25 شوال وفاة الإمام جعفر الصادق عليه السلام - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـنـبـر الـحـر :. ميزان المناسبات والإعلانات
ميزان المناسبات والإعلانات إحياء أمر أهل البيت (ع) - المناسبات الدينية - وفيات - متفرقات

إضافة رد
كاتب الموضوع منتظرة المهدي مشاركات 5 الزيارات 3393 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي 25 شوال وفاة الإمام جعفر الصادق عليه السلام
قديم بتاريخ : 02-Oct-2010 الساعة : 02:37 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .


عقدة المنصور من الإمام الصادق (ع)





اعترف المنصور بأنه متعطش لدم ذرية علي وفاطمة (عليهما السلام) ! وأنه قتل منهم ألفاً لكن ما فائدة ذلك وكبيرهم وسيدهم حيٌّ لم يقتل ، يقصد الإمام الصادق ( )!

والذي يقرأ أخباره مع الإمام الصادق ()يجد أن المنصور يعيش عقدة معه أشد من عقده مع غيره ! يدل على ذلك أقواله فيه ، وإحضاره المتعدد له في الحج سنة142 الى مقره في الربذة ، وسنة147 عندما زار المدينة ، وإحضاره قبل ذلك وبعده الى الأنبار والحيرة وبغداد ، عدة مرات ، وفي كل مرة ينوي قتله فيحدث له مانع بمعجزة وكرامة للإمام ()حتى تمكن من سمه !

بدأ المنصور من أول خلافته بإحضار الإمام الصادق (ع)لقتله !


وروته مصادر الجميع بروايات متعددة ، وأن الإمام ()حرك شفتيه فتغيرت حالة المنصور ، وأن الربيع وزير المنصور وغيره طلبوا من الإمام ()الدعاء الذي دعا به فأعطاه لبعضهم !فقد روى في تاريخ دمشق:18/86 ،وغيره: (عن الربيع حاجب المنصور قال: لما استوت الخلافة لأبي جعفر المنصور قال لي: يا ربيع ! قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: إبعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به ( يظهر أنه كان أحضره في العاصمة) قال: ففتحت(ذهبت) من بين يديه ، وقلت أيُّ بلية يريد أن يفعل ! وأوهمته أن أفعل ثم أتيته بعد ساعة فقال لي: ألم أقل لك أن تبعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به ، والله لأقتلنه ! فلم أجد بداً من ذلك ، فدخلت إليه فقلت يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين ، فقام معي مسرعاً ، فلما دنونا إلى الباب قام يحرك شفتيه ، ثم دخل فسلم فلم يرد عليه ، ووقف فلم يُجلسه ! ثم رفع رأسه إليه فقال: يا جعفر أنت ألَّبْتَ علينا وكثَّرت وعذَّرت ، وحدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي(ص) قال: ينصب لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة ! فقال جعفر بن محمد: حدثني أبي عن أبيه عن جده ، عن النبي ( ) أنه قال: ينادي يوم القيامة من بطنان العرش: ألا فليقم من كان أجره على الله ، فلا يقوم إلا من عفا عن أخيه ، فما زال يقول حتى سكن ما به ولانَ له فقال: أجلس يا أبا عبد الله ، إرتفع أبا عبد الله ، ثم دعا بدهن فيه غالية فغلفه بيده والغالية تقطر من بين أنامل أمير المؤمنين المنصور ، ثم قال: إنصرف أبا عبد الله في حفظ الله .



وقال لي: يا ربيع أتبع أبا عبد الله جائزته . قال الربيع: فخرجت إليه فقلت: يا أبا عبد الله أنت تعلم محبتي لك ، قال: نعم يا ربيع أنت منا ، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن النبي () قال: مولى القوم منهم وأنت منا . قلت: يا أبا عبد الله شهدت ما لم تشهد وسمعت ما لم تسمع ، وقد دخلت فرأيتك تحرك شفتيك عند الدخول عليه بدعاء ، فهو شئ تقوله أو تأثره عن آبائك الطيبين ؟ قال: لا بل حدثني أبي عن أبيه عن جده أن النبي () كان إذا حَزَبَهُ أمرٌ دعا بهذا الدعاء ، وكان يقال إنه دعاء الفرج: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، وارحمني بقدرتك علي ، لا أهلكُ وأنت رجائي..الخ. قال الربيع: كتبته من جعفر بن محمد برقعة ، وها هو ذا في جيبي..وذكر رواته وكل منهم يقول: وها هو ذا في رقعة في جيبي... ثم قال الربيع: فقلت له يا أمير المؤمنين حلفت لتقتلنه ثم فعلت به ما فعلت ! قال: ويحك يا ربيع إنه لما دخل إلي فرأيت وجهه أجد شيئاً له رقة ، لم أقدر على غير ما رأيت ، وقد رأيته يحرك شفتيه فاسأله عما يقول فأتيت جعفراً فسألته فقال على أن لا تعلمه ! فقلت: ذلك لك ، فقال يا ربيع إذا أصبحت وإذا أمسيت قل:اللهم احرسني بعينك التي لا تنام..الخ.).


ولعل إحضار الإمام ()هذه المرة كان الى الأنبار لأنها كانت العاصمة في أول خلافة المنصور ، ثم انتقل الى الحيرة واستحضره اليها مراراً ، ثم بنى عاصمته الهاشمية قرب الكوفة واستحضره فيها أكثر من مرة ، ثم انتقل الى بغداد واستحضره اليها مراراً أيضاً .


وكانت آخر إحضاراته له في المدينة، عندما حج المنصور سنة 147،

منها ما رواه الصدوق (ره)في أماليه/709 ، بسنده عن الربيع صاحب المنصور قال بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمد يستقدمه لشئ بلغه عنه ، فلما وافى بابه خرج إليه الحاجب فقال: أعيذك بالله من سطوة هذا الجبار فإني رأيت حَرَدَهُ عليك شديداً ! فقال الصادق: عليَّ من الله جنة واقية تعينني عليه إن شاء الله ، إستأذن لي عليه ، فاستأذن فأذن له ، فلما دخل سلم فرد ، ثم قال له: يا جعفر قد علمت أن رسول الله قال لأبيك علي بن أبي طالب: لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت فيك قولاً لا تمر بملإ إلا أخذوا من تراب قدميك يستشفون به ! وقال علي: يهلك فيَّ اثنان ولا ذنب لي: محب غال ، ومفرط قال . قال ذلك اعتذاراً منه أنه لا يرضى بما يقول فيه الغالي والمفرط .

ولعمري إن عيسى بن مريم ()لو سكت عما قالت فيه النصارى لعذبه الله ، ولقد تعلم ما يقال فيك من الزور والبهتان ، وإمساكك عن ذلك ورضاك به سخط الديان ! زعم أوغاد الحجاز ورعاع الناس أنك حبر الدهر وناموسه وحجة المعبود وترجمانه ، وعيبة علمه وميزان قسطه ، مصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى ضياء النور ، وأن الله لا يقبل من عامل جهل حدك في الدنيا عملاً ، ولا يرفع له يوم القيامة وزناً ، فنسبوك إلى غير حدك ، وقالوا فيك ما ليس فيك ، فقل فإن أول من قال الحق جدك ، وأول من صدقه عليه أبوك ، وأنت حري أن تقتص آثارهما وتسلك سبيلهما !


فقال الصادق (): أنا فرع من فروع الزيتونة ، وقنديل من قناديل بيت النبوة ، وأديب السفرة ، وربيب الكرام البررة ، ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور ، وصفو الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر ! فالتفت المنصور إلى جلسائه فقال: هذا قد أحالني على بحر مواج لا يدرك طرفه ولا يبلغ عمقه ، يحار فيه العلماء ويغرق فيه السُّبَحَاء ، ويضيق بالسابح عرض الفضاء ، هذا الشجى المعترض في حلوق الخلفاء ، الذي لا يجوز نفيه ولا يحل قتله ! ولولا ما يجمعني وإياه شجرة طاب أصلها وبسق فرعها وعذب ثمرها وبوركت في الذر وقدست في الزبر ، لكان مني إليه مالا يحمد في العواقب ، لما يبلغني من شدة عيبه لنا وسوء القول فينا ! فقال الصادق (): لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار ، فإن النمام شاهد زور وشريك إبليس في الإغراء بين الناس وقد قال الله تعالى: إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ، ونحن لك أنصار وأعوان ، ولملكك دعائم وأركان ، ما أمرت بالعرف والإحسان وأمضيت في الرعية أحكام القرآن ، وأرغمت بطاعتك لله أنف الشيطان ، وإن كان يجب عليك في سعة فهمك وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله ، أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ، فإن المكافي ليس بالواصل ، إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها ، فصل رحمك يزد الله في عمرك ، ويخفف عنك الحساب يوم حشرك ! فقال المنصور: قد صفحت عنك لقدرك ، وتجاوزت عنك لصدقك ، فحدثني عن نفسك بحديث أتعظ به ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات.


فقال الصادق: عليك بالحلم فإنه ركن العلم ، وامْلُكْ نفسك عند أسباب القدرة ، فإنك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظاً ، أو تداوي حقداً ، أو يحب أن يذكر بالصولة ، إعلم بأنك إن عاقبت مستحقاً لم تكن غاية ما توصف به إلا العدل ، ولا أعرف حالاً أفضل من حال العدل ، والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر . فقال المنصور: وعظت فأحسنت ، وقلت فأوجزت ، فحدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب حديثاً لم تؤثره العامة . فقال الصادق (): حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده قال: قال رسول الله () : لما أسري بي إلى السماء عهد إلي ربي جل جلاله في علي () ثلاث كلمات فقال: يا محمد ! فقلت: لبيك ربي وسعديك . فقال عز وجل: إن علياً إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين ، فبشرْه بذلك ، فبشره النبي () بذلك فخرَّ عليٌّ ساجداً شكراً لله عز وجل ثم رفع رأسه فقال: يا رسول الله ، بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك؟! قال: نعم وإن الله يعرفك وإنك لتذكر في الرفيق الأعلى ! فقال المنصور: ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ) .


وهي حادثة جديرة بالتحليل ، ونلفت منها الى اهتمام المنصور بما يعتقده الإمام الصادق ()وشيعته من فضائل علي ! ثم تصريح المنصور بعقدته والحكام قبله من الإمام الصادق وآبائه الأئمة() : ( هذا الشجى المعترض في حلوق الخلفاء ، الذي لا يجوز نفيه ولا يحل قتله) !


ومنها ما رواه ابن طاووس في مهج الدعوات/184، قال: (كتبته(الدعاء) من مجموع بخط الشيخ الجليل أبي الحسين محمد بن هارون التلعكبري أدام الله تأييده ، هكذا كان في الأصل ، ومن ذلك دعاء الصادق ()لما استدعاه المنصور مرة ثانية بعد عوده من مكة إلى المدينة: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد النوفلي قال: حدثني الربيع صاحب أبي جعفر المنصور قال: حججت مع أبي جعفر المنصور فلما صرت في بعض الطريق قال لي المنصور: يا ربيع إذا نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ، فوالله العظيم لا يقتله أحد غيري إحذر أن تدع أن تذكرني به ! قال: فلما صرنا إلى المدينة أنساني الله عز وجل ذكره ، قال: فلما صرنا إلى مكة قال لي يا ربيع ألم آمرك أن تذكرني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة ! قال فقلت: نسيت ذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين . قال فقال لي: إذا رجعت إلى المدينة فذكرني به فلا بد من قتله ، فإن لم تفعل لأضربن عنقك ! فقلت: نعم يا أمير المؤمنين . ثم قلت لغلماني وأصحابي: أذكروني بجعفر بن محمد إذا دخلنا المدينة إن شاء الله تعالى . قال: فلم تزل غلماني وأصحابي يذكروني به في كل وقت ومنزل ندخله وننزل فيه ، حتى قدمنا المدينة ، فلما نزلنا بها دخلت إلى المنصور فوقفت بين يديه فقلت له: يا أمير المؤمنين جعفر بن محمد ! قال فضحك وقال لي: نعم إذهب يا ربيع فأتني به ، ولا تأتني به إلا مسحوباً ! قال فقلت له: يا مولاي يا أمير المؤمنين حباً وكرامة وأنا أفعل ذلك طاعة لأمرك ! قال: ثم نهضت وأنا في حال عظيم من ارتكابي ذلك ! قال: فأتيت جعفر بن محمد وهو جالس في وسط داره فقلت له: جعلت فداك إن أمير المؤمنين يدعوك إليه ! فقال: لي السمع والطاعة ، ثم نهض وهو معي يمشي ، قال فقلت له: يا ابن رسول الله إنه أمرني أن لا آتيه بك إلا مسحوباً ! قال فقال الصادق: إمتثل يا ربيع ما أمرك به ! قال: فأخذت بطرف كمه أسوقه إليه فلما أدخلته إليه رأيته وهو جالس على سريره وفي يده عمود حديد يريد أن يقتله به ! ونظرت إلى جعفر وهو يحرك شفتيه به فوقفت أنظر إليهما ! قال الربيع: فلما قرب منه جعفر بن محمد قال له المنصور: أدن مني يا ابن عمي ، وتهلل وجهه وقربه منه حتى أجلسه معه على السرير ! ثم قال: يا غلام إئتني بالحقة فأتاه الحقة فإذا فيها قدح الغالية ، فغلفه منها بيده ، ثم حمله على بغلة وأمر له ببدرة وخلعة ، ثم أمره بالإنصراف ! قال فلما نهض من عنده خرجت بين يديه حتى وصل إلى منزله فقلت له: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ، إني لم أشك فيه إنه ساعة تدخل عليه يقتلك ورأيتك تحرك شفتيك في وقت دخولك عليه فما قلت؟ قال لي: نعم يا ربيع إعلم إني قلت: حسبي الرب من المربوبين ، حسبي الخالق من المخلوقين...اللهم إنك أجل وأجبر مما أخاف وأحذر، اللهم إني أدرأك في نحره وأعوذ بك من شره وأستعينك عليه وأستكفيك إياه يا كافي موسى فرعون ومحمداً الأحزاب...قال الربيع: فكتبته في رق وجعلته في حمائل سيفي ، فوالله ما هبت المنصور بعدها).


أقول: لاينسى المنصور هدفه في قتل الإمام ()لكنه أراد امتحان طاعة الربيع!

آخر تعديل بواسطة منتظرة المهدي ، 02-Oct-2010 الساعة 02:42 AM.


منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي
قديم بتاريخ : 02-Oct-2010 الساعة : 02:41 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


وفي مرت منها ظهرت للإمام ( )كرامة ، وعَلَّمَ شيعته كيف يردون على المفترين ! ففي الكافي:6/445:


(عن صفوان الجمال قال: حملت أبا عبد الله ()الحملة الثانية إلى الكوفة، وأبو جعفر المنصور بها ، فلما أشرف على الهاشمية مدينة أبي جعفر أخرج رجله من غرز الرحل ثم نزل ، ودعى ببغلة شهباء ، ولبس ثياباً بيضاً وكمة بيضاء ، فلما دخل عليه قال له أبو جعفر: لقد تشبهت بالأنبياء! فقال أبو عبد الله (): وأنى تبعدني من أبناء الأنبياء() ! فقال: لقد هممت أن أبعث إلى المدينة من يعقر نخلها ويسبي ذريتها فقال: ولم ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: رفع إلي أن مولاك المعلى بن خنيس يدعو إليك ويجمع لك الأموال! فقال: والله ما كان ! فقال: لست أرضى منك إلا بالطلاق والعتاق والهدي والمشي ! فقال: أبالأنداد من دون الله تأمرني أن أحلف ! إنه من لم يرض بالله فليس من الله في شئ ! فقال أتتفقه عليَّ ؟ فقال: وأنى تبعدني من الفقه وأنا ابن رسول الله () ! فقال: فإني أجمع بينك وبين من سعى بك ! قال: فافعل فجاء الرجل الذي سعى به فقال له أبو عبدالله: يا هذا ! فقال: نعم والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم لقد فعلت ! فقال له أبو عبد الله (): ويلك تمجد الله فيستحيي من تعذيبك ، ولكن قل: برئت من حول الله وقوته ولجأت إلى حولي وقوتي ! فحلف بها الرجل ، فلم يستتمها حتى وقع ميتاً ! فقال له أبو جعفر: لا أصدق بعدها عليك أبداً ، وأحسن جائزته ورده) . والمناقب:3/367، والإرشاد:2/182.

ورواه ابن الصباغ في الفصول المهمة:2/918: (فامتنع الرّجل فنظر إليه المنصور منكراً فحلف بها فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض وقضى ميّتاً مكانه في المجلس! فقال المنصور: جُرُّوا برجله وأخرجوه لعنه الله ، ثمّ قال: لا عليك يا أبا عبد الله أنت البرئ الساحة السليم الناحية المأمون الغائلة، عليَّّ بالطيب والغالية).


ورواه في الخرائج:2/763 ، عن الإمام الرضا () ، وفيه: ( ودخل وقد امتلأ المنصور غيظاً وغضباً فقال له: أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك على المسلمين تريد أن تفرق جماعتهم ، وتسعى في هلكتهم وتفسد ذات بينهم؟! فقال الصادق (): ما فعلت شيئاً من هذا ! قال المنصور: فهذا فلان يذكر أنك فعلت كذا وأنه أحد من دعوته إليك . فقال: إنه لكاذب...دعني أحلفه باليمين التي حدثني بها أبي عن جدي عن رسول الله () أنه لا يحلف بها حالف إلا باء بإثمه...فقالها الرجل...فما استتم كلامه حتى سقط ميتاً ! واحتمل ومضي به وسري عن المنصور ، وسأله عن حوائجه . فقال: ليس لي حاجة إلا إلى الله ، والإسراع إلى أهلي فإن قلوبهم بي متعلقة. فقال المنصور: ذلك إليك فافعل منه ما بدا لك ، فخرج من عنده مكرماً، قد تحير فيه المنصور ومن يليه فقال قوم: ماذا؟رجل فاجأه الموت ما أكثر ما يكون هذا ! وجعل الناس يصيرون إلى ذلك الميت ينظرون إليه...إذ قعد على سريره وكشف عن وجهه وقال: يا أيها الناس إني لقيت ربي بعدكم فلقاني السخط واللعنة واشتد غضب زبانيته عليَّ للذي كان مني إلى جعفر بن محمد الصادق ، فاتقوا الله ولا تهلكوا فيه كما هلكت . ثم أعاد كفنه على وجهه وعاد في موته فرأوه لا حراك به )!


وفي الصواعق لابن حجر:2/587: (فما تم حتى مات مكانه ! فقال أمير المؤمنين لجعفر: لا بأس عليك أنت المبرأ الساحة المأمون الغائلة...ووقع نظير هذه الحكاية ليحيى بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بأن شخصا زبيرياً سعى به للرشيد فطلب تحليفه فتلعثم فزبره الرشيد ، فتولى يحيى تحليفه بذلك ، فما أتم يمينه حتى اضطرب وسقط لجنبه ، فأخذوا برجله وهلك ! فسأل الرشيد يحيى عن سر ذلك؟ فقال تمجيد الله في اليمين يمنع المعاجلة بالعقوبة).

أفتى فقهاؤنا بجواز تحليف المفتري بيمين البراءة ، فقال صاحب الجواهر :35/345: (لكن قد يستفاد من قول أمير المؤمنين ()في نهج البلاغة: أحلفوا الظالم إذا أردتم يمينه بأنه برئ من حول الله وقوته ، فإنه إذا حلف بها كاذباً عوجل ، وإذا حلف بالله الذي لا إله إلا هو لم يعاجل لأنه قد وحد الله سبحانه ، جواز تحليف الظالم بالكيفية المزبورة ، بل قد يستفاد أيضا من فعل الصادق () وتحليفه من وشى به ذلك أيضاً... إلا أني لم أجد من أفتى بذلك من الأصحاب نعم في الوسائل باب جواز استحلاف الظالم بالبراءة من حول الله وقوته ، وظاهره الفتوى به ، ولا ريب أن الاحتياط يقتضي تركه إلا في مهدور الدم من الناصب ونحوه)


كما أفتوا أيضاً بجواز مباهلة المعاند ، فقد عقد في الكافي:2/513، باباً بعنوان: باب المباهلة ، روى فيه خمسة أحاديث ، منها عن أبي مسروق عن الإمام الصادق ()قال: (قلت: إنا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله عز وجل: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، فيقولون: نزلت في امراء السرايا ، فنحتج عليهم بقوله عز وجل: إنما وليكم الله ورسوله إلى آخر الآية فيقولون : نزلت في المؤمنين ، ونحتج عليهم بقول الله عز وجل : قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى فيقولون نزلت في قربى المسلمين ، قال: فلم أدع شيئاً مما حضرني ذكره من هذه وشبهه إلا ذكرته ، فقال لي: إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة ، قلت: وكيف أصنع ؟ قال: أصلح نفسك ثلاثاً وأظنه قال وصم واغتسل وأبرز أنت وهو إلى الجبان فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه ، ثم أنصفه وابدأ بنفسك وقل: اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، إن كان أبو مسروق جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً ثم رد الدعوة عليه فقل: وإن كان فلان جحد حقاً وادعى باطلاً فأنزل عليه حسباناً من السماء أو عذاباً أليماً ، ثم قال لي: فإنك لا تلبث أن ترى ذلك فيه ! فوالله ما وجدت خلقا يجيبني إليه ) . وفي جواهر الكلام:5/39: (وبناء على الوجه الأول يستفاد منه حينئذ استحباب الغسل لفعل المباهلة كما عن جماعة النص عليه ، ويدل عليه خبر أبي مسروق عن الصادق... وقول الراوي: وأظنه قال..يختص بالصوم ولا يعم الإغتسال كما هو الظاهر) .

للحديث بقية حتى يوم 25 من شهر شوال



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Oct-2010 الساعة : 03:41 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .




ملاحظات على نصوص إحضار المنصور للإمام (ع)



1- يظهر أن عدد المرات التي أحضر فيها المنصور الإمام الصادق ()أكثر من عشر ! وقد اهتموا بروايتها من أجل الدعاء الذي كان يقرؤه الإمام ()فتتغير حالة المنصور ويتراجع عن قتله! ففي الكافي:5/445:(عن صفوان الجمال قال : حملت أبا عبد الله ()الحملة الثانية إلى الكوفة وأبو جعفر المنصور بها، فلما أشرف على الهاشمية) وفي مهج الدعوات/214: ( لما بعث المنصور إليه إلى المدينة ليقتله وهي المرة التاسعة ، رويناها من كتاب الخصائص للحافظ أبي الفتح محمد بن أحمد بن علي النطنزي ، وقد أثنى عليه محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب) .راجع الفصول المهمة:2/917 ، ودلائل الإمامة للطبري/119 ، الخرائج والجرائح/357) .

ورووا أن المنصور عندما حج سنة142،لم يدخل المدينة ونزل الربذة وحبس الحسنيين ، واستدعى الإمام الصادق ()ثلاث مرات !ففي البحار:91/282:(لما استدعاه المنصور مرة ثالثة بالربذة ). وعندما حج سنة147، ودخل المدينة استدعاه مرات: ( لما استدعاه المنصور مرة ثانية بعد عوده من مكة إلى المدينة).
وفي البحار:91/289:(دعاء الصادق ()لما استدعاه المنصور مرة رابعة إلى الكوفة).وفي/288:(دعاء لمولانا الصادق ()لما استدعاه المنصور مرة خامسة إلى بغداد قبل قتل محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن).وفي مهج الدعوات/198:(دعاء مولانا الصادق ()...لما استدعاه المنصور مرة سادسة ، وهي ثاني مرة إلى بغداد) .
وبعض روايات هذه المرات متداخلة ، لكنها تبقى أكثر من عشر مرات ! وهي تدل على تحير المنصور وعناده وتجبره !


2- كان هدف المنصور من إحضار الإمام ()في أكثر المرات أن يقتله ! وفي بعضها كان له أغراض أخرى . ففي أول خلافته أحضره مع عبدالله بن الحسن ليبايعاه ، ثم أحضره ليسأله عن مهدي الحسنيين وأخيه ، ثم أحضره الى الحيرة ليمتحنه لعله يكشف نقص علمه ! قال أبو حنيفة: ( لما أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال: يا أبا حنيفة ، إن الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهئ له من المسائل الشداد ، فهيأت له أربعين مسألة). ولعله في تلك المرة أراد أن يمتحن الإمام () في علم الطب ، فأحضر له طبيباً هندياً: (حضر مجلس المنصور يوماً وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب فجعل أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد ()ينصت لقراءته فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبد الله: أتريد مما معي شيئاً؟ قال: لا ، فإن ما معي خير مما معك). ثم ذكر الراوي أنه جرى بينهما حديث في الطب يظهر أن الراوي لم يفهمه ! وفي آخره قال له الهندي: من أين لك هذا العلم؟فقال: أخذته عن آبائي() عن رسول الله () عن جبرئيل () عن رب العالمين جل جلاله ، الذي خلق الأجساد والأرواح . فقال الهندي: صدقت وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وعبده ، وأنك أعلم أهل زمانك ).(الخصال/511).



3- مضافاً الى صحة سند إحضار المنصور للإمام ()لقتله ثم تراجعه عن ذلك فقد استفاضت روايته عند الشيعة والسنة ! وهذا يدل على أن الحجة كانت تامة على المنصور وأنه يعرف إمامة الصادق () ، ويدل على عناده وتجبره حيث أصرَّ على قتل الإمام ()رغم الآيات التي رآها ! والإصرار صفة بارزة في شخصية المنصور ، وقد صار تعامله مع ولي عهده وابن عمه عيسى بن موسى مضرب المثل ، فقد استعمل معه أنواع الحيل والضغوط والترغيب والترهيب حتى عزله ونصب مكانه ابنه الذي سماه بالمهدي ، مع أنه ضال مضل كأبيه !



4- تضمنت بعض روايات القضية سوء أدب المنصور مع الإمام الصادق () مع أنه يعرف إمامته ومقامه عند الله تعالى ، مضافاً الى أن الإمام بالمقياس الإجتماعي أكبر من المنصور سناً ببض عشرة سنه ، ثم هو ابن علي والحسين (عليهما السلام) اللذين تقدسهما الأمة ، ومنها بنو هاشم وبنو العباس !
لكن مع ذلك كان المنصور يتجرأ على الإمام ()ويقول له: (يا جعفر تحاول الفتنة وتريد سفك دماء المسلمين ، وتلحد في سلطاني وتبتغي الغوائل . فقال له جعفر بن محمد: يا أمير المؤمنين ما فعلت ذلك ولا أردته ، فقد علمت قديماً ما أنا عليه (من عدم قبول قيادة حركة للوصول الى السلطة) ، فلا تقبل عليَّ من كاذب إن كذب وساع إن سعى بي عندك). (شرح الأخبار:3/303 ). وقال له مرة: (أي عدو الله ! إتخذك أهل العراق إماماً يبعثون إليك زكاة أموالهم، وتلحد في سلطاني وتبغيه الغوائل! قتلني الله إن لم أقتلك... ما تدع حسدك وبغيك وإفسادك على أهل هذا البيت من بني العباس... أما تستحيي مع هذه الشيبة ). (مستدرك سفينة البحار:6/232).


بل أراد المنصور في المدينة أن يذل الإمام ()فأخرجه معه وهو يتوكأ على يده كما يفعل الكبير مع الصغير ! فرآه مولى خالد بن عبد الله فقال: (لوددت أن خدَّ أبي جعفر نعل لجعفر، وتقدم رزام حتى وقف بين يدي المنصور فقال له: أسألُ يا أمير المؤمنين؟ فقال له المنصور: سل هذا ، فقال: إني أريدك بالسؤال ! فقال له المنصور: سل هذا ، فالتفت رزام إلى الإمام () فقال له: أخبرني عن الصلاة وحدودها ، فقال له: للصلاة أربعة آلاف حد..).(مستدرك سفينة البحار:6/232).


ونلاحظ في المقابل لين الإمام الصادق ()ومداراته للجبار: (فقال له جعفر بن محمد: يا أمير المؤمنين ما فعلت ذلك ولا أردته) (شرح الأخبار:3/303). وهذا خط الأنبياء وأوصيائهم() أمرهم الله أن يسلكوه مع الجبابرة ويتحملوا منهم ، إلا في استثناءات . والإمام الصادق ()مؤيد من ربه، تحدثه الملائكة بشهادة المنصور ، وهو حجة الله على خلقه ، معصوم في قوله وفعله ، وما يفعله فبتوجيه ربه عز وجل ، إما بحكم شرعي أو بما يلقيه الله في قلبه من علم ويقين .


وقد اقتضت حكمته تعالى أن يمتحن الناس بجبروت المنصور ويمد في عمر الإمام ()اثنتي عشرة سنة في خلافة المنصور حتى أذن بشهادته بالسم سنة148.


وفي هذه المدة قام الإمام ()بأعمال ضخمة في ترسيخ الإسلام وبلورة خط أهل البيت() ، وكشف الخطوط المنحرفة ، فرسَّخَ بذلك ما شيَّده في زمن السفاح .
وقد تكون هذه السنوات الإثنتا عشرة مع الأربع سنوات في زمن السفاح أخصب سنوات عمر الإمام ()في بثه العلوم وتخريجه العلماء ، وتعميقه الإيمان في عقول الخاصة والعامة ، مما سمعت به الأمة وعاشته آنذاك ، ووصلت الينا بعض بركاته .

5- روت المصادر السنية نوعين من دعاء الإمام ()لدفع شر المنصور ، ففي سير الذهبي:6/266:(اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك علي ولا تهلكني وأنت رجائي . ربَِ كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لها عندك صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني ، وياذا النعم التي لا تحصى أبداً ، وياذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ، أعني على ديني بدنيا ، وعلى آخرتي بتقوى ، واحفظني فيما غبت عنه ، ولا تكلني إلى نفسي فيما خطرت . يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة ، إغفر لي ما لا يضرك ، وأعطني ما لاينقصك ، يا وهاب أسألك فرجاً قريباً ، وصبراً جميلاً ، والعافية من جميع البلايا ، وشكر العافية). وتهذيب الكمال:5/95 .

وفي تاريخ دمشق:18/136: عن (رزام مولى خالد بن عبد الله القسري قال: بعث بي المنصور إلى جعفر بن محمد... فلما أقبلت به إليه والمنصور بالحيرة وعلونا النجف ، نزل جعفر بن محمد عن راحلته فأسبغ الوضوء ، ثم استقبل القبلة فصلى ركعتين ثم رفع يديه . قال رزام: فدنوت منه فإذا هو يقول:اللهم بك أستفتح وبك أستنجح ، وبمحمد عبدك ورسولك أتوسل . اللهم سهِّل حزونته وذلل لي صعوبته وأعطني من الخير أكثر ما أرجو، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف.ثم ركب راحلته فلما وقف بباب المنصور وأعلم بمكانه فُتحت الأبواب ورُفعت الستور ، فلما قرب من المنصور قام إليه فتلقاه ، وأخذه بيده وماشاه حتى انتهى به إلى مجلسه فأجلسه فيه ، ثم أقبل عليه يسأله عن حاله وجعل جعفر يدعو له).
أما مصادرنا فروت ما تقدم ، وروت أدعية أخرى دعا بها الإمام ()في هذه المرة أو تلك فتغيرت حالة المنصور ، كما تقدم من مهج الدعوات .

وفي عدد من المصادر دعاء:(يا عدتي عند شدتي ، ويا غوثي عند كربتي ، فاحرسني بعينك التي لا تنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام..الخ.). كما في روضة الواعظين/209، والإرشاد:2/182 ، وهو من أدعية صحيفة الإمام زين العابدين (). وروى الصدوق دعاءً آخر:(حسبي الرب من المربوبين ، وحسبي الخالق من المخلوقين ، وحسبي الرازق من المرزوقين وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي ، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا اله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم). (العيون:1/273، والبحار:91/292، وذكر أنه دعاء النبي () لدفع مكر الأحزاب واليهود !

وبهذايظهر أن أدعية الإمام ()كانت متعددة ، وقد فهم الرواة أنها السبب في تغير حالة المنصور ، لكن العامل الأول في التأثير هو شخصية الداعي () ، فكم من كلام لو قاله غير الإمام لم يؤثر ، ولو قاله هو لأثَّر .

6- تفاوتت الرواية في وصف تغير حالة المنصور من غاضب حانق جبار ، قرَّر قتل الإمام ()وأحضر السياف أو السيف، الى هادئ متودد للإمام ()! ففي رواية تاريخ دمشق:18/86: (قال الربيع: فقلت له: يا أمير المؤمنين حلفت لتقتلنه ثم فعلت به ما فعلت ! قال: ويحك يا ربيع ! إنه لما دخل إلي فرأيت وجهه أجد شيئاً له رقة لم أقدر على غير ما رأيت ، وقد رأيته يحرك شفتيه فاسأله عما يقول) !
وفي تهذيب الكمال:5/95: (فقال إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني ! قتلني الله إن لم أقتله... فلما نظر إليه مقبلاً قام من مجلسه فتلقاه وقال: مرحباً بالنقي الساحة البرئ من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي ! فأقعده على سريره معه وأقبل عليه بوجهه وسأله عن حاله ، ثم قال: سلني حوائجك؟ فقال: أهل مكة والمدينة قد تخلف عليهم عطاؤهم فتأمر لهم به ، قال: أفعل . ثم قال: يا جارية إيتني بالمتحفة فأتته بمدهن زجاج فيه غالية). ونحوه الفرج بعد الشدة:1/70 . والغالية:عطرخاص .

وفي رواية الخرائج:2/641: (وكان يقول: عليَّ به ، سقى الله الأرض دمي إن لم أسقها دمه ، عجلوا عجلوا ! قال: فلما دخل عليه جعفر قال له: مرحباً يا ابن عم يا ابن رسول الله ! فما زال يرفعه حتى أجلسه على وسادته ، ثم دعا بالطعام وجعل يلقمه جيداً بارداً وقضى حوائجه).

وفي مهج الدعوات/185: (فلما أدخلته إليه رأيته وهو جالس على سريره وفي يده عمود حديد يريد أن يقتله به... فوقفت أنظر إليهما قال الربيع: فلما قرب منه جعفر بن محمد قال له المنصور: أدن مني يا ابن عمي ، وتهلل وجهه وقربه منه حتى أجلسه معه على السرير )


وفي البحار:91/285:(فحرك شفتيه بشئ لم أفهمه ، فنظرت إلى المنصور فما شبهته إلا بنار صُبَّ عليها ماء فخمدت، ثم جعل يسكن غضبه حتى دنا منه جعفر بن محمد وصار مع سريره ، فوثب المنصور فأخذ بيده ورفعه على سريره ، ثم قال له: يا أبا عبد الله يعز علي تعبك ، وإنما أحضرتك لأشكو إليك أهلك: قطعوا رحمي ، وطعنوا في ديني ، وألبوا الناس عليَّ ، ولو وليَ هذا الأمر غيري ممن هو أبعد رحماً مني لسمعوا له وأطاعوا ! فقال جعفر: يا أمير المؤمنين فأين يعدل بك عن سلفك الصالح ، إن أيوب ()ابتلي فصبر ، وإن يوسف () ظلم فغفر ، وإن سليمان ()أعطي فشكر ، فقال المنصور: قد صبرت وغفرت وشكرت . ثم قال: يا أبا عبد الله حدثنا حديثاً كنت سمعته منك في صلة الأرحام...).

آخر تعديل بواسطة منتظرة المهدي ، 03-Oct-2010 الساعة 03:53 AM.


منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Oct-2010 الساعة : 03:48 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


7- ذكرت عدة مصادر معجزات حدثت في بعض المرات ، وهو أمر لا يستبعد على مقام الإمام ()عند الله تعالى ، فإذا صح السند قبلناه ، ففي البحار:91/293،أن المنصور قال:(فتمثل لي رسول الله باسط ذراعيه قد تشمر واحمرَّ وعبس وقطب حتى كاد أن يضع يده عليَّ ! فخفت والله لو فعلت لفعل) !
وفي مهج الدعوات/18، عن محمد بن عبيد الله الإسكندري قال: (كنت من ندماء أبي جعفر المنصور وخواصه ، وكنت صاحب سره ، فبينا أنا إذ دخلت عليه ذات يوم فرأيته مغتماً فقلت له: ما هذه الفكرة يا أمير المؤمنين؟ قال فقال لي: يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة مائة أو يزيدون ، وقد بقي سيدهم وإمامهم ! فقلت له: مَن ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: جعفر بن محمد رأس الروافض وسيدهم ! فقلت له: يا أمير المؤمنين إنه رجل شغلته العبادة عن طلب الملك والخلافة . فقال لي: قد علمت أنك تقول به وبإمامته ، ولكن الملك عقيم وقد آليت على نفسي أن لا أمسي عشيتي هذه حتى أفرغ منه ! ثم دعا بسياف وقال له: إذا أنا أحضرت أبا عبد الله وشغلته بالحديث ووضعت قلنسوتي ، فهو العلامة بيني وبينك ، فاضرب عنقه ! فأمر بإحضار الصادق فأحضر في تلك الساعة ولحقته في الدار وهو يحرك شفتيه فلم أدر ما الذي قرأ إلا أنني رأيت القصر يموج كأنه سفينة ! فرأيت أبا جعفر المنصور يمشي بين يديه كما يمشي العبد بين يدي سيده حافي القدمين مكشوف الرأس ، يحمرَُ ساعة ويصفرَُ أخرى وأخذ بعضد الصادق وأجلسه على سرير ملكه في مكانه وجثى بين يديه كما يجثو العبد بين يدي مولاه ثم قال: ما الذي جاء بك إلينا في هذه الساعة يا ابن رسول الله؟ قال: دعوتني فأجبتك . قال: ما دعوتك وإنما الغلط من الرسول ! ثم قال له: سل حاجتك يا ابن رسول الله. فقال: أسألك أن لا تدعوني لغير شغل . قال: لك ذاك . وانصرف أبو عبد الله فلما انصرف نام أبو جعفر ولم ينتبه إلى نصف الليل ، فلما انتبه كنت جالساً عند رأسه قال لي: لا تبرح يا محمد من عندي حتى أقضي ما فاتني من صلاتي وأحدثك بحديث .


قلت: سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين . فلما قضى صلاته قال: إعلم أني لما أحضرت سيدك أبا عبد الله وهممت بما هممت به من السوء رأيت تنيناً قد حوى بذنبه جميع داري وقصري وقد وضع شفته العليا في أعلاها والسفلى في أسفلها ، وهو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين: يا منصور إن الله بعثني إليك وأمرني إن أنت أحدثت في عبدي الصالح الصادق حدثاً أبتلعتك ومن في الدار جميعاً ! فطاش عقلي وارتعدت فرائصي واصطكت أسناني)! ودلائل الإمامة للطبري الشيعي/298 ، بتفاوت ،وعيون المعجزات/80 .

والثاقب في المناقب/208 ، وفيه: (يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة مقدار مائة أو يزيدون ، وقد بقي سيّدهم وإمامهم...فقلت: أسحرٌ هذا يا أمير المؤمنين؟! قال: أسكت ، أما تعلم أن جعفر بن محمد خليفة الله في أرضه)؟!

وفي رواية: (قال محمد: قلت ليس هذا بعجيب فإن أبا عبد الله وارث علم النبي وجده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وعنده من الأسماء والدعوات التي لو قرأها على الليل المظلم لأنار وعلى النهار المضئ لأظلم). ثم ذكر أنه قصد الإمام ()فعلمه الدعاء وهو طويل.


هذا ، وقد ورد إسم الراوي في الثاقب/208، بدل محمد بن الإسكندري (محمد بن الاسقنطوري وكان وزيراً للدوانيقي). ولم أجد ترجمته في وزراء المنصور أو ندمائه الذين ذكروا منهم: ابن هرمة الشاعر وهو إبراهيم بن علي بن سلمة (وافي الصفدي:2/ 240)ومحمد بن جعفر بن عبيدالله بن عباس(تاريخ الذهبي:9/595) والهيثم بن عدي الثعلي الطائي (البرصان والعرجان للجاحظ/3 ، والأعلام:8/104).


8- كان الربيع حاجب المنصور يحب الإمام الصادق () ، حتى عده بعضهم من شيعته ، وعندما بعثه المنصور ليسأل الإمام ()عن الدعاء الذي دعا به: (قال الربيع: فخرجتُ إليه فقلت: يا أبا عبد الله أنت تعلم محبتي لك ، قال: نعم يا ربيع أنت منا ، حدثني أبي عن أبيه عن جده ، عن النبي () قال: مولى القوم منهم وأنت منا ). (تاريخ دمشق:18/86) لكن لا مدح في ذلك لأن الربيع مولى المنصور فهو ملحق ببني هاشم ، فكلمة: (وأنت منا) وسيعة تعني آل هاشم ، وحتى لو استعملت في آل علي ()لاتكون مدحاً حتى يقال مثلاً: (منا أهل البيت) ، فقاعدة مولى القوم منهم لاترفع من شأن الربيع الذي كان لقيطاً لا يُعرف له أب ، وشارك المنصور في كثير من جرائمه ، وأدار الأمور عند موت المنصور كحاكم مقتدر وأخذ البيعة لابن المنصور ! قال ابن النديم في الفهرست/258: (عيسى بن أبان.. من أهل فَسَا.. وهو الذي أشار على المنصور وقد شكا إليه لين حجابه: إستخدم قوماً وقاحاً. قال: ومن هم ؟ قال: اشتر قوماً من اليمامة ، فإنهم يربون الملاقيط (اللقطاء الذين لاأب لهم) ! فاشتراهم وجعل حجابه إليهم ، منهم الربيع الحاجب).

وفي تاريخ بغداد:8/412 ، أن ابن عياش كان:(يطعن في نسب الربيع طعناً قبيحاً ويقول للربيع: فيك شبه من المسيح ، يخدعه بذلك فكان يكرمه لذلك ! حتى أخبر المنصور بما قاله له . فقال: إنه يقول لا أب لك ! فتنكر له بعد ذلك) !

وفي الوفيات:14/58 ، أن بعض الهاشميين: ( دخل على المنصور وجعل يحدثه ويقول: كان أبي (ره)وكان ، وأكثر من الرحمة عليه ، فقال له الربيع: كم تترحم على أبيك بحضرة أمير المؤمنين ؟! فقال له الهاشمي: أنت معذور ، لأنك لا تعرف مقدار الآباء ! فخجل منه ! وضحك المنصور إلى أن استلقى ! ثم قال للهاشمي: خذ بما أدبك به الربيع) !

أقول: هذا هو الربيع الذي حكم الدولة الإسلامية وابنه الفضل لسنين طويلة ! وهذا هو المنصور الذي يضحك حتى يستلقي على ظهره ، لأن وزيره ومعتمده لقيطٌ لا أب له ، ويأمر ذلك الهاشمي بأن يتأدب بالأدب الذي أمره به اللقيط ، فلا يمدح أحداً في حضور المنصور ، لأن المدح يجب أن يكون له وحده !



9- أحضر المنصور الإمام ()الى بغداد في جو إيجابي عندما كان يرتب الأمر لابنه المهدي! فعن محمد بن إبراهيم الإمام العباسي: (أرسل المنصور بُكراً واستعجلني الرسول وظننت أن ذلك لأمر حادث ، فركبت إذ سمعت وقع الحافر فقلت للغلام: أنظر من هذا فقال: هذا أخوك عبد الوهاب فرفقت في السير فلحقني فسلمت عليه وسلم علي فقال: أتاك رسول هذا ؟ قلت: نعم ، فهل أتاك ؟ قال: نعم ، قلت: فيمَ ذاك ترى؟ قال: تجده اشتهى خلا وزيتا يريد الغداء ، فأحب أن نأكل معه ! قلت: ما أرى ذلك ، وما أظن هذا إلا لأمر ! قال: فانتهينا إليه فدخلنا فإذا الربيع واقف عند الستر وإذا المهدي ولي العهد في الدهليز جالس ، وإذا عبد الصمد بن علي وداود بن علي وإسماعيل بن علي وسليمان بن علي وجعفر بن محمد بن علي بن حسين وعبد الله بن حسن بن حسن والعباس بن محمد . قال الربيع: إجلسوا مع بني عمكم ، قال فجلسنا فدخل الربيع وخرج فقال للمهدي أدخل أصلحك الله ، ثم دخل فقال: أدخلوا جميعاً فدخلنا وسلمنا وأخذنا مجالسنا ، فقال للربيع: هات دوياً وما يكتبون فيه ، فوضع بين يدي كل واحد منا دواة وورقاً ، ثم التفت إلى عبد الصمد بن علي فقال: يا عم حدث ولدك وإخوتك وبني أخيك حديث البر والصلة، فقال عبد الصمد: حدثني أبي عن جدي عبد الله بن العباس عن النبي () أنه قال: إن البر والصلة ليطيلان الأعمار ويعمران الديار ويكثران الأموال ولو كان القوم فجاراً....ثم التفت المنصور إلى جعفر بن محمد فقال يا أبا عبد الله حدث إخوتك وبني عمك بحديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب () . قال: قال النبي () : ما من ملك يصل رحمه وذوي قرابته ويعدل على رعيته إلا شد الله له ملكه وأجزل له ثوابه وأكرم ما به وخفف حسابه). (تاريخ دمشق:36/242، والمنتظم:9/106).
وهكذا كان كل برنامج المنصور لهذه الجلسة التي أحضر لها شخصيات بني العباس وبني علي () ، أن يروي كل منهم أحاديث صلة الرحم ليؤلف بين بني هاشم بقيادة ولده الذي سماه بالمهدي ، وهو الضال بن الضال !



10- وأحضر المنصور الإمام ()ليسأله عن مهدي الحسنيين وأخيه ويستشيره فيهما ، وهو يذكر جيداً أن الإمام ()قال له يوم بايع المنصور مهدي الحسنيين وكان متحمساً له ليس هذا هو المهدي ولا ينالها هو ولا أخوه وستقتلهما أنت !


(عن رزام مولى خالد بن عبد الله القسري قال: بعث بي المنصور إلى جعفر بن محمد... قال فلما أقبلت به إليه والمنصور بالحيرة وعلونا النجف نزل جعفر بن محمد عن راحلته فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فصلى ركعتين ثم رفع يديه قال رزام: فدنوت منه فإذا هو يقول: اللهم بك أستفتح وبك استنجح وبمحمد عبدك ورسولك أتوسل . اللهم سهِّل لي حزونته وذلل لي صعوبته ، وأعطني من الخير أكثر ما أرجو ، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف . ثم ركب راحلته فلما وقف بباب المنصور وأعلم بمكانه فُتحت الأبواب ورُفعت الستور ، فلما قرب من المنصور قام إليه فتلقاه ، وأخذه بيده وماشاه حتى انتهى به إلى مجلسه فأجلسه فيه ثم أقبل عليه يسأله عن حاله ، وجعل جعفر يدعو له ، ثم قال: قد عرفت ما كان مني في أمر هذين الرجلين يعني محمداً وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن ، وترى كأني بهما وقد استخفا بحقي وأخاف أن يشقا العصا وأن يلقيا بين أهل هذا البيت شراً لا يصلح أبداً ! فأخبرني عنهما ؟ فقال له جعفر: والله لقد نهيتهما فلم يقبلا فتركتهما كراهة أن أطلع على أمرهما وما زلت حاطباً في أمرك مواظباً على طاعتك . قال: صدقت ، ولكنك تعلم أني أعلم أن أمرهما لن يخفى عنك ولن تفارقني إلا أن تخبرني به . فقال له: يا أمير المؤمنين أفتأذن لي أن أتلو آية من كتاب الله عليك فيها منتهى عملي وعلمي ؟ قال: هات على اسم الله . فقال جعفر: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم:لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ. قال فخرَّ أبو جعفر ساجداً ثم رفع رأسه فقبل بين عينيه وقال: حسبك . ثم لم يسأله بعد ذلك عن شئ حتى كان من أمر إبراهيم ومحمد ما كان). (تاريخ دمشق:18/136).


11- اغتنم الإمام الصادق ()إحضار المنصور له في أول خلافته الى الأنبار سنة136 ليظهر قبر أمير المؤمنين ()ويأخذ رسميته من المنصور !قال صفوان الجمال: (حملت جعفر بن محمد ()فلما انتهيت إلى النجف قال: يا صفوان تياسر حتى تجوز الحيرة فتأتي القائم(العمود المبني).. ثم تقدم هو وعبد الله بن الحسن فصليا عند قبر ، فلما قضيا صلاتهما قلت: جعلت فداك أي موضع هذا القبر؟ قال هذا قبر علي بن أبي طالب). (البحار:97/246).

وقد كان الأئمة() يزورون قبر أمير المؤمنين ()في ظهر الكوفة ويدلون عليه خاصتهم ، وبعد زوال ملك بني أمية طلب أبو مسلم الخراساني من الإمام الصادق ()عندما حج مع المنصور أن يظهر القبر ليزوره المسلمون فلم يقبل ، لكنه بادر ()لإظهاره في أول خلافة المنصور لمعرفته بأن المنصور سيُغير رأيه ويعلن عداوته لعلي ()! ( قال المنصور للصادق (): قد استدعاك أبو مسلم لإظهار تربة علي فتوقفت ، تعلم أم لا ؟ فقال: إن في كتاب علي ()أنه يظهر في أيام عبد الله أبي جعفر الهاشمي . ففرح المنصور بذلك . ثم إنه ()أظهر التربة فأخبر المنصور بذلك وهو في الرصافة ، فقال: هذا هو الصادق ، فليزر المؤمن بعد هذا إن شاء الله ، فلقبه بالصادق ). (مناقب آل أبي طالب:3/393).


(فلم يزل قبره ()مخفياً حتى دل عليه الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام)في الدولة العباسية وزاره عند وروده إلى أبي جعفر المنصور وهو بالحيرة ، فعرفته الشيعة واستأنفوا إذ ذاك زيارته ، صلى الله عليه). (المستجاد من الإرشاد/14).


وكان الإمام الصادق ()يحثُّ المسلمين على زيارته ويقول عن الغري: (هو قطعة من الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى تكليماً وقدس عليه عيسى تقديساً ، واتخذ عليه إبراهيم خليلاً، واتخذ محمداً () عليه حبيباً وجعله للنبيين مسكناً، والله ما سكن فيه بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين ()فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب ()فإنك زائر الآباء الأولين ومحمداً خاتم النبيين وعلياً سيد الوصيين فإن زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته).(الغارات:2/854). وفي تهذيب الأحكام:6/21:(ما لمن زار جدك أمير المؤمنين ()؟ فقال: يا بن ما رد من زار جدي عارفاً بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة ، والله يا بن ما رد ما يطعم الله النار قدماً اغبرَّت في زيارة أمير المؤمنين ()ماشياً كان أو راكباً ).



وفي وسائل الشيعة:10/305: (لما وافيت مع جعفر بن محمد الصادق () الكوفة نريد أبا جعفر المنصور قال لي: يا صفوان أنخ الراحلة فهذا قبر جدي أمير المؤمنين () فأنختها، ثم نزل فاغتسل وغير ثوبه وتحفى ، وقال لي: إفعل كما أفعل ، ثم أخذ نحو الذكوات ثم قال لي: قصر خطاك وألق ذقنك إلى الأرض يكتب لك بكل خطوة مأة ألف حسنة ، وتمحى عنك مأة ألف سيئة ، وترفع لك مأة ألف درجة وتقضى لك مأة ألف حاجة ، ويكتب لك ثواب كل صديق وشهيد مات أو قتل ، ثم مشى ومشيت معه وعلينا السكينة والوقار نسبح ونقدس ونهلل إلى أن بلغنا الذكوات، وذكر الزيارة إلى أن قال: وأعطاني دراهم وأصلحت القبر) .



للحديث بقية


مضى الإمام شهيداً لكن بعد أن عبَّد الطريق الذي شقه أبوه (عليهما السلام)




منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-Oct-2010 الساعة : 01:50 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .



مضى الإمام شهيداً لكن بعد أن عبَّد الطريق الذي شقه أبوه (عليهما السلام)




تمكن المنصور بعد اثنتي عشرة سنة من التخطيط والصراع مع الإمام الصادق ()والعناد لآيات الله التي ظهرت فيه ، أن يقتل الإمام ()بأن دسَّ له السم في المدينة كما تقدم ! ومضى الإمام ()الى ربه شهيداً لكن بعد أن عبَّد الطريق الذي شقه أبوه باقر علم جده () وباقر طريق التغيير للأمة.
قال السيد ابن طاووس (ره)في مهج الدعوات ومنهج العبادات/212: (ومن العجب المستطرف المستغرب أن المنصور يرى هذه الآيات والمعجزات والكرامات للصادق صلوات الله عليه فلما بلغته وفاته بكى عليه ، وأمر بقتل من أوصى إليه ! على ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الحجة في باب النص على أبي الحسن موسى بن جعفر ()قد ذكر بإسناده عن داود بن زربي ، عن أبي أيوب الجوزي ، قال: بعث إليَّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه وهو جالس على كرسي ، وبين يديه شمعة وفي يده كتاب ، فلما سلمت عليه رمى الكتاب إليَّ وهو يبكي ، فقال لي: هذا كتاب جعفر بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ثلاثاً ، وأين مثل جعفر !

ثم قال: أكتب فكتبت صدر الكتاب ، ثم قال: أكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه فاضرب عنقه . قال فرجع إليه الجواب أنه أوصى إلى خمسة نفر أحدهم أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان ، وعبد الله ، وموسى ، وحميدة... فقال أبو جعفر المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل ! أقول: إنا لله وإنا إليه راجعون مما بلغ إليه حب الدنيا حتى عميت لأجله القلوب والعيون: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) . (والكافي:1/310 ، وغيبة الطوسي197، وفيه: أبو أيوب الخوزي ، ومناقب آل أبي طالب:3/434 ، وفيه:أن أبا حمزة الثمالي لما بلغته وصية الإمام ()قال: ( الحمد لله الذي هدانا.. بيَّنَ عيوب الكبير ودل على الصغير لإضافته إياه ، وكتم الوصية عن المنصور ).

وروى إسماعيل عم المنصورتباكيه الكاذب على الإمام ()فقال:(دخلت على أبي جعفر يوماً وقد اخْضَلَّت لحيته بالدموع وقال لي: أما علمت ما نزل بأهلك؟ فقلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: فإن سيدهم وعالمهم وبقية الأخيار منهم توفي! فقلت: ومن هو يا أمير المؤمنين ؟ قال: جعفر بن محمد . فقلت: أعظم الله أجر أمير المؤمنين وأطال الله بقاءه ، فقال لي: إن جعفراً ممن قال الله فيهم:ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا . وكان ممن اصطفى الله وكان من السابقين بالخيرات). (اليعقوبي:2/381 ، وتحف العقول/310).

وهذا يدل على مكانة خاصة للإمام ()عند العباسيين ، فهم ينظرون اليه كأبيه (عليهما السلام)، إماماً ربانياً ، أخبرهم بملكهم ولم يواجههم ، فاضطر المنصور أمامهم أن يخفي قتله له ويتظاهر بالبكاء عليه !




حق الكاظم أوصب دمعة العين


ونينك صدع اقلوب الخواتين



تحن اتلوج ننقلب أو تنهت


تراني والعين حست



يبويه اوداعهالونتك قلبي تفتت


صد ليه ابرفق الله اليوم ماشين



مد ايده على ابنه وجذب حسره


يشم خده أويحبه أو تكت عبره



حن الكاظم أو خر اعلى صدره


اشلون اوداع محزن بين الثنين



من خلص أوداعه وقصد دونه


مد ايده أو غمض له اعيونه



مات وقاموا اهله يندبونه


الله اوياك يالتاعب على الدين



صرخن فرد صرخة الهاشميات


صاحن حيف أبو الكاظم قضه اومات



فزعت كل أهل طيبه أعلى الأصوات


تصيح اتقول مات ابن الميامين







عظم الله أجوركم في مصاب الامام جعفر الصادق



وعظم الله لك الأجر يا مولاي يا صاحب الزمان



حـــوراء
عضو
رقم العضوية : 9591
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 14
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : حـــوراء is on a distinguished road

حـــوراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور حـــوراء



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان المناسبات والإعلانات
افتراضي
قديم بتاريخ : 05-Oct-2010 الساعة : 08:23 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


أسمى آيات العزاء نرفعها لمقام مولانا صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه ولكل شيعة الإمام

أعظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الجلل..

إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc