|
مشرف سابق
|
|
|
|
الدولة : دمشق جوار السيدة زينب عليها السلام
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
قصص عن بهلول0000000000000
بتاريخ : 14-Apr-2010 الساعة : 01:15 AM
![](http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif)
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
من هو بهلول؟..
كان الخليفة العباسي (هارون الرشيد) حريصًا كل الحرص على الملك العضوض، بحيث كان يتخذ الذرائع في القضاء على مخالفيه، وإزاحتهم عن الطريق مهما كلف الأمر.. وكان محبوب قلب المؤمنين آنذاك، الإمام موسى الكاظم (ع) على رأس هؤلاء المخالفين.. حيث كان يشكل خطرا كبيرا على هارون الرشيد، حاول الرشيد جاهدا في كسب تأييد علماء المسلمين المبرزين، وإقناعهم بالإفتاء بخروج موسى الكاظم (ع) ومروقه عن الدين.. وبذلك يمهد أرضية المواجهة مع الإمام (ع).
ولما كان البهلول من علماء ذلك الوقت، أراد هارون الرشيد إجباره على التوقيع في ورقة أصدر فيها أمرا بقتل الإمام الكاظم (ع).. ذهب بهلول إلى الإمام (ع) وأخبره بذلك، وطلب منه أن يهديه سبيلاً للخلاص من هذه الورطة، فأمره الإمام (ع) أن يتظاهر بالجنون، ليكون في أمان من سطوة هارون.
تظاهر بهلول بالجنون، وكان بهذه الذريعة، يهزأ ويطعن بالنظام الحاكم بلسان الكناية، والمزاح!..
اسم بهلول * هذا الرجل العظيم * وهب بن عمرو.. والبهلول اسم يجمع خصاله الحسنة التي كان يتصف بها، فقد كان جميلاً وفكهًا.. كان البهلول يتصف بصفتين :
الأولى : موقعه العلمي والاجتماعي.. الثانية : قرابته من هارون الرشيد.. وهاتان الخصلتان كانتا السبب في عدم تورعه من هارون الرشيد وعماله، حتى أنه كان يدخل عليه في أي وقت يشاء، ويتكلم بما يريد!.. فكان مصداقا للقول : (المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه).
فلنسايره في طريقه، ولنستمع لحلو كلامه، لنزيح به عن أبداننا الأتعاب، ونهون علينا بقصصه الصعاب.
القصة الأولى لأعقل المجانين بهلول!..
القصة الأولى * بهلول ينصح الرشيد *
قيل لبهلول، وهو على قصبته : أجب هارون الرشيد!.. فجاء على قصبة إلى أن بلغ إليه، فسلم عليه الرشيد فأجابه.
قال الرشيد : كنت مشتاقا إليك؟..
بهلول : لكني لم اسم إليك.
قال : عظني يا بهلول.
قال : وبما أعظك، هذه قصورهم، وهذه قبورهم!..
قال : زدني فقد أحسنت.
قال : أيما رجل أتاه الله مالا وجمالا وسلطانا، فأنفق له ماله، وعف جماله، وعدل في سلطانه ؛ كتب في خالص ديوان الله - تعالى - من الأبرار.
قال الرشيد : أحسنت، أحسنت يا بهلول!.. كيف أنت مع الجائزة؟..
قال : اردد الجائزة على من أخذتها منه، فلا حاجة لي فيها.
قال له : يا بهلول!.. فإن يك عليك دين ؛ قضينا.
قال : يا أمير، هؤلاء أهل العلم بالكوفة، أجمعت آرائهم على أن قضاء الدين بالدين لا يجوز.
قال : يا بهلول، فنجري عليك بما يقوتك ويقيمك.
فرفع بهلول طرفه إلى السماء وقال : يا أمير، أنا وأنت من عيال الله.. محال ان يذكرك وينساني.
فأسبل هارون السجاف ومضى.. قيل : وأنشأ بهلول يقول :
توكلت على الله وما أرجو سوى الله
وما الرزق من الناس بل الرزق من الله
*******************************
القصة الثانية * العمل لوجه الله *
مر البهلول يوماً بمسجدٍ - لم يتم بناء ه بعد - في محلة من محال بغداد، ليطلع على بنائه، فلما رأى المسجد لم يكترث بشكل بنائه، وزخرفة جدرانه، وسقفه وقبته، وكأنه يخبيء شيئاً في نفسه.. ثم إنه نظر من خارج المسجد إلى لوحة خشبية كبيرة معلقة على جدار المسجد مكتوب عليها : مسجد السيد جمال.
والشيخ جمال هذا، رجل يحب الشهرة، ويحب أن يطلع الناس على أفعال البر التي كان يقوم بها.. وكان البهلول يعرف ذلك تماماً.. غرق بهلول في تفكيره بالمسجد ولوحته، وإذا به قد أحس بثقل يدٍ على كتفه.. فلما التفت رأى الشيخ جمال وهو مبتسم، وقد حدق النظر إليه ابتدره بهلول قائلاً (السلام عليكم).
قال البهلول : " إنه مسجد كبير، وحسن البناء ".
خطا الشيخ جمال إلى الأمام، وساير بهلولاً، ثم قال : (أسأل الله القبول).
قال بهلول - وكأن شيئاً قد لفت نظره -: أريد أن أسألك عن شيء، لا أدري أسألك عن ذلك أم لا؟..
قال الشيخ : " لا بأس عليك، سل فإني أرج أن أملك لسؤالك جواباً مقنعاً ".
حرك بهلول رأسه وقال : " طبعاً أنه كذلك "، إلا أنه بعد ذلك مكث قليلاً ثم قال :" لمن بنيت هذا المسجد "؟..
لم يكن الشيخ يتوقع مثل هذا السؤال، ومكث يفكر قليلاً فخطر على ذهنه، أن بهلولاً رجل مجنون، ولا ينبغي العجب من المجنون، أن يسأل مثل هذا السؤال، فأجابه قائلاً : " وهل يكون بناء المسجد لغير الله "؟!..
قال البهلول : نعم، نعم الأمر كما تقول، لن يترك الله عملك بلا أجر، إنه لن ينسى أجر ذلك أبدا.
لم يتكلم الشيخ جمال بعد ذلك شيئا ؛ لأنه لم يفهم ماذا يريد البهلول منه بالضبط.. لذا أخد يخطو خطوات متواصلة، حتى ابتعد عن بهلول.. وفي صباح الغد علا صوت الشيخ جمال بالصيح أمام المسجد الذي بناه، بحيث يسمعه كل من يمر بالمسجد، وهو يقول : " أيها الناس، اشهدوا على ماقام به بهلول أنه يدعي تملك هذا المسجد............... أيها الناس..........
وكان الحق في ذلك مع الشيخ جمال، فإن اللوحة كان مكتوب عليها : " مسجد بهلول " لذا أصاب الشيخ جمال الدوار في رأسه من شدة الصدمة، وبح صوته من كثر الصياح، ذلك أنه لم يخطر على باله يوماً مثل بهلول، يأتي يوماً ويكتب اسمه على لوحة المسجد الذي بناه الشيخ.. فكيف تجرأ بهلول على مثل هذا العمل؟..
لكن مع ذلك، فقد كان الشيخ يخبئ لهيب غضبه، ويهدئ نفسه بما يخطر على باله، بأن بهلولاً رجل مجنون، لكن سرعان ما يجيب به نفسه، فيقول : إن للجنون حداً أليس يعلم الناس من بنى المسجد، فقد سمعنا بكل ما يــــصدر عـــن المجانين، إلا مثل هذه الأعمال، آه!.. إنه يريد أن يكون المسجد باسمه، لكني سوف أعطيه درساً لن ينساه، لن يجرؤ بعده على مثل ذلك أبدا!.. سوف أريق ماء وجهه أمام الناس.
اجتمع عمال بناء المسجد حول الشيخ جمال، ليستمعوا لما يقول.. وإذا به صاح فجأة بصوت عالٍ وغضب : هلموا بنا لنبحث عن بهلول، كي نعطيه درسا، لا يتجاسر بعده على حقوق الآخرين.
ذهب هو مسرعاً وتبعه بعض عمال البناء، الذين كانوا يتحينون الفرص للهروب من العمل، قائلين للشيخ : نحن معك يا شيخ للبحث عن بهلول.
توجه كل منهم إلى جهه، فلم يستغرق البحث عن بهلول أكثر من ساعة حتى عثروا عليه، فجاؤوا به إلى المسجد، وكان يسبقهم في ذلك الشيخ جمال الذي استولى عليه الغضب، فلما واجه الشيخ جمال بهلولاً وجهاً لوجه - وقد كادت عيناه تخرج من الحدقتين - صاح بصوتٍ عالٍ : أيها المجنون، ماحملك على مافعلت؟..
نظر بهلول إلى من حوله، وقال بسكينة : ومافعلت؟..
حدق الشيخ جمال بوجه بهلول، وقال : إنك لن تجرأ على الاعتراف بذنبك أمام الملأ، أليس كذلك؟..
أجابه بهلول : وهل أذنبت؟.. وماهو ذنبي؟..
تضاحك الشيخ جمال، والغضب قد استولى عليه، فأشار بيده إلى لوحة المسجد، وقال : وهل يجرؤ غيرك أن يكتب اسمه على لوحة مسجد بناه غيره؟..
ألقى بهلول ببصره إلى لوحة المسجد، ثم صرف نظره وكأنه لم ير شيئاً ذا بال، وقال بهدوء : إن كنت تريد بذلك هذا - وأشار إلى اللوحة - فأني فعلت.
أخذ غضب الشيخ يزداد لحظة بعد أخرى حتى صاح ببهلول : هل أنت بنيت المسجد لتكتب اسمك عليه؟..
رفع بهلول رأسه - مرة أخرى - إلى لوحة المسجد وأجـــــــــاب : إني لم ابن المسجد، لكنني كتبت اسمي عليه.
أمسك الشيخ جمال بهلولاً من تلابيبه والتفت إلى الحاضرين، وقال : انظروا، إنه يعترف بذنبه، إنه أعترف!..
ارتفع صوت الحاضرين بالكلام، فكل منهم تراه يقول شيئاً، لكن بهلولاً لم يرعوي لكلامهم، وأشار إليهم بيده : أن سكتوا!.. فسكتوا، وسكت الشيخ جمال، وتجددت لبهلول الجرأة على رد الشيخ وقال : أيها الشيخ، أسألك عن شيء أحب أن تصدقني فيه.
قال الشيخ : ولماذا الكذب؟..
قال بهلول : بالأمس التقيت بك في هذا المكان، وتكلمنا قليلاً، ثم سألتك : لمن بنيت هذا المسجد؟..
قلت : أريد به وجه الله.
تبسم بهلول وقال بصوتٍ عالٍ : تقول : لله!.. فهل الله يعلم بأنك أردت وجهه أم لا؟..
أجابه الشيخ بغضب : مع أني لا أريد إطالة الكلام معك، أقول : نعم، إن الله يعلم بذلك، كي لاتكون لك الحجة علي عند القاضي.
سكت بهلول هنيئة ليلفت بذلك اللأنظار إليه، ثم قال : أيها الشيخ، إن كنت قد بنيت هذا المسجد لله، فلا يضر عليك أن يكون باسمك أم بأسم غيرك.. لكن اعلم أنك قد أردت بذلك وجه غير الله، نعم أردت بذلك الشهرة، فقد أحبطت بذلك أجرك.
لقد ألجم بهلول الشيخ بذلك فأسكته، واستحسن الحاضرون جواب بهلول، ولم يتكلم أحد بعده بشيء.
قال البهلول - وهو يمشي مشياً تقاربت خطاه - للشيخ جمال : أريد أن أرفع اللوحة التي تحمل اسمي من على المسجد.
أراد الشيخ أن يقول شيئاً، لكن الكلمات تلكأت على شفتيه فسكت.
خطا البهلول خطوات نحو اللوحة، لكنه رجع والتفت إلى الحاضرين قائلاً : أردت بذلك الكشف عن حقيقة : وهي أن تعلموا أن العمل إن كان لوجه الله - تعالى - فلا يضركم ما يكون رأي الناس فيه، مادام الله هو المطلع على حقائق الأمور.. ثم انصرف ليرفع اللوحة التي كتبها باسمه.
********************************
منقول
|
|
|
|
|