اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
هذا و الله ابني و فؤادي
وجدت هذه القصة في المصادر التالية :
تهذيبالأحكام ج : 6 ص : 305
مستدركالوسائل ج : 17 ص : 389
بحارالأنوار ج : 40 ص : 305
خصائصالأئمة(ع) ص : 83
الكافي ج : 7 ص : 423
وانا انقلها عن كتاب :
خصائصالأئمة()
83 المنتخب من قضاياه ع و جوابات المسائ
و بإسناد مرفوع إلى عاصم بن ضمرة السلولي قال :
سمعت غلاما بالمدينة على عهد عمر بن الخطاب و هو يقول :
يا أحكم الحاكمين احكم بيني و بين أمي فقال له عمر :
يا غلام لم تدعو على أمك؟!
فقال : يا أمير المؤمنين إنها حملتني في بطنها تسعا و أرضعتني حولين فلما ترعرعت و عرفت الخير من الشر و يميني من شمالي طردتني و انتفت مني و زعمت أنها لا تعرفني فقال عمر :
أين تكون المرأة ؟؟
قال: في سقيفة بني فلان فقال عمر : علي بأم الغلام قال :
فأتوا بها مع أربعة إخوة لها في قسامة يشهدون لها أنها لا تعرف الصبي و أن هذا الغلام غلام مدع ظلوم غشوم يريد أن يفضحها في عشيرتها و أن هذه الجارية من قريش لم تتزوج قط و أنها بخاتم ربها فقال عمر :
يا غلام ما تقول ؟
فقال : يا أمير المؤمنين هذه و الله أمي حملتني تسعا و أرضعتني حولين فلما ترعرعت و عرفت الخير و الشر و يميني من شمالي طردتني و انتفت مني و زعمت أنها لا تعرفني فقال عمر:
يا هذه ما يقول الغلام؟
قالت : يا أمير المؤمنين و الذي احتجب بالنور و لا عين تراه و حق محمد و ما ولد ما أعرفه و لا أدري أي الناس هو و إنه غلام مدع يريد أن يفضحني في عشيرتي و أنا جارية من قريش لم أتزوج قط و إني بخاتم ربي فقال عمر : أ لك شهود ؟ فقالت : نعم هؤلاء فتقدم القسامة فشهدوا أن هذا الغلام مدع يريد أن يفضحها في عشيرتها و أن هذه جارية من قريش لم تتزوج قط و أنها بخاتم ربها فقال عمر: خذوا بيد الغلام فانطلقوا به إلى السجن حتى نسأل عن الشهود فإن عدلت شهادتهم جلدته حد المفتري فأخذ بيد الغلام لينطلق به إلى السجن فتلقاهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في بعض الطريق فنادى الغلام:
يا ابن عم رسول الله إني غلام مظلوم و أعاد عليه الكلام الذي كلم به عمر ثم قال: و هذا عمر قد أمر بي إلى الحبس فقال علي : ردوه فلما ردوه قال لهم عمر :
أمرت به إلى السجن فرددتموه إلي فقالوا يا أمير المؤمنين :
أمرنا علي بن أبي طالب برده إليك و سمعناك تقول :
لا تعصوا لعلي أمرا فبينا هم كذلك إذ أقبل
أمير المؤمنين فقال :
علي بأم الغلام فأتوا بها فقال :
يا غلام ما تقول فأعاد عليه الكلام فقال لعمر أتأذن لي في أن أقضي بينهما؟
فقال عمر:
يا سبحان الله و كيف لا و قد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول :
أعلمكم علي بن أبي طالب فقال للمرأة:
يا هذه ألك شهود قالت:
نعم فتقدم القسامة فشهدوا بالشهادة الأولى فقال
أمير المؤمنين و الله لأقضين بينكم اليوم بقضية هي مرضاة الرب من فوق عرشه علمنيها
رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال لها :
أ لك ولي؟
فقالت : نعم هؤلاء إخوتي فقال:
لإخوتها أمري فيكم و فيها جائز ؟
قالوا : نعم يا ابن عم رسول الله أمركم فينا و في أختنا جائز فقال
أمير المؤمنين أشهد الله و أشهد أمير المؤمنين يعني عمر و أشهد من حضر من المسلمين أني قد زوجت هذه المرأة من هذا الغلام على أربع مائة درهم و المهر من مالي يا قنبر علي بالدراهم فأتاه قنبر بها فصبها في يد الغلام ثم قال:
خذها فصبها في حجر امرأتك و لا تأتنا إلا و بك أثر العرس يعني الغسل فقام الغلام فصب الدراهم في حجر المرأة ثم تلببها فقال لها : قومي فنادت المرأة:
النار النار يا ابن عم رسول الله تريد أن تزوجني من ولدي هذا و الله ولدي زوجني إخوتي هجينا فولدت منه هذا الغلام فلما ترعرع و شب أمروني أن أنتفي منه و أطرده و هذا و الله ابني و فؤادي يتحرق أسفا على ولدي قال ثم أخذت بيد الغلام و انطلقت و نادى عمر وا عمراه لو لا علي لهلك عمر.
سياتيكم الشرح المفصل للقصة المبكية هذه والتي يجزع الانسان العاقل حين سماع امثالها لما جرى من الدواهي على المسلمين لجهل من غصب وتغطرس
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الشرح :
1 - معنى القسامة كما في كتاب :
مجمعالبحرين ج : 6 ص : 37
و في الحديث تكرر ذكر القسامة بالفتح و هي الأيمان، تقسم على أولياء القتيل إذا ادعوا الدم.
يقال قتل فلان بالقسامة إذا اجتمعت جماعة من أولياء القتيل و ادعوا على رجل أنه قتل صاحبهم، و معهم دليل دون البينة، فحلفوا خمسين يمينا أن المدعى عليه قتل صاحبهم، فهؤلاء الذين يقسمون على دعويهم يسمون قسامة أيضا - كذا في المصباح.
قال بعض المحققين: و القسامة تثبت مع اللوث، و قدرها خمسون يمينا بالله تعالى في العمد إجماعا، و في الخطإ على الأشهر، و قيل خمسة و عشرون.
فإن كان للمدعي قوم حلف كل واحد منهم يمينا إن كانوا خمسين، و لو زادوا عنها اقتصر على حلف الخمسين، و المدعي من جملتهم، و لو نقصوا عن الخمسين كررت عليهم أو على بعضهم حسبما يقتضيه العدد، و لو لم يكن له قسامة أي قوم يقسمون أو امتنع المدعي عن اليمين، و إن بذلها قومه أو بعضهم، حلف المنكر و قومه خمسون يمينا ببراءته فإن امتنع المنكر ألزم الدعوى. ((انتهى))
2 - (((فقال عمر: خذوا بيد الغلام فانطلقوا به إلى السجن حتى نسأل عن الشهود فإن عدلت شهادتهم جلدته حد المفتري فأخذ بيد الغلام لينطلق به إلى السجن)))
في هذه الفقر نسأل الحاكم كيف امرت بالغلام للسجن وهو من ادعى وبدأ بالشكوى والمظلومية
مع العلم لم يثبت له كذب الغلام ولم يعرف عن عدالة الشهود شيئ
3 - ثم بعد حكم امير المؤمنين بالحق عليه افضل الصلاة والسلام تبين ان الام بالواقع حتى نفسها لم تكن في ذاتها راضية بحكم عمر بدليل انها قالت لامير المؤمنين بالحق :
((هذا و الله ولدي زوجني إخوتي هجينا فولدت منه هذا الغلام فلما ترعرع و شب أمروني أن أنتفي منه و أطرده و هذا و الله ابني و فؤادي يتحرق أسفا على ولدي))
اذن نفهم بوضوح انها كانت متالمة من حكم عمر بالظلم على هذا الغلام المظلوم .
4 – ((فنادى الغلام: يا ابن عم رسول الله إني غلام مظلوم و أعاد عليه الكلام الذي كلم به عمر))
لاحظ نداء الغلام المظلوم اولا ساله بالرحم الذي بينه وبين رسول الله صلى الله عليه واله لان هذا الامر لايمكن للحاكم ولا لغيره انكاره فانه نسب من الله تعالى وشرف ومقام عظيم له لامحالة .
ثانيا : ان الغلام كان يعلم ان من بيده نجاته هو
امير المؤمنين حلال المشاكل؛ لذلك مجرد ان شاهده ناداه لينجيه ؛
ولم يخيب احدا ابونا ابو الحسن حلال المشاكل والمعضلات .
يتبع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الشرح القاصم لظهر الغاصب :
((فقال لعمر أتأذن لي في أن أقضي بينهما؟ فقال عمر:
يا سبحان الله و كيف لا و قد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : أعلمكم علي بن أبي طالب فقال للمرأة: يا هذه ألك شهود قالت: نعم فتقدم القسامة فشهدوا بالشهادة الأولى فقال أمير المؤمنين و الله لأقضين بينكم اليوم بقضية هي مرضاة الرب من فوق عرشه علمنيها
رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال لها : أ لك ولي؟ فقالت : نعم هؤلاء إخوتي فقال: لإخوتها أمري فيكم و فيها جائز ؟ قالوا : نعم يا ابن عم رسول الله أمركم فينا و في أختنا جائز فقال أمير المؤمنين أشهد الله و أشهد أمير المؤمنين يعني عمر...))
1 - ان امير المؤمنين استاذن عمر في الحكم على الغلام وهذا يبين الخلق الكريم لامير المؤمنين
لان عمر هو الذي سال الغلام عن سبب دعائه على امه وابتدء الامر فمن استاذان امير المؤمنين نفهم رفيع خلق ابونا امير المؤمنين وهذا ديدنه مع كل اعدائه ومن راجع قضاياه في الحروب وطريقة معاملة اعدائه ومن شهروا السيف بوجهه لهان الامر عليه وعرف حقيقة خلق امير المؤمنين مع الجميع فليس لهذه السجية الطيبة لامير المؤمنين مزية لعمر.
2 – ان امير المؤمنين باستاذانه من عمر وكأنه اثبت الحجة عليه بما قاله عمر (( فقال عمر: يا سبحان الله و كيف لا و قد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : أعلمكم علي بن أبي طالب ))
فان كان ما يقوله عمر حق وهو يؤمن به فلماذا جلس مجلس العلماء وهو احق بان يتبع العالم لا يكون اميرا عليه كما قال الله سبحانه :
قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)(يونس )
فكانه اقر على نفسه بانه خالف صريح القران الكريم بجلوسه مجلسا هو للعالم بالاحكام لا الجاهل بما يراد منه لمقامه الذي ادعاه وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله وهو الحق الذي يشهد له الفطرة السليمة:
مستدركالوسائل 11 29
8- باب من يجوز له جمع العساكر و الخ
فِقْهُ الرِّضَا، :
وَ أَرْوِي مَنْ دَعَا النَّاسَ إِلَى نَفْسِهِ وَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ضَالٌّ
بقي ان نسال فان كان امير المؤمنين يعلم بان عمر جلس مجلسا وليس هو له فلماذا قال له امير المؤمنين وهو يعلم ان هذا الاسم هو له من الله تعالى ولا يحق لسواه ان يدعيه كما ورد في كثير من الروايات الصحيحة وبرز هنا جهل عمر بالحكم واقر على نفسه بالجهل فحكمت عليه الاية والرواية بانه يجب ان يكون مامورا لا اميرا فما العلة في ان يقول له
امير المؤمنين؟؟!!!
فنجيب بان هذا اسلوب القرآن الكريم حينما يريد ان يقول لاحد انك سلبت ما لم يكن لك ولا تستحقه وانما سرقت لقبا كان الاجدر بك ان تعطيه لاهله كما في هذه الاية :
ذقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزيزُ الْكَريمُ (49)(الدخان )
نعم سماه عزيز كريم استهزاء به لانه كان يدعي العزة والوجاهة بماله وقدرته ونازع الله بلقب ليس له فالان جاء دور الاستهزاء به لانه تبين الحق له وتيقن بانه كان جائرا في ادعائه
وجاهلا في زعمه .