ولم تمض أيام حتى كان إبنه الشاب يدرب أحد هذه الخيول البرية فسقط من فوقه وكسرت ساقه، وجاؤوا للشيخ يواسونه في هذا الحظ السيء فأجابهم بلا هلع...
ـ وما أدراكم أنه حظ سيء؟
وبعد أسابيع قليلة أعلنت الحرب وجند شباب القرية وأعفت إبن الشيخ من القتال لكسر ساقه فمات في الحرب شبابٌ كثر..
وهكذا ظل الحظ العاثر يمهد لحظ سعيد، والحظ السعيد يمهد لحظ سيء إلى ما لا نهاية
في القصة وليست في القصة فقط
بل وفي الحياة لحد بعيد
*******
أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجهة اليقين إن كان فواته شراً خالصاًأم خيراً خفياً أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر،
ولا يغالون أيضاًفى الابتهاج لنفس السبب
ويشكرون الله دائماً على كل ما أعطاهم ويفرحون بإعتدال ويحزنون على مافاتهم بصبروتجمل لا يفرح الإنسان لمجرد أن حظه سعيد فقد تكون السعادة طريقًا للشقاء.. والعكس بالعكس
إن السعيد هو الشخص القادر على تطبيق مفهوم
الرضىبالقضاء والقدر.. ويتقبل الأقدار بمرونة
وإيمان هؤلاء هم السعداء حقاً
وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم
Bassem