اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أمسية شبابية
عزم على زيارة احد معارفه، بعد كثرة طلباته وإلحاحه في تبادل الزيارات. وهو يتردد في كل مرة، تخوفا من عدم توافق اهتماماتهما وتقارب نفسياتهما. رفيقه هذا يقطن احد أحياء قريته، البعيد نسبيا عن مقر سكناه، وقل أن يطرقه إلا عند الحاجة.
ذهب إليه عندما أرخى الليل سدوله، فهدأت النفوس، وخفتت الأصوات. وأخذ تأثيره القاهر الساحر، يظهر جليا في الوجود. أخذ يفكر فيما هو فاعله، وفي استقباله له، والأحاديث التي ستدور بينهما، وكيفية قتل أوقات الهدوء وانقطاع الحديث؟
لم يطل به المشوار حتى صار على مشارف ذلك الحي. فلاحظ اجتماعا غريبا للناس، وتكتلا عجيبا للسيارات، فاعتقد أنه يوم السوق الشعبية. أخذ يحسب الأيام ويعد الساعات، فتبين له خطأ حدسه. فذلك اليوم لم يكن يوم السوق، ولا السوق تتأخر إلى هذا الوقت البهيم من الليل، بل يغادر تجارها مع بدايات سواده الحالك. وهذه ليست أصوات التجار، وهم يسوقون بضائعهم. ولا هي صياح المتسوقين، يجادلونهم في مشترياتهم. فهي لا تراعي الجوار، ولا تحترم حقوقه. بل توقظ النائم، وتزعجه من سباته. وتحرك الم المريض، وتزيد من مواجعه. هذا ما كان يجول في خاطره خلال تنقله.
لم يستطع التقدم أكثر لكثرة الزحام، ولم يقبل إصابة سيارته بمكروه. فهو يخاف عليها من لمس الهواء ومرور الريح، بعد أن دفع فيها دم قلبه وعرق جبينه. فهي بالنسبة له طفله الذي أنجبه، وابنه الذي رباه واعتنى به. تركها بعيدا بجانب احد البيوت، واخذ يتمشى راجلا باتجاه بيت مضيفه. وكلما توغل في شوارع الحي، كلما وضحت له الرؤية، وتفهم جلية الموقف.
شاهد جمهرة من الشباب تموج جيئة وإيابا، كما يموج البحر عند هيجانه وتلاطم أمواجه. وشاهد عربات الشرطة تطاردهم في محاولة لتفريقهم وإجلائهم، وهم يحاولون الفرار من إمامها، فرار الفراش عندما تطرده الريح من فوق الشجر. وآخرون متخذون من جدران البيوت ومداخل حوانيت الأطعمة والمحلات التجارية، أمكان للجلوس والمشاهدة برفقة أطفالهم، كمشجعي مباراة في أستاذ رياضي.
أخذ يتجنبهم ويبتعد عنهم، مخافة تعرضه لارتطام أو دهس. فسأل احد الفارين من أمامه عن سبب هذا الهيجان، وهذا الهرج والمرج الغريب؟ فأجابه مستغربا غاضبا، كأنما أسد يزمجر للتعدي على حرمة عرينه: يحاول الشباب التنفيس عن ما بدواخلهم بالسرعة العالية وحرق الإطارات، ولكن يمنعون ويعكر عليهم صفو أمسيتهم.
فعاد من حيث أتى متعجبا من هذه الثقافة الغريبة.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف، السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بوركت أخي حسين
وصف جميل ورقيق
توقيع ماهرالصندوق
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** وتوجهي وعن الكرام أئمتي
أنا بالنبي محمد متعلق *** وبشطه أرسيت حمل سفينتي
وأبو تراب مفزعي وهو الوقا *** يوم الحساب إذا نشرت صحيفتي
وبفاطم أرجو الجواز على الصرا*** ط إذا ذنوبي أثرت في مشيتي
وإذا الجنان أبين أن يفتحن لي *** فأبو محمد الزكي وسيلتي
وبسيد الشهداء أرجو رفعة *** في جنة قد أزلفت للشيعة