اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
المصدر المعرفي للإنسان
تحت عنوان (مصدر المعرفة هل هو أحادي أم ثنائي؟) سلسلة نقد الفكر الحداثي عن المعلومة التي عندنا فلابد ان يكون لها مصدر سواء كانت معلومة حياتية أو عقيدية أو نظرية من النظريات؟
في سياق آية(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) القرآن الكريم يتحدث عن الملائكة حيث هي معلومة فنسأل من أين مصدر هذه المعلومة وفي تناولنا لهذه معلومة يقول الإسلام ان هناك ملائكة ذوي أجنحة مثنى وثلاث ورباع فماهو مصدر هذه المعلومة؟ الحداثة تقول ان مصدر المعرفة أحادي وهو الخبرة البشرية ولكن إذا بقينا مع الخبرة البشرية فأنها لا تستطيع ان تكشف لنا وجود جنة، ونار، وملائكة ولا أثباتها في المختبرات، لذلك يريدون إسقاط هذه المعلومات الغيبية جميعها في ميزان المعرفة الحداثية، لهذا يقولون في الفكر الحداثي إننا غير قادرين على إثبات هذه المعلومات، وحتى الوحي يقول عنه الفكر الحداثي إنها معلومة لا أستطيع الاعتراف بها لابد ان أفسرها بغير تفسير، ونحن الآن بصدد بيان مصدر المعلومة والمعرفة، والحداثة تقول ان مصدر المعرفة هي الخبرة البشرية فقط، والإسلام يقول مصدر المعرفة الخبرة البشرية والوحي الإلهي ذاك مصدر آخر للمعلومة الوحي الإلهي يقول(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ) فلو أخذت أشعة سينية وسلطتها على الإنسان فإنك لا تجد عليه ملائكة فلا نستطيع القول بأنه لا وجود للملائكة فالإسلام لا يعتمد فقط على خبرتكم المادية وإنما مصدر الوحي هو مصدر عظيم للمعرفة مساحته مساحة اللامرئي ولهذا يأتي الوحي يثبت لنا ملائكة ويوم القيامة والمعاد وما شاكل ذلك وهذا كله نستند إليه من خلال الوحي ليس من خلال الخبرة البشرية، إذن مصدر المعرفة إسلامياً ثنائي وليس أحادي، ومصدر المعرفة وفق الفكر الحداثي هو أحادي.
التكاليف والحريات بين الاسلام والفكر الحداثي
الفكر الحداثي المادي اليوم يقول ان الدين عبارة عن مجموعة تكاليف وقيود للحريات والإنسان يجب ان يتخلص من القيود ومن التوصيات والتكاليف ويجب ان يعيش حراً، وهذا بحث نؤجله إلى أسبوع لاحق والإسلام يجيب على هذه الشبهة ويقول ان الإنسان يحتاج إلى ترشيد وليس إلى تقييد والدين هو ترشيد للحريات وليس تقييد بل هو ترشيد الحريات وهذا أيضاً سؤال وهو أن الإنسان بنظرية كل المذاهب والحضارات هل يحتاج إلى ترشيد أم بلغ مرحلة النضج والكمال؟ ولا يستطيع احد ان يكابر ويقول ان الإنسان لا يحتاج إلى ترشيد وتهذيب، والإسلام يقول ان الإنسان يحتاج إلى ترشيد(وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وهذا ترشيد وليس تكبيل أيدي وتقييد حريات الإنسان مثل الطالب الجامعي الذي له خطوط يسير عليها ومناهج ولديه امتحانات لكن ما زال هو طالب جامعي فدور الأستاذ له هو دور الترشيد والمناهج دورها الترشيد ولا يقول قائل أنا طالب حر لا أقبل منهجاً ولا أستاذاً فنقول له متى ما أكملت الجامعة ممكن أنت لا تمتحن ولا بحاجة إلى مناهج ولكن طالما أنت طالب تحتاج إلى مناهج والإسلام يعتقد ان الإنسان في الدنيا هو بمثابة الطالب الجامعي لم يتخرج من الجامعة كي يستغني عن حركة الأنبياء وعن التهذيب والترشيد وعن أحكام الدين وهذه لمحة عن جواب الإسلام على الشبهة.
ان الإسلام هو الداعية الأول لحقوق المرأة يقال الآن في الفكر الحداثي ان الإسلام ليس فيه حقوق للمرأة ولا حقوق للإنسان ولهذا تعلموا من الحداثة حقوق المرأة، نحن نؤكد على مجموعة أفكار نذكرها كخطوط عريضة:
أولاً: الإسلام هو الداعية الأول لحقوق المرأة، لكن يجب ان نميز بين ماهو المصطلح وماهو واقع المشروع وصحيح ان المصطلح غير موجود في الإسلام فهي مصطلحات جديدة مثل حقوق الإنسان، والحرية الإعلامية وما كثرها، ولكن نحن نتحدث عن مشاريع ومفاهيم وليست كلمات ومصطلحات، وحقوق المرأة بدأ من ميثاق حقوق الإنسان في القرن الماضي وبدأ يتفاعل على الأرض كذلك مصطلح حقوق الإنسان غير موجود في الأدبيات العربية والإسلامية، ولكن هذا كمصطلح ونحن يجب ان نميز بين ما هو مصطلح وما هو المشروع، لكن واقع الأمر موجود بشكل أروع ما يكون، الإسلام قبل(1400) يوم كانت المرأة لا تعتبر من الجيل الإنساني والإسلام يصيح بأعلى صوته ان المرأة إنسانة مثلك أيها الرجل لكن لنعود قبل هذا الزمان لنرى الإسلام ماذا فعل وأوربا والشعوب التي كانت في ظلام، فأوربا في القرن الماضي بدأت تنادي بحقوق المرأة وقبل ذلك في ظلام دامس تجاه المرأة والعامل، والإسلام قبل(1400) يقول في القرآن الكريم (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) فأي عشرة بغير المعروف محرمة مثل ضرب اليد والتحقير، والإسلام يقول(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم) مثلما تريد ان تجلس في بيت مرتب المرأة أيضا تريد بيتاً مرتباً، ويقول القرآن كذلك(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) مثلما أنت ولي عليها هي أيضاً ولية عليك، فليس الرجل مسلط على المرأة ولا المرأة مسلطة على الرجل، بل حياة مشتركة، وقال أيضاً(خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً) فالمرأة من نفس الرجل، والرجل من نفس المرأة، فإذا احتقرتها أي احتقرت نفسك لأنها من نفسك وأنت من نفسها، وهذه قمة المساواة والتشريعات تنطلق من ذلك(وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) حب ومودة ورحمة وليس غلظة وقسوة.
قصة أسماء بنت عميس
أسماء بنت عميس زوجة جعفر الطيار الذي أذن له رسول الله(ص) أن يهاجر إلى الحبشة وبعد رجوعه في أيام فتح خيبر كانت أسماء أول دخولها على نساء النبي(ص) فسألتهن: هل نزل فينا نحن النساء شيء من القرآن؟ فقلن: لا. فجاءت إلى رسول الله(ص) وقالت: يا رسول الله ان النساء لفي خيبة وخسارة، فقال(ص): لماذا؟ قلت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، هنا نزل قوله تعالى(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) وهذا قبل(1400) سنة.
يجب علينا ان نميز بين ما هي النظرية ومما هو التطبيق حيث ان شعوب العالم الثالث ما تزال المرأة مظلومة وهذا ليس في المجتمعات الإسلامية بل كل شعوب العالم الثالث، فجاء الإسلام لكي يخفف عنها الظلم، وربما استطاع ان يخفف(50%) ولولا الإسلام لكانت المرأة مظلومة(100%) جاءت الثقافة الإسلامية وأنقذتها بنسبة كبيرة، أما اتهام الإسلام بأنه لم يعط حقوقاً للمرأة فهذا ظلم، ونعم ان المرأة لم تأخذ حقوقها في مجتمعات العالم الثالث، كما في مجتمعات العالم الغربي الأوربي إلى القرن الماضي وإلى الآن لم تأخذ حقوقها، لكن علينا التمييز بين ما هي النظرية وما هو الواقع التطبيقي.
ونحن الآن إذ نحيي ذكرى ولادة سيدة النساء فاطمة الزهراء(ع) ونحيي يوم المرأة نبارك للمرأة العراقية والمسلمة في كل مكان هذا اليوم الكريم إذ أختار الله تعالى امرأة من الإسلام والمسلمين فكانت سيدة نساء العالمين وكانت أم الأئمة الأطهار والحجج الأبرار(ع) وهذا افتخار للمرأة ونبارك ونهنئ بالخصوص المرأة العراقية وندعوها لإحياء هذه الذكرى، ونحن هنا في العراق نطالب بحقوق المرأة في المجال السياسي والثقافي والعملي، والانتخابات الماضية في الكويت لمجلس الأمة الكويتي لم تفز امرأة واحدة فيها أي ان الجانب الثقافي لا يزال لم يعط المرأة حقها، وفي المملكة العربية السعودية إلى اليوم الجدل القائم بأن المرة هل يسمح لها بأن تقود السيارة أم لا؟ هنا في العراق نعتقد بأن المرأة العراقية تقدمت في المجال السياسي كما تقدمت في المجال الثقافي والإداري وفق الأصول والقيم الإسلامية.
الارشاد والفكر الحداثي
الإمام الجواد(ع) له كلمة مأثورة ومعروفة يقول(المؤمن يحتاج إلى ثلاث التوفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه)، جاء الفكر الحداثي يقول أنتم أهل الأديان لماذا تفرضون ان الإنسان يحتاج إلى وصاية وقيمومة فهل الإنسان قاصر أو مجنون حتى يحتاج إلى مرشد، فالإنسان لا يحتاج إلى مرشد لا من نبي ولا من غيره فاتركوا الإنسان هو يجد طريقه مثلما في الزراعة والصناعة وبالتالي ليس هناك حاجة إلى شريعة وإلى نبوة أو أي من هذا!
الإسلام يقول أن الإنسان يحتاج إلى مرشد له في طريق التكامل كما في طريقه إلى تعليم الكتابة والقراءة والفلاحة يحتاج إلى مرشد فلماذا في القضية العقائدية والتكاملية والأخلاقية الإنسان لا يحتاج إلى مرشد ثم الله تعالى يقول أنا تكفلت لكم بهذا المرشد(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) وليس ان الإنسان ناقص عقلاً لكن الإنسان في مواجهة المجهول الأخروي عالم الغيب وما بعد الدنيا إذن نحتاج إلى من يكشف لنا ذلك العالم ويرسم لنا خارطة طريق وهم الأنبياء والآن العلم عاجز وإلى الأخير عن اكتشاف عالم ما وراء المادة.
الإنسان في عملية التواصل مع المطلق(الله) والكمال المطلق الإنسان هنا أيضاً يحتاج إلى مرشد للتواصل مع الله تعالى، فالآن البشرية تؤمن بالله لكن لا يعرفون الطريق الغرب الآن أيضاً يؤمنون بالله لكن لا يعرفون الطريق، وهذا ضلال ونحن نقول ان الإنسان الغربي مظلوم هنا يأتي الإسلام يقول أنكم تحتاجون إلى سراج منير وإلى نبوة تدلكم على الطريق.
وهذا ما نعتقد في هذه المسألة من نقد الفكر الحداثي مستلهمين ذلك من ذكرى شهادة الجواد(ع) الذي قال (المؤمن يحتاج إلى ثلاث) وآسف جدا على الذين غرقوا في ضلال الفكر الحداثي كان سبب ذلك ابتعادهم عن فكر أهل البيت(ع) فهم واجهوا مشكلة قالوا: كيف جمع القرآن فالخليفة الثالث جمع كل المصاحف واحرقها إلا المصحف الحكومي فكيف نطمئن له، وكذلك لماذا الاجتهاد والمذاهب الأربعة أغلقت باب الاجتهاد، والأشاعرة لهم رأي والمعتزلة لهم رأي، فلماذا لا نجتهد نحن!! وهؤلاء الحداثيون حسبوا إن الإسلام هو ما عبرت عنه تلك المدارس ولهذا وقعوا في إشكالات حقيقية، لكن لماذا أسدلوا الستار على مدرسة أهل البيت(ع) فلو نظروا إلى مدرسة أهل البيت(ع) لوجدوا ان هذه المعضلات محلولة عندهم ولكن كلما أقرأ في كتابات هؤلاء الحداثيين أجدهم متأثرين وواقعين تحت سلطة الانحراف الذي حدث بعد رسول الله(ص) الذي كان سببه هذه النتيجة، ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
المصدر المعرفي للإنسان
تحت عنوان (مصدر المعرفة هل هو أحادي أم ثنائي؟) نتحدث اليوم في الحلقة التاسعة من سلسلة نقد الفكر الحداثي عن المعلومة التي عندنا فلابد ان يكون لها مصدر سواء كانت معلومة حياتية أو عقيدية أو نظرية من النظريات؟
في سياق آية(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) القرآن الكريم يتحدث عن الملائكة حيث هي معلومة فنسأل من أين مصدر هذه المعلومة وفي تناولنا لهذه معلومة يقول الإسلام ان هناك ملائكة ذوي أجنحة مثنى وثلاث ورباع فماهو مصدر هذه المعلومة؟ الحداثة تقول ان مصدر المعرفة أحادي وهو الخبرة البشرية ولكن إذا بقينا مع الخبرة البشرية فأنها لا تستطيع ان تكشف لنا وجود جنة، ونار، وملائكة ولا أثباتها في المختبرات، لذلك يريدون إسقاط هذه المعلومات الغيبية جميعها في ميزان المعرفة الحداثية، لهذا يقولون في الفكر الحداثي إننا غير قادرين على إثبات هذه المعلومات، وحتى الوحي يقول عنه الفكر الحداثي إنها معلومة لا أستطيع الاعتراف بها لابد ان أفسرها بغير تفسير، ونحن الآن بصدد بيان مصدر المعلومة والمعرفة، والحداثة تقول ان مصدر المعرفة هي الخبرة البشرية فقط، والإسلام يقول مصدر المعرفة الخبرة البشرية والوحي الإلهي ذاك مصدر آخر للمعلومة الوحي الإلهي يقول(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ) فلو أخذت أشعة سينية وسلطتها على الإنسان فإنك لا تجد عليه ملائكة فلا نستطيع القول بأنه لا وجود للملائكة فالإسلام لا يعتمد فقط على خبرتكم المادية وإنما مصدر الوحي هو مصدر عظيم للمعرفة مساحته مساحة اللامرئي ولهذا يأتي الوحي يثبت لنا ملائكة ويوم القيامة والمعاد وما شاكل ذلك وهذا كله نستند إليه من خلال الوحي ليس من خلال الخبرة البشرية، إذن مصدر المعرفة إسلامياً ثنائي وليس أحادي، ومصدر المعرفة وفق الفكر الحداثي هو أحادي.
الفكر الحداثي المادي
الفكر الحداثي المادي اليوم يقول ان الدين عبارة عن مجموعة تكاليف وقيود للحريات والإنسان يجب ان يتخلص من القيود ومن التوصيات والتكاليف ويجب ان يعيش حراً، وهذا بحث نؤجله إلى أسبوع لاحق والإسلام يجيب على هذه الشبهة ويقول ان الإنسان يحتاج إلى ترشيد وليس إلى تقييد والدين هو ترشيد للحريات وليس تقييد بل هو ترشيد الحريات وهذا أيضاً سؤال وهو أن الإنسان بنظرية كل المذاهب والحضارات هل يحتاج إلى ترشيد أم بلغ مرحلة النضج والكمال؟ ولا يستطيع احد ان يكابر ويقول ان الإنسان لا يحتاج إلى ترشيد وتهذيب، والإسلام يقول ان الإنسان يحتاج إلى ترشيد(وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وهذا ترشيد وليس تكبيل أيدي وتقييد حريات الإنسان مثل الطالب الجامعي الذي له خطوط يسير عليها ومناهج ولديه امتحانات لكن ما زال هو طالب جامعي فدور الأستاذ له هو دور الترشيد والمناهج دورها الترشيد ولا يقول قائل أنا طالب حر لا أقبل منهجاً ولا أستاذاً فنقول له متى ما أكملت الجامعة ممكن أنت لا تمتحن ولا بحاجة إلى مناهج ولكن طالما أنت طالب تحتاج إلى مناهج والإسلام يعتقد ان الإنسان في الدنيا هو بمثابة الطالب الجامعي لم يتخرج من الجامعة كي يستغني عن حركة الأنبياء وعن التهذيب والترشيد وعن أحكام الدين وهذه لمحة عن جواب الإسلام على الشبهة.
الإسلام وحقوق الإنسان
هناك بحث عن الإسلام وحقوق الإنسان يقوله الحداثيون هو ان الإسلام لا يهتم بحقوق الإنسان ونحن أبناء الحداثة الغربية نهتم بحقوق الإنسان وهنا أذكر العناوين فقط ونعتقد ان أول من نادى بحقوق الإنسان هو الإسلام وأعظم مقام لحقوق الإنسان أعطاه الإسلام حتى ان لدينا في الروايات والفقه الديني ان حق الإنسان أعظم من حق الله ممكن تعصي الله ويغفر لك، لكن لا يغفر حق الناس وهذه لدينا من القواعد الفقهية فالقرآن الكريم يقول(مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً)، والحديث يقول(حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة)، ويقول(من أهان لي ولياً فقد أرصد لي بالمحاربة) فالإنسان إذا حارب عبداً فقد حارب الله تعالى، أنظروا حقوق الإنسان كم هي عظيمة في الإسلام، والإمام زين العابدين(ع) قبل(1400) سنة لديه رسالة أسمها(رسالة الحقوق) ويقول الإمام زين العابدين(ع) يقول أيها الإنسان لست وحدك لك حقوقاً بل مسؤول عن حق أعضائك اليد والرجل والعين والبطن فلا تفرط بأي حق من هذه الحقوق فأنها يوم القيامة تشكوك، لكن مع الأسف خطابنا الإعلامي ضعيف كي يصل إلى العالم عن حقوق الإنسان في الإسلام، وهناك صورة مشوهة تطرح عن الإنسان لكن لم ينادى بحقوق الإنسان ديناً وفكراً بمقدار ما نادى بحقوق الإنسان بل إن مهمة الأنبياء كانت تحرير الإنسان قبل القضية العقيدية وان يحرروا الناس والشعوب ولهذا القرآن الكريم يقول عن مهمة الأنبياء(وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) وعمل النبي(ص) هو تحرير الشعوب قبل قضية سقوط الأصنام والقضية العقيدية وهذا هو الدين، وفي كلمة حقوق الإنسان كما ذكرنا في محاضرة سابقة لا نتحدث عن مصطلحات، فلا تجد في القرآن الكريم كلمة مثلها بعنوان حقوق الإنسان، وكذلك في الروايات ولكننا لا نتحدث عن مصطلحات بل نتحدث عن واقع وفكرة ونظرية ومصطلحات جديدة ولكن الواقع والعمق موجود في الإسلام على مدى(1400) سنة بأروع ما هو موجود اليوم.
الحياة الأصيلة بين الحداثة والإسلام
في هذه الحلقة من نقد الفكر الحداثي وفي سياق الآية القرآنية{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}.
نتحدث عن ماهية الحياة الأصيلة وما هي الحياة المجازية ، واليوم المطروح في الفكر الحداثي أن هناك حياة أصيلة وحياة مجازية، والحياة الأصيلة هي ما كانت تهتم بالقضايا الحقيقية وهي عبارة عن غرائز الإنسان والشهوات من جنس، وحرية، ومنفعة، والجاه، أما سواها فهي قضايا اعتبارية وهمية من أخلاق، ومجتمع، وحسن الجوار، وصلة رحم، ومساواة، وإحسان، وهذه كلها قشور بحسب هذه الرؤية، والذي يفكر بهذه الحياة مخدوع.
أما في نظر الإسلام وفي ضوء الآية المذكورة، ومع صحة العنوان نتساءل عما هي القضايا الحقيقية فمثلاً إن العمر الحقيقي هو ذلك العمر الذي يعرفه الإنسان في القضايا الحقيقة، الإسلام يقول إن هناك مجموعة قضايا حقيقية مثل فناء الدنيا وأن الناس قد خلقوا للبقاء إذن البقاء بعد الدنيا قضية حقيقية فالآخرة هي انعكاس للدنيا بالرغم من إن الكثير من الناس يؤمنون بالآخرة فهم يحصدون ما جنوه في الدنيا وليس قضية لا ندري كيف تكون وإذا كان هكذا فيجب أن نفكر بهذه القضية الحقيقية الله تعالى بعث رسلاً وأنزل رسالات لهداية البشر وتعريفهم بالطريق { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}وهذه قضية حقيقية وليست كذباً وخداعاً، فإن الله تعالى لديه كلام ورسالة بعثها للإنسانية والإنسان هو مصدر قيمته، فإنسانية الإنسان هل هي بجماله، أو بماله، أو أهله، أم بقيمته، فالإنسان ليس مجرد حيوان يسير على ساقين، بل إنسانية الإنسان هي المقياس بجوانبه الإنسانية، فهو لم يخلق عبثاً مثل ريشة يتلاعب بها الهواء أم أنه خلق بهدف{أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى}فإن هناك هندسة ومخطط، وهناك خارطة طريق وأنه لم يخلق عبثاً.
المجتمع مناخ تكامل الإنسان
إن المجتمع هو مناخ تكامل الإنسان، والإنسانية ولا نستطيع أن نحقق إنسانيتنا من خلال العزلة والجلوس في الصوامع كالدراويش، فالإسلام يقول أن المجتمع هو مناخ تكامل الإنسان وظهور إنسانيته من خلال علاقاته الإنسانية، والبر بالوالدين وصلة الرحم، والمساواة وكلها نهي عن العزلة.
وكذلك أيها الإنسان إنك تعيش مع أعظم قضية حقيقية أسمها الله الخالق الباري المصور ولهذه القضية استحقاقاتها عليك، والموت أيضاً قضية حقيقية وليست خيالية، الإسلام يقول إن الحياة الأصلية هي التي تهتم بهذه القضايا الحقيقية، والدنيا مزرعة الآخرة وبمقدار ما تكون الدنيا مزرعة الآخرة فهي أصلية وبمقدار ما أنت لم تزرع شيئاً فإن عمرك ذهب سدى ولهذا يقول العرفاء:
أيها القوم الذي في المدرسه كلما حصلتموه وســــــــوسه ----كل عمر ضاع في غير الحبيب لم يكن فيه من الدنيا نصيب
وكل عمر بعيد عن العلاقة بالله العظيم هو مجازي{كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ}فالحياة الأصلية هي التي تهتم بهذه الواقعيات ولهذا الإسلام يربينا على أن تكون حياتنا أصلية ودائماً نفكر{وأشهد أن الموت حق والقبر حق وسؤال منكر ونكير حق والنشور حق وتطاير الكتب حق والجنة حق والنار حق والميزان حق والصراط حق وإن الله يبعث من في القبور}الحياة الأصلية في الإسلام هي ما كانت حياة مزرعة إذا صح هذا التعبير، الحداثة تقول حياة المنفعة هي الحياة الأصلية والإسلام يقول حياة المزرعة ولهذا في زيارة الإمام الحسين(ع) نقول(أشهد أنك عشت حميداً وقتلت سعيداً) الإمام أمير المؤمنين(ع) يصف المتقين ويقول ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح) ويقول أيها الناس تجهروا يرحمكم الله وأقلوا العرجة على الدنيا) اللهم أجعل محيانا محيا محمد وآل محمد ومماتنا ممات محمد وآل محمد، اللهم أحيني محيا علي بن أبي طالب وأمتني ممات علي بن أبي طالب(ع).
موضع العقيدة في شخصية الإنسان
وهل للعقيدة موقع في شخصية الإنسان أم هي قضية هامشية وجانبية؟ وهذا الموضوع مهم جداً وأعطاها الإسلام أهمية بالغة.
رأي الحداثة هو ان تكون مؤمنا أو كافراً ليس فرقاً، بل العقيدة ليس لها أثر في شخصية الإنسان والعقيدة مثل اللون لا تأثير لها، وهي مثل أي نظرية رياضية، أو فلكية، أو فلسفية، هل تريد ان تعتقد بأن الأرض تدور حول الشمس، أو ان الشمس تدور حول الأرض، ممكن هذه النظرية صحيحة وتلك خاطئة لكن ليس له أثر في شخصية الإنسان، أي اعتقاد تعتقده في مسألة جغرافية، أو سياسية هذا لا دخل له في شخصية الإنسان وإنسانيته، ورأي الحداثة ان الدين ليس له علاقة بشخصية الإنسان وإن شخصية الإنسان ليست بعقيدته فليس فرقاً أن تكون مؤمناً أو كافراً، بمعنى آخر أن دور العقيدة دور عرضي وشكلي في شخصية الإنسان.
بينما الإسلام يقول أن العقيدة في شخصية الإنسان وإنسانيته هي موقع أساسي، فإنها تتقوم بركنين هما الركن العقيدي، والركن الأخلاقي{الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} آمنوا أي العقيدة، وعملوا الصالحات أي السلوك الأخلاقي القرآن الكريم يقول في سورة العصر{إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فالعقيدة موقعها أساسي في إنسانية الإنسان ولهذا مستقبل الإنسان يرتبط بحسب النظر الديني بعقيدته وعمله الصالح، ويوم القيامة يتقدم الإنسان إلى الجنة من خلال الإيمان، والعمل الصالح، فإذا لم يكن لديه إيمان وعمل صالح سيكون حاله كحال المخلوقات الأخرى، ولهذا القرآن الكريم يقول{الَّذِينَ آمَنُواْ} هذا ركن العقيدة {وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} هذا ركن الممارسة العملية، هؤلاء{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ} هذا هو النظام الذي ركب الله تعالى عليه الإنسان ومستقبله، والتأكيد القرآني على هذين الركنين، وهو بحث حضاري مهم حيث الحداثة اليوم تقول: لماذا لديكم هذه القضية مهمة أعبد ما شئت أن تعبد فهذا ليس له موقع في شخصية الإنسان، ولكن المهم في شخصية الإنسان هو كم تستطيع أن تربح من المنفعة من الإيمان أو الكفر إذا نفعك الكفر أذهب وصر كافراً، وإذا ربحت من عبادة الله أذهب وأعبد الله فالمقياس هو الربح وكم تؤدي هذه العقيدة والنظرية التي تعتقد بها إلى منفعتك وكم تؤدي إلى عدم المنفعة.
والإسلام يقول أن المنفعة ليست هي المقياس، بل الإيمان والعمل الصالح هو المقياس{وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المؤمنين، وممن عرف الحقيقة ومهم أن يعرف الإنسان الحقيقة والذي لا يعرفها يخسر(اللهم أرني الحق حقاً فأتبعه والباطل باطلاً فاجتنبه).
نظرية محورية الإنسان، أم محورية الله تعالى؟
وهذا بحث ساخن وحضاري بين الإسلام وبين الفكر الحداثي والفلسفة الحداثية فالعالم اليوم يطرح نظرية تسمى نظرية محورية الإنسان ويقولون: أنتم أهل الأديان لديكم نظرية تسمى نظرية محورية الله أي يكون محوراً تدور حوله الاهتمامات، وبذلك كبلتم حرية الإنسان ولم تحترموا كرامته وأصبح مكبلاً بالأغلال في ضوء هذه النظرية وأنه ممنوع من العمل والأكل، والشرب، والسفر بأشياء تسموها حرمات، فنحن لا نريد نظرية محورية الله بل نطرح نظرية محورية الإنسان التي تقوم على أساس إطلاق الحرية له بلا حدود وأنه المحور أي أعمل ما تشاء ومحورية الإنسان هي أن لا تقبل قيد للإنسان فهو المحور والأصل ورئيس الدائرة فلا يملي عليه شخص أشياءً، والغرب طرح هذا المشروع، ولكنه الآن بدأ بالعودة إلى الله تعالى ولابد له من الالتزام بالحدود الإلهية وان هذا جدل، والنظرية الإسلامية تقول من الخطأ ان نقول بمحورية الله في مقابل حرية الإنسان ويجب ان نعرض النظرية عرضاً صحيحاً، فالإسلام لا يجعل الله في مقابل الإنسان ولا انسان في مقابل الله تعالى، وإنما الإنسان المكرم المعزز هو خليفة الله تعالى فجمعنا بين محورية الله تعالى ومحورية الإنسان، فالإنسان هو محور لكن على أساس خلافته لله وأخذ الصلاحية منه تعالى وليس محوراً مطلقاً، والمشكلة أن هذه النظريات تعرض بشكل مقزز فحينما نقول أن الإسلام لا يؤمن بنظرية محورية الإنسان يقال أنكم تستعبدونه فطبعاً يقال بتكبيل الحرية والإرادة، والقرآن الكريم يقول{وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُْ} فلا يجعل الله تعالى بعيداً عن الإنسان بل الإنسان محوراً ولكن إذا تعدى حدود الله فقد ظلم نفسه فهو الأصل وينجح من خلال رعاية الحدود الإلهية(ومن عمل عملاً صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها) فالله تعالى لا يستفيد من طاعاتنا ولا تضره معصيتنا، مثل سائق السيارة التي أمرها ومحوريتها بيد السائق لكنها ليست محورية مطلقة بهذه الحدود بل هناك قوانين للمرور والمارة والسيارات والمطبات الموجودة على الطريق وغيرها، إذن هناك محورية موجهة أي ان البراعة ان يوصل الركاب بأمان.
كذلك طالب الجامعة حيث لا تريد الجامعة ان تقمع إرادته بل الأستاذ مهتم بنجاح الطالب ولكنها ليست بمعنى ان محورية الطالب الجامعي ان يأتي إلى الجامعة بحسب إرادته، بل هي محورية الطالب الموجهة نحو النجاح ، فلو قيل لكل العالم ان محورية الطالب موجهة فلا يقال انها كبت للحريات، فحينما نعرض نظرية الإسلام عرضاً واضحاً تكون المسألة مقبولة فالإسلام يقول أنت أيها الإنسان المحور لكن الذي استخلفك هو الله تعالى لخلافة الأررض ولكنها ليست محورية منفلتة.
خطئان للتعامل مع هذا الموضوع وأمر صحيح
أولاً: إغلاق منافذ الحرية وكبت الحريات وهو مر خاطئ كما قد يواجه البعض فلا يدع أبنه يذهب إلى المدرسة مثلاً والزيارة والمسجد والحديقة بعنوان الخوف عليه.
ثانياً: إطلاق منافذ الحريات وهي ان تترك الباب مفتوحاً والتصرف بلا عقلانية، والإسلام يفتح منافذ الحرية لكنه يضع واقياً عن الأمراض والتلوث وغيرها فتكون عبارة عن حرية موجهة.
مسألة الأرشاد
جاء الفكر الحداثي يقول أنتم أهل الأديان لماذا تفرضون ان الإنسان يحتاج إلى وصاية وقيمومة فهل الإنسان قاصر أو مجنون حتى يحتاج إلى مرشد، فالإنسان لا يحتاج إلى مرشد لا من نبي ولا من غيره فاتركوا الإنسان هو يجد طريقه مثلما في الزراعة والصناعة وبالتالي ليس هناك حاجة إلى شريعة وإلى نبوة أو أي من هذا!
الإسلام يقول أن الإنسان يحتاج إلى مرشد له في طريق التكامل كما في طريقه إلى تعليم الكتابة والقراءة والفلاحة يحتاج إلى مرشد فلماذا في القضية العقائدية والتكاملية والأخلاقية الإنسان لا يحتاج إلى مرشد ثم الله تعالى يقول أنا تكفلت لكم بهذا المرشد(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) وليس ان الإنسان ناقص عقلاً لكن الإنسان في مواجهة المجهول الأخروي عالم الغيب وما بعد الدنيا إذن نحتاج إلى من يكشف لنا ذلك العالم ويرسم لنا خارطة طريق وهم الأنبياء والآن العلم عاجز وإلى الأخير عن اكتشاف عالم ما وراء المادة.
الإنسان في عملية التواصل مع المطلق(الله) والكمال المطلق الإنسان هنا أيضاً يحتاج إلى مرشد للتواصل مع الله تعالى، فالآن البشرية تؤمن بالله لكن لا يعرفون الطريق الغرب الآن أيضاً يؤمنون بالله لكن لا يعرفون الطريق، وهذا ضلال ونحن نقول ان الإنسان الغربي مظلوم هنا يأتي الإسلام يقول أنكم تحتاجون إلى سراج منير وإلى نبوة تدلكم على الطريق.
وهذا ما نعتقد في هذه المسألة من نقد الفكر الحداثي مستلهمين ذلك من ذكرى شهادة الجواد(ع) الذي قال (المؤمن يحتاج إلى ثلاث) وآسف جدا على الذين غرقوا في ضلال الفكر الحداثي كان سبب ذلك ابتعادهم عن فكر أهل البيت(ع) فهم واجهوا مشكلة قالوا: كيف جمع القرآن فالخليفة الثالث جمع كل المصاحف واحرقها إلا المصحف الحكومي فكيف نطمئن له، وكذلك لماذا الاجتهاد والمذاهب الأربعة أغلقت باب الاجتهاد، والأشاعرة لهم رأي والمعتزلة لهم رأي، فلماذا لا نجتهد نحن!! وهؤلاء الحداثيون حسبوا إن الإسلام هو ما عبرت عنه تلك المدارس ولهذا وقعوا في إشكالات حقيقية، لكن لماذا أسدلوا الستار على مدرسة أهل البيت(ع) فلو نظروا إلى مدرسة أهل البيت(ع) لوجدوا ان هذه المعضلات محلولة عندهم ولكن كلما أقرأ في كتابات هؤلاء الحداثيين أجدهم متأثرين وواقعين تحت سلطة الانحراف الذي حدث بعد رسول الله(ص) الذي كان سببه هذه النتيجة، ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 01-Oct-2010 الساعة 10:45 PM.