اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أطلب ممن يحب ، أن يحكي لنا عن ضيعته ، بلدته ، قريته ، مدينته التي هي أصله ، وأن يرفق ذلك ببعض الصور ، وطبعا ً ذلك لكي نتعرف على أوطاننا وما فيها من خيرات
وسوف أتكلم عن بلدتي : النبطية - جنوب لبنان
مدينة النبطية، حاضرة جبل عامل، مدينة الوطنيّة والصُّمود على مرّ الأزمنة الغابرة، نمت وترعرعت مع الحروب التي كانت تزورها بين الفينة والأخرى، بدءاً بمعارك الصليبيين وصلاح الدين الأيوبي سنة 1190م حول قلعة الشقيف، مروراً بمعركة النبطية عام 1078هـ بين الصعبيين والأمير أحمد المعني، ومعركة كفررمان عام 1185هـ بين المتاولة بقيادة الشيخ علي الظاهر والأمير يوسف الشهابي وغيرها... حيث تأثرت النبطية مباشرة أو جزئياً من هذه المعارك وصولاً إلى ويلات الجزار والقمع العثماني والمجاعة خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي بداية الإنتداب سنة1920م جعلتها القوات الفرنسية قاعدة عسكرية للتصدي للثوار المناوئين لها، بزعامة أدهم خنجر وصادق حمزة.. وقد هبّت النبطية هبّة رجل واحد ضد الإنتداب في 11 تشرين الثاني سنة 1943م عندما اُعتقلت الحكومة الوطنية في راشيّا وأقفلت عشرة أيام.
وقد التقطت النبطية أنفاسها في بداية عهد الإسقلال، ولكن نكبة فلسطين عام 1948م عادت وشدّت الوثاق حول عنق البلدة، حيث كانت فلسطين أقرب لأهالي النبطية منها إلى بيروت، من حيث الروابط الإقتصادية والتنفس المعيشي لهم. وبقيت النبطية هادرة بعنفوانها الوطني عبر التظاهرات الشّبه يومية ضد مشاريع الهيمنة الأميركية خلال فترة الخمسينات، معبّرة عن رفضها ضد مشروع روجرز، وضد الغزو الثلاثي لمصر عام 1956م، وضد مشروع شمعـون بالإنتساب إلى حلف بغداد المعادي للوحدة العربية التي بقيت النبطية وفية لها، حيث زحف عدد كبير من أهالي النبطية إلى دمشق لاستقبال عبدالناصر خلال زيارته لها في العام 1960م. وكان يوم حداد في البلدة عند إعلان الإنفصال بين مصر وسوريا، ويوم وحدة وتصميم على مقاومة العدو الصهيوني بعد حرب حزيران 1967م.
وما هذه الأعمال إلا إستكمالاً للخط الوطني الذي قاده العلماء في النبطية ضد حركة التتريك العثمانية وضد معاهدات التقسيم للعالم العربي في مطلع هذا القرن، بقيادة السادة العلماء أحمد رضا، وسليمان ظاهر، وأحمد عارف الزين، والمؤرخ محمد جابر آل صفا. واستكمالاً لهذه المواقف جاءت عائلة آل صادق بدءاً بالعالم الشيخ عبدالحسين صادق، لتزيد من تحصين المدينة إسلامياً ووطنياً من الداخل، وذلك ببناء أول حسينية في جبل عامل وفي مدينة النبطية. واستمراراً على نهجه الحسيني القائم برفع الظلم عن المواطنين ومتابعة شؤونهم، كان أحفاده من بعده ممثلين بالسادة العلماء، محمد تقي، الشيخ جعفر، وحالياً الشيخ عبدالحسين صادق.
واستمرت النبطية بصمودها بفعـل أهلها وتصميمهم على البقاء، رغم شراسة الإعتداءات الصهيونية بدءاً من العام 1974م مروراً باجتياح آذار 1978، واجتياح حزيران 1982، مروراً بحرب الأيام السبعة في تموز 1993، وحرب عناقيد الغضب في نيسان 1996، حيث قدمت النبطية عشرات الشهداء والجرحى، ولا تسأل عن الخسائر المادية التي قدرت بملايين الدولارات...
وهكذا استمرت مدينة النبطية، وكبرت وازدهرت أفقياً وأصبحت تلاصق جميع القرى حولها متحدية للعدوان، وارتفع عدد سكانها إلى 75 ألف نسمة بعدما كانوا 4 آلاف في بداية هذا القرن.
تعود بنا تسمية المدينة إلى الأنباط الذين امتد نفوذهم من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول بعد الميلاد، وشملت سيطرتهم حتى نهر الأولي مروراً بدمشق، وكان مركزهم (بترا) على خليج العقبة في الأردن. وحسب معجم القرى والمدن اللبنانية لأنيس فريحة " فإن الجذر " نبط " في العربية يفيد تدفق الماء وخروجه، وليس بعيداً أن تكون النبطية مستعمرة أو مستقراً لجماعة من الأنباط نزلوا فيها، ومعنى الإسم ربما أهل الماء أو أهل الزرع والفلاحة".
وهي بمثابة القاعدة والمركز لمواطني جبل عامل حيث تتوسطه بموقعها الجغرافي. وفي مقابلة مع المؤرخ الأستاذ مصطفى الحاج علي يقول فيها: " دلّت الحفريات التي جرت في أماكن مختلفة من المدينة أن هناك عهوداً حجرية مرت بها، أقدمها العهد الحجري المشطوب الذي يتواجد على عمق يتراوح بين ثلاثة إلى سبعة أمتار، ويعود تاريخه إلى ما بين 8 آلاف و15 ألف سنة قبل الميلاد. والآثار هي عبارة عن فؤوس حجرية وأدوات مختلفة مصنوعة من الحجر، ثم مرت المدينة بالفترة النيولوتية. ولا تزال هناك مغاور عديدة في المنطقة مثل "مغر محلى" في المدخل الشمالي للمدينة، ومغارة "عش الغراب"، وعلى التلة الغربية المعروفة بالخديبة كانت تتواجد فيها مدينة بيزنطية من آثارها خزانات مياه تحت الأرض ورؤوس عـواميد قديمة وعملات نحاسية...
والنبطية مشهورة بسوقها الشعبي يوم الإثنين الذي أشار إليه المؤرخ صلاح الصفدي في تاريخ أي في "عهد المماليك" منذ حوالي السبعماية عام... حيث كانت النبطية محطة للقوافل وممراً للمسافرين، ومن هنا وجود الخانات في المدينة التي كانت أشبه بالفنادق اليوم، وأشهرها خان الزيتون، خان آل نحلة، وخان آل جابر...
ولا ننسى مجالس عاشوراء التي تقيمها النبطية وهي أقدمها في هذا التقليد، بعد أن كانت هذه الذكرى للبكاء فقط منذ عهد الأمويين، وقد أخذت منحىً جديداً مع السيد حسن يوسف مكي في نهاية القرن التاسع عشر بمجالس الحسينية، ولرواية سيرة أهل البيت (ع). وتطورت هذه السيرة إلى تمثيل واقعة مقتل الإمام الحسين () مع العالم الشيخ عبدالحسين صادق في أربعينات هذا القرن.
والنبطية مدينة العلماء والأدباء منذ القدم، حيث فيها قبر العالم علي بن يونس النباطي، الذي توفي في القرن 10هجرية، والعالم السيد حسن يوسف مكي الذي أنشأ أول مدرسة حديثة في النبطية.
ويكفي أن نذكر أن العالِِم العربي الوحيد هو إبن المدينة المخترع حسن كامل الصباح.
وقد تطور الوضع الإداري للمدينة، فبعد أن كانت ناحية في العهد العثماني، أصبحت مديرية في عهد الإنتداب الفرنسي تابعة لقضاء صيدا. وفي العام 1954م أصبحت قضاءاً مركزه النبطية، في التقسيم الإداري الجديد للبنان، ومن ثم محافظة في العام 1983م حيث تضم أربعة أقضية هي النبطية ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل.
مدينة النبطية
مشهد خارجي للنادي الحسيني المبارك
مشهد من تمثيلية واقعة الطف في النبطية
صورة قديمة لسوق النبطية من أرشيف النادي الحسيني
مشهد لتمثيلية واقعة الطف في النبطية
مشهد لتمثيلية واقعة الطف في النبطية
توقيع Mahdio
تفائل تجد ، ثق بالحسين تجد
آخر تعديل بواسطة Mahdio ، 26-Feb-2010 الساعة 10:11 PM.
سبب آخر: إضافة صور
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
كل الشكر للاخ مهديو على الموضوع الاكثر من رائع
شكرا لهذ التعريف عن مدينة النبطية التي تريبا اعتبرها قلب الجنوب
والنبطية مشهورة بسوقها الشعبي يوم الإثنين....الحقيقة ان صدف تواجدي هناك فانا عندها ابحث عن الكتب وماشاء الله سوقها كبير وواسع
والاسواق الشعبية معروفة في بلدات الجنوب
اشتهرت النبطية بتصوير واقعة عاشوراء والحقيقة من اقدم مدن لبنان كما اسمع وكما ذكرت اخي مهديو
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
*النبي شيث درة البقاع
.. ومعقل القادة والشهداء
بلدة النبي شيت (ع)
بلدة النبي شيث واحدة من اجمل البلدات اللبنانية في محافظة البقاع.. يعود تاريخها الى اكثر من الف سنة وذلك حسب الوقفية الموجودة في مقام النبي شيث (ع) ابن ادم هبة الله (ع) ..
وهي تقع على السفح الغربي لسلسلة جبال لبنان الشرقية وتحتل منها موقع القلب من الجسد وتطل من موقعها المتعالي بشموخ واباء على سهل البقاع الذي تترامى اطرافه امامها كما سلسلة جبال لبنان الغربية وصنين..
تتبع اداريا لقضاء بعلبك ويحدها من الشرق بلدتي جنتا ويحفوفا ومن الغرب بلدتي السفري وحوش النبي ومن الجنوب بلدات سرعين الفوقا والتحتا
الناصرية وماسا اما من الشمال فتحدها بلدتي الخريبة والخضر وتتواصل مع هذه البلدات بشبكة من الطرق الرئيسية..
تعلو بلدة النبي شيث عن سطح البحر 1200مترا ما يجعل طبيعتها اصطيافية بامتياز في كافة الفصول وهي تبعد عن العاصمة بيروت 70كيلومترا وعن مركز المحافظة في زحلة 20كيلومتلرا وكذلك عن مركز القضاء وتقدر مساحة اراضيها بـ17كيلومترا مربعا أي ما يعادل 18530هكتارا ، وتساوي المساحات المزروعة فيها ما نسبته 60% ويبلغ عدد سكانها 12الف نسمة تقريبا ويتجاوز عدد المغتربين من ابنائها المئتي شخص ويتوزع ابناؤها على عائلات : الموسوي، شكر، هزيمة، الحلباوي، الحاج حسن ويشغلون حوالى الفي وحدة سكنية ويصل متوسط عدد الاسرة الى اربعة اشخاص..
تعتبر بلدة النبي شيث غنية بالمياه الجوفية وتشتهر البلدة بالزراعات الموسمية بشكل عام وتزرع مساحات مهمة منها باشجار اللوزيات والزيتون والعنب ويربي قسم من سكان البلدة الدواجن والمواشي من أبقار وأغنام وتشكل موردا اقتصاديا لا باس به.
اما الدخل فيعتمد بشكل كبير على الوظائف الرسمية بشكل كبير اما القسم الباقي فيعتمد على التجارة والزراعة ..
انشئ اول مجلس بلدي في النبي شيث العام 1963 وتالف من سبعة اعضاء في حينه .. يتوزع الطلاب في البلدة على اربع مؤسسات تعليمية رسمية ، ثانوية ومتوسطة وابتدائية و مهنية ..وعلى مدرستان خاصة ومدرسة للايتام وتستوعب هذه المؤسسات 66% من المجموع العام للطلاب حيث يلتحق الباقون في مدارس خارج البلدة.
وتمتاز البلدة بنسبة كبيرة من المثقفين والمجازين وتبوأ الكثير من ابائها مراكز مهمة على المستويات العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية فكان منها العلماء والوزراء والنواب والسفراء والقادة.
كما تمتاز النبي شيث بشهرة دينية واسعة وتنشط فيها السياحة الدينية فيقصدها السائحون من المناطق اللبنانية كافة فضلا عن الدول العربية والاسلامية والاجنبية لزيارة مقام النبي شيث (ع) وهو وارث علم ادم وكان اول الاوصياء وله مقام جليل تم ترميمه عدة مرات ويتجلى اليوم بابهى الحلل ما يزيد الرهبة والرغبة لدى الزائر ويتوفر لزائر المقام كافة الخدمات اللازمة ، ومن المقامات المشرفة في البلدة مقام ابو الفضل العباس (ع)..
ويشمخ عند مدخل البلدة الغربي ضريح ومقام سيد شهداء المقاومة الاسلامية الامين العام لحزب الله سماحة السيد عباس الموسوي الذي اغتالته طائرات العدو الصهيوني في السادس عشر من شباط ، ويقصد الزوار ومحبو الحرية الضريح للتبارك والتاكيد على نهج المقاومة والعرفان لهذا القائد الشهيد ويقدر عدد زوار المقام سنويا كمعدل وسطي ما بين ثلاثين الى اربعين الفا من لبنان والدول العربية والاسلامية والاجنبية .
والشهيد السيد عباس الموسوي عالم رباني تتلمذ في النجف على يد الشهيد السيد محمد باقر الصدر منذ العام 1969. عاد الى لبنان واسس حوزة الامام المنتظر(عج) الدينية والتى ما زالت تخرج طلاب العلوم الدينية من لبنان وغيره .
كان السيد الشهيد من ابرز المؤسسين لحزب الله والمقاومة الاسلامية ، تولى الامانة العامة لحزب الله عام 1991
من كلماته الاخيرة : "الوصية الاساس حفظ المقاومة الاسلامية"..
ينشط شبان البلدة وابناؤها في كافة الجوانب فاسسوا الاندية الرياضية والجمعيات الاهلية ، واهم ما تمتلكه البلدة روح ابنائها الجهادية وحب الوطن والارض وان لها في الجنة امراء يبلغ عددهم ستة واربعون شهيدا كان لهم شرف الجهاد والاستشهاد على طريق المقاومة والصمود وتحرير الأرض والانسان.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الأخت منتظرة المهدي ، شكرا ً على مرورك ، وأتمنى لكم زيارة النبطية في أيام وليالي عاشوراء المباركة ، فأهلها كفريق عمل يبدأ بالتحضير قبل أسابيع ولا تنتهي المراسم إلا بعد ذكرى اشتهاد الرسول (ص) وكل قلب ٍ فيها ينادي يا أبا عبد الله الحسين .
دمعة ، ضيعتك ِ أبية ، رائعة ٌ فتية ، منها وفيها السيد عباس الموسوي ، والد المجاهدين ومربيهم ، مؤدب المتواضعين ومعلمهم ، إنه عبد ٌ لله بحق
بالفعل إن للنبي شيت أهمية مركزية في النضال ضد العدو الإسرائيلي ، وهي الركيزة الأهم بين بلدات ومدن بعلبك