بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الأشراف وعجل فرجهم يا كريم يا رحيم
اللهم صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنوها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ...
قال السيد الأجل السيد الرضي في كتاب (المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة) : قال القاضي الأمين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الجلابي المغازلي: حدثنا أبي رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن عن علي بن محمد بن مخلد عن جعفر بن حفص عن سواد بن محمد عن عبد الله بن نجيح عن محمد بن مسلم البطائحي عن محمد بن يحيى الأنصاري عن عمه حارثة عن زيد بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال:
دخلت يوماً على رسول الله صلّى الله عليه وآله فقلت: يا رسول الله أرني الحق حتى أتبعه.
فقال صلّى الله عليه وآله: يابن مسعود لج إلى المخدع، فولجت، فرأيت أمير المؤمنين سلام الله عليه راكعاً وهو يقول عقيب صلواته: اللهم بحرمة محمد عبدك ورسولك اغفر للخاطئين من شيعتي.
قال ابن مسعود: فخرجت لأخبر رسول الله بذلك، فوجدته راكعاً وساجداً وهو يقول: اللهم بحرمة عبدك عليّ إغفر للعاصين من أمّتي.
قال ابن مسعود فأخذني هلع حتى غشي عليّ، فرفع النبي رأسه وقال: يا بن مسعود أكفر بعد إيمان؟
فقلت: معاذ الله ولكني رأيت علياً يسأل الله بك وأنت تسأل الله تعالى به.
فقال: يابن مسعود إن الله تعالى خلقني وعليّاً والحسن والحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام حتى لا تسبيح ولا تقديس، وفتق نوري فخلق منه السماوات والأرض وأنا أفضل من السماوات والأرض، وفتق نور عليّ فخلق منه العرش والكرسي وعلي أفضل من العرش والكرسي، وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم والحسن أفضل من اللوح والقلم، وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور العين والحسين أفضل منها، فأظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله عزّ وجلّ الظلمة وقالت:
اللهم بحق هؤلاء الأشباح التي خلقت إلا ما فرّجت عنا من هذه الظلمة، فخلق الله عزّ وجلّ روحاً وقرنها بأخرى، فخلق منهما نوراً، ثم أضاف النور إلى الروح فخلق منهما الزهراء سلام الله عليها، فمن ذلك سميت الزهراء، فأضاء منها المشرق والمغرب.
يابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عزّ وجلّ لي ولعلي أدخلا الجنة من شئتما وأدخلا النار من شئتما وذلك قوله تعالى: «أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ»، فالكافر من جحد نبوتي، والعنيد من عاند عليّاً وأهل بيته وشيعته.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ..
السؤال:
لماذا شكت الملائكة الظلمة بالرغم من وجود نور النبي المصطفى والأمير المرتضى والإمامين صلوات الله عليهم أجمعين ؟؟؟
هذه الظلمة متى ظهرت ؟؟
ظهرت من إنكار الأعداء للولاية.
لما جاء النداء الإلهي: (ألست بربكم ومحمد نبيكم وعلي إمامكم و...) .
فمن قال بلى فقد أقر .. ومن قال لا فقد أنكر.
فلما أنكر المنكرون ظهرت تلك الظلمة ؛ التي هي أثر إنكار أولئك...فشكت الملائكة تلك الظلمة.
من سيكشف تلك الظلمة ؟؟
لم يكشفها إلا مولاتنا السيدة الزهراء .
من جهة أخرى فإن كشف تلك الظلمة بمولاتنا الزهراء سلام الله عليها إنما تحقق بشهادة مولانا سيد الشهداء صلوات الله عليه، لأنه هناك ارتباط وثيق بين مولاتنا الزهراء وولدها الإمام الحسين صلوات الله عليهما في كشف تلك الظلمة.
إن مولاتنا الزهراء عند وداعها لابنتها الحوراء زينب عليهما السلام قبلتها في نحرها وشمتها في صدرها وقالت لها: بنية اصنعي ذلك بولدي الحسين عند الوداع في كربلاء.
ما هو معنى هذا التقبيل والشم ؟؟
ولماذا تأمر مولاتنا الزهراء ابنتها الحوراء أن تصنع ذلك بولدها في كربلاء؟؟
إن مولاتنا الزهراء هي خزانة المدد والفيض للرسالة المحمدية والولاية العلوية
والكل يستمد المدد والفيض من تلك الخزانة الفاطمية حتى الأنبياء والمرسلين على نبينا وآله وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
فهذا التقبيل والشم هو عبارة عن تقديم المدد من مولاتنا الزهراء لولدها سيد الشهداء في كربلاء
فالإمام الحسين في كربلاء بثورته العظمى إنما أخذ قوته واستمد صموده من مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها.