اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
من أحاديث الإمام موسى ابن جعفر ()
في توحيد الله تعالى ومعرفته
في التوحيد للصدوق (قدس سره) /69،عن الإمام الكاظم عن آبائه، عن الحسين بن علي () قال: « خطب أمير المؤمنين () الناس في مسجد الكوفة ، فقال :
الحمد لله الذي لا من شئ كان ، ولا من شئ كَوَّنَ ما قد كان ، مُسْتَشْهَدٌ بحدوث الأشياء على أزليته ، وبما وسمها به من العجز على قدرته ، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه . لم يخل منه مكان فيدرك بأينية ، ولا له شبه مثال فيوصف بكيفية ، ولم يغب عن علمه شئ فيعلم بحيثية ، مبائن لجميع ما أحدث في الصفات ، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات ، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات ، محرم على بوارع ثاقبات الفطن تحديده ، وعلى عوامق ناقبات الفكر تكييفه، وعلى غوائص سابحات الفطر تصويره ، لا تحويه الأماكن لعظمته ، ولا تذرعه المقادير لجلاله ، ولا تقطعه المقائيس لكبريائه ، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه ، وعن الأفهام أن تستغرقه ، وعن الأذهان أن تمثله ، قد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول ، ونضبت عن الإشارة إليه بالإكتناه بحار العلوم ، ورجعت بالصغر عن السمو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم .
واحدٌ لا من عدد ، ودائمٌ لا بأمد ، وقائمٌ لا بعمد ، ليس بجنسٍ فتعادله الأجناس ، ولا بشبحٍ فتضارعه الأشباح ، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات !
قد ضلت العقول في أمواج تيار إدراكه ، وتحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته ، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته.. الى أن قال () :
وأشهد أن لا إله إلا الله إيماناً بربوبيته ، وخلافاً على من أنكره، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،المقَر في خير مستقر ، المتناسخ من أكارم الأصلاب ومطهرات الأرحام ، المخرج من أكرم المعادن محتداً ، وأفضل المنابت منبتاً ، من أمنع ذروةً ، وأعز أرومةً ، من الشجرة التي صاغ الله منها أنبياءه وانتجب منها أمناءه () ، الطيبة العود ، المعتدلة العمود ، الباسقة الفروع، الناضرة الغصون ، اليانعة الثمار، الكريمة الحشا. في كرم غرست ، وفي حرم أنبتت ، وفيه تشعبت وأثمرت ، وعزت وامتنعت ، فسمت به وشمخت ، حتى أكرمه الله عز وجل بالروح الأمين ، والنور المبين . والكتاب المستبين ، وسخر له البراق وصافحته الملائكة ، وأرعب به الأباليس ، وهدم به الأصنام ، والآلهة المعبودة دونه..».الخ.
«عن يعقوب بن جعفر قال: سمعت أبا إبراهيم موسى بن جعفر () وهو يكلم راهباً من النصارى، فقال له في بعض ما ناظره : إن الله تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يحد بيد أو رجل ، أو حركة أو سكون ، أو يوصف بطول أو قصر أو تبلغه الأوهام ، أو تحيط به صفة العقول ، أنزل مواعظه ووعده ووعيده ، أمرٌ بلا شفة ولا لسان، ولكن كما شاء أن يقول له كن فكان، خبراً كما أراد في اللوح». (التوحيد/75).
«عن محمد بن أبي عمير قال : دخلت على سيدي موسى بن جعفر () فقلت له: يا ابن رسول الله علمني التوحيد فقال: يا أبا أحمد لا تتجاوز في التوحيد ما ذكره الله تعالى ذكره في كتابه فتهلك ، واعلم أن الله تعالى واحد ، أحد ، صمد ، لم يلد فيورث ، ولم يولد فيشارك ، ولم يتخذ صاحبة ولا ولداً ولا شريكاً ، وأنه الحي الذي لا يموت ، والقادر الذي لا يعجز ، والقاهر الذي لا يغلب ، والحليم الذي لا يعجل ، والدائم الذي لا يبيد ، والباقي الذي لا يفنى ، والثابت الذي لا يزول ، والغني الذي لا يفتقر ، والعزيز الذي لا يذل ، والعالم الذي لا يجهل ، والعدل الذي لا يجور ، والجواد الذي لا يبخل ، و إنه لا تقدره العقول ، ولا تقع عليه الأوهام ، ولا تحيط به الأقطار ، ولا يحويه مكان ، ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، وليس كمثله شئ وهو السميع البصير مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَرَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَسَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَمَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا. وهو الأول الذي لا شئ قبله ، والآخر الذي لا شئ بعده ، وهو القديم وما سواه مخلوق محدث، تعالى عن صفات المخلوقين علوا كبيراً ». (التوحيد/76).
«كتبت إلى أبي الحسن () أسأله عن الجسم و الصورة ، فكتب: سبحان من ليس كمثله شئ ولا جسم ولا صورة ». (التوحيد/102).
«كتبت إلى أبي الحسن () في دعاء: الحمد لله منتهى علمه ، فكتب إلي: لا تقولن منتهى علمه ولكن قل منتهى رضاه ». (التوحيد/134).
«عن عبد الأعلى ، عن العبد الصالح موسى بن جعفر () قال: إن الله لا إله إلا هو كان حياً بلا كيف ولا أين ، ولا كان في شئ ، ولا كان على شئ ، ولا ابتدع لمكانه مكاناً، ولا قوي بعد ما كوَّن الأشياء ، ولا يشبهه شئ يكون ، ولا كان خلواً من القدرة على الملك قبل إنشائه ، ولا يكون خلواً من القدرة بعد ذهابه ، كان عز وجل إلهاً حياً بلا حياة حادثة ، ملكاً قبل أن ينشئ شيئاً ومالكاً بعد إنشائه ، وليس لله حد ، ولا يعرف بشئ يشبهه ، ولا يهرم للبقاء ، ولا يصعق لدعوة شئ ، ولخوفه تصعق الأشياء كلها ، وكان الله حياً بلا حياة حادثة ، ولا كون موصوف ، ولا كيف محدود ، ولا أين موقوف، ولا مكان ساكن ، بل حي لنفسه ، ومالك لم يزل له القدرة ، أنشأ ما شاء حين شاء بمشيته و قدرته ، كان أولاً بلا كيف ، ويكون آخراً بلا أين وكل شئ هالك إلا وجهه ، له الخلق والأمر تبارك رب العالمين ».(التوحيد/141).
«عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر () : لأي علة عرج الله بنبيه () وسلم إلى السماء ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ، وخاطبه و ناجاه هناك والله لا يوصف بمكان؟ فقال () : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ، ولا يجري عليه زمان ، ولكنه عز وجل أراد أن يشرف به ملائكته وسكان سماواته ، ويكرمهم بمشاهدته ، ويريه من عجائب عظمته ، ما يخبر به بعد هبوطه ، وليس ذلك على ما يقول المشبهون ، سبحان الله وتعالى عما يشركون ».(التوحيد/175).
«عن محمد بن أبي عمير قال: رأى سفيان الثوري أبا الحسن موسى بن جعفر () وهو غلامٌ يصلي والناس يمرون بين يديه ، فقال له: إن الناس يمرون بك وهم في الطواف، فقال () : الذي أصلي له أقرب إلي من هؤلاء» (التوحيد/179)
« ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك و تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فقال: إن الله تبارك وتعالى لا ينزل ، ولا يحتاج إلى أن ينزل ، إنما منظره في القرب والبعد سواء ، لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج بل يحتاج إليه ، وهو ذو الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم . أما قول الواصفين إنه تبارك وتعالى ينزل فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة ، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به ، فظن بالله الظنون فهلك ، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدوه بنقص أو زيادة أو تحرك أو زوال أو نهوض أو قعود ، فإن الله جل عن صفة الواصفين ونعت الناعتين و توهم المتوهمين ».(التوحيد/183).
«لا يكون شئ في السماوات ولا في الأرض إلا بسبع: بقضاء ، وقدر ، وإرادة ومشيئة ، وكتاب، وأجل وإذن، فمن زعم غير هذا فقد كذب على الله عز وجل..
لا يكون شئ إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، قلت:ما معنى شاء؟قال: ابتداء الفعل، قلت: ما معنى قدر ؟ قال: تقدير الشئ من طوله وعرضه، قلت: ما معنى قضى؟ قال: إذا قضى أمضاه فذلك الذي لا مرد له.. إن لله إرادتين ومشيئتين: إرادة حتم وإرادة عزم ، ينهى وهو يشاء ويأمر وهو لايشاء ، أوَمَا رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك ، ولو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت مشيئتهما مشيئة الله تعالى، وأمر إبراهيم أن يذبح إسحاق ولم يشأ أن يذبحه ، ولو شاء لما غلبت مشيئة إبراهيم مشيئة الله تعالى ».(الكافي:1/150).