اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين ..
أيها الأحبة ..
من منّا لايريد أن يتأسّى ويتخلّق بأخلاقيات وسلوكيات أهل البيت ويتخذهم قدوة له في أخلاقة وسلوكياته..
في هذه المشاركة البسيطة سنتطرق إلى إحدى السلوكيات الحميدة والسنن الصريحة التي أوصانا بها النبيّ وآله وهي الصدقة وكيفية بذلها للمحتاج دون أن نجعل السائل يهدر ماء وجهه عند السؤال أو استلام الصدقات من المحسنين ..
فلنتابع معا هذه الروايات وفيها مايدلنا على الصراط المستقيم ...
روي أن رجلاً من الأنصار جاء للإمام الحسين () يريد أن يسأله حاجة فقال ():
يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة، وارفع حاجتك في رقعة فإني آت فيها ماسارك إن شاء الله «فكتب الرجل: يا أبا عبد الله إن لفلان علي خمس مائة دينار، وقد ألّح بي فكلمه ينظرني إلى ميسرة».
فلما قراً الامام الحسين () الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرة فيها ألف دينار وقال () له:
أما خمسمئة فاقض بها دينك، وأما خمسمئة فاستعن بها على دهرك ولا ترفع حاجتك إلا الى أحد ثلاثة: إلى ذي دين أو مروة أو حسب فأما ذو الدين فيصون دينه وأما ذو المروة فإنه يستحيي لمروته واما ذو الحسب فيعلم انك لم تكرم وجهك ان تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك ان يردك بغير قضاء حاجتك.
نعم من هذه المفردة اللامعة في أخلاق الإمام الحسين () نستلهم الكرم بشروط الإخلاقية إذ قليل أولئك الأسخياء والكرماء الذين يراعون الدقة في التعامل مع نفسية وشعور المحتاجين فيخسرون انفسهم عظيم الأجر الذي اعده الله للمحسنين الذين لا يتبعون احسانهم بالمن والأذى.
ومن كلام للامام الحسين () قال لرجل يعلمه العفة في الطلب:
«يا هذا لا تجاهد في الرزق جهاد المغالب ولا تتكل على القدر اتكال مستسلم، فإن ابتغاء الرزق من السنة والإجمال في الطلب من العفة وليست العفة بمانعة رزقا ولا الحرص بجالب فضلاً وإن الرزق مقسوم والأجل محتوم، واستعمال الحرص طالب المأثم».
**************
عن ابي عبد الله الصادق () قال: جاء رجل الى الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما جالسان على جبل الصفا، - في مكة-.
فسألهما حاجة مالية فقالا:
«إن الصدقة لا تحل إلا في دين موجع أو غرم مفظع أو فقر مدقع ففيك شيء من هذا»؟
قال: نعم، فأعطياه.
وقد كان الرجل سأل عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر فأعطياه ولم يسألاه عن شيء، فرجع إليهما فقال لهما:
مالكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن والحسين (عليهما السلام)؟
وأخبرهما بما قالا فقالا: إنهما غذيا بالعلم غذاءً.
****************
حول أساليب التعامل وكيفية التفاعل التي سلكها الإمام محمد الباقر () مع الأمة في عصره نشير إلى أن الأئمة من أهل البيت () هم مظاهر وجود واحد في الفكر والعمل بيد أن المصاديق والمضامين تختلف لاختلاف الحوادث والأوضاع والتحديات.
والآن نعرض بعض الأنشطة الاجتماعية التي تفاعل الإمام () من خلالها مع الجماهير التي عاش بين ظهرانيها:
عن الإمام الصادق () قال:
«دخلت على أبي يوماً وهو يتصدق على فقراء المدينة بثمانية آلاف دينار واعتق أهل بيت بلغوا أحد عشر مملوكاً».
وعن الحسن بن كثير قال:
«شكوت الى أبي جعفر محمد بن علي () الحاجة وجفاء الأخوان فقال:
بئس الأخ أخ يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً ثم أمر غلامه فأخرج كيساً فيه تسعمئة درهم فقال:
إستنفق هذا فإذا نفدت فاعلمني».
وعن عمر و بن دينار وعبد الله بن عبيد قالا:
«ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي () إلا وحمل إلينا النفقة والصلة والكسوة فقال:
هذه معدة لكم قبل أن تلقوني».
وعن سليمان بن قرم قال:
كان أبو جعفر محمد بن علي () يجيزنا بالخمسمائة إلى الستمائة إلى الألف درهم وكان لا يمل من صلة إخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه.
وكان () يقول: