اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
دخل شمعون بن لاوي المسيحي على رسول الله وناقشه طويلاً ثم اعتنق الإسلام
فقال أخبرني عن العقل ما هو؟
وكيف هو؟
وما يتشعب منه وما لا يتشعب، وصفه وصف لي طوائفه كلها
فقال الرسول صل الله عليه واله
إن العقل عقالٌ من الجهل، والنفس مثل أخبث الدّوابّ
فإن لم يعقل حارت، فالعقل عقالٌ من الجهل
وإن الله خلق العقل، فقال له أقبل فأقبل وقال له أدبر فأدبر
فقال له الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أعظم منك ولا أطوع منك، بك أبدي وأعيد، لك الثواب وعليك العقاب.
فتشعّب من العقل الحلم، ومن الحلم العلم،
ومن العلم الرّشد، ومن الرّشد العفاف،
ومن العفاف الصّيانة، ومن الصّيانة الحياء،
ومن الحياء الرزانة، ومن الرزانة المداومة على الخير، وكراهية الشر، ومن كراهية الشّر طاعة الناصح.
فهذه عشرة أصناف من أنواع الخير، ولكل واحد من هذه العشرة الأصناف عشرة أنواع
فأمّا الحلم: فمن ركوب الجميل، وصحبة الأبرار، ورفعٌ من الضّعة، ورفعٌ من الخساسة، وتشهّي الخير، ويقرّب صاحبه من معالي الدرجات، والعفو، والمهل، والمعروف، والصمت. فهذا ما يتشعب للعاقل بحلمه.
وأمّا العلم: فيتشعّب منه الغنى وإن كان فقيراً، والجود وإن كان بخيلاً، والمهابة وإن كان هيّناً، والسلامة وإن كان سقيماً، والقرب وإن كان قصيّاً، والحياء وإن كان صلفاً، والرّفعة وإن كان وضيعاً، والشرف وإن كان رذلاً، والحكمة، والحظوظ. فهذا ما يتشعّب للعاقل بعلمه، فطوبى لمن عقل وعلم.
وأمّا الرّشد: فيتشعّب منه السّداد والهدى، والبر والتّقوى، والمنالة والقصد، والاقتصاد لمن أقام به على منهاج الطريق. وأمّا العفاف: فيتشعّب منه الرضا والاستكانة، والحظ والراحة، والتّفقد والخشوع، والتّذكر والتفكّر، والجود والسخاء، فهذا ما يتشعّب للعاقل بعفافه رضاً بالله وبقسمه.
وأمّا الصيانة: فيتشعّب منها الصلاح والتواضع والورع والإنابة
والفهم والأدب، والإحسان والتّحبّب، والخير واجتناء البشر. فهذا ما أصاب العاقل بالصّيانة.
فطوبى لمن أكرمه مولاه بالصّيانة.
وأمّا الحياء: فيتشعّب منه اللّين والرأفة، والمراقبة لله في السّر والعلانية، والسلامة، واجتناب الشّر، والبشاشة، والسماحة، والظفر، وحسن الثناء على المرء في الناس. فهذا ما أصاب العاقل بالحياء، فطوبى لمن قبل نصيحة الله وخاف فضيحته.
وأما الرزانة: فيتشعّب منها اللطف والحزم، وأداء الأمانة وترك الخيانة، وصدق اللسان، وتحصين الفرج، واستصلاح المال والاستعداد للعدوّ، والنهي عن المنكر وترك السفه. فهذا ما أصاب العاقل بالرزانة، فطوبى لمن توفّر ولم تكن له خفّة ولا جاهليّة، وعفا وصفح.
وأمّا المداومة على الخير فيتشعّب منها ترك الفواحش، والبعد من الطيش، والتحرّج، واليقين، وحبّ النجاة، وطاعة الرحمن، وتعظيم البرهان، واجتناب الشيطان، والإجابة للعبد، وقول الحق. فهذا ما أصاب العاقل بمداومة الخير، فطوبى لمن ذكر إمامه، وذكر قيامه، واعتبر بالفناء.
وأما كراهية الشّر: فيتشعّب منها الوقار، والصّبر، والنصر، والاستقامة على المنهاج، والمداومة على الرّشاد، والإيمان بالله، والتوفر، والإخلاص، وترك ما لا يعنيه، والمحافظة على ما ينفعه. فهذا ما أصاب العاقل بالكراهية للشر، فطوبى لمن قام بحقّ الله، وتمسّك بعرى سبيل الله.
وأمّا طاعة الناصح: فيتشعّب منها الزيادة في العقل، وكمال اللّب
ومحمدة العواقب، والنجاة من اللّوم، والقبول، والمودة، والإسراج والإنصاف، والتقدّم في الأمور، والقوة على طاعة الله، فطوبى لمن سلم من مصارع الهوى. فهذه الخصال كلّها تتشعّب من العقل.
فلمّا بيّن رسول الله صل الله عليه وآله محاسن العقل
قال: يا رسول الله ما علامة الجاهل؟
فقال
إن صحبته عنّاك، وإن اعتزلته شتمك، وإن أعطاك منّ عليك، وإن أعطيته كفرك، وإن أسررت إليه خانك، وإن أسرّ إليك اتّهمك، وإن استغنى بطر وكان فظّاً غليظاً، وإن افتقر جحد نعمة الله ولم يتحرّج، وإن فرح أسرف وطغى، وإن حزن أيس، وإن ضحك فهق، وإن بكى فإنّه يقع في الأبرار، ولا يحبّ الله، ولا يراقبه، ولا يستحي من الله، ولا يذكره، إن أرضيته مدحك وقال فيك من الحسنة ما ليس فيك، وإن سخط عليك ذهبت مدحته، ووقّع فيك من السوء ما ليس فيك، فهذا مجرى الجاهل.
فلمّا بيّن رسول الله صل الله عليه وآله علامة الجاهل
قال شمعون
يا رسول الله! وما علامة الإسلام؟
فقال:
علامة الإسلام: الإيمان، والعلم، والعمل.
فقال شمعون: وما علامات هذه الثلاثة؟ فقال
علامة الإيمان أربع: الإقرار بوحدانية الله، والإيمان بكتب الله
والإيمان بأنبياء الله[والإيمان بدين الله].
وعلامة العلم أربع
العلم بالله والعلم بمحبّة الله والعلم بأمانة الله
وحفظه حتى وقت أدائه.
وعلامة العمل أربع: الصّلاة، والصّيام، والزكاة، والإخلاص.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
توقيع ياعلي مدد
ياعلي مدد
ايا زهراء كيف لُطمتِ وخدّك مقبلُ الرسول
وكيف بالسياط ألموك وأنت بضعة الرسول
وكيف يا زهراء يعصروك وصدرك مشكى الرسول
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
[quote=ياعلي مدد;60264]
بسم الله الرحمن الرحيم
وقد عرفوا العلماء أيضاً العقل بأنه: (غريزة في القلب يلزمها العلم بالضرويات مع سلامة الآلات)
راجع: كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد العلامة الحلي (تحقيق الآملي) ص 339 و(تحقيق الزنجاني) ص 251 ونخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي لمحمد بن سليمان الحلبي ص 90.