[موالية صاحب البيعة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد الهجوم الصهيوني على اسطول الحرية ... القاتل يحقق بجريمته ويشكل لجنة‏

14/06/2010
الايام تضع بين ايدينا من جديد نموذجاً فريداً من الخبث السياسي الصهيوني الذي لم يعد يخفى على احد ..... وها هو العالم يشهد على ان القاتل المجرم هو من يتولى التحقيق في جريمته ..
انها لحقاً سابقة خطيرة تضرب كل معايير المنطق عرض الحائط وها هي "اسرائيل" تشكل لجنة للتحقيق في الاعتداء الدامي على اسطول الحرية الذي كان يهدف الى كسر الحصار الجائر على قطاع غزة ....

ماجد عزام للمنار :لجنة التحقيق الاسرائيلية بدعة للتخفيف من اضرار تداعيات الهجوم الدامي على اسطول الحرية ....

رأى مدير مركز الشرق المتوسط للصحافة والاعلام الاستاذ ماجد عزام ان "اسرائيل" تقوم بتخفيف الاضرار (تبعات الاعتداء على اسطول الحرية) رغم الانهيار التي تشهده مؤسساتها الامنية والعسكرية وحتى على مستوى الزعامات .

واشار عزام خلال مقابلة خاصة لموقع المنار ان "اسرائيل" لم تقبل يوماً منذ اعلان دولتها المزعومة تشكيل لجنة تحقيق ذات طابع سياسي ولكن هذه المرة وجدت نفسها مضطرة لفعل ذلك, بعدما زاد الضغط الدولي عليها وانكشفت افعالها الاجرامية للعالم باسره .

وبالنسبة للجنة المشكلة، اشار عزام ان اسرائيل كانت تنوي ان تشكل لجنة من اكاديميين قانونيين لبحث قانونية اقتحام سفينة مرمرة التركية, ومن حيث ان الاعتداء جرى في المياه الاقليمية ولكن تشكلت اللجنة على اساس امني سياسي بالنهاية. وبهذا تكون اسرائيل قد قامت بعملية التفاف للتخفيف من اضرارها المباشرة.

لماذا الدعم الامريكي الكندي؟

واعتبر الباحث عزام ان امريكا هذه المرة رأت نفسها مضطرة لايجاد حلول وسط وباتت محرجة امام الرأي العام العالمي, وبالنسبة للطلب الامريكي بتشكيل هذه اللجنة فهو دائماً (بحسب عزام) في اطار التخفيف من الاضرار الاسرائيلية واتخاذ مواقف وسطية هي اقرب الى الموقف الداعم للاسرائيليين. اما بالنسبة لكندا, بلد احد المراقبين الدوليين في هذه اللجنة فهي تتمتع بعلاقات طيبة مع اللوبي الصهيوين ومع اسرائيل, كما هو الحال ايضاً بالنسبة للمراقب الايرلندي الشمالي.

ما هي حاجة اسرائيل الى موقف كل من اسبانيا ورئيس الوزراء البريطاني, والمستشارة الالمانية ميركيل وطوني بلير ؟...

هذا واعتبر مدير مركز الشرق المتوسط للصحافة والاعلام ان اسرائيل بحاجة الى المواقف الداعمة وخاصة من الدول التي تصنف من الدول الاولى في العالم لكي تبرهن للمجتمع الدولي ان اسرائيل مدعومة من تلك الدول مقابل من يعتبرهم الدول الكبرى دول ظلامية ودول العالم الثالث, مؤكداً ان اسرائيل قامت بحملة لكسب رأي هؤلاء الاطراف بالتحديد لأنها هذه المرة تواجه خصماَ صعباً وهو تركيا التي لن تسكت عن حقها ولن تتراجع عن مطالبها الثلاثة الاساسية وهي : الاعتذار, والتعويض على عائلات الشهداء والجرحى، وعلى تشكيل لجنة دولية. واشار عزام ان اسرائيل ستسعى الى كسب ود العديد من الدول ومن بينها روسيا والاتحاد الاوروبي لتطويق تركيا، ولتخفيف الاضرار الاسرائيلية بعد ان انكشفت جرائمها للرأى العام العالمي.

هذا واكد عزام ان مرحلة السقوط الاسرائيلي قد بدأت بعد توالي الضربات وبعد ان اصبح عاجزاً عن اخفاء جرائمه بعد ملل المجتمع الدولي من التستر على افعالهم الشنيعة غير الانسانية, مضيفاً ان مرحلة الافتلات من العقوبات قد ولت ومرحلة جديدة قد بدأت اقله على المستوى الاعلامي والشعبي الذي يمهد الى المحاسبة الرسمية والتي بدأت بالفعل. ومن الامثلة على المحاسبة الرسمية هي محكمة العدل الدولية التي دانت الجدار الفاصل, وتقرير غولدستون, والتحقيق في اغتيال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية صلاح شحادة.

هل تقبل تركيا بالتحقيق الاسرائيلي؟

وقد شدد الاستاذ عزام ان تركيا لن تتخلى عن موقفها ابداً وتعتبر اللجنة الاسرائيلية غير قانونية اصلاً، لافتاً ان العلاقة بين اسرائيل وتركيا ستتغير في طبيعتها ولكن لن تصل الى حد القطيعة.

واضاف ان الاعتداء على اسطول الحرية اثر بشكل كبير على العلاقات التركية الاسرائيلية, مشيراً انه من المستحيل ان تعود علاقة البلدين كما كانت في السابق.

تركيا: من هاجم السفن غير مؤهل لاجراء تحقيق ...

وقد رفضت تركيا اعلان تشكيل لجنة تقصي حقائق "اسرائيلية" واعتبرتها غير مؤهلة لاجراء تحقيق نزيه في احداث اسطول سفن الحرية وطالبت بلجنة تحقيق تحت اشراف الامم المتحدة.

واعتبر وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ان من اقدم على التعرض لمواطنين ابرياء في المياه الدولية واطلق عليهم النار لايستطيع القيام بتحقيق نزيه, مضيفاً "نحن لا يوجد لدينا ثقة في اسرائيل ولا في لجان التحقيق التي تشكلها ولا بديل عن لجنة تحقيق دولية باشراف الامم المتحدة وتحت مسؤوليتها المباشرة".

تشكيلة اللجنة ...
يذكر أن اللجنة التي اعلن مكتب رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عن تشكيلها ضمت ثلاثة "اسرائيلين حيث تضم ضابطاً متقاعداً كذلك برفيسور في ما يسمى "القضاء الاسرائيلي" بالاضافة الى ضابط متقاعد كندي ورئيس حكومة ايرلندا الشمالية السابق، والتي ستقوم بفحص الاحداث التي جرت اثناء الاستيلاء على سفن اسطول الحرية.

وقد ذكرت إذاعة العدو العامة أن رئيس هيئة الاركان العامة في جيش الاحتلال الجنرال غابي اشكنازي وبالتنسيق مع وزير الحرب ايهود باراك شكل لجنة تحقيق في العملية العسكرية الاسرائيلية للسيطرة على سفن اسطول الحرية. واضافت ان اشكنازي قرر تعيين الميجر جنرال احتياط غيورا ايلاند ليترأس طاقم خبراء يكلف باستخلاص العبر من عملية السيطرة على قافلة السفن الدولية، موضحة ان هذا الطاقم سيستعين بالتحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش الاسرائيلي منذ بضعة ايام في احداث قافلة السفن كما انه سيدرس عدة مواضيع اخرى.

وذكرت الاذاعة ان الطاقم سيقدم استنتاجاته حتى الرابع من شهر تموز / يوليو المقبل الى رئيس الاركان، مشيرة الى ان من بين اعضاء هذا الطاقم البريغادير احتياط افيف كوحافي الذي سبق أن شغل منصب رئيس شعبة العمليات في هيئة الاركان العامة والبريغادير يوفال حلميش كبير ضباط هيئة الاستخبارات العسكرية الصهيونية سابقا.

وأوضح الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أن "هذه اللجنة التي شكلها اشكنازي تختلف عن لجنة الحكومة الإسرائيلية". وأضافت أن اللجنة ستقوم بالاستماع إلى كبار الضباط في الجيش "الإسرائيلي" الذين لم يكن لهم أي علاقة بالعملية العسكرية بهدف دراسة داخلية لعمل الجيش واستخلاص العبر من هذا الحادث.

ولفتت إلى أن هذا يعني أن اللجنة لن تقوم بالتحقيق مع ضباط كانوا مسؤولين بشكل مباشر عن العملية العسكرية ولا مع الجنود الذين نفذوا واستولوا على السفن، ما أدى الى سقوط تسعة "قتلى" من المتضامنين والعشرات من الجرحى. ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة غيورا ايلاند قوله بعد قبوله هذه المهمة انه "سيقوم باستدعاء قائد الجيش اشكنازي للتحقيق معه في احداث العملية".

واطلق العديد من المسؤولين الاسرائيليين خلال الايام الماضي دعوات بضرورة اجراء تحقيق في احداث الهجوم على سفن «اسطول الحرية» ومصرع تسعة متضامنين اتراك. وزعم الجيش الاسرائيلي عقب هذا الهجوم انه تلقى معلومات خاطئة واستخدم معدات خاطئة وتكيتكات أيضاً خاطئة.

بدعة صهيونية جديدة وتمثيلية رعناء تظهر مدى هشاشة الموقف الصهيوني ومدى الخبث ... بالطبع ومن غير المنطقي ان تدين لجنة صهيونية الكيان الصهيوني الذي لطالما ارتكب ابشع الجرائم بحق الانسانية، حتى ولو قالت قولاً حقاً ... فمن المؤكد انها تقول قول حق يراد به باطل ...

المنار