[خادمة المرتضى]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السيّدة شاه زنان () والدة الإمام زين العابدين () وهي جدّة ثمان من الأئمّة () ، وزوجة سيّد شباب أهل الجنّة الإمام الحسين ()...هي السيدة الجليلة؛ شهربانوية بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس ولقبها شاه زنان...

وفي بحار الأنوار:
قال الأمام علي (صلوات الله عليه وسلامه) لها: ما اسمك؟ قالت: شاه ‏زنان (اي ملكة النساء او سيدة النساء)
فقال: نه شاه زنان نيست مكر دختر محمد، وهي سيدة النساء (أي إن سيدة النساء هي فاطمة بنت محمد وسلم دون غيرها) وأنت شهربانويه (اي ملكة المدينة)...

عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) قال: لما أقدمت بنت يزدجرد على عمر، أشرف لها عذاري المدينة، وأشرق المسجد بضوئها لما دخلته، فلما نظر إليها عمر، غطت وجهها وقالت: اَف بيروج بادا روى هرمز (واف كلمة تضجر، وبيروج معرب بيروز أي اسود يوم هرمز وأساء الدهر إليه وانقلبالزمان عليه حيث صارت أولاده أسارى تحت حكم مثل هذا أو دعاء على جدها هرمز ، يعنيلا كان لهرمز يوم حتى تصير أولاده كذلك)...
فقال عمر: أتشتمني هذه... وهمّ بها...
فقال لـه أمير المؤمنين (): ليس ذلك لك، خيّرها رجلاً من المسلمين واحسبها بفيئه...
فخيّرها، فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الإمام الحسين ().
فقال لها أمير المؤمنين (): ما اسمك؟
فقالت: جهان شاه
فقال لها أمير المؤمنين (): بل شهربانويه
ثم قال للإمام الحسين (): يا أبا عبد الله، لتلدن لك منها خير أهل الأرض... فولدت الإمام علي بن الحسين ()، وكان يقال للإمام علي بن الحسين ()؛ ابن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم، ومن العجم فارس...

وقد روت السيّدة شهربانو قصّتها لأمير المؤمنين () فقالت: رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا كأن محمداً رسول الله () دخل دارنا، وقعد ومعه الإمام الحسين ()، وخطبني له وزوجني أبي منه، فلما أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي، وما كان لي خاطب غير هذا، فلما كانت الليلة الثانية، رأيت السيدة فاطمة () وقد أتتني وعرضت عليّ الإسلام وأسلمت ، ثم قالت : إن الغلبة تكون للمسلمين ، وانك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين () سالمة لا يصيبك بسوء أحد، وكان من الحال أن أخرجت إلى المدينة .

في الإرشاد قال: سأل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) شاه ‏زنان بنت كسرى حين أسرت: ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل؟
قالت: حفظت عنه أنه كان يقول: إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة.
فقال (صلوات الله عليه): ما أحسن ما قال أبوك، تذل الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير.

وفي رواية لها مع الأمام الحسين(صلوات الله عليه)؛ قالت شهربانو للإمام الحسين : إنّ لي يا سيدي حقّ الزوجية عليك، ولي معكم ارتباط نفسي { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً }سورة النحل الأية 72، فاذن لي أن أرى وجهك الحقيقي ولو لمرة واحدة.
قال لها الحسين : لا قدرة لك ولا طاقة على الرؤية...
فأصرّت على ذلك، فوضع يده (صلوات الله عليه) على عين شهربانو المباركة ثم رفعها بعد ذلك...
فأغمي عليها فلما أفاقت قالت له: سيدي لم أستطع أن أرى نورك... فقال لها: قد قلت لك هذا، ولو لم أضعيدي على عينيك لذبت من شدة النور.

حملت السيدة شاه زنان بالإمام زين العابدين () وكان مولده () في الخامس من شهر شعبان سنة ثمان وثلاثين من الهجرة، وقد أنشأ أبو الأسود: في وصف الإمام علي بن الحسين (صلوات الله عليه) فقال: وإنّ غلاماً بين كسرى وهاشم... لأكرم من نيطت عليه التمائم
وتوفّيت السيّدة شهربانو في نفاسها، حين ولادتها للإمام زين العابدين ( )...

.: مقام السيدة شهربانو () في مدينة الري في ايران :.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء