اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول مولى الموحدين علي في احد ادعيته:
(الهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه ، ولسانا يرفعه إليك صدقه ، ونظرا يقربه منك حقه . الهي أن من تعرف بك غير مجهول، ومن لاذ بك غير مخذول ، ومن أقبلت عليه غير مملوك . الهي إن من انتهج بك لمستنير ، وإن من اعتصم بك لمستجير ، وقد لذت بك يا الهي فلا تخيب ظني من رحمتك ، ولا تحجبني عن رأفتك)
إلى أن يقول : (الهي هب لي كمال الانقطاع إليك ، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك ، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور ، فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك ، الهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك ، فناجيته سرا وعمل لك جهرا) .
ويعتبر الدعاء الوسيلة الأسمى التي تربط الإنسان بخالقه جل وعلى. إذ تحقق هذه الوسيلة الروحية للإنسان الارتباط النفسي والشعوري بالخالق والمطلق الذي يشعر الإنسان بأنه قادر على ملئ وجوده وكيانه بالسعادة والاطمئنان.
وهنا ينطلق الإحساس بصدق وإيمان في شعور الإنسان بالحاجة إلى ربه لينقذه من الحيرة والتيه الذي يعيشه والمصاعب التي تتكبده0يقول أمير المؤمنين في مناجاته ، مولاي يا مولاي أنت المولى وأنا العبد وهل يرحم العبد الا المولى ، مولاي يا مولاي أنت المالك وأنا المملوك وهل يرحم المملوك الا المالك ، مولاي يا مولاي أنت العزيز وأنا الذليل وهل يرحم الذليل الا العزيز ، مولاي يا مولاي أنت الخالق وأنا المخلوق وهل يرحم المخلوق الا الخالق ، مولاي يا مولاي أنت العظيم وأنا الحقير وهل يرحم الحقير الا العظيم ، مولاي يا مولاي أنت القوي وانا الضعيف وهل يرحم الضعيف الا القوي ، مولاي يا مولاي أنت الغني وانا الفقير وهل يرحم الفقير الا الغني ، مولاي يا مولاي أنت المعطي وانا السائل وهل يرحم السائل الا المعطي ،)
فأن هذا الداعي سيوقن بأنه تعالى محيط بالأشياء وقادر عليها . واضطرار العبد لربه يعني ان يدرك انه في منتهى الضعف والمسكنة أمام الله وهو تعالى في تمام الكمال والعزة والكبرياء وهذا المعنى منزلة كبيرة إن أدركها الداعي ووعيها وقد سئل الإمام الصادق ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا فقال لأنكم تدعون من لا تعرفون) .
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته