اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة على أعدائهم أجعمين إلى قيام يوم الدين..
أما بعد..
نستذكر إمرأة عظيمة وسيدة من سيدات أهل الجنة هي السيدة خديجة سلام الله عليها، إن خديجة كانت من أحسن النساء جمالا وأكملهن عقلا وأتمهن رأيا وأكثرهن عفة ودينا وحياء ومروة ومالا.
وقد قال النبي الأكرم عن هذه المرأة الجليلة النبيلة الأصيلة العقيلة الكاملة العاقلة الباذلة العالمة الفاضلة العابدة، الزاهدة المجاهدة الحازمة، والحبيبة لله ولرسوله:
«إن الله اختار من النساء أربعة مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ()».
وقال أيضاً:«اشتاقت الجنة إلى أربع من النساء: مريم وآسية وخديجة وفاطمة بنت محمد (ص)».
فخديجة كانت أول من آمن من هذه الأمة بالله ورسوله والله عز وجل يقول وهو أصدق القائلين: ((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)).
وقد بشرها رسول الله بالجنة وآتاها جبرائيل عن الله عز وجل، وأنفقت مالها في سبيل الله وعلى رسوله .
حتى أنه قال ():«ما نفعني مال قط مثل ما نفعني مال خديجة ()»
وروى أن رسول الله قال لخديجة:«يا خديجة، هذا جبرائيل يخبرني أن الله عز وجل أرسله إليك بالسلام».
فقالت خديجة:«الله السلام ولله السلام وعلى جبرائيل السلام».
فمن يرسل الله لها السلام ويحيها ماذا تكون منزلتها عندها ياترى؟
وروى كذلك أنه ذكر يوما خديجة ، فترحم عليها، وذكر محاسن أفعالها، فغارت عائشة لذلك.
وقالت:«وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها..»
فغضب رسول الله غضبا شديداً فقال:«ما أبدلني الله خيرا منها، وقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبنني، وآستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء».
نعم.. هذه هي خديجة التي ما قام الاسلام إلا على مالها وسيف علي ، وكانت أحب أزواجه إليه وأكرمهن عليه وأفضلهن عنده ومفرجة عن غمومه.
.. خديجة الزوجة الصالحة المؤمنة المطيعة للزوجها.
فهل السناء اتخذنها أسوة وقدوة لها؟
هل تراعي النساء حق ازواجهن كما يريد الله عز وجل؟
وعنه ()، أنه قال:«لا تؤدي المرأة حق الله عز وجل حتى تؤدي حق زوجها».
قال ():«الامرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح وأيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنة تدخل من أيها شاءت».
قال ():«ما من امرأة تسقى زوجها شربة من ماء إلا كان خيرا لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ويبنى الله لها بكل شربة تسقى زوجها مدينة في الجنة وغفر لها ستين خطيئة».
عن النبي ()، أنه قال:«حق الرجل على المرأة إنارة السراج وإصلاح الطعام، وأن تستقبله عند باب بيتها فترحب، وأن تقدم إليه الطست والمنديل، وأن توضئه، وأن لا تمنعه نفسها إلا من علة».
عن النبي ()، قال:«أيما امرأة خرجت من بيت زوجها بغير اذنه، لعنها كل شئ طلعت عليه الشمس والقمر، إلى أن يرضى عنها زوجها».
عن رسول الله ()، أنه قال في حديث:«فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات، وصامت شهر رمضان، وحجت بيت الله الحرام، وزكت مالها، وأطاعت زوجها، ووالت عليا () بعدي، دخلت الجنة».
نعم جهاد المرأة حسن التبعل وأعظم الناس حقا عليها زوجها، وأحق الناس بالصلاة عليها إذا ماتت زوجها.
عن أبي عبد الله قال: «ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمه، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله».
قال : «ومن كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه، وان صامت الدهر وقامت الليل وأعتقت الرقاب وأنفقت الأموال في سبي الله وكانت أول من يرد النار ثم قال رسول الله وعلى الرجل مثل ذلك الوزر والعذاب إذا كان لها مؤذياً ظالماً».
قال :«الرجل راع على أهل بيته وكل راع مسؤول عن رعيته والمرأة راعية على مال زوجها ومسؤولة عنه».
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين..
آخر تعديل بواسطة طاهر العاملي ، 02-Oct-2010 الساعة 12:25 AM.