اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بين الإمام الرضا ويوسف الصديق
حينما أجبر المأمون إمامنا الرضا على قبول ولاية العهد نقم بعض الذين لا يفقهون في السياسة شيء واعتبروا الإمام الرضا من أعوان بني العباس- والعياذ بالله- وتسربت الأحاديث هنا وهناك في الطرقات والمجالس وفي كل زاوية من زوايا المجتمع.
ولم يدرك أغلب الناس الحكمة في قبول الإمام الرضا لولاية العهد إلى أن صمم أحد الخوارج على أن يضع حدا لهذه الحوارات والأحاديث، فأخذ معه سكينا وطلب الإذن في الدخول على الإمام الرضا () فأذن له، وكان هذا الخارجي قد عاهد أصحابه أنه إما أن يقتل الإمام الرضا لأنه صار من أعوان الطاغية المأمون- حسب اعتقاده- أو يوضح له السبب والحكمة من قبوله ولاية العهد.
فلما دخل قال له الإمام: أجيبك عن مسألتك على شرط تفي لي به، فقال: ما هو؟
قال الإمام: إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه تكسر الذي في كمك (السكين) وترمي به، فبقي الخارجي متحيرا ثم أخرج السكين وكسرها، ثم قال الخارجي: أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفار؟ وأنت ابن رسول الله ما حملك على هذا؟
فقال أبو الحسن (): أرأيتك هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته؟ أليس هؤلاء (العباسيين) على حال يزعمون أنهم موحدون وأولئك لم يوحدوا الله ولم يعرفوه؟.
قال الخارجي: نعم عزيز مصر وأهل مملكته أكفر من هؤلاء.
فقال الإمام: فيوسف بن يعقوب نبي ابن نبي قال للعزيز وهو كافر: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)، وكان يجالس الفراعنة، وأنا رجل من ولد رسول الله () أجبرني على هذا الأمر واكرهني عليه فما الذي أنكرت ونقمت علي؟.
فقال الخارجي: لا عتب عليك إني أشهد أنك ابن نبي الله وأنك صادق.
وكم هناك تشابه دقيق بين صورة النبي يوسف وإمامنا الرضا من هذا الجانب، لذلك اختارها الإمام الرضا دون غيرها ليؤكد أن وضعه لا يختلف عن وضع الأنبياء.