عباد في أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ
الفصل : 5
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
قال رسول الله صلى الله عليه واله :َ
(إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلوا:
كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي)
*****
المقتطف : 3
{{يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَ يُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ بِمَنْزِلَةِ الأَدِلَةِ فِي الفَلَوَاتِ مَنْ أَخَذَ القَصْدَ حَمِدُوا إِلَيْهِ طَرِيقَهُ وَ بَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ وَ مَنْ أَخَذَ يَمِيناً وَ شِمَالا ذَمُّوا إِلَيْهِ الطرِيقَ وَ حَذرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ كَانُوا كَذَلِكَ مَصَابِيحَ تِلكَ الظلمَاتِ وَ أَدِلةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ}}
هنا جاءت صفات هؤلاء العباد واعمالهم بعد ان ذكروا الله تعالى ف(نَاجَاهُمْ فِي فِكرِهِمْ وَ كَلمَهُمْ فِي ذَاتِ عُقُولِهِمْ فَاستَصْبَحُوا بِنُورِ يَقَظَةٍ فِي الأَبْصَارِ وَ الأَسْمَاعِ وَ الأَفئِدَةِ).
** يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَّهِ
** يُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ
لسانالعرب ج : 15 ص : 161
الفَلَوَاتِ = و الفَلاة: القَفر من الأَرض لأَنها فُلِيت عن كل خير أَي فُطِمت و عُزِلت
مجمعالبحرين ج : 1 ص : 332
و الفلاة: الأرض التي لا ماء فيها(انتهى)
فتصور هؤلاء العباد في مثل هذه الفلوات حيث لا يوجد لا ماء من علم نقي طاهر ولا شجر من هدى وراحة روحية واذا بهم يمسكون بيدك ليدلوك على الماء المعين :
قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتيكُمْ بِماءٍ مَعينٍ (30)(الملك )
وهذا يعني ان هؤلاء العباد هم من يبحثون عنك وعني ليدلوننا على منبع الماء المعين وعينه الفواره وليس هناك حواجز ولا بواب وموانع ولا اتكيتات ممله للوصول الى هؤلاء العباد .
فهم دائبون في هداية الناس وارشادهم ويراقبون بدقة اعمالهم
قال امير المؤمنين :
((مَنْ أَخَذَ القَصْدَ حَمِدُوا إِلَيْهِ طَرِيقَهُ وَ بَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ وَ مَنْ أَخَذَ يَمِيناً وَ شِمَالا ذَمُّوا إِلَيْهِ الطرِيقَ وَ حَذرُوهُ مِنَ الْهَلَكَةِ))
وهذا لا يمكن الا ان يكون هؤلاء العباد بين الناس ومع الناس يمشون بينهم وفيهم ومعهم بالاسواق :
**وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذيراً (7)(الفرقان)
**وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَ جَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَ كانَ رَبُّكَ بَصيراً
(20)(الفرقان)
وبهذه الرقابة الشديدة لاعمال العباد وارشادهم للصواب او تسديدهم للثبات لمن كان منهم على الحق ؛ بكل هذا يكون هؤلاء العباد للناس :
((وَ كَانُوا كَذَلِكَ مَصَابِيحَ تِلكَ الظلمَاتِ وَ أَدِلةَ تِلْكَ الشُّبُهَات))