27/03/2010
طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية المعنية بحقوق الانسان, السلطات الليبية بالكشف عن مصير مفقودين على اراضيها. واعتبرت المنظمة في بيان انه يتعين على الحكومة الليبية الكشف عن مصير الامام السيد موسى الصدر الذي اختفى في ليبيا قبل حوالي ثلاثة عقود. كما دعتها الى الكشف عن مصير اثنين من المواطنين الليبيين بعد عودتهما الى ليبيا من مصر قبل عشرين عاما.
هذا بدأت اليوم في مدينة سرت الليبية أعمال القمة العربية العادية بدورتها الثانية والعشرين .
وستناقش القمة جملة من القضايا يتصدرها مشروع قرار" للتحرك العربي لإنقاذ مدينة القدس، وللتأكيد على أن جميع الإجراءات والممارسات الإسرائيلية من أجل تغيير معالم مدينة القدس المحتلة ووضعها الجغرافي والبشري والتاريخي بما في ذلك مصادرة الأراضي والممتلكات وتهجير السكان هي إجراءات باطلة ولاغية وفق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
زيادة الدعم لصندوقي الأقصى والقدس إلى 500 مليون دولار
ويدعو مشروع القرار الذي تقدمت به سورية وبدعم من وفد فلسطين، إلى زيادة الدعم المادي لصندوقي الأقصى والقدس إلى 500 مليون دولار لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتثبيته على أرضه وتمكينه من إفشال المخططات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة في القدس المحتلة .
ملاحقة قضائية
وطالبت مشاريع القرارات التي رفعها وزراء الخارجية العرب للقمة، برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وفتح المعابر وتحميل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية القانونية والمادية عما ارتكبته من جرائم حرب وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني خلال عدوانها على قطاع غزة والاستمرار في ملاحقة الكيان الإسرائيلي والمسؤولين الإسرائيليين قضائياً على تلك الجرائم ومحاسبتهم وإحالتهم إلى المحاكم الدولية .
مصالحة وطنية
كما تؤكد المشاريع أن المصالحة الوطنية الفلسطينية تشكل الضمانة الحقيقية لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تعتبر أهم المرتكزات للحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والحفاظ على وحدة أراضيه وتدعو إلى تحقيق المصالحة بشكل فوري .
ادارة الخلافات العربية العربية
كما رفع وزراء الخارجية إلى القمة مشروع قرار المبادرة السورية لوضع آلية لإدارة الخلافات العربية العربية.
ويرحب مشروع القرار بالأفكار المطروحة في المبادرة التي حددت جملة من المبادئ من بينها الالتزام بإبقاء الخلافات العربية داخل العائلة العربية وصولاً إلى إمكان حلها وعدم اللجوء إلى تقليص أو تجميد العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة وكذلك تعزيز روح الالتزام بميثاق جامعة الدول العربية فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وتكريس لغة الحوار في العلاقات العربية العربية مهما بلغت درجة الاختلافات وجعلها نهجا ووسيلة للوصول إلى التوافق.
كما تضمنت المبادرة آلية مقترحة لضمان نجاح المبادرات العربية المعنية بادارة الخلافات العربية العربية .
الجولان المحتل
ويشمل جدول الأعمال مشروع قرار يتعلق بالجولان السوري المحتل تؤكد فيه الدول العربية دعمها ومساندتها لمطلب سورية وحقها العادل في استعادة كامل الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران 1967 استناداً إلى أسس عملية "السلام" وقرارات الشرعية الدولية .
ويدين المشروع الممارسات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل ويعرب عن دعم الدول العربية لصمود المواطنين العرب في الجولان السوري المحتل والوقوف إلى جانبهم في تصديهم للاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية ودعم إصرارهم على التمسك بأرضهم وهويتهم العربية السورية كما يدين سلطات الاحتلال الإسرائيلي وما تقوم به من انتهاكات صارخة لجميع حقوق المواطنين السوريين الواقعين تحت الاحتلال وعمليات تشريد آلاف السكان وسلب أراضيهم .
ويطالب المشروع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان بضمان احترام الكيان الإسرائيلي لاتفاقية جنيف الرابعة والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعمل على تسهيل قيام سكان الجولان العربي السوري المحتل بزيارة أهلهم وأقاربهم في الوطن الأم سورية باشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر .
كما يؤكد مشروع القرار تمسك الدول العربية بقرارات الشرعية الدولية التي تقضي بعدم الاعتراف بأي أوضاع تنجم عن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة باعتباره إجراء غير مشروع واعتبار إقامة المستوطنات واستقدام مستوطنين إليها يشكل خرقاً خطيراً لاتفاقيات جنيف وجريمة حرب وفقاً لهذه الاتفاقيات وانتهاكاً لأسس عملية السلام .
العقوبات على سوريا
ورفع وزراء الخارجية أيضاً مشروع قرار حول رفض العقوبات الأمريكية احادية الجانب المفروضة على سورية واعتبار ما يسمى "قانون محاسبة سورية" تجاوزاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وميثاق جامعة الدول العربية وتغليباً للقوانين الأمريكية على القانون الدولي داعياً الإدارة الأمريكية الحالية إلى إعادة النظر بهذا القانون وإلغائه .
ومن المتوقع أن يتضمن "إعلان سرت" الذي سيصدره القادة العرب في ختام قمتهم إدانة للانتهاكات الخطيرة التي يمارسها الكيان الإسرائيلس واعتدءاته المستمرة على الدول العربية كما يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على الموقع العسكري الذي كان قيد الإنشاء في دير الزور يمثل انتهاكاً لسيادة سورية استخدم فيه الكيان الإسرائيلي ذرائع مفبركة ومزورة وأن يدعو المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الاعتداءات واتخاذ إجراءات حازمة لمنع تكرارها .
الاسلحة النووية
ويشمل جدول الأعمال أيضاً مشروع قرار حول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وصياغة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية تجاه تحقيق هذا الهدف ويدعو إلى إخضاع كافة المنشآت النووية والبرامج النووية في الشرق الأوسط للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية .
كما تشمل البنود المرفوعة إلى القادة العرب مشروعي قرارين يتعلقان بتنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في الدول العربية وتنمية استخدامات الطاقة البديلة والمتجددة .
النهوض باللغة العربية
كما رفعت إلى القمة مشاريع قرارات تتعلق بالنهوض باللغة العربية وإعلان البرلمان العربي الدائم وتطورات القضية الفلسطينية وتفعيل العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتضامن مع لبنان ودعمه ومبادرة السلام العربية وتطورات الوضع في العراق ورفض قرار الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير ودعم السلام والتنمية والوحدة في جنوب السودان إضافة إلى دعم جمهورية الصومال وجزر القمر وقضية الارهاب الدولي ومبادرة سنة 2010 سنة دولية للشباب واقتراح عقد قمة ثقافية وكذلك العلاقات العربية مع التجمعات الدولية والإقليمية كالتعاون العربي الإفريقي والعربي التركي والعربي الروسي والعربي الآسيوي والتعاون العربي مع دول أمريكا اللاتينية والتعاون العربي الأوروبي .
قضية السيد موسى الصدر
بالاضافة الى هذه المشاريع والمواضيع طرح لبنان مناقشة قضية تغييب الامام السيد موسى الصدر على القمة العربية المنعقدة في ليبيا, وخفض لبنان مستوى مشاركته في القمة الى ادنى المستويات احتجاجاً على تغييب النظام الليبي للامام الصدر ورفض طرح قضيته على جدول اعمال القمة.
انطلاق القمة
هذا وانطلقت اليوم السبت اعمال القمة "قمة دعم صمود القدس" بمشاركة 14 قائدا عربيا وغياب ثمانية. وقال أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل أن يسلم العقيد الليبي معمر القذافي رئاسة الدورة الجديدة للقمة العربية "أن العمل العربي يواجه أزمة حقيقة، وهذا ما كنا ندركه من متابعة التطورات الراهنة، وما أكدته الشواهد خلال رئاسة قطر الدورة الماضية للقمة العربية".
واقترح أمير دولة قطر انشاء لجنة عليا للاتصال بين القادة العرب، قائلا "وضعنا تحت اشراف رئيس القمة مقترحا بتشكيل لجنة عربية عليا للاتصال بين القادة ، ونأمل ان نتخذ قرارا بشأنها".
واختتم الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كلمته بالتساؤل "هل تحتاج منا القدس والأقصى فقط قرارات الإدانة؟، وهل تقتنع شعوبنا بأن هذا فقط ما يمكنا أن نفعله؟، اما علينا الانتظار فقط لأي قرار تصدره الرباعية الدولية بشأن فلسطين؟، هل نحن عاجزين عن رفع الحصار المفروض على غزة؟".
المشاركة
ويشارك في القمة، إضافة إلى العقيد الليبي معمر القذافي الذي يستصيف لاول مرة لقاء عربياً على هذا المستوى، 12 من القادة العرب هم رؤساء الجزائر والسودان وسوريا وموريتانيا واليمن والصومال وجيبوتي وجزر القمر إضافة إلى أميري قطر والكويت والعاهل الاردني ورئيس السلطة الفلسطينية.
ويغيب عن القمة خصوصاً العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، الذي توترت العلاقات بينه وبين العقيد القذافي منذ سنوات. وسيمثل السعودية في القمة وزير الخارجية سعود الفيصل.
كما أنَّ الرئيس المصري حسني مبارك لن يشارك في القمة لأسباب صحية، بينما أمتنع الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن الحضور بسبب قضية إختفاء الامام موسى الصدر عام 1978.
ويحضر الجلسة الافتتاحية، التي تعقد في "قاعة واغادوغو" في سرت، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني.
القمة بدأت.. هيومان رايتس ووتش تطالب السلطات الليبية بالكشف عن مصير الامام الصدر
