اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
نعزي مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وجميع علمائنا الأكارم والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
وأعضاء أسرة منتدى الميزان
بذكرى وفاة أم المؤمنين السيد خديجة الكبرى عليا السلام
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، وإنها من الفواطم التسعة وهي فاطمة بنت زائدة بنت الأصم ، وينتهي نسبها إلى عامر بن لوي وهو أحد أجداد رسول الله ( ص ) صلوات الله وسلامه على هذه المرأة الجليلة النبيلة الأصيلة العقيلة الكاملة العاقلة الباذلة العالمة الفاضلة العابدة ، الزاهدة المجاهدة الحازمة ، والحبيبة لله ولرسوله ولوليه المختارة من النساء ، والصفية البيضاء حليلة الرسول وأم البتول ، صفوة النسوة الطاهرات ، وسيدة العفائف المطهرات ، أفضل أمهات المؤمنين وأشرف زوجات رسول الأمين ، وأول من آمنت من النساء واسبقهن بعبادة رب الأرض والسماء ، سيدة النسوان وخاصة الرسول وخلاصة الإيمان ، أصل العز والمجد ، وشجرة الفخر والنجد ، السابقة إلى الإسلام والدين في العاجلة ، والأخرى مولاتنا وسيدتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى وهي أميرة عشيرتها وسيدة قومها ووزيرة صدق لرسول الله ( ص ) ، ولدت قبل عام الفيل بخمسة عشر سنة ، وتوفت في رمضان سنة عشرة من البعثة في يوم العاشر من رمضان بعد وفاة أبي طالب بثلاثة أيام . ومن جملة شؤونها إنها كانت أول امرأة آمنت برسول الله وقد شيد الله دينه بمال خديجة كما قال ( ص ) : ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين : مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب . وروي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية ( فوجدك عائلا فأغنى ) يعني وجدك فقيرا فأغناك بمال خديجة . كان لخديجة مال كثير وحسن وجمال ، ومن جملة مالها من أواني الذهب مائة طشت ، ومن الفضة مثلها ومائة إبريق من ذهب ، ومن العبيد والجواري مئة وستون ، ومن البقر والغنم والإبل والحلي والحلل وغيرها ما شاء الله قيل : كان لها ثمانون ألف من الإبل بل كانت تؤجر وتكري من بلد إلى بلد فبذلت تلك الأموال والجواري والعبيد لرسول الله وسلم حتى بقيت تنام هي ورسول الله ( ص ) في كساء واحد لم يكن لها غيرها . ومن جملة شؤونها إن الله وجبرئيل بلغاها السلام كما قال وسلم : لما رجعت من السماء قلت يا جبرئيل هل لك من حاجة ؟ قال حاجتي أن تقرأ من الله ومني على خديجة السلام وبلغ رسول الله ( ص ) فقالت : إن الله هو السلام ومنه السلام واليه يعود السلام وعلى جبرئيل السلام ، ومن جملة شؤونها إن الله جعل بطنها وعاء للإمامة دخل رسول الله ( ص ) على فاطمة فرآها منزعجة فقال : لها مالك أراك منزعجة فقالت أبتاه : إن الحميراء افتخرت على أمي بأنها لم تعرف رجلا قبلك وأمي عرفت وهي مسنة فقال وسلم : لا تنزعجي فإن بطن أمك كانت وعاء للإمامة، دخل رسول الله ( ص ) يوما منزل عائشة فإذا هي مقبلة على فاطمة تصايحها وتقول يا بنت خديجة ما ترين إلا إن لأمك فضلا علينا وأي فضل كان لها علينا بأمي إلا كبعضنا فسمع النبي ( ص ) مقالتها لفاطمة فلما رأت فاطمة رسول الله ( ص ) بكت فقال ( ص ) : ما يبكيك يا بنتاه ؟ قالت : إن الحميراء ذكرت أمي فنقصتها فبكيت فغضب رسول الله ( ص ) وقال : يا حميراء إن الله تبارك وتعالى بارك في الودود الولود وإن خديجة ولدت مني طاهرا وقاسما وفاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب ، وأنت ممن أعقم الهج رحمها فلم تلدين شيئا وكانت عائشة تذكرها بالتحقير من شدة عداوتها إليها ، دخلت أخت خديجة على رسول الله ( ص ) ولما استأذنت وسمع النبي باسم خديجة سر سرورا عظيما فاغتاظت عائشة وقالت : مالك تكثر ذكر خديجة وتسر باسمها وهي عجوز حمراء الشدقين قد هلكت وإن الله قد أعطاك ورزقك أحسن منها وكأنها أرادت بذلك نفسها فقال ( ص ) : لا والله ما رزقت أحسن منها ولقد آمنت حين كذبوني وأنفقت مالها حين بخلو عني . وكان ( ص ) في زمان حياتها إذا غلب عليه الحزن نظر إلى وجه خديجة ، ويسر بذلك كما إنه يسر بمجرد سماع اسمها وكان أيضا إذا أشتد حزنه نظر إلى فاطمة ويسر سرورا عظيما .
ولما مرضت خديجة المرضة التي توفيت فيها حضرتها أسماء بنت عميس
قالت أسماء : حضرت وفاة خديجة فبكت فقلت : أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي ( ص ) مبشرة على لسانه الجنة ؟ فقالت : ما لهذا بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها، وفاطمة حديثة عهد بصبي وأخاف أن لا يكون لها من يتولى أمرها ، فقلت : يا سيدتي لك عهد الله إن بقيت إلى ذلك الوقت إن أقوم مقامك في هذا الأمر فلما كانت ليلة زفاف فاطمة جاء النبي ( ص ) وأمر النساء فخرجن فقالت أسماء : فبقيت أنا فلما رأى رسول الله سوادي قال : من أنت فقلت أسماء بنت عميس . فقال : ألم أمرك أن تخرجي فقلت بلى يا رسول الله فداك أبي وأمي وما قصدت خلافك ولكني أعطيت خديجة عهدا هكذا فبكى رسول الله ( ص ) وقال : بالله لهذا وقفت؟ فقلت نعم والله فدعا لي ،
يعز على خديجة لو كانت حاضرة وتسمع أنين قرة عينها فاطمة بين الحائط والباب حين عصروها وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها ، وسودوا متنها، ولطموا خدها ولما أشتد مرضها قالت : يا رسول الله أسمع وصاياي أولا فأني قاصرة في حقك فأعفني يا رسول الله ( ص ) قال رسول الله : حاشا وكلا ما رأيت منك تقصيرا فقد بلغت جهدك وتعبت في داري غاية التعب وصرفت في سبيل الله جميع مالك قالت : يا رسول الله الوصية الثانية أوصيك بهذه وأشارت إلى فاطمة فإنها غريبة من بعدي فلا يؤذيها أحد من نساء قريش ، ولا يلطمن خدها ولا يصحن في وجهها ولا يرينها مكروها . أقول : يعز على خديجة لو كانت حاضرة حين لطمها فلان حتى أثرت اللطمة في خدها وتناثر قرطيها . وأما الوصية الثالثة فأني أقولها لابنتي فاطمة وهي تقول لك فأني مستحية منك يا رسول الله فقام النبي وخرج من الحجرة فدعت بفاطمة وقالت يا حبيبتي وقرة عيني قولي لأبيك إن أمي تقول : أنا خائفة من القبر أريد منك ردائك الذي تلبسه حين نزول الوحي تكفنني فيه فخرجت فاطمة وقالت لأبيها : ما قالت أمها خديجة فقام النبي وسلم وسلم الرداء إلى فاطمة وجاءت به إلى أمها فسرت به سرورا عظيما فلما توفيت خديجة أخذ رسول الله في تجهيزها وغسلها وحنطها فلما أراد أن يكفنها هبط الأمين جبرئيل وقال يا رسول الله إن الله يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك : يا محمد إن كفن خديجة وهو من أكفان الجنة أهدى الله إليها فكفنها رسول الله وسلم بردائه الشريف أولا وبما جاء به جبرئيل ثانيا فكان له كفنان : كفن من الله وكفن من رسول الله . أقول : الم يبذل الحسين جميع ماله وعياله وأولاده في سبيل الله بقيت جنازته ثلاثة أيام بلا غسل ولا كفن دفنت ( ) بالحجون ونزل رسول الله وسلم في قبرها ولم يكن يومئذ سنة الجنايز والصلاة عليها ومنزلها يعرف بها اليوم ولما توفيت خديجة جعلت فاطمة تلوذ بأبيها وتقول : أين أمي حتى قالت يوما يا أبه ما أتغذى ولا أتعشى حتى أعلم أين أمي فجعل لا يجيبها لأنه ما يدري ما يجيبها فنزل جبرئيل وقال : إن تقرأ على فاطمة السلام وتقول لها أمك في بيت من قصب كعابه من ذهب وعمده من ياقوت أحمر بين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران فقالت فاطمة : إن الله هو السلام ومنه السلام واليه السلام وكان الله قد عزاها وعزاها جبرئيل بأمها
ولما توفيت خديجة أشتد البلاء على رسول الله وسلم ، وتراكمت عليه الهموم والغموم بحيث أحتجب عن الناس مدة مديدة ، وسمي ذلك العام عام الحزن لأنه فقد في ذلك العام عمه أبا طالب وزوجته خديجة في سنة واحدة بل في شهر واحد
توقيع ماهرالصندوق
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي *** وتوجهي وعن الكرام أئمتي
أنا بالنبي محمد متعلق *** وبشطه أرسيت حمل سفينتي
وأبو تراب مفزعي وهو الوقا *** يوم الحساب إذا نشرت صحيفتي
وبفاطم أرجو الجواز على الصرا*** ط إذا ذنوبي أثرت في مشيتي
وإذا الجنان أبين أن يفتحن لي *** فأبو محمد الزكي وسيلتي
وبسيد الشهداء أرجو رفعة *** في جنة قد أزلفت للشيعة
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على سيدتنا ومولاتنا الزهراء وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
السلام على سيدتنا ومولاتنا خديجة الكبرى
السلام على أم المؤمنين ... السلام على من كان من نسلها أصل الإمامة
هنيئاً لك يامولاتي .... هنيئاً لك يامولاتي
وعظم الله أجوركم بوفاة أم المؤمنين خديجة الكبرى
ونعزي أمامنا صاحب العصر والزمان الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف أرواحنا لتراب مقدمه الفداء بوفاة جدته الطاهرة