره أنّه بيان لموارد صرف الفي ء المذكور في الآية السابقة، مع تعميم الفي ء لفي ء أهل القرى...
و قوله: (وَلِذي القُربى وَاليَتامى...) المراد بذي القربى؛ قرابة النبيّ صلى الله عليه و آله...
و قد ورد عن أئمّة أهل البيت : أنّ المراد بذي القربى: أهل البيت و اليتامى و المساكين و ابن السبيل منهم...
___________________________________

فدك: 33 و 34

مكان فدك، و أنّ اللَّه أفاءها على رسول اللَّه
الّذي يظهر من الكتب المعتبرة أنّ فدك من القرى الّتي لم تفتح عنوة، و لم تؤخذ بالحرب، و إنّما أخذها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وحده، فهي له من دون أن تدخل في غنائم المسلمين، و هذا بإجماع الاُمّة المرحومة لم يخالف فيه أحد من العلماء.
3588/ 1- قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبوعبداللَّه الحموي الروبي في (معجم البلدان) باب الفاء والدال: فدك- بالتحريك و آخره كاف-: قرية بالحجاز، بينها و بين المدينة يومان- و قيل: ثلاثة- أفاءها اللَّه على رسوله صلى الله عليه و آله في سنة سبع صلحاً.
و ذلك: أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لمّا نزل خيبر و فتح حصونها، و لم يبق إلّا ثلاث و اشتدّ بهم الحصار، راسلوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يسألونه أن ينزلهم على الجلاء
___________________________________

أي: أن يجليهم عن أرضهم دون التعرّض لهم، فرضي النبيّ صلى الله عليه و آله بذلك.، و فعل.
و بلغ ذلك أهل فدك، فأرسلوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم.
فأجابهم إلى ذلك، فهي ممّا لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب، فكانت خالصة لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
___________________________________

فدك: 29 و 30.
3589/ 2- و روى ابن أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة) عن أبي بكر الجوهري، عن الزهري، قال: بقيت بقيّة من أهل خيبر تحصنوا، فسألوا

رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يحقن دماءهم و يسيرهم، ففعل.
فسمع ذلك أهل فدك، فنزلوا على مثل ذلك، و كانت للنبيّ صلى الله عليه و آله خاصّة، لأنّه لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب.
___________________________________

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 210.
3590/ 3- قال أبوبكر الجوهري: و روى محمّد بن إسحاق أيضاً:
أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لمّا فرغ من خيبر قذف اللَّه الرعب في قلوب أهل فدك، فبعثوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فصالحوه على النصف من فدك، فقدمت عليه و أرسلهم بخيبر- أو بالطريق، أو بعد ما قام بالمدينة- فقبل ذلك منهم.
و كانت فدك لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله خالصة له، لأنّه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
3591/ 4- و روى ابن سلام في كتاب «الأموال»: 9 عن يحيى بن سعيد، قال: كان أهل فدك قد أرسلوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فبايعوه- أي صالحوه- على أنّ لهم رقابهم و نصف أراضيهم و نخلهم، و لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله شطر أراضيهم و نخلهم.
فلمّا أجلاهم عمر بعث معهم من أقام لهم حظّهم من الأرض و النخل فأداه إليهم.
و قال البلاذري في (فتوح البلدان): لمّا فتح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خيبر و لم يبق غير ثلاثة حصون، خاف اليهود خوفاً شديداً، فصالحوا النبيّ صلى الله عليه و آله على الجلاء و حقن الدماء، فقبل النبيّ صلى الله عليه و آله منهم.
و لمّا بلغ أهل فدك ذلك أرسل رئيسهم يوشع بن نون اليهودي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالصلح، على أن يعطيه فدك و يؤمنه و قومه، و على أن يعمل بها في نخليها، بأن يكون لهم نصف الثمن، ثمّ إن شاء رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أبقاهم و إن شاء أجلاهم.

فرضي صلى الله عليه و آله، و كانت فدك خالصة لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، لأنّها ممّا أفاء اللَّه بها على رسوله، حيث لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب.
359/ 5- قال أبوبكر الجوهري: كان مالك بن أنس يحّدث عن عبداللَّه بن أبي بكر بن عمر، و ابن حزم أنّه صلى الله عليه و آله صالحهم على النصف، فلم يزل الأمر كذلك حتّى أخرجهم عمر بن الخطّاب و أجلاهم بعد أن عوضهم عن النصف الّذي كان لهم عوضاً من إبل و غيرها.
3593/ 6- قال الجوهري: و قال غير مالك: لمّا أجلاهم عمر بعث إليهم من يقوّم الأموال، بعث أبا الهيثم بن التيهان، و فروة بن عمرو، و حباب بن صخر، و زيد بن ثابت، فقوّموا أرض فدك و نخلها، فأخذها عمر و دفع إليهم قيمة النصف الّذي لهم، و كان مبلغ ذلك خمسين ألف درهم، أعطاهم إيّاها من مال أتاه من العراق، و أجلاهم إلى الشام.
قال أبوعبيد: إنّما صار أهل خيبر لا حظّ لهم في الأرض و الثمر، لأنّ خيبر أخذت عنوة، فكانت للمسلمين لا شي ء لليهود فيها.
و أمّا فدك؛ فكانت على ما جاء فيها من الصلح، فلمّا أخذوا قيمة بقيّة أرضهم، خلصت كلّها لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و لهذا تكلّم العبّاس و عليٌّ فيها.
3594/ 7- و روى ابن سلام في كتاب (الأموال) عن مالك بن أنس، قال: أجلى عمر يهود خيبر فخرجوا منها ليس لهم من الثمر والأرض شي ء.
فأمّا يهود فدك؛ فكان لهم نصف الثمر و نصف الأرض، لأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان صالحهم على ذلك، فأقام لهم عمر نصف الثمر ونصف الأرض، لأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صالحهم من ذهب و ورق وإبل و أقتاب، ثمّ أعطاهم القيمة.
قال أبوبكر الجوهري: و قد روي أنّه صالحهم عليها كلّها.
___________________________________

شرح النهج: 16/ 210

و إذا صحّت هذه الرواية فيكون عمر قد أمر بتقديم ما لأهل فدك من حقّ في الثمر و غيره، لا في الأرض.
3595/ 8- قال ياقوت الحموي في (معجم البلدان) مادّة (فدك): أصحّ ما ورد عندي في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر البلاذري في كتاب (الفتوح) له- أي (فتوح البلدان): 36، فإنّه قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعد منصرفه من خيبر إلى أرض فدك محيصة بن مسعود، و رئيس فدك يومئذ يوشع بن نون اليهودي يدعوهم إلى الإسلام.
فوجدهم مرعوبين خائفين لما بلغهم من أخذ خيبر، فصالحوه على نصف الأرض بتربتها، فقبل ذلك منهم، و أمضاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و صار خالصاً له، لأنّه لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب، فكان يصرف ما يأتيه منها في أبناء السبيل.
و لم يزل أهلها بها حتّى أجلى عمر اليهود، فوجّه إليهم من قوم نصف التربة بقيمة عدل، فدفعها إلى اليهود، و أجلاهم إلى الشام.
3596/ 9- و قال ابن منظور في (لسان العرب): قال الأزهري: فدك: قرية بخيبر- و قيل بناحيه الحجاز- فيها عين و نخل أفاءها اللَّه على نبيّه صلى الله عليه و آله.
3597/ 10- و قال الطبري: لمّا فرغ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من خيبر، قذف اللَّه الرعب في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع اللَّه بأهل خيبر، فبعثوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يصالحونه على النصف من فدك.
فقبل ذلك منهم، فكانت فدك لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله خاصّة، لأنّه لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب.
3598/ 11- و قال ابن الأثير في (الكامل): لمّا انصرف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من خيبر، بعث إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام، فصالحوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على نصف الأرض، فقبل منهم ذلك، و كان نصف فدك خالصاً لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، لأنّه لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب.

قولهم: إنّه لم يوجف عليها، أي أنّ فدك لم يُسرَع إليها بالخيل و الركاب، و لم تؤخذ بالحرب، و إنّما أخذها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالصلح، و لم يشاركه في أخذها أحد من المسلمين.
___________________________________

الوجيف: ضرب من سير الإبل و الخيل

أنفال وفدك وأنّها خالصة لرسول اللَّه
3599/ 1- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريى، عن أبي عبداللَّه صلى الله عليه و آله قال: الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب، أو قوم صالحوا، أو قوم أعطوا بأيديهم، و كلّ أرض خربة، و بطون الأودية فهو لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو للإمام من بعده يضعه حيث يشاء.
___________________________________

نورالثقلين: 5/ 275 و276، عن الكافي: 2/ 491 ح 3.

3600/ 2- قال الكليني رضوان اللَّه تعالى عليه في باب الفي ء و الأنفال و تفسير الخمس...:
إنّ اللَّه تبارك و تعالى جعل الدنيا كلّها بأسرها لخليفته، حيث يقول للملائكةإِنّي جاعِلٌ في الأَرْضِ خَليفَةً)، فكانت الدنيا بأسرها لآدم و صارت بعده لأبرار ولده و خلفائه، فما غلب عليه أعداؤهم؛ ثمّ رجع إليهم بحرب أو غلبة سمّي فيئاً و هو أن يفي ء إليهم بغلبة و حرب. و كان حكمه فيه ما قال اللَّه تعالى: (وَاعْلَمُوا أنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَي ءٍ فَأنَّ للَّه خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذي القُرْبى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ)
___________________________________

ا
لأنفال: 41. فهو للَّه وللرسول صلى الله عليه و آله ولقرابة الرسول، فهذا هو الفي ء الراجع، وإنّما يكون الراجع ما كان في يد غيرهم فأُخذ منهم بالسيف.


و أمّا ما رجع إليهم من غير أن يوجف عليه بخيل و لا ركاب، فهو الأنفال، هو للَّه و للرسول صلى الله عليه و آله خاصّة، ليس لأحد فيه الشركة، و إنّما جعل الشركة في شي ء قوتل عليه، فجعل لمن قاتل من الغنائم ثلاثة له، و ثلاثة لليتامى والمساكين و ابن السبيل.
و أمّا الأنفال؛ فليس هذه سبيلها، كان للرسول صلى الله عليه و آله خاصّة، و كانت فدك لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله خاصّة، لأنّه صلى الله عليه و آله فتحها و أميرالمؤمنين ، لم يكن معهما أحد، فزال عنها اسم الفي ء، و لزمها اسم الأنفال.
و كذلك الآجام و المعادن و البحار و المفاوز هي للإمام خاصّة، فإن عمل فيها قوم بإذن الإمام، فلهم أربعة أخماس و للإمام خمس، و الّذي للإمام يجري مجرى الخمس، و من عمل فيها بغير إذن الإمام، فالإمام يأخذه كلّه، ليس لأحد فيه شي ء. و كذلك من عمّر شيئاً أو أجرى قناة، أو عمل في أرض خراب بغير إذن صاحب الأرض فليس له ذلك، فإن شاء أخذها منه كلّها، و إن شاء تركها في يده.

الحسين بن الحكم معنعناً عن عطيّة، قال:
لمّا نزلت هذه الآية (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه)

الإسراء: 26. دعا النبيّ صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام، فأعطاها فدك.
فكلّما لم يوجف عليه أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله بخيل ولا ركاب فهو لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله يضعه حيث يشاء، (و) فدك ممّا لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب.



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-Feb-2010 الساعة : 12:27 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم


أنفال وفدك وأنّها خالصة لرسول اللَّه



3599/ 1- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريى، عن أبي عبداللَّه صلى الله عليه و آله قال: الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب، أو قوم صالحوا، أو قوم أعطوا بأيديهم، و كلّ أرض خربة، و بطون الأودية فهو لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو للإمام من بعده يضعه حيث يشاء.
___________________________________
نورالثقلين: 5/ 275 و276، عن الكافي: 2/ 491 ح 3.
3600/ 2- قال الكليني رضوان اللَّه تعالى عليه في باب الفي ء و الأنفال و تفسير الخمس...:
إنّ اللَّه تبارك و تعالى جعل الدنيا كلّها بأسرها لخليفته، حيث يقول للملائكة إِنّي جاعِلٌ في الأَرْضِ خَليفَةً)، فكانت الدنيا بأسرها لآدم و صارت بعده لأبرار ولده و خلفائه، فما غلب عليه أعداؤهم؛ ثمّ رجع إليهم بحرب أو غلبة سمّي فيئاً و هو أن يفي ء إليهم بغلبة و حرب.
و كان حكمه فيه ما قال اللَّه تعالى: (وَاعْلَمُوا أنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَي ءٍ فَأنَّ للَّه خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذي القُرْبى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ)
___________________________________
الأنفال: 41. فهو للَّه وللرسول صلى الله عليه و آله ولقرابة الرسول، فهذا هو الفي ء الراجع، وإنّما يكون الراجع ما كان في يد غيرهم فأُخذ منهم بالسيف.

و أمّا ما رجع إليهم من غير أن يوجف عليه بخيل و لا ركاب، فهو الأنفال، هو للَّه و للرسول صلى الله عليه و آله خاصّة، ليس لأحد فيه الشركة، و إنّما جعل الشركة في شي ء قوتل عليه، فجعل لمن قاتل من الغنائم ثلاثة له، و ثلاثة لليتامى والمساكين و ابن السبيل.
و أمّا الأنفال؛ فليس هذه سبيلها، كان للرسول صلى الله عليه و آله خاصّة، و كانت فدك لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله خاصّة، لأنّه صلى الله عليه و آله فتحها و أميرالمؤمنين ، لم يكن معهما أحد، فزال عنها اسم الفي ء، و لزمها اسم الأنفال.
و كذلك الآجام و المعادن و البحار و المفاوز هي للإمام خاصّة، فإن عمل فيها قوم بإذن الإمام، فلهم أربعة أخماس و للإمام خمس، و الّذي للإمام يجري مجرى الخمس، و من عمل فيها بغير إذن الإمام، فالإمام يأخذه كلّه، ليس لأحد فيه شي ء.
و كذلك من عمّر شيئاً أو أجرى قناة، أو عمل في أرض خراب بغير إذن صاحب الأرض فليس له ذلك، فإن شاء أخذها منه كلّها، و إن شاء تركها في يده.
___________________________________
الكافي: 2/ 489 و 490 .
3601/ 3- الحسين بن الحكم معنعناً عن عطيّة، قال:
لمّا نزلت هذه الآية (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه)
___________________________________
الإسراء: 26. دعا النبيّ صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام، فأعطاها فدك. فكلّما لم يوجف عليه أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله بخيل ولا ركاب فهو لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله يضعه حيث يشاء، (و) فدك ممّا لم يوجف عليه بخيل و لا ركاب.



كيفيّة ملكيّة فدك لرسول اللَّه



3608/ 1- الخرائج: روي عن أبي عبداللَّه :
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خرج في غزاة، فلمّا انصرف راجعاً نزل في بعض الطريق، فبينما رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يطعم و الناس معه، إذ أتاه جبرئيل، فقال: يا محمّد! قم فاركب.
فقام النبيّ صلى الله عليه و آله فركب و جبرئيل معه، فطويت له الأرض كطي الثوب حتّى انتهى إلى فدك.
فلمّا سمع أهل فدك وقع الخيل ظنّوا أنّ عدوّهم قد جاءهم، فغلقوا أبواب المدينة، و دفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت لهم خارج من المدينة ولحقوا برؤوس الجبال.
فأتى جبرئيل العجوز حتّى أخذ المفاتيح، ثمّ فتح أبواب المدينة، و دار النبيّ صلى الله عليه و آله في بيوتها و قرائها.
فقال جبرئيل : يا محمّد! هذا ما خصّك اللَّه به، و أعطاكه دون الناس، و هو قوله تعالى: (مَا أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسولِه مِنْ أَهْل القُرى فَلِلّهِ وللرَسولِ وَلِذِي القُرْبى)
___________________________________
الحشر: 7.؛
و ذلك قوله: (فَمَا أَوْجَفْتُم عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكابٍ وَلكنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ

عَلى مَنْ يَشاءُ).
___________________________________
الحشر: 6.
و لم يعرف المسلمون و لم يطؤوها، و لكن اللَّه أفاءها على رسوله، وطوف به جبرئيل في دورها و حيطانها، و غلق الباب و دفع المفاتيح إليه، فجعلها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في غلاف سيفه، و هو معلق بالرحل.
ثم ركب وطويت له الأرض كطي الثوب، ثمّ أتاهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هم على مجالسهم و لم يتفرّقوا و لم.
يبرحوا، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: قد انتهيت إلى فدك، و إنّي قد أفاء اللَّه عليّ.
فغمز المنافقون بعضهم بعضاً.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: هذه مفاتيح فدك، ثمّ أخرج من غلاف سيفه، ثمّ ركب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و ركب معه الناس.
فلمّا دخل المدينة دخل على فاطمة عليهاالسلام، فقال:
يا بنيّة! إنّ اللَّه قد أفاء على أبيك بفدك، و اختصّه بها، فهي له خاصّة دون المؤمنين، افعل بها ما أشاء، و أنّه قد كان لاُمّك خديجة على أبيك مهر، و أنّ أباك قد جعلها له بذلك، و أنحلتكها لك ولولدك بعدك.
فدعا بأديم، و دعا عليّ بن أبي طالب ، فقال: اكتب لفاطمة عليهاالسلام بفدك نحلة من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فشهد على ذلك عليّ بن أبي طالب ، و مولى لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و اُمّ أيمن. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: إنّ اُمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة.
و جاء أهل فدك إلى النبيّ صلى الله عليه و آله، فقاطعهم على أربعة و عشرين ألف دينار في كلّ سنة.
___________________________________
البحار: 29/ 114 ح 10.

3609/ 2- نزل النبيّ صلى الله عليه و آله على فدك يحاربهم، ثمّ قال لهم: وما يأمنكم إن تكونوا آمنين في هذا الحصن وأمضي إلى حصونكم فأفتحها.
فقالوا: إنّها مقفّلة و عليها من يمنع عنها و مفاتيحها عندنا.
فقال صلى الله عليه و آله: إنّ مفاتيحها دفعت إليّ.
ثمّ أخرجها وأراها القوم فاتّهموا ديّانهم أنّه صار إلى دين محمّد صلى الله عليه و آله، ودفع المفاتيح إليه، فحلف أنّ المفاتيح عنده، و أنّها في سفط في صندوق في بيت مقفّل عليه.
فلمّا فتّش عنها ففقدت، فقال الديّان: لقد أحرزتها، و قرأت عليها من التوراة، و خشيت من سحره، و أعلم الآن أنّه ليس بساحر، و أنّ أمره لعظيم.
فرجعوا إلى النبيّ صلى الله عليه و آله و قالوا: من أعطاكها؟
قال: أعطاني الّذي أعطى موسى الألواح؛ جبرئيل.
فتشهّد الديّان، ثمّ فتحوا الباب، و خرجوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و أسلم من أسلم منهم، فأقرّهم في بيوتهم، وأخذ منهم أخماسهم، فنزل: (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه).
قال: و ما هو؟
قال: أعط فاطمة عليهاالسلام فدكاً، و هي من ميراثها من اُمّها خديجة، و من اُختها هند بنت أبي هالة.
فحمل إليها النبيّ صلى الله عليه و آله ما أخذ منه، و أخبرها بالآية.
فقالت: لست أحدث فيها حدثاً، و أنت حيّ، أنت أولى بي من نفسي، و مالي لك.
فقال: أكره أن يجعلوها عليك سبّة،
___________________________________
بيان: السُبّة- بالضمّ-: العار، أي: يمنعونها منك، فيكون عاراً عليك.
و يحتمل أن يكون شبهة، أو نحوها.
أقول: هذا البيان من العلّامة المجلسي رحمه الله بعد الحديث، فراجع المأخذ.
و يحتمل أن يكون الُسبّة كناية عن فلان الّذي منعها حقّها. فيمنعوك إيّاها من بعدي.

فقالت: أنفذ فيها أمرك.
فجمع النّاس إلى منزلها، و أخبرهم أنّ هذا المال لفاطمة عليهاالسلام، ففرّقه فيهم، و كان كلّ سنة كذلك، و يأخذ منه قوتها، فلمّا دنا وفاته دفعه إليها.
___________________________________
البحار: 29/ 117 و118، عن المناقب لابن شهراشوب.
3610/ 3- زيد بن محمّد بن جعفر العلوي، عن محمّد بن مروان، عن عبيد بن يحيى، عن محمّد بن عليّ بن الحسين ، قال: لمّا نزل جبرئيل على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله شدّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله سلاحه، و أسرج دابّته، وشدّ عليّ سلاحه و أسرج دابّته، ثمّ توجّها في جوف الليل، و عليّ لايعلم حيث يريد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتّى انتهى إلى فدك.
فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا عليّ! تحملني أو أحملك؟
قال عليّ : أحملك يا رسول اللَّه!
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا عليّ! أنا أحملك، لأنّي أطول بك و لاتطول بي.
فحمل عليّاً على كتفه، ثمّ قام به، فلم يزل يطول به حتّى علا على سور الحصن، فصعد عليّ على الحصن، و معه سيف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فأذّن على الحصن، و كبّر فابتدر أهل الحصن إلى باب الحصن هراباً حتّى فتحوه وخرجوا منه.
فاستقبلهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بجمعهم، و نزل عليّ إليهم، فقتل عليّ ثمانية عشر من عظمائهم و كبرائهم، و أعطى الباقون بأيديهم، و ساق رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ذراريهم و من بقي منهم وغنائمهم يحملونها على رقابهم إلى المدينة.

فلم يوجف فيها غير رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فهي له ولذريّته خاصّة دون المؤمنين.
___________________________________
البحار: 29/ 109- 111 ح 3، عن تفسير فرات.
3611/ 4- قال ابن إسحاق: و لمّا افتتح القموص: حصن ابن أبي الحقيق... و أرسل ابن أبي الحقيق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أنزل لاُكلّمك.
قال: نعم.
فنزل، و صالح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على حقن دماء من في حصونهم من المقاتلة، و ترك الذريّة لهم، و يخرجون من خيبر و أرضها بذراريهم، و يخلّون بين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و بين ما كان لهم من مال و أرض و على الصفراء و البيضاء و الكراع و على الحلقة و على البزّ إلّا ثوب على ظهر إنسان.
و قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: و برئت منكم ذمّة اللَّه، و ذمّة رسوله إن كتمتموني شيئاً.
فصالحوه على ذلك.
فلمّا سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا بعثوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يسألونه أن يسيّرهم، و يحقن دماءهم و يخلّون بينه و بين الأموال، ففعل.
و كان ممّن مشى بين رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و بينهم في ذلك محيّصة بن مسعود- أحد بني حارثة-.
فلمّا نزل أهل خيبر على ذلك سألوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يعاملهم الأموال على النصف، و قالوا: نحن أعلم بها منكم و أعمر لها.
فصالحهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على النصف على أنّا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم، و صالحه أهل فدك على مثل ذلك، فكانت أموال خيبر فيئاً بين المسلمين.

و كانت فدك خالصة لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، لأنّهم لم يوجفوا عليها بخيل و لا ركاب.
___________________________________
البحار: 21/ 5 و 6.
3612/ 5- قال أبان: وحدّثني زرارة، قال:- في حديث- قال الباقر : فلمّا فرغ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله من خيبر عقد لواء، ثمّ قال: من يقوم إليه فيأخذه بحقّه؟ و هو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك.
فقام الزبير إليه، فقال: أنا.
فقال: امط عنه.
ثمّ قام إليه سعد.
فقال: امط عنه.
ثمّ قال: يا عليّ! قم إليه، فخذه.
فأخذه، فبعث به إلى فدك، فصالحهم على أن يحقن دماءهم، فكانت حوائط فدك لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله خاصّاً خالصاً.
فنزل جبرئيل فقال: إنّ اللَّه عزّ و جلّ يأمرك أن تؤتي ذاالقربى حقّه. قال: يا جبرئيل! و من قراباتي؟ و ما حقّها؟
قال: فاطمة عليهاالسلام: فأعطها حوائط فدك، و ما للَّه ولرسوله فيها.
فدعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام و كتب لها كتاباً، جاءت به بعد موت أبيها إلى أبي بكر، و قالت: هذا كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لي ولإبنيّ.
___________________________________
البحار: 21/ 22 و 23.

إعطاء رسول اللَّه فاطمة فدكاً
3613/ 1- أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبداللَّه : أكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليهاالسلام فدكاً؟
قال: كان وقفها، فأنزل اللَّه (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّهُ)، فأعطاها فدكاً.
(فأعطاها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حقّها.
قلت: رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطاها؟
قال: بل اللَّه أعطاها)
___________________________________
ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
___________________________________
تفسير العيّاشي: 2/ 287 ح 47، غاية المرام: 324، البحار: 29/ ح 14.
3614/ 2- محمّد بن العبّاس، عن عليّ بن العبّاس المقانعي، عن أبي كريب، عن معاوية بن هشام، عن فضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا نزلت (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه) دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام، وأعطاها فدكاً.
___________________________________
البحار: 29/ 111 ح 4، عن كنز الفوائد.
3615/ 3- في تفسير عليّ بن إبراهيم، قوله: (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّهُ وَالمِسْكينَ وَابنَ السَبيلَ) يعني قرابة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و نزلت في فاطمة عليهاالسلام، فجعل لها فدك، و المسكين من ولد فاطمة عليهاالسلام،

و ابن السبيل من آل محمّد و ولد فاطمة عليهاالسلام.
___________________________________
نورالثقلين: 3/ 155 ح 159، البحار: 96/ 199 ح 5.
3616/ 4 - في مجمع البيان: (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه)، و روى أبوسعيد الخدري و غيره:
أنّه لمّا نزلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليهاالسلام فدكاً، و سلّمه إليها، و هو المرويّ عن أبي جعفر و أبي عبداللَّه عليهماالسلام.
___________________________________
نورالثقلين: 4/ 189 ح 72.
أقول: ورواه في المجلّد الثالث عن (مجمع البيان): أخبرنا السيّد أبوالحمد... إلى قوله: عن أبي سعيد الخدري (مثله)، فراجع المأخذ.
___________________________________
نور الثقلين:3/ 155 ح 161
3617/ 5- مصباح الأنوار: روى ابن بابويه مرفوعاً إلى أبي سعيد الخدريّ، قال:
لمّا نزلت (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه)، قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لك فدك.
و في رواية اُخرى عنه أيضاً (مثله).
___________________________________
البحار: 96/ 212 ح 18 ورواه أيضاً في: 29/ 205.
3618/ 6- و منه: و عن عطيّة، قال: لمّا نزلت (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه) دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام فأعطاها فدك.
___________________________________
البحار: 96/ 212 ح 18 و رواه أيضاً في: 29/ 205.
3619/ 7- و منه: و عن عليّ بن الحسين عليهاالسلام قال:
أقطع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام فدك.
___________________________________
البحار: 96/ 212 ح 18 و رواه أيضاً في: 29/ 205.
3620/ 8- و منه: و عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللَّه قال: قلت: أكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليهاالسلام فدك؟ قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقفها، فأنزل اللَّه (وَآتِ ذَا القُربى حَقَّه)، فأعطاها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حقّها.



للسطور بقية

آخر تعديل بواسطة منتظرة المهدي ، 21-Feb-2010 الساعة 12:31 PM.


منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-Feb-2010 الساعة : 01:39 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .



إعطاء رسول اللَّه فاطمة فدكاً

3613/ 1- أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبداللَّه : أكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليهاالسلام فدكاً؟
قال: كان وقفها، فأنزل اللَّه (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّهُ)، فأعطاها فدكاً.
(فأعطاها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حقّها.
قلت: رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطاها؟
قال: بل اللَّه أعطاها)
___________________________________
ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
___________________________________
تفسير العيّاشي: 2/ 287 ح 47، غاية المرام: 324، البحار: 29/ ح 14. 3614/ 2- محمّد بن العبّاس، عن عليّ بن العبّاس المقانعي، عن أبي كريب، عن معاوية بن هشام، عن فضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا نزلت (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه) دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام، وأعطاها فدكاً.

___________________________________
البحار: 29/ 111 ح 4، عن كنز الفوائد.

3615/ 3- في تفسير عليّ بن إبراهيم، قوله: (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّهُ وَالمِسْكينَ وَابنَ السَبيلَ) يعني قرابة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و نزلت في فاطمة عليهاالسلام، فجعل لها فدك، و المسكين من ولد فاطمة عليهاالسلام،

و ابن السبيل من آل محمّد و ولد فاطمة عليهاالسلام.
___________________________________
نورالثقلين: 3/ 155 ح 159، البحار: 96/ 199 ح 5.
3616/ 4 - في مجمع البيان: (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه)، و روى أبوسعيد الخدري و غيره:
أنّه لمّا نزلت هذه الآية على النبيّ صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليهاالسلام فدكاً، و سلّمه إليها، و هو المرويّ عن أبي جعفر و أبي عبداللَّه عليهماالسلام.
___________________________________
نورالثقلين: 4/ 189 ح 72.
أقول: ورواه في المجلّد الثالث عن (مجمع البيان): أخبرنا السيّد أبوالحمد... إلى قوله: عن أبي سعيد الخدري (مثله)، فراجع المأخذ.
___________________________________
نور الثقلين:3/ 155 ح 161
3617/ 5- مصباح الأنوار: روى ابن بابويه مرفوعاً إلى أبي سعيد الخدريّ، قال:
لمّا نزلت (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه)، قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: لك فدك.
و في رواية اُخرى عنه أيضاً (مثله).
___________________________________
البحار: 96/ 212 ح 18 ورواه أيضاً في: 29/ 205.
3618/ 6- و منه: و عن عطيّة، قال: لمّا نزلت (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه) دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام فأعطاها فدك.
___________________________________
البحار: 96/ 212 ح 18 و رواه أيضاً في: 29/ 205.
3619/ 7- و منه: و عن عليّ بن الحسين عليهاالسلام قال:
أقطع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاطمة عليهاالسلام فدك.
___________________________________
البحار: 96/ 212 ح 18 و رواه أيضاً في: 29/ 205.
3620/ 8- و منه: و عن أبان بن تغلب، عن أبي عبداللَّه قال: قلت: أكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أعطى فاطمة عليهاالسلام فدك؟
قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقفها، فأنزل اللَّه (وَآتِ ذَا القُربى حَقَّه)، فأعطاها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حقّها.


مقدار القيمة الماديه لفدك


3637/ 1 - أبوعمرو، عن ابن عقدة، عن أحمد بن يحيى، عن عبدالرحمان، عن أبيه، عن محمّد بن إسحاق، عن عبداللَّه بن أبي بكر بن عمرو بن حنرم، عن أبيه قال:
عرض في نفس عمر بن عبدالعزيز شي ء من فدك، فكتب إلى أبي بكر و هو على المدينة:أنظر ستّة آلاف دينار، فزد عليها غلَّة فدك أربعة آلاف دينار، فاقسمها في ولد فاطمة رضي اللَّه عنهم من بني هاشم.
و كانت فدك للنبيّ صلى الله عليه و آله خاصّة،فكانت ممّا لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب.
قال: و كانت للنبيّ صلى الله عليه و آله أموال سمّاها، منها؛ العواف، و برقط، والميثب، والكلا، وحسنا، والصانعة، وبيت اُمّ إبراهيم.
فأمّا العواف؛ فمن سهمه من بني قريظة.
___________________________________
البحار: 22/ 295 ح 1، عن أمالي الطوسي.
أقول: للعلّامة المجلسي رحمه الله بيان في هذه الأسماء و تصحيح بعضها، فراجع «البحار».
3638/ 2- في المناقب: أفراسه، بغاله، حمره، إبله... إلى أن قال: محزنبق
___________________________________
هكذا في النسخة، والصحيح: مخيريق (هامش البحار). حبراً عالماً أسلم، و أوصى بماله لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو سبع

حوائط... وفدك، فأعطى فدك والعوالي فاطمة عليهاالسلام... إلى آخره.
___________________________________
البحار: 16/ 107- 109 ح 41.
أقول: الخبر طويل اختصرت بذكر بعض العناوين، و ذكرت موضع الحاجة إليه، فراجع المأخذ.
3639/ 3-... إنّ فدكاً لم تكن أرضاً صغيرة، أو مزرعة متواضعاً- كما يظنّ البعض- بل الأمر الّذي اطمئنّ إليه أنّها كانت تدرّ على صاحبها أموالاً طائلة تشكل ثروة مهمّة، و ليس على بعد هذا أن أحدّد الحاصل السنوي منها، و إن ورد في بعض طرقنا الارتفاع به إلى أعداد عالية جدّاً.
و يدلّ على مقدار القيمة المادية لفدك اُمور:
الأوّل:... أنّ عمر منع أبابكر من ترك فدك للزهراء عليهاالسلام، لضعف المالية العامّة مع احتياجها إلى التقوية، لما يتهدد الموقف من حروب الردة وثورات العصاة.
و من الجليّ؛ أنّ أرضاً يستعان بحاصلها على تعديل ميزانية الدولة و تقوية مالياتها في ظروف حرجة كظرف الثورات و الحروب الداخلية لابدّ أنّها ذات نتاج عظيم.
الثاني: قول الخليفة لفاطمة عليهاالسلام في محاورة له معها حول فدك: إنّ هذا المال لم يكن للنبيّ صلى الله عليه و آله، و إنّما كان مالاً من أموال المسلمين يحمل النبيّ به الرجال و ينفقه في سبيل اللَّه.
فإنّ تحميل الرجال لايكون إلّا بمال مهمّ تتقوّم به نفقات الجيش.
الثالث:... من تقسيم معاوية فدكاً أثلاثاً، و إعطائه لكلّ من يزيد و مروان و عمرو بن عثمان ثلثاً.
فإنّ هذا يدلّ بوضوح على مدى الثروة المجتناة من تلك الأرض، فإنّها بلا

شكّ ثروة عظيمة، تصلح لأن توزع على اُمراء ثلاثة من أصحاب الثراء العريض والأموال الطائلة.
الرابع: التعبير عنها بقرية- كما في «معجم البلدان»- و تقدير بعض نخيلها بنخيل الكوفة في القرن السادس الهجري، كما في «شرح النهج» لابن أبي الحديد:
___________________________________
فدك في التأريخ: 30- 31.
و قلت لمتكلّم من متكلّمي الإماميّة يعرف بعليّ بن تقيّ من بلدة النيل: و هل كانت فدك إلّا نخلاً يسيراً و عقاراً ليس بذلك الخطير؟
فقال لي: ليس الأمر كذلك، بل كانت جليلة جدّاً، و كان فيها من النخل نحو ما بالكوفة الآن من النخل.
___________________________________
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 236.
أمّا وارداتها؛ فقدّروا فيها نصابه الأوّل 24 ألف دينار في السنة، والثاني 70 ألف، و يمكن توجيه النصيبين باختلاف السنين في كميّة الثمر.
___________________________________
فدك: 13.
3640/ 4-... لمّا أجلاهم عمر بعث إليهم من يقوّم الأموال، بعث أبا الهيثم بن التيهان وفروة بن عمرو وحباب بن صخر وزيد بن ثابت.
فقوّموا أرض فدك و نخلها، فأخذها عمر ودفع إليهم قيمة النصف الّذي لهم.
و كان مبلغ ذلك خمسين ألف درهم أعطاهم إيّاها من مال أتاه من العراق و أجلاهم إلى الشام.
___________________________________
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 211.

إنّ فدك رمز يرمز إلى المعنى العظيم
أقول: و يستفاد من الرّوايات و الأخبار أنّ عنوان فدك يطلق على فدكين: فدك خاصّ، و فدك عامّ.
أمّا فدك الخاصّ؛ فهو فدك المعروف يعني الأراضي نواحي خيبر إلى نواحي المدينة الّذي أخذها أبوبكر بالقهر والتجبّر على شهادة الزّور، و ادّعى أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لا يورّث، و أقامت فاطمة الزهراء عليهاالسلام حجّة وبيّنة الحقّ، ولكن ردّها أبوبكر عناداً و تجبّراً.
و أمّا فدك العامّ؛ فيستفاد من تحديد موسى بن جعفر عليهماالسلام، و من روايات اُخرى أنّ الأرض كلّها نحلة لفاطمة عليهاالسلام و مهرها، و أنّ الأرض يرثها اللَّه عباده الصالحون.
ففي الواقع؛ الخلافة على الأرض والولاية لها حقّ الزهراء و بعلها و أبنائها المعصومين ، و هي المعنى الثاني، و المقصود الأصلي من عنوان فدك في النزاع بين الزهراء عليهاالسلام و أبي بكر و صاحبه.
قال صاحب «فدك في التأريخ»: ففي الواقع كانت مطالبة فدك رمز، و الحقيقة مطالبة حقّ علي يعني الولاية والخلافة، و على هذا كانت فدك معنى رمزيّاً يرمز إلى المعنى العظيم، و لايعني تلك الأرض الحجازيّة المسلوبة. بل يتجلّى منها مفهوم أوسع من ذلك ينطوي على غرض طموح يبعث إلى الثورة، ويهدف إلى استرداد حقّ مسلوب، و عدل ضائع، و مجد عظيم، و تعديل اُمّة انقلبت على أعقابها.


ام علي الحلي
عضو نشيط

رقم العضوية : 5182
الإنتساب : Jun 2009
المشاركات : 130
بمعدل : 0.02 يوميا
النقاط : 196
المستوى : ام علي الحلي is on a distinguished road

ام علي الحلي غير متواجد حالياً عرض البوم صور ام علي الحلي



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-Feb-2010 الساعة : 06:38 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



رائع ما سطره قلمك اختي الفاضله
دمتِ بخير

وفقك الله



</B></I>

توقيع ام علي الحلي





منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-Feb-2010 الساعة : 01:52 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


تسلمي أختي على مرورك
بحق مكسورة الضلع يسهل الله أمورك




منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Mar-2010 الساعة : 10:06 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


إنّ فدك رمز يرمز إلى المعنى العظيم


أقول: و يستفاد من الرّوايات و الأخبار أنّ عنوان فدك يطلق على فدكين: فدك خاصّ، و فدك عامّ.
أمّا فدك الخاصّ؛ فهو فدك المعروف يعني الأراضي نواحي خيبر إلى نواحي المدينة الّذي أخذها أبوبكر بالقهر والتجبّر على شهادة الزّور، و ادّعى أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لا يورّث، و أقامت فاطمة الزهراء عليهاالسلام حجّة وبيّنة الحقّ، ولكن ردّها أبوبكر عناداً و تجبّراً.
و أمّا فدك العامّ؛ فيستفاد من تحديد موسى بن جعفر عليهماالسلام، و من روايات اُخرى أنّ الأرض كلّها نحلة لفاطمة عليهاالسلام و مهرها، و أنّ الأرض يرثها اللَّه عباده الصالحون.
ففي الواقع؛ الخلافة على الأرض والولاية لها حقّ الزهراء و بعلها و أبنائها المعصومين ، و هي المعنى الثاني، و المقصود الأصلي من عنوان فدك في النزاع بين الزهراء عليهاالسلام و أبي بكر و صاحبه.

قال صاحب «فدك في التأريخ»: ففي الواقع كانت مطالبة فدك رمز، و الحقيقة مطالبة حقّ علي يعني الولاية والخلافة، و على هذا كانت فدك معنى رمزيّاً يرمز إلى المعنى العظيم، و لايعني تلك الأرض الحجازيّة المسلوبة. بل يتجلّى منها مفهوم أوسع من ذلك ينطوي على غرض طموح يبعث إلى الثورة، ويهدف إلى استرداد حقّ مسلوب، و عدل ضائع، و مجد عظيم، و تعديل اُمّة انقلبت على أعقابها .



إخراج أبي بكر وكيل فاطمة من فدك


3642/ 1- حمّاد بن عثمان، عن أبي عبداللَّه قال: لمّا بويع أبوبكر و استقام له الأمر على جميع المهاجرين و الأنصار بعث إلى فدك (أن) أخرج وكيل فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله منها.
فجاءت فاطمة عليهاالسلام إلى أبي بكر، فقالت: يا أبابكر! لم تمنعني ميراثي من أبي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و أخرجت وكيلي من فدك، و قد جعلها لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بأمر اللَّه.
فقال: هاتي على ذلك بشهود.
فجاءت باُمّ أيمن، فقالت: لا أشهد يا أبابكر! حتّى احتجّ عليك بما قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، أنشدك باللَّه ألست تعلم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال: إنّ اُمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة؟
فقال: بلى.
قالت: فأشهد أنّ اللَّه عزّ و جلّ أوحى إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه)، فجعل فدك لفاطمة عليهاالسلام بأمر اللَّه.
و جاء عليّ ، فشهد بمثل ذلك.
فكتب لها كتاباً و دفعه إليها، فدخل عمر، فقال: ما هذا الكتاب؟
فقال: إنّ فاطمة عليهاالسلام ادّعت في فدك، و شهدت لها اُمّ أيمن و عليّ ، فكتبته.
فأخذ عمر الكتاب من فاطمة عليهاالسلام، فمزّقه!!


فخرجت فاطمة عليهاالسلام تبكي.
فلمّا كان بعد ذلك جاء عليّ إلى أبي بكر، و هو في المسجد و حوله المهاجرون والأنصار.
فقال: يا أبابكر! لم منعت فاطمة عليهاالسلام ميراثها من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و قد ملكته في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟
فقال أبوبكر: إنّ هذا في ء للمسلمين، فإن أقامت شهوداً أنّ رسول اللَّه جعلها له، و إلّا فلا حقّ لها.
فقال أميرالمؤمنين : يا أبابكر! تحكم فينا بخلاف حكم اللَّه في المسلمين
قال: لا.
قال: فإن كان في يد المسلمين شي ء يملكونه، ثمّ ادّعيت أنا فيه من تسأل البيّنة؟
قال: إيّاك كنت أسأل البيّنة.
قال: فما بال فاطمة عليهاالسلام سألتها البيّنة على ما في يدها، و قد ملكته في حياة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و بعده، و لم تسأل المسلمين البيّنة على ما ادّعوها شهوداً كما سئلتني على ما ادّعيت عليهم.
فسكت أبوبكر، فقال عمر: يا عليّ! دعنا من كلامك، فإنّا لا نقوي على حجّتك، فإن أتيت بشهود عدول و إلّا فهو في ء المسلمين لا حقّ لك، و لا لفاطمة فيه.
فقال عليّ : يا أبابكر! تقرأ كتاب اللَّه؟
قال: نعم.
قال: أخبرني عن قول اللَّه عزّ و جلّ (إِنَّما يُريدُ اللَّه لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِجْس أَهْل
البَيْت وَيُطَهِّرَكُم تَطْهيراً)
___________________________________




الأحزاب: 33. فينا نزلت أو في غيرنا؟

قال: بل فيكم.
قال: فلو أنّ شهوداً شهدوا على فاطمة عليهاالسلام بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بفاحشة ما كنت صانعاً بها؟
قال: كنت اُقيم عليها الحدّ، كما اُقيم على سائر نساء العالمين (المسلمين).
قال: كنت إذاً عنداللَّه من الكافرين.
قال: ولِمَ؟
قال: لأنّك رددت شهادة اللَّه لها بالطهارة، و قبلت شهادة الناس عليها، كما رددت حكم اللَّه و حكم رسوله أن جعل لها فدك و قبضته في حياته، ثمّ قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها، و أخذت منها فدك، و زعمت أنّه في ء المسلمين.
و قد قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: البيّنة على المدّعي، واليمين على من أنكر، فرددت قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: البيّنة على من ادّعى، واليمين على من ادّعي عليه.
قال: فدمدم الناس وأنكر بعضهم، وقالوا: صدق واللَّه؛ عليّ، و رجع عليّ إلى منزله. قال: ودخلت فاطمة عليهاالسلام المسجد، وطافت على قبر أبيها، وهي تقول:


قد كان بعدك أنباء وهنبثةلو كنت شاهدها لم تكثر الخطبإنّا فقدناك فقد الأرض وابلهاواختلّ قومك فاشهدهم فقد نكبواقد كان جبريل بالآيات يؤنسنافغاب عنّا فكلّ الخير محتجبقد كنت بدراً ونوراً يستضاء بهعليك تنزل من ذي العزّة الكتبتهجّمتنا رجال واستخفّ بناإذ غبت عنّا فنحن اليوم نغتصبفسوف نبكيك ما عشنا و ما بقيتمنّا العيون بتهمال لها سكب




قال: فرجع أبوبكر و عمر إلى منزلهما، و بعث أبوبكر إلى عمر ثمّ دعاه، فقال: أما رأيت مجلس عليّ منّا في هذا اليوم؟ واللَّه؛ لئن قعد مقعداً مثله ليفسدنّ أمرنا، فما الرأي أن نأمر بقتله.
قال: فمن يقتله؟
قال: خالد بن الوليد.
فبعثا (فبعثوا) إلى خالد، فأتاهم، فقالا له: نريد أن نحملك على أمر عظيم.
فقال: احملوني على ما شئتم، ولو على قتل عليّ بن أبي طالب.
قالا: فهو ذلك.
قال خالد: متى أقتله.
قال أبوبكر: أحضر المسجد، و قم بجنبه في الصلاة، فإذا سلّمت قم إليه و اضرب عنقه.
قال: نعم.
فسمعت أسماء بنت عميس، و كانت تحت أبي بكر، فقال لجاريتها: اذهبي إلى منزل عليّ و فاطمة عليهماالسلام و أقرئيهما السلام، و قولي لعليّ : ( إِنَّ المَلأَ يأتَمِرونَ بِكَ لِيَقْتُلوكَ فَاخْرُجْ إنّي لَكَ مِنَ النَّاصِحينَ). فجاءت الجارية إليهم، فقالت لعليّ : إنّ أسماء بنت عميس تقرء عليك السلام، و تقول: (إنَّ المَلأَ يَأتَمِرونَ بِكَ لِيَقْتُلوكَ فَاخرُجْ إنّي لَكَ مِنَ الناصِحينَ).
___________________________________




القصص: 20

فقال أميرالمؤمنين لها: إنّ اللَّه يحول بينهم و بين ما يريدون.
ثمّ قام وتهيّأ للصّلاة و حضر المسجد، و صلّى لنفسه خلف أبي بكر و خالد بن الوليد بجنبه، و معه السيف.

فلمّا جلس أبوبكر للتشّهد فلم يزل متفكّرا لا يجسر أن يسلّم حتّى ظنّ الناس أنّه سهى، ثمّ التفت إلى خالد، و قال: يا خالد! لا تفعلنّ ما أمرتك (السلام عليكم و رحمة اللَّه و بركاته).
فقال أميرالمؤمنين : يا خالد! ما الّذي أمرك به؟
قال: أمرني بضرب عنقك.
قال: أو كنت فاعلاً؟
قال: إي واللَّه، لولا أنّه قال لي: لا تفعله قبل التسليم لقتلتك.
قال: فأخذه عليّ ، فجلد (فضرب) به الأرض، فاجتمع الناس عليه، فقال عمر: يقتله وربّ الكعبة.
فقال الناس: يا أباالحسن! اللَّه اللَّه بحقّ صاحب القبر، فخلّى عنه. ثمّ التفت إلى عمر، فأخذ بتلابيبه، فقال: يابن الصهّاك! واللَّه؛ لولا عهد من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و كتاب من اللَّه سبق لعلمت أيّنا أضعف ناصراً و أقلّ عدداً، و دخل منزله.
___________________________________




البحار: 29/ 127 ح 27، عن الإحتجاج.

3643/ 2- عبداللَّه بن سنان، عن أبي عبداللَّه قال: لمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و جلس أبوبكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة عليهاالسلام فأخرجه من فدك.
فأتته فاطمة عليهاالسلام، فقالت: يا أبابكر! ادّعيت أنّك خليفة أبي، و جلست مجلسه، و أنت بعثت إلى وكيلي، فأخرجته من فدك، و قد تعلم أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صدّق بها عليّ و أنّ لي بذلك شهوداً.
فقال: إنّ النبيّ لا يورث.
فرجعت إلى عليّ ، فأخبرته.

فقال: ارجعي إليه، و قولي له: زعمت أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله لا يورث، و ورث سليمان داوود ، و ورث يحيى زكريّا ، و كيف لا أرث أنا أبي؟
فقال عمر: أنت معلّمة.
قالت: و إن كنت معلّمة، فإنّها علّمني ابن عمّي و بعلي.
فقال أبوبكر: فإنّ عائشة تشهد و عمر أنّهما سمعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو يقول: النبيّ لا يورث.
فقالت: هذا أوّل شهادة زور شهدا بها في الإسلام.
ثمّ قالت: فإنّ فدك إنّما هي صدّق بها عليّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ولي بذلك بيّنة.
فقال لها: هلمّي ببيّنتك.
قال: فجاءت باُمّ أيمن و عليّ .
فقال أبوبكر: يا اُمّ أيمن! إنّك سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول في فاطمة؟
فقالا: سمعنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: إنّ فاطمة عليهاالسلام سيّدة نساء أهل الجنّة.
ثمّ قالت اُمّ أيمن: فمن كانت سيّدة نساء أهل الجنّة، تدّعي ما ليس لها، و أنا امرأة من أهل الجنّة ما كنت لأشهد بما لم أكن سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
فقال عمر: دعينا يا اُمّ أيمن! من هذه القصص بأيّ شي ء تشهدين؟
فقالت: كنت جالسة في بيت فاطمة عليهاالسلام و رسول اللَّه صلى الله عليه و آله جالس حتّى نزل عليه جبرئيل، فقال:
يا محمّد! (قم) فإنّ اللَّه تبارك و تعالى أمرني أن أخطّ لك فدكاً بجناحي.
فقام رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مع جبرئيل، فما لبث أن رجع.
فقالت فاطمة عليهاالسلام: يا أبة! أين ذهبت؟
فقال: خطّ جبرئيل لي فدكاً بجناحه، وحدّها لي حدودها.
فقالت: يا أبة! إنّي أخاف العيلة والحاجة بعدك، فصدّق بها عليّ.
فقال: هي صدقة عليك، فقبضتها.

قالت: نعم.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: يا اُمّ أيمن! اشهدي، و يا عليّ! اشهد.
فقال عمر: أنت امرأة و لا نجيز شهادة امرأة وحدها، و أمّا عليّ؛ فيجرّ إلى نفسه.
قال: فقامت مبغضة، و قالت: اللهمّ إنّهما ظلما ابنة نبيّك حقّها، فاشدد وطأتك عليهما.
ثمّ خرجت، و حملها عليّ على أتان عليه كساء له خمل، فدار بها أربعين صباحاً في بيوت المهاجرين والأنصار والحسن والحسين عليهماالسلام معها،و هي تقول:
يا معشر المهاجرين والأنصار! انصروا اللَّه وابنة نبيّكم، و قد بايعتم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يوم بايعتموه أن تمنعوه وذرّيته ممّا تمنعون منه أنفسكم وذراريكم، ففوا لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله ببيعتكم.
قال: فما أعانها أحد، و لا أجابها و لا نصرها.
قال: فانتهت إلى معاذ بن جبل، فقالت: يا معاذ بن جبل! إنّي قد جئتك مستنصرة و قد بايعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على أن تنصره و ذرّيته و تمنعه ممّا تمنع منه نفسك و ذرّيتك، و أنّ أبابكر قد غصبني على فدك، و أخرج وكيلي منها.
قال: فمعي غيري؟
قالت: لا؛ ما أجابني أحد.
قال: فأين أبلغ أنا من نصرك؟
قال: فخرجت من عنده و دخل ابنه، فقال: ما جاء بابنة محمّد صلى الله عليه و آله إليك؟
قال: جاءت تطلب نصرتي على أبي بكر، فإنّه أخذ منها فدكاً.
قال: فما أجبتها به؟
قال: قلت: و ما يبلغ نصرتي أنا وحدي.

قال: فأبيت أن تنصرها؟
قال: نعم.
قال: فأيّ شي ء قالت لك؟
قال: قالت لي: واللَّه؛ لاُ نازعنّك الفصيح من رأسي حتّى أرد على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
قال: فقال: أنا واللَّه؛ لاُنازعنّك الفصيح من رأسي حتّى أرد على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذ لم تجب ابنة محمّد صلى الله عليه و آله.
قال: وخرجت فاطمة صلوات اللَّه عليها من عنده، و هي تقول: واللَّه؛ لا اُكلّمك كلمة حتّى اجتمع أنا و أنت عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، ثمّ انصرفت.
فقال عليّ لها: ايتي أبابكر وحده، فإنّه أرقّ من الآخر، و قولي له: ادّعيت مجلس أبي، و أنّك خليفته، و جلست مجلسه، و لو كان فدك لك ثمّ استوهبتها منك لوجب ردّها عليّ.
فلمّا أتته و قالت له ذلك، قال: صدقت.
قال: فدعا بكتاب، فكتبه لها بردّ فدك.
فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر، فقال: يا بنت محمّد! ما هذا الكتاب الّذي معك؟
فقالت: كتاب كتب لي أبوبكر بردّ فدك.
فقال: هلمّيه إليّ.
فأبت أن تدفعه إليه، فرفسها برجله، فكانت حاملة بابن اسمه المحسن ، فأسقطت المحسن من بطنها، ثمّ لطمها، فكأنّي (فأنّي، خ ) أنظر إلى قرط في اُذنها حين نقفت.
ثمّ أخذ الكتاب، فخرقه. فمضت و مكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة ممّا ضربها عمر، ثمّ قبضت.


منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Mar-2010 الساعة : 10:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


علّة غصب فدك من فاطمة


3645/ 1- و روى العلّامة في كشكوله المنسوب إليه: عن المفضّل بن عمر، قال: قال مولاي جعفر الصّادق :
لمّا ولّى أبوبكر بن أبي قحافة، قال له عمر: إنّ الناس عبيد هذه الدنيا، لا يريدون غيرها، فامنع عن عليّ و أهل بيته الخمس و الفي ء و فدكاً، فإنّ شيعته إذا علموا ذلك تركوا عليّاً، و أقبلوا إليك رغبة في الدنيا، و إيثاراً و محاماة عليها.
ففعل أبوبكر ذلك و صرف عنهم جميع ذلك.
فلمّا قام أبوبكر بن أبي قحافة مناديه: من كان له عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله دين أو عدة، فليأتني حتّى أقضيه، وأنجز لجابر بن عبداللَّه، و لجرير بن عبداللَّه البجلي.
قال عليّ لفاطمة عليهاالسلام: صيري إلى أبي بكر وذكّريه فدكاً.
فصارت فاطمة عليهاالسلام إليه، و ذكرت له فدكاً مع الخمس و الفي ء.
فقال: هاتي بيّنة يا بنت رسول اللَّه!
فقالت: أمّا فدك؛ فإنّ اللَّه عزّ و جلّ أنزل على نبيّه قرآناً يأمر فيه بأن يؤتيني وولدي حقّي، قال اللَّه تعالى (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه) فكنت أنا و ولدي أقرب الخلائق إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فنحلني و ولدي فدكاً.
فلمّا تلى عليه جبرئيل (وَالمِسْكينَ وَابنِ السَّبيلِ) قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: ما حقّ المسكين وابن السبيل؟
فأنزل اللَّه تعالى: (وَاعْلَموا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَي ءٍ فَأَنَّ للَّه خُمُسَهُ وَلِلرَسول

وَلِذِي القُرْبى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ)؛ فقسم الخمس على خمسة أقسام: فقال: (مَا أَفَاء اللَّه عَلى رَسولِه مِنْ أَهْلِ القُرى فَلِلّه وَلِلرَسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَبيلِ كَيلا يَكونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِياءِ).
___________________________________




التوبة: 60.

فما للَّه، فهو لرسوله، و ما لرسول اللَّه فهو لذي القربى، و نحن ذوا القربى، قال اللَّه تعالى: (قُلْ لا أَسأَلُكُمْ عَلَيْه أَجْراً إِلَّا المَوَدَّةَ في القُرْبى).
فنظر أبوبكر ابن أبي قحافة إلى عمر بن الخطّاب، و قال: ما تقول؟
فقال عمر: و من اليتامى والمساكين وأبناء السبيل؟
فقالت فاطمة عليهاالسلام: اليتامى الّذين يأتمون باللَّه و برسوله، و بذي القربى، والمساكين الّذين أسكنوا معهم في الدنيا والآخرة، و ابن السبيل الّذي يسلك مسلكهم.
قال عمر: فإذاً الخمس والفي ء كلّه لكم و لمواليكم و أشياعكم.
فقالت فاطمة عليهاالسلام: أمّا فدك؛ فأوجبها اللَّه لي ولولدي دون موالينا و شيعتنا، و أمّا الخمس؛ فقسّمه اللَّه لنا و لموالينا و أشياعنا، كما يقرأ في كتاب اللَّه.
قال عمر: فما لسائر المهاجرين و الأنصار و التابعين بإحسان؟
قالت فاطمة عليهاالسلام: إن كانوا موالينا و من أشياعنا فلهم الصدقات الّتي قسمها اللَّه وأوجبها في كتابه، فقال عزّ و جلّ: (إِنَّما الصَّدقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكين وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤلِّفَةِ قُلوبُهُمْ وَفِي الرِقابِ)... إلى آخر القصّة.
قال عمر: فدك لك خاصّة، والفي ء لكم ولأوليائكم ما أحسب أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله يرضون بهذا.
قالت فاطمة عليهاالسلام: فإنّ اللَّه عزّ و جلّ رضي بذلك ورسوله رضي، و به قسم

الموالات والمتابعة، لا على المعادات والمخالفة، و من عادانا فقد عاد اللَّه، و من خالفنا فقد خالف اللَّه، و من خالف اللَّه فقد استوجب من اللَّه العذاب الأليم والعقاب الشديد في الدنيا و الآخرة.
فقال عمر: هاتي بيّنة يا بنت محمّد! على ما تدّعين.
فقالت فاطمة عليهاالسلام: قد صدّقتم جابر بن عبداللَّه و جرير بن عبداللَّه، و لم تسألوهما البيّنة، و بيّنتي في كتاب اللَّه.
فقال عمر: إنّ جابراً و جريراً ذاكرا أمراً هيّناً، و أنت تدّعين أمراً عظيماً يقع به الردّة من المهاجرين و الأنصار.
فقالت عليهاالسلام: إنّ المهاجرين برسول اللَّه صلى الله عليه و آله و أهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله هاجروا إلى دينه، والأنصار بالإيمان باللَّه و برسوله و بذي القربى أحسنوا، فلا هجرة إلّا إلينا، و لا نصرة إلّا لنا، و لا اتّباع بإحسان إلّا بنا، و من ارتدّ عنّا فإلى الجاهليّة.
فقال لها عمر: دعينا من أباطيلك و احضرينا من يشهد لك بما تقولين.
فبعثت إلى عليّ والحسن والحسين و اُمّ أيمن وأسماء بنت عميس- و كانت تحت أبي بكر بن أبي قحافة- فأقبلوا إلى أبي بكر وشهدوا لها بجميع ما قالت،وادّعته.
فقال: أمّا عليّ؛ فزوجها، و أمّا الحسن والحسين؛ ابناها، و أمّا اُمّ أيمن مولاتها،و أمّا أسماء بنت عميس؛ فقد كانت تحبّ جعفر بن أبي طالب فهي تشهد لبني هاشم، و قد كانت تخدم فاطمة، و كلّ هؤلاء يجرّون إلى أنفسهم.
فقال عليّ : أمّا فاطمة عليهاالسلام؛ فبضعة من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و من آذاها فقد آذى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و من كذّبها فقد كذّب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و أمّا الحسن والحسين عليهماالسلام؛ فابنا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سيّدا شباب أهل الجنّة، من كذّبهما فقد كذّب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذ كان أهل الجنّة صادقين.

و أمّا أنا؛ فقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أنت منّي و أنا منك، و أنت أخي في الدنيا و الآخرة، والرادّ عليك هو الرادّ عليّ، من أطاعك فقد أطاعني، و من عصاك فقد عصاني.
و أمّا اُمّ أيمن؛ فقد شهد لها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بالجنّة، و دعا لأسماء بنت عميس و ذرّيتها.
قال عمر: أنتم كما وصفتم به أنفسكم، ولكن شهادة الجار إلى نفسه لا يقبل.
فقال عليّ : إذا كنّا نحن كما تعرفون و لا تنكرون، و شهادتنا لأنفسنا لا تقبل، و شهادة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لا تقبل، فإنّا للَّه و إنّا إليه راجعون. إذا ادّعينا لأنفسنا تسألنا البيّنة، فما من معين يعين، و قد و ثبتم على سلطان اللَّه و سلطان رسوله، فأخرجتموه من بيته إلى بيت غيره من غير بيّنة و لا حجّة (وَسَيَعْلَمُ الّذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
___________________________________




الشعراء: 227.ثمّ قال لفاطمة عليهاالسلام: انصرفي حتّى يحكم اللَّه بيننا و هو خير الحاكمين.

قال المفضّل: قال مولاي جعفر : كلّ ظلامة حدثت في الإسلام، أو تحدث، و كلّ دم مسفوك حرام، و منكر مشهور، و أمر غير محمود، فوزره في أعناقهما و أعناق من شايعهما أو تابعهما، و رضي بولايتهما إلى يوم القيامة.
___________________________________




البحار: 29/ 194- 199، عن الكشكول فيما جرى على آل الرسول : 203- 205.

أقول: اُنظر إلى قول عمر ما أعرفه بشأن أبناء الدنيا، حيث قال: الناس عبيد الدنيا، لقد تفطّن بما هو الواقع من شأن أكثر الناس، لأنّ أبناء الدنيا أعرف بأمثالهم.

و هذا الخبر يكشف الغطاء عن وجه المرام من الطرفين بأوضح ما كشف، و يعلم منه أنّه لماذا منعوا حقّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام من فدك؟ عزّ و جلّ و لماذا منعوا الفي ء والخمس من بني هاشم، يعني من عليّ و أولياءه و أخصّائه؟و قول عمر لفاطمة عليهاالسلام: إنّ جابر بن عبداللَّه و جرير بن عبداللَّه ذاكرا أمراً هيّناً، و أنت ادّعيت أمراً عظيماً؛
و جواب عليّ من أباطيله، يدلّ على أنّ المحور والهدف إثبات غاصبيّتهما فدك و حقّ فاطمة عليهاالسلام، والهدف الأساسي إثبات غصبهما حقّ عليّ يعني الولاية والخلافة، لكن هما خاضا الباطل حتّى ارتدّا وصارا سبباً لارتداد النّاس، وضلّا وأضلّا الناس، فبعداً للقوم الظالمين.
3646/ 2- قال في شرح النهج: و ما قصد أبوبكر و عمر بمنع فاطمة عليهاالسلام عنها إلّا ألّا يتقوّى عليٌّ بحاصلها و غلّتها على المنازعة في الخلافة، و لهذا أتبعا ذلك بمنع فاطمة و عليّ عليهماالسلام و سائر بني هاشم و بني المطلب حقّهم في الخمس...
و قال لي علويّ من الحلّة- يعرف بعلي بن مهنّأ ذكيّ ذوفضائل-: ما تظنّ قصد أبي بكر و عمر بمنع فاطمة عليهاالسلام فدك عزّ و جلّ قلت: ما قصدا عزّ و جلّ قال: أرادا ألّا يظهرا لعليّ - و قد اغتصباه الخلافة- رقّة و ليناً وخذلاناً، و لايرى عندهما خوراً.
___________________________________
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 236.



فإذا كان أبوبكر لا يطلب أحداً من الصحابة بالبيّنة على الدين أو العدة، فكيف طلب من الزهراء عليهاالسلام بيّنة على النحلة؟
و هل كان النظام القضائي يخصّ الزهراء عليهاالسلام وحدها بذلك، أو أنّ الظروف
السياسيّة الخاصّة هي الّتي جعلت لها هذا الاختصاص؟
___________________________________



فدك في التأريخ:150.
و قد افترضنا- (على فرض المحال)- أنّ أبابكر هو الخليفة الشرعي للمسلمين يومئذ، و إذن فهو وليّهم المكلّف بحفظ حقوقهم و أموالهم، فإذا كانت الزّهراء عليهاالسلام صادقة في رأيه، و لم يكن في الناس من ينازعها، فليس للخليفة أن ينتزع فدكاً منها، و تحديد الحكم بالبيّنة خاصّة إنّما يحرم الحكم و لايجيز انتزاع الملك من صاحبه.
___________________________________



فدك في التأريخ: 152.

و لا ننس أن نلاحظ أنّ الظروف الاقتصادية العامّة كانت تدعو إلى الإرتفاع بماليّة الدولة، والإهتمام بإكثارها إستعداداً للطواري المترقبة، فلعلّ هذا حدى بالحاكمين إلى انتزاع فدك.
كما يتبيّن ذلك بوضوح من حديث لعمر مع أبي بكر يمنعه فيه عن تسليم فدك إلى الزهراء عليهاالسلام، و يعلّل ذلك بأنّ الدولة في حاجة إلى المال، لإنفاقه في توطيد الحكم و تأديب العصاة و القضاء على الحركات الإنفصاليّة الّتي قد يقوم بها المرتدّون.
و نخرج من البحث بنتيجة، و هي: أنّ تأميم أبوبكر لفدك يمكن تفسيره:
1- بأنّ الظروف الإقتصادي دعى إلى ذلك.
2- بأنّ أبابكر خشي أن يصرف عليّ ثروة قرينته في سبيل التوصّل إلى السلطان.
- أقول: كما أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صرف ثروة خديجة عليهاالسلام في سبيل دعوته إلى الإسلام-.
و إنّ موقفه من دعاوي الزهراء عليهاالسلام بعد ذلك و استبساله في رفضها قد يكون

مردّه إلى هذين السبيلين:
1- إلى مشاعر عاطفيّة كانت تنطوي عليها نفس الخليفة...
2- وحدة سياسيّة عامّة بنى عليها أبوبكر سيرته مع الهاشميين... لأنّ الدواعي الّتي بعثته إلى انتزاع فدك كانت تدعوه إلى الإستمرار على تلك الخطّة ليسلب بذلك من خصمه الثروة الّتي كانت سلاحاً قويّاً في عرف الحاكمين يومذاك و يعزز بها سلطانه...
___________________________________



فدك في التأريخ: 68- 73.

أقول: وللإمام أن ينقذ حقّه الّذي جعله اللَّه له بأيّ طريق ممكن، ولكن المؤتمرين صدّوا كلّ الطرق الممكنة عليه. 3647/ 3- و عمر نفسه يشهد لأبي بكر بأنّه كان مداوراً سياسيّاً بارعاً في يوم السقيفة، في حديث طويل له يصفه فيه بأنّه أحسد قريش.
___________________________________



فدك في التأريخ: 61.
أقول: هذه قليلة من كثير تدلّ على نفسيات الخليفة يجدها المتتبّع في الروايات و العبارات المأثورة قبل سلطته و بعدها، و أدلّ العبارات كلام أميرالمؤمنين عليّ حيث يقول: «فشحّت عليها نفوس قوم...»
___________________________________



شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16/ 208. و هكذا عبارات خطبة الشقشقيّة.

3648/ 4- رسالة أميرالمؤمنين إلى أبي بكر لمّا بلغه عنه كلام بعد منع الزهراء عليهاالسلام فدك:
شقّوا متلاطمات أمواج الفتن بحيازيم سفن النجاة... و اقتسموا مواريث الطاهرات الأبرار، و احتقبوا ثقل الأوزار بغصبهم نحلة النبيّ المختار... أما واللَّه؛ لو أذن لي بما ليس لكم به علم لحصدت رؤوسكم عن أجسادكم كحبّ الحصيد بقواضب من حديد...



مطالبة فاطمة حقّها وفدكاً


3655/ 1- العيّاشي: بإسناده عن جميل بن درّاج، عن أبي عبداللَّه قال: أتت فاطمة عليهاالسلام تُريد فدكاً.
فقال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك.
قال: فأتت باُمّ أيمن.
فقال: بما تشهدين.
قالت: أشهد أنّ جبرائيل أتى محمّد صلى الله عليه و آله فقال: فإنّ اللَّه يقول: (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه)، فلم يدر محمّد صلى الله عليه و آله من هم؟
فقال: يا جبرئيل! سل ربّك من هم؟
فقال: فاطمة ذوالقربى، فأعطاها فدكاً. فزعموا أنّ عمر محى الصحيفة، و قد كان كتبها أبوبكر.
___________________________________




غاية المرام:324 ح 7. أقول: و روى عطيّة العوفي، قال: لما افتتح رسول اللَّه صلى الله عليه و آله خيبر وأفاء اللَّه عليه فدك، و أنزل عليه (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه).

قال: يا فاطمة! لك فدك.
و عن أبي الطفيل عن عليّ قال: قال يوم الشورى: أفيكم أحد تمّ نوره من السماء حين قال (وَآتِ ذَا القُرْبى حَقَّه وَالمِسْكين)؟
قالوا: لا. (البحار: 29/ 120- 121، عن تفسير العيّاشي).
3656/ 2- مصباح الأنوار؛ لبعض علمائنا الأخيار: عن أبي جعفر قال: دخلت فاطمة عليهاالسلام بنت محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على أبي بكر، فسألته فدكاً.

قال: النبيّ لا يورث.
فقالت: قد قال اللَّه تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمان داود).
فلمّا حاجّته أمر أن يكتب لها، وشهد عليّ بن أبي طالب و اُمّ أيمن.
قال: فخرجت فاطمة عليهاالسلام فاستقبلها عمر، فقال: من أين جئت يا بنت رسول اللَّه؟
قالت: من عند أبي بكر من شأن فدك، قد كتب لي بها.
فقال عمر: هاتي الكتاب.
فأعطته، فبصق فيه، و محاه عجّل اللَّه جزائه.
فاستقبلها عليّ ، فقال: مالك يا بنت رسول اللَّه! غضبى.
فذكرت له ما صنع عمر.
فقال: ما ركبوا منّي و من أبيك أعظم من هذا.
فمرضت فجاءا يعودانها، فلم تأذن لهما، فجاءا ثانية من الغد، فأقسم عليها أميرالمؤمنين ، فأذنت لهما، فدخلا عليها فسلّما، فردّت ضعيفاً.
ثمّ قالت لهما: أسألكما باللَّه الّذي لا إله إلّا هو؛ أسمعتما يقول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في حقّي: من آذى فاطمة فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى اللَّه.
قالا: اللهمّ نعم.
قالت: فاشهدا أنّكما قد آذيتماني.
___________________________________

البحار: 29/ 157.


3657/ 3- المفضّل بن عمر، عن الصادق - في حديث طويل- وفيه:
ثمّ تبتدي فاطمة عليهاالسلام فتشكو ما نالها من عمر و ما نالها من أبي بكر، وأخذ فدك منها، ومشيها إليه في مجمع من المهاجرين والأنصار، و خطابها له في أمر فدك، و ما ردّ عليها من قوله: إنّ الأنبياء لا تورث، واحتجاجها بقول زكريّا

و يحيى عليهماالسلام، و قصّة داود و سليمان عليهماالسلام.
و قول صاحبه: هاتي صحيفتك الّتي ذكرت أنّ أباك كتبها لك، و إخراجها الصحيفة، و أخذها منها و نشرها على رؤوس الأشهاد من قريش و سائر المهاجرين و الأنصار،و تفل فيها، و عزله لها و تمزيقه إيّاها. و بكاؤها و رجوعها إلى قبر أبيها باكية حزينة تمشي على الرمضاء قد أقلقتها، و استغاثتها باللَّه و بأبيها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و تمثّلها فيه بقول رقيّة بنت صفى:

قد كان بعدك أنباء و هنبثةلو كنت شاهدها لم تكثر الخطبإنّا فقدناك فقد الأرض وابلهاواختلّ قومك فاشهدهم ولا تغبأبدى رجال لنا نجوى صدورهملمّا مضيت و حالت دونك الحجبلكلّ قوم لهم قرب و منزلةعند الإله على الأدنين مقتربيا ليت قبلك كان الموت يأخذناأملوا اُناس وفازوا بالّذي طلبوا




و تقصّ عليه قصّة أبي بكر و إنفاذه خالداً و قنفذ و عمر و الجمع معهم لإخراج أميرالمؤمنين من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة.
و اشتغال أميرالمؤمنين بعد وفاة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و ضمّ أزواجه و تعزيتهم و جمع القرآن و تأليفه، و قضاء ديونه و إنجاز عداته، و هي ثمانون ألف درهم باع فيها تليده و طارفه قضاها عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.
و قول عمر: اُخرج يا عليّ! إلى ما أجمع عليه المسلمون من البيعة، فما لك أن تخرج عمّا أجمع عليه المسلمون و إلّا قتلناك.
و قول فضّة جارية فاطمة عليهاالسلام: إنّ أميرالمؤمنين مشغول، و الحقّ له، إن أنصفتم من أنفسكم وأنصفتموه.
3658/ 4- و ذكر أبوعليّ الطبرسي في قوله (تعالى): (وَإِذَا وَقَع القَوْل عَلَيْهم
أَخْرجنا لَهُمْ دابَّة من الأَرْض تُكلّمُهمْ) ما يؤيّد ذلك.
___________________________________



مختصر بصائر الدرجات: 191 و 192. .

أقول: والّذي يظهر من هذا الحديث؛ أنّ عمر بن الخطّاب مزّق كتابين:
أحدهما: الّذي كتبه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله على أمر فدك لفاطمة عليهاالسلام، و أنّ عمر تفل فيه و خرقه و مزّقه.
و الثاني:- كما في روايات اُخرى- أخذ منها عليهاالسلام ما كتبه أبوبكر، و ذلك في كتابه الّذي كتبه في فدك وردّها للزهراء عليهاالسلام بعد احتجاجها عليه، وأخذه عمر أيضاً، و تفل فيه ومزّقه.
فمزّق عمر كتابين، و تفل فيهما، أحدهما كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، والآخر كتاب أبي بكر.
و إنّما الّذي أحرق قلب سيّدة النساء العالمين الّتي هي قلب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؛ تمزيق عمر كتاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بعد أن تفل فيه، و صار سبب بكائها ورجوعها إلى قبر أبيها و...
3659/ 5- قال في تفسير القمّي: (مَنّاع للخَيْر).
المنّاع: الثاني. والخير: ولاية أميرالمؤمنين ، و حقوق آل محمّد ، و لمّا كتب الأوّل كتاب فدك بردّها على فاطمة عليهاالسلام منعه (شقّه، خ ل) الثاني، فهو معتد أثيم.
___________________________________


البحار: 29/ 113، عن تفسير القمّي.
3660/ 6-... قال: ثمّ إنّ فاطمة بلغها أنّ أبابكر قبض فدكاً
___________________________________



عقد المؤلّف العلّامة لبحث فدك باباً مستقلّاً، و سيجي ء تمام الكلام عند ذلك، و إن شئت راجع في منع فدك عنها عليهاالسلام! صحيح البخاري: كتاب الخمس 1، فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله 12، كتاب المغازي: 38 و 14، الفرائض: 3، صحيح مسلم كتاب الجهاد: 49 و53، الامارة: 19، سنن النسائي الجهاد: 52 و53 و54، كتاب الفي ء: 9؛ مسند ابن حنبل: 1/ 4 و 6 و 9 و 10 و 13- 2/ 353، سنن الترمذي كتاب السير: 44، تأريخ الطبري: 3/ 208، مشكل الآثار للطحاوي: 1/ 48، سنن البيهقي: 6/ 300، كفاية الطالب: 226، تأريخ ابن كثير: 5/ 285، الخميس: 2/ 93 (هامش البحار).

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc