بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين اللعن الدائم على اعدائهم أجمعين ..
عند تصفحي لبعض المواقع وقع نظري على هذه المشاركة وهي لإحدى الكاتبات السعوديات وهي من المذهب المخالف وقد دار في ذهنها الكثير من التساؤلات حول فتوى بن باز حول تحريمه للإحتفال بذكرى المولد النبوي صلوات الله عليه وآله ..
وبدوري أنقل لكم حرفيا ماجاء في هذه المقالة ردا على فتوى بن باز ..
اولا انقل لكم نص الفتوة وما جاء فيها ....
نص الرسالة ..
(ليس للمسلم حق الاحتفال بمولد النبي أو غيره في ليلة 12من ربيع الأول ولافى غيرها, لأن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين ,والنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لم يحتفل بمولده في حياته وهو المبلغ للدين عن ربه عز وجل ولا أمر به ولم يفعله أحد من أصحابه أو التابعون لهم بإحسان رضي الله عنهم أجمعين.. الشيخ ابن باز) .. انتهى نص الرسالة
تقول الكاتبة ....
رحم الله ابن باز كم أحببته وعشقت صوته كثيرا في صغرى وتأثرت كثيرا بورعه.. كان هناك شيء خفي يجذبنا ويعلقنا به.. كان بسيطا واعتقد انه ظن أن الحياة ستبقى بسيطة ولن تنغصها المنغصات واليوم رغم كل ما أواجه به.. اعلم علم اليقين انه كان محبا مثلى لوطنه محبا لدينه أكثر من أى شئ آخر وتمنيت لو انه بقى لليوم لأحاوره مجددا.. وتمنيت لو أن الدنيا بقيت ببساطتها يوم كانت والدتي تستمع لفتاويه في (نور على الدرب) وكنت أنا أرعى الغنم بشتاء النفود الخالي..
كل همي متى تحين ساعة العودة لآكل وأدفى وكل مايجول ببصري أبى وإخوتى وهم يصلون الجماعة في مزرعتنا البسيطة الشبه فارغة إلا من أعجاز نخل خاوية..
ورغم أننا كنا نسكن في بيت شعبي مغطى بالصفيح والجريد بالكاد يقينا برد الشمال إلا أن أهم ماسعى أبى لبنائه المسجد.. وكان الحدث الذي يثرى يومنا عندما يتوقف الجوالة بمزرعتنا ليتوضئوا من ماء بئرنا.. ويصلوا بمسجدنا..
يااااه كم هي الحسنات التي حصلنا عليها.. كانت الحياة في غاية بساطتها.. ننام مع غروب الشمس ونستيقظ قبلها لا أبواب حاميه ولاحدود غير الرمال وأشجار الأثل العطشى لمزرعتنا.. ورغم طول الليل وصمته الذي كان يخترق هدوءه عواء الذئاب ونباح كلب.. لم أخشى ظلمته..
سريعة هي الأحداث ومخيفه هي الدنيا لقد تغير الكثير وكبرت الدنيا البسيطة وكبرت معها وفى عيني لايزال جمال الأصيل...
تمنيت أن اسأل هل كان في عهد الرسول وهو يؤسس لدوله عظيمه تواجه أعتى الدول.. ويسعى لنشر آخر رسالة ربانية متممة للرسالات السابقة ويؤدى الأمانة وقت للاحتفال؟!
وأتساءل لو كان هناك وقت للاحتفال فما هي صيغة الاحتفال التي يخشاها مشايخنا؟!
هل اعتقدوا أن الاحتفال سيكون بابتداع صلاة أو نحر ذبائح أو نطفئ تورته وشموع؟!
وهل صيام عاشوراء احتفالا باليوم الذي نجى الله به موسى من فرعون بدعه أيضا؟!
وهل عندما سمح هذا الإنسان الأعظم لعائشة أن تنظر لاحتفال الأحباش ورقصهم بإحدى مناسباتهم ولم ينكر ذلك هل هناك من قال انه حرم ذاك الاحتفال أو أي احتفال آخر؟!
وأعظم سؤال أرقني متى بدأ الإسلام والرسالة قبل 1431سنة أم قبل 40 سنة..وعلى يد من ؟!
تساءلت كثيرا ما الاحتفال الذي لم يجوزوه وماذا قصدوا بالجواز هل قصدوا أنه حرام كحرمة مشاهدة القنوات الفضائية التي تقرأ النشرة الإخبارية فيها مذيعه متكشفة الوجه.. وفى نفس الوقت يشارك فيها رجل دين ببرنامج لقناة يجب أن يقتل ملاكها لأنهم ينشرون الأفكار التي تروج الرذيلة؟!
أم لايجوز قصدوا بها الحيرة مثل حيرة الخلوة مع السائق أم قيادة المرأة للسيارة حلال أكثر؟!
وأعود للفتوى وأحاول أن افهم مامعنى (ليس للمسلم).. أي مثل ليس له أن يرسل أهله للركوب بالطائرة للضرورة (سفر) إلا بمحرم؟!
كل التشبيهات لكل الفتاوى التي حفظتها عشرين سنه الآن في رأسي تدور والأحداث أيضا كل صورها تتزاحم في مخيلتي وتساءلت ماالفرق بين الانتماء والولاء.. وأكثر تساءلت وحرت الشعب السعودي ولاؤه لمن؟ ولمن ينتمي وماهي القيمة العليا والأولوية لديه؟ ومن كل هذا حب الدين أين؟ بل حب الوطن أين أصبح؟!
تذكرت في نشأتي الدراسية يوم كنت أردد أغاني الأطفال بصوت خافت خوفا من العقاب وان اتهم أنى مقلده لأميركا الكافرة التي تدعم إسرائيل.. كان الولاء للوطن محفوفا بالمكاره.. كان حب الوطن بين الحلال والحرام.. كانت الفتاوى تقول حب بقلبك فقط ولكن كل مظهر من مظاهر حب الوطن حرام.. فاليوم الوطني كان حراما ورفع العلم فوق المدارس أيضا حرام.. وتعليق صور رموز الحكم وولاة الأمر أكبر حرام لأن الصورة حرام ولأنها قد تؤدى للتعظيم والتعظيم يودى للشرك فنصبح كأهل الكهف نعبدهم.. والأشد حرمه السلام الملكي لأن به موسيقى وهى مزمار الشيطان الذي يسعى لأن نختلق على ديننا البدع فندخل جميعنا النار..!
ورغم ضبابية كل هذه الذكريات برزت أمامي حقيقة لاتنكر وإجابة لاتسطر لسؤال غادر.. ولماذا الإرهاب نبع من وطني المسالم البسيط دون غيره؟!
وأعود لتساؤلاتي المزعجة.. ماهي البدع المستحدثة بالدين؟!
وبسرعة حاولت أن أحصيها ووجدتها كثيرة كثيرة أكثر مما تتصورون..
فحبس المرأه بالبيت ومنعها من الخروج ومزاولة اى عمل تختاره بدعة.. والخلوة مع السائق بدعة.. وعزل النساء والتفريق بين زوجين متحابين لديهم أطفال بدعوى النسب بدعة.. وخلو السوق والتجارة من النساء بدعة.. وخلو المجالس من رأى ومشاركة النساء أيضا بدعة.. وعدم السماح للنساء بالصلاة بالمسجد إلا في رمضان أيضا بدعة.. وجعل المرأة جارية تخدم وتطبخ لزوجها أيضا بدعة.. وحرمان المرأة من العمل بالإفتاء وبالهيئة وأن تكون مستشاره ووزيره للحاكم أيضا بدعة.. وعدم السماح للمرأة بالعمل بدون موافقة وعدم السماح لها بتلقي العلم الذي هو فريضة على كل مسلم ومسلمه إلا في مجتمعنا أيضا بدعة..
والرجال الذين يحملون السياط ويضربون الناس بالشوارع حتى لو كانت سياطهم من خيزران أو خشب أيضا بدعة..
إذن البدعة هي كل شيء لم يفعله الرسول حسب قياسهم؟!.. وعلى قياسهم هل الإسلام وقتي لفئة معينه أم لكل البشر لزمن مضى أم لكل الأماكن والأزمان؟!
وأعود لقضية الانتماء والولاء والعقيدة والحب ومن يساعد عليها ومن ينميها في داخلنا؟ من؟
ومع كل البدع التي تجول بخاطري لأحصيها.. تساءلت كم من أطفالنا يعرفون رموزنا الدينية ويحفظونها كما يحفظون الأغاني الماجنة ولعيبة الكورة العراة... وهل أبناء المتشددين الذين يرون أن الإشارة أو الاحتفال بذكرى مولد أعظم إنسان في التاريخ مؤسس الرسالة التي غالوا فيها ولربما من شدة حبهم له كفروا المحبين بشده له.. هل يحفظون تواريخنا الدينية التي تؤسس هويتنا وانتمائنا؟!
هل يعانى أبناءهم القسوة لأن التعبير عن الحب لايجوز ويجب أن يبقى فقط بالقلب؟! هل المقصود من الفتوى البساطة والزهد والورع؟! هل يريدون الدين ناشفا ويكتفون بالإسلام كأركان فقط ؟؟ وفى داخلي صرخ صوت عالي يقول يااااااااااااااليت ..
ياليت لو تركونا مسلمين وأعطونا حقنا في استخدام عقلنا وتركوا الإسلام يعبر حدود الصحراء هل كنت سأتساءل عن أيهما أعظم جرما..
البدعة التي لم يخترعها أحد قبلنا ولا بعدنا (الأختلاط) كلفظ وقصد تعصبنا ضده وحاربناه أكثر من التعصب لزنا المحارم.. أم الاحتفال بمولد رسولنا الكريم هو البدعة؟ هل يتساويان بالذنب أيضا؟ هل القياس هنا مناسب؟
فإذا كان الاحتفال بمولد النبي وتحريم الاختلاط كلاهما بدعة فالرسول لم يحتفل بمولده وأيضا لم يحرم الاختلاط بل كان مخالطا للنساء أليس هذا صحيح؟!
هل أجد لأسئلتي إجابات... أهناك من يجيبني؟!
إلى هنا انتهت مقالة واسئلة الكاتبة السعودية ......
وكالة الأنباء السعودية
الحمدالله على نعمة الولاية والحمدالله على نعمة العقل ...