[موالية صاحب البيعة]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعامل سطحي من بعض 14 اذار مع كلام السيد، وخرق البث اثار بلبلة اسرائيلية

بدا من التعليقات التي صدرت حتى الآن على كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من قبل بعض شخصيات 14 اذار انها كانت سطحية ولم ترق الى مستوى المقصود من كلام السيد نصر الله، الذي لم يقل اثناء او بعد عرض معطياته انها ادلة قطعية بل تفتح مجالا للشك بضلوع إسرائيل.. فهل كان البعض ينتظر ان يخرج السيد نصر الله ليحدد المنفذين وطريقة الاغتيال؟!

ما سمعه اللبنانيون من تعليقات لبعض شخصيات 14 اذار كان عنوانه التوهين من شأن ما قدمه السيد نصر الله على مدى ساعتين واكثر بحجة انه لم يقدم دليلاً قطعياً حتى ذهب البعض الى المطالبة بالاسماء المتهمة وبطريقة تنفيذ عملية الاغتيال لكي يأخذوا ما قاله السيد نصر الله بالحسبان..على الرغم ان عنوان ما قدمه السيد نصر الله وبحسب تأكيده هو معطيات تفتح الباب للشك بإسرائيل وتوسيع افق التحقيق اذا ما تم الاستناد اليها في اجراء تحقيقات جدية واستدعاءات، خاصة في ظل ما كانت تراقبه طائرات العدو او في ظل اعترافات العملاء او تحركاتهم قبيل العملية.. هذا اذا تجاهلنا ان فريقا لبنانيا بنى كل حركته السياسية خلال الاعوام الماضية واستقطاب الجماهير والتعبئة الشعبية والانتخابية على اتهام سياسي لسوريا دون دليل او حتى معطى بل واستنادا الى شهود زور..

اذاً وبانتظار سماع اراء المسؤولين الرسميين ورئيس الحكومة خاصة ان السيد نصر الله وضع هذه المعطيات بتصرف الحكومة اذا شاءت، فإن ملامح التعاطي مع كلام السيد نصر الله افرزت اتجاها نحو تجاهل كل ما اورده سماحته من سياقات من البديهي ان اي تحقيق يمكن يأخذها بالحسبان بشكل كبير اذا اراد الوصول للحقيقة جدياً.

وقد اشارت صحيفة النهار الى هذه النقطة والتي تدحض تعليقات بعض 14 اذار، على اعتبار ان السيد نصرالله ادرج ما قاله في خانة "القرائن والمعطيات الظنية" لاتهام اسرائيل، مشيرة الى قوله "انا لا ادعي انني اقدم دليلاً قطعياً بل قرائن ومعطيات تفتح آفاقاً جديدة للتحقيق للمرة الاولى مع اسرائيل".

ونقلت عن اوساط مراقبة ان السيد نصرالله قرن مضبطته الاتهامية الاوسع والاشمل حتى الآن لاسرائيل بواقعية سياسية على المستوى القانوني والسياسي، اذ بدا كأنه يقطع الطريق على التشكيك في متانة الاتهام بقوله انه يقدم "قرائن ومعطيات وليس دليلاً قطعياً"، ولكنه في المقابل سعى الى ان يقرن اتهاماته بمادة تحقيقية ومحاضر تستند الى تحقيقات قضائية وأمنية رسمية لبنانية مع العملاء لاسرائيل من جهة، وأشرطة وصوَر ملتقطة للاستطلاع الجوي الاسرائيلي من جهة اخرى.

وتوالت اليوم تعليقات ترفض اعطاء الاهمية لكلام السيد نصر الله، وبعد قول رئيس حزب الكتائب أمين الجميل أن المعطيات التي قدمها السيد نصرالله لا تكفي بحد ذاتها لتكون قرائن دامغة، وقول النائب السابق في تيار المستقبل مصطفى علوش ان كلام السيد نصر الله إنه يجب أن تكون هناك أسماء، وما هي وسيلة الاغتيال، وكيف حصلت العملية، وما إلى هنالك ، اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب رياض رحال ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يقدم خلال المؤتمر الصحافي امس ادلة حسية مقنعة في اتهام اسرائيل في اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري مضيفا انه لم يقدم شيء جديد.

ورأى عضو تكتل "لبنان أولاً" النائب خضر حبيب أن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لم يقدم شيئاً جديداً في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، معتبراً أن "ما سمعناه بالأمس لم يحمل أي إضافات، فأمين عام حزب الله قدم قرائن ومعطيات ليست بالدليل القاطع. وكل ما يمكن إستنتاجه أن السيد نصرالله ضد المحكمة الدولية، يرفض التعامل معها، ويدعو لطلاق لبنان منها".

ورأى عضو تكتل لبنان أولاً نبيل دوفريج أن السيد نصر الله أعطى في مؤتمره الصحفي أمس تحليلا يعتبره منطقيا للوصل الى الحقيقة، معتبراً أن الصور التي بينها ليست مقنعة لأن طائرات الاستطلاع الاسرائيلية صورت كل شارع وكل منطقة في لبنان. وأشار دو فريج الى أن السيد نصر الله قال شخصياً إن كل القيادات السياسية والأمنية والعسكرية يتم تصوريها في لبنان.

منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد اعتبر ان المؤتمر الصحافي كان تقنياً اقتصر على تقديم قرائن وليس أدلة دامغة ولم يقنع أحداً ولم يكن بحجم انتظار اللبنانيين، مشيراً إلى انه كان من الممكن ان يقوم به أي مسؤول تقني في الحزب، مشدداً على أن ما حصل في الأمس خطأ كبير من قبل المسؤولين في حزب الله، وهو لم يقنع أحداً، فكيف سيقنع بلمار بما قدمه؟

المؤتمر الصحفي يثير بلبلة اسرائيلية

وبانتظار ردود اسرائيلية واضحة على كلام السيد نصر الله الذي لا شك انه فاجأ الاسرائيلي في ادراج خرق بث طائرات الاستطلاع وعرض صورها واكد قدرة المقاومة العالية في الرصد والمراقبة، اضافة الى عرض اعترافات العملاء ، فإن الصحف الصهيونية ادرجت بعض ردود الفعل اللبنانية على كلام السيد نصر الله مشيرة في هذا السياق الى اراء 14 اذار التي بدأت بالظهور والتي لم تعط اهمية كبيرة لمعطيات السيد نصر الله.

لكن البارز ان مضمون ما تم عرضه اثناء المؤتمر الصحفي لم يكن مهما فقط لناحية ابراز خرق تقنيات العدو، بل اثار بلبلة متعلقة بالتحقيقات الصهيونية السابقة في فشل عملية انصارية.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى خطاب السيد نصر الله في صفحتها الورقية الأولى. وإضافة إلى سرد التفاصيل التي عرضها نصر الله، نقلت الصحيفة عن رئيس لجنة التحقيق فيما أسمي بـ"كارثة شييطت" نفيه لما ورد في حديث نصر الله بشأن تسرب معلومات من طائرة الاستطلاع الإسرائيلية.

وقال رئيس لجنة التحقيق العسكرية في حينه، غابي أوفير، إنه حقق في المسألة مدة 3 شهور، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن عناصر حزب الله نصبوا الكمين في المكان بالصدفة، وأنهم لم يكونوا على علم بعملية وحدة البحرية الإسرائيلية.

كما نقل عنه قوله إنه يستطيع الجزم بأن مقاتلي حزب الله لم ينتظروا وحدة البحرية بناء على معلومات استخبارية مسبقة. وبحسبه فإن عناصر حزب الله كانوا في حالة تأهب في بلدة أنصارية مثلما كانوا في حالة تأهب في مواقع أخرى.

وبحسبه فإن التحقيق في إمكانية "تسرب" معلومات من طائرة الاستطلاع غير واردة، ونفى إمكانية وصول المعلومات إلى حزب الله واستعداد الأخير للعملية بموجب تلك المعلومات.

وفي المقابل، نقلت عن مصادر عسكرية أخرى، ذات صلة بالتحقيقات التي أجراها الجيش، عدم نفيها إمكانية أن يكون التصوير الذي عرضه حزب الله يوم أمس صحيحا. وبحسبهم لا يمكن شطب الفرضية الكامنة في نشر التصوير والذي يشير إلى أن "كارثة شييطت" نبعت أولا من قصور في مجال الاستخبارات.
كما أشارت الصحيفة إلى لجنة تحقيق أخرى في عملية أنصارية برئاسة ضابط الاستخبارات في حينه غادي زوهر، والتي توصلت إلى نتيجة مفادها أن هناك شبهات بأن قسما من المعلومات التي قامت الطائرة بدون طيار ببثها قد تم التقاطه من قبل "جهات معادية".

وفي سياق ذي صلة، أشارت الصحيفة إلى أن أبناء عائلات قتلى الوحدة البحرية الإسرائيلية قد أصغوا إلى أقوال نصر الله، يوم أمس. وبينما نقلت عن بعض أبناء العائلات رفضهم تصديق رواية نصر الله، فقد أشارت الصحيفة في المقابل إلى قول والد الجندي غال رودوفسكي الذي قتل في أنصارية، حيث قال: "لقد أثبت نصر الله ما كنت أدعيه في اليوم الذي قتل فيه ابني مع باقي أفراد الوحدة.. لقد قتلوا بسبب البث غير المشفر".

وتناولت صحيفة هآرتس الخطاب في صفحتها الرابعة، حيث عرضت بضعة تفاصيل تحدث عنها نصر الله بدون أن تورد أية ردود فعل إسرائيلية.

وأشارت في الصفحة ذاتها تحت عنوان آخر إلى الأسئلة التي لا تزال مفتوحة بشأن ما أسمته "كارثة شييطت 13 (وحدة كوماندوس بحرية إسرائيلية)"، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يقدم حتى اليوم أجوبة واضحة بشأن الهدف الذي توغلت فيها وحدة الكوماندوس البحرية إلى بلدة أنصارية في لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى تقديرات بأن الوحدة البحرية كانت تحمل عبوات ناسفة كان الهدف منها تفجير مركبة تابعة لأحد كبار المسؤولين في حزب الله. كما أشارت إلى تفعيل عبوات ناسفة ضد أفراد هذه الوحدة، ما أدى إلى مقتل 11 منهم وإصابة خمسة آخرين.

كما أشارت الصحيفة إلى أن إطلاق النار من قبل عناصر حزب الله باتجاه الوحدة البحرية الإسرائيلية يشير إلى أنه كانت لدى حزب الله معلومات مسبقة. وفي أعقاب ذلك تشكلت لجان تحقيق، ووصلت إلى نتيجة مفادها أن الحديث عن كمين جرى نصبه في المكان بالصدفة. إلا أن كثيرين في الجيش رفضوا قبول هذه الادعاءات، معتقدين أن هناك قصورا استخباراتيا أو تخطيطيا أدى إلى الكشف عن المخطط. واشارت الى تخمينات بأن المعلومات غير المشفرة التي كانت تبثها طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي هي التي كشفت عن الوحدة البحرية.

من جهتها اكتفت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة بسرد بضعة تفاصيل تحدث عنها السيد نصر الله، إلا أنها اقتبست تعقيب رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل، مشيرة إلى أنه شكك في خطاب نصر الله. ونقلت عنه قوله إن المعطيات التي عرضها نصر الله لا تكفي بحد ذاتها، وإنما هي شهادات ظرفية بسيطة لا يمكن الاعتماد عليها.

كما نقلت عنه قوله إنه "إذا كانت لدى المحكمة الدولية أدلة قاطعة، فيجب التقدم في التحقيق بدون التوقف عند أقوال نصر الله".

المنار