اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
هذه خلاصة موجزة جداً لما يوجد في مصادرهم من غرائب في تحريف القرآن ، بأصح الأسانيد ، عن أكبر الصحابة !
موقف الخليفة عمر من القرآن:
يتفق الجميع على أن النبي وسلم أمرهم في مرض وفاته أن يلتزموا بتنفيذ عهد يكتبه لهم ويضمن لهم أن يكونوا على الهدى ويسودوا العالم ، فقال عمر: (إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ! فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لا تضلوا بعده أبداً ، ومنهم من يقول: القول ما قاله عمر . فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي قال لهم رسول الله: قوموا عني).(عدالة الصحابة للمحامي أحمد حسين يعقوب/182، عن بخاري كتاب المرضى باب قول المريض: قوموا عني: 7/9 وصحيح مسلم آخر كتاب الوصية:5/75 ومسلم بشرح النووي:11/95 ومسند أحمد:4/356 ح2992 ، وغيرها .
وقد بحثنا انقلاب الصحابة على نبيهم وسلم في الجزء الثاني من ألف سؤال وإشكال ، وغرضنا أن نشير الى أن موقف عمر من القرآن أنه المصدر الرسمي للإسلام فقط ، والسنة مصدر انتقائي يختار منه زعماء قريش ما يناسب ويتركون ما لا يناسب ، أو يمنعون صدوره !
كما أن المفسر الرسمي للقرآن هو عمر بصفته الزعيم المقبول من قبائل قريش ما عدا بني هاشم، فله الحق أن يمنع النبي وسلم من كتابة عهد قد يلزم المسلمين بمفسر رسمي هاشمي! وقد طبق عمر نظريته هذه (القرآن هو المصدر الوحيد والخليفة هو المفسر الوحيد) بأعمال ، منها:
1- رفض نسخة القرآن التي عند علي .
2- إخضاع علي وفاطمة عليهما السلام وبني هاشم وأنصارهم ولو بالقوة ، ومنعهم من أي تأثير على الناس حتى في تعليم القرآن والسنة .
3- تكذيب أن علياً أو أحداً من الصحابة عنده القرآن كله أو تفسيره من النبي وسلم ، بل القرآن موزع عند الصحابة ، وجمعه والمصادقة عليه من حق الخليفة فقط !
4- القرآن برأي عمر ناقص فهو أكثر من الموجود بأيدي الصحابة ، فقد ضاع أكثر من ثلثيه بعد النبي وسلم وتدارك عمر الأمر فكان يجمع ما يرى أنه منه ، ويضعه عند ابنته حفصة ، وقد أدركه الأجل قبل نشره .
5- يوجد برأيه آيات من القرآن لم يكتبها الناس ، وقد أمر كاتبه زيد بن ثابت بكتابة بعضها وقال عن بعضها: لولا أن يقول المسلمون إن عمر زاد في كتاب الله لأمرت بوضعها فيه !
6- قول علي وبني هاشم إن القرآن نزل على حرف واحد ، غلط ! فمعنى قول النبي (نزل القرآن على سبعة أحرف) أنه يجوز تغيير لفظه فيجوز قراءته بالمعنى بأي كلام عربي أو غير عربي، بشرط أن لا تغير المغفرة منه الى عذاب والعذاب الى مغفرة ، فكل قراءة بهذا الشرط شرعية منزلة من عند الله تعالى !
7- تحاشياً لإحراج الخليفة المفسر الرسمي للقرآن ، يغلق البحث في القرآن ، ويعاقب بشدة كل من يسأل عن تفسير آية !
8- نظراً لخطورة موقع القُرَّاء وتعلق الناس بهم ، فيجب تقليل عددهم الى أقل حد ممكن .
9- يحكم القضاة بفهمهم للقرآن إذا لم يتعارض مع فهم الخليفة والصحابة المرضيون عنده ، ثم يحكم القاضي بظنونه ، والأفضل تأخير القضية حتى يأخذ فيها رأي الخليفة !
أما موقفه من السنة فيتكوَّن من خمس قرارات (راجع كتاب تدوين القرآن):
1- مَنَع رواية سنة النبي وسلم منعاً باتاً تحت طائلة العقوبة ! وقد ضرب عمر بعض الصحابة بجرم أنه حدَّث أشخاصاً أو شخصاً فقال: قال رسول الله وسلم ! وبقي بعضهم في سجنه حتى قتل !
2- مَنَع تدوين سنة النبي وسلم منعاً باتاً ، وهو قرار كان اتخذه مع زعماء قريش من زمن النبي وسلم عندما رأوا بعض شباب قريش كعبدالله بن عمرو العاص يكتبون ما يقوله النبي وسلم ! وطلب أبو بكر في خلافته من الناس أن يأتوا اليه بما كتبوه من السنة فأحرقه !
كما جمع عمر في خلافته المكتوب من السنة وأحرقه ! وأصدر مرسوماً خلافياً الى الأمصار بإحراق المكتوب من السنة أو إتلافه !
3- رفض عمر كتاب علي(الجامعة) الذي هو بإملاء النبي وسلم وفيه ما يحتاج إليه الناس، وقال إن النبي وسلم لم يخص علياً ولا أحداً من أهل بيته بشئ من العلم ، ولم يترك علماً غير القرآن .
4- انتقى عمر روايات من سيرة النبي وسلم وأحداثها ، وعمل على تعليمها للأمة على أنها السنة والسيرة الصحيحة ، دون غيرها !
5- رفع شعار (سنة النبي) التي رفضها بالأمس، وعدَّل شعاره (حسبنا كتاب الله) الى شعار: ( حسبنا كتاب الله وسنة نبيه) أي كتاب الله كما يفهمه الخليفة ، وسنة رسوله التي يرويها أو يمضيها !
والى جنب هذه القرارات والمواقف ، له قراران كان لهما تأثير واسع:
1- قراره بنشر الثقافة اليهودية والمسيحية .
2- وقراره بنشر الشعر الجاهلي ، وأمره بتعلمه وكتابته .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
نتائج المواجهة على القرآن
الذي يخص بحثنا من هذه المواجهة الصاخبة ـ على حد تعبير الباحث الأردني ـ أن الخليفة عمر نجح بمساعدة أكثر الصحابة الحاضرين أن يحقق هدفين ضخمين حول القرآن والسنة :
الأول : أن القرآن هو المصدر الرسمي للإسلام فقط، والسنة ليست مصدراً الى جنب القرآن وفي مستواه ، بل هي مصدر انتقائي يختار منه عمر ورؤساء قريش ما يناسب ، ويتركون ما لا يناسب ، أو يمنعون صدوره !
الثاني : أن عمر الزعيم المقبول من كافة قبائل قريش ـ ما عدا بني هاشم ـ هو المفسر الرسمي للقرآن ، وله الحق أن يمنع النبي من كتابة وصيته التي قد تلزم المسلمين بمفسر رسمي من بني هاشم !
وقد اضطر الخليفة عمر من أجل تحقيق هذين الهدفين الضخمين، وفي تلك اللحظات الحاسمة من حياة النبي .. أن يستعمل الغلظة والشدة ، ويجابه نبيه بقرار أكثرية الصحابة ويقول له بصراحة : أيها الرسول ، لا حاجة بنا الى وصيتك ، فالقرآن كاف شاف ، ولا نحتاج أن تنصب له مفسراً من بني هاشم لأن تفسيره من حقنا نحن ! لقد قبلنا نبوتك والقرآن الذي أنزله الله عليك ، ولكن قريشاً تشاورت فيما بينها وقررت أن لا يستأثر بنو هاشم بالنبوة والخلافة فلا يبقى لقبائل قريش شئ ! وبما أن الوصية التي تريد أن تكتبها لا تنسجم مع هذا القرار ، فليس فيها إلا الضرر علينا من بعدك ، فنشكرك أيها الرسول ، فإنا لا نخاف على أنفسنا الضلال من بعدك حتى تؤمننا منه !!
وقد قلتُ للحاضرين بلسان قريش : لا تقربوا له شيئاً ، لا دواة وقرطاساً ، فخير لك أن تصرف النظر عن كتابة الوصية ، وإلا فإني سأشهد الحاضرين عليك بأنك تهجر وأن كلامك لم يعد وحياً ، بل هذيان !!
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
تطبيق الخليفة عمر للهدفين اللذين واجه بهما النبي !
والمتأمل في سيرة الخليفة عمر يجد أن عمله طوال خلافة أبي بكر وخلافته كان على أساس نظرية أن ( القرآن هو المصدر الوحيد ، والخليفة هو المفسر الوحيد ) !
ولئن اضطر الى أن يجرح شعور النبي في بيته وهو يودع أمته ، ويعلن ذلك بصراحة، فهو ليس مضطراً الى ذلك بعد وفاة النبي ، بل يمكنه أن يحفظ حرمة النبي ، ويطبق هدفيه الكبيرين بأسلوبه الخاص الذي يسميه معاريض الكلام فيقول عنه ( لا يسرني أن لي بما أعلم من معاريض القول مثل أهلي ومالي ) كنز العمال ج 3 ص875 ، وسنن البيهقي ج 10 ـ 199 .
ثم بإمكانه بعد أن صار خليفة أن يجسد ذلك في مواقف وقرارات جريئة مبررة ، لضبط مسألة القرآن والسنة .. ! وتتلخص مواقف الخليفة عمر وقراراته بشأن القرآن مباشرة ، باثني عشر موقفاً وقراراً :
1 ـ رفض نسخة القرآن التي عند علي .
2 ـ إخضاع علي وفاطمة وأنصارهما للسلطة ولو بالقوة ، ومنعهما من أي تأثير على الناس حتى في تعليم القرآن ورواية السنة .
3 ـ تكذيب أن علياً أو أحداً من الصحابة عنده القرآن كله أو تفسيره من النبي ، بل القرآن موزع عند الصحابة ، وجمعه والمصادقة على نسخته من حق الخليفة فقط !
4 ـ النسخة التي بأيدي الصحابة ، والتي جمعها عثمان ـ النسخة التي بأيدينا اليوم ـ هي برأي عمر جزء قليل من القرآن ، لا يبلغ ثلث القرآن الذي أنزله الله تعالى ! فقد ضاع أكثر من ثلثيه بعد النبي ، وتدارك الخليفة عمر الأمر فجمع ما بقي منه ولم ينشره حتى يكتمل ويحين موعد نشره !
5 ـ النسخة التي بأيدي الصحابة هي برأي الخليفة صحيحة لا زيادة فيها ، فكلها قرآن نزل من عند الله تعالى ، ما عدا سورتي المعوذتين وبعض الآيات ، فإن في نفس الخليفة منها شيئاً ، وعنده حولها استفهاماً !
6 ـ يوجد عدد من آيات القرآن لم يكتبها الناس في القرآن ، وقد أمر الخليفة أن يكتب بعضها في القرآن واحتاط في بعضها وقال : لولا أن يقول المسلمون إن عمر زاد في كتاب الله لأمرت بوضعها فيه !
7 ـ القرآن نزل بألفاظ قريش ، فيجب أن يقرأ بلهجة قريش ، ولا يجوز أن يقرأ بلهجة هذيل أو تميم ، أو غيرهما من لهجات قبائل العرب .
8 ـ القرآن فيه سعة للهجات العرب، وهو معنى قول النبي نزل القرآن على سبعة أحرف فقراءته بهذه اللهجات قراءة شرعية ، ولكن الخليفة يأمر بقراءته بلهجة قريش. أما القول بأن القرآن نزل على حرف واحد من عند الواحد ، فهو خطأ.
9 ـ نص القرآن فيه مرونة تتسع لأكثر من الأحرف السبعة ولهجات العرب، فيجوز قراءته بالمعنى بأي كلام عربي أو غير عربي ، بشرط أن لا تغير المغفرة منه الى عذاب والعذاب الى مغفرة ، وكل قراءة يقرأ بها القرآن بهذا الشرط تكون شرعية منزلة من عند الله الواحد الأحد ، بشرط أن يمضيها الخليفة !
10 ـ تحاشياً لإحراج المفسر الرسمي للقرآن ، تقرر إغلاق كل أنواع البحث في القرآن ، ومعاقبة كل من يسأل عن شئ منه ، أو يبحث في آياته .
11 ـ نظراً لخطورة موقع القُرَّاء وتعلق الناس بهم والتفافهم حولهم ، فإن كثرتهم تجعلهم مراكز قوى .. لذلك يجب تقليل قُرَّاء القرآن الى أقل حد ممكن .
12 ـ يعمل القضاة بفهمهم للقرآن إذا لم يتعارض مع فهم الخليفة .. ثم بما أفتى به الخليفة والصحابة المرضيون عنده .. ثم يجوز للقاضي أن يعمل بظنه .. وإذا أخر القضية حتى يأخذ فيها رأي الخليفة فهو أفضل !
كماتتلخص مواقف الخليفة وقراراته بشأن السنة بخمسة قرارات ومواقف:
1 ـ مَنْع رواية سنة النبي منعاً باتاً، تحت طائلة العقوبة، وقد عاقب الخليفة عمر عدداً من الصحابة على مجرد رواية الحديث عن النبي ، بالضرب والسجن ، وبقي عدد منهم في سجنه الى أن مات !
2 ـ مَنْع تدوين سنة النبي منعاً باتاً ، وهو قرار اتخذه الخليفة عمر مع زعماء قريش من زمن النبي ، عندما رأوا بعض الغرباء وبعض شباب قريش يكتبون كل ما يقوله النبي ! وفي خلافة أبي بكر جَمَعَ أبوبكر المكتوب من السنة وأحرقه! ثم جمع عمر في خلافته المكتوب من السنة وأحرقه ! وأصدر مرسوماً خلافياً وبعث به الى الأمصار بإحراق المكتوب من السنة أو إتلافه !!
3 ـ رفض الخليفة كتاب علي ( الجامعة ) الذي يزعم أنه بإملاء النبي، وأن فيه كل ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش . بل كذَّب وجود مثل هذا الكتاب ، فالنبي لم يخص علياً ولا أحداً من أهل بيته بشئ من العلم .. ولم يترك علماً غير القرآن .
4 ـ انتقى الخليفة مجموعة من روايات سيرة النبي وأحداثها من وجهة نظره، وعمل على تعليمها للأمة على أنها السنة والسيرة الصحيحة دون غيرها!
5 ـ رفع الخليفة شعار ( سنة النبي ) التي رفضها بالأمس ، وعدَّل شعار ( حسبنا كتاب الله ) الى شعار ( حسبنا كتاب الله وسنة نبيه ) أي كتاب الله كما يفهمه الخليفة عمر ، وسنة رسوله التي يرويها أو يمضيها !
وهناك قراران آخران يتصلان بالقرآن أيضاً ، لأنهما قراران ثقافيان واسعا التأثير على الأمة ، وهما :
1 ـ قرار الخليفة الإنفتاح على الثقافة اليهودية والمسيحية .
2 ـ اهتمام الخليفة بالشعر الجاهلي وأمره بتعلمه وكتابته .