اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على ممد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى الدين
أحسنت أخي أبو صالح على هذا الموضوع القيم
وبالفعل فإن عزاء سيد شباب أهل الجنة هي ليس بالشعيرة الهينة على رب العالمين ، إذ قتل فيها أحب الخلق إليه في زمانه بهذه الطريقة التي لا نظير لها في تاريخ البشرية ، وخاصة مع ملاحظة الأصحاب الذين لم يكن أبر ولا أوفى منهم ، إضافة إلى بنات النبوة وعلى رأسهن زينب الكبرى (ع) ..
أوﻻً يجب أن ﻻ يكون البكاء من أجل الثواب -وهو حسن بذاته- ، لكن لسان الحال هو :
تبكيك عيني ﻻ لأجل مثوبة -- لكنما عيني لأجلك باكية
بمعنى أن نبكي من دون اختيار.. وكيف يحصل هذا ؟..
أهل البيت () علمونا العلاج لهذا الأمر ، وهو قول الإمام () : (من لم يبكِ فليتباكى)..
وهي حالتك : فأنت ﻻتبكي ، فعليك بالتباكي..
وكيفية التباكي هي - وخاصة في الجالس الحسينية - :
عند وصول الخطيب إلى المصيبة ، عليك أن تهيئ لذلك : بأن تضع يدك على وجهك ، أو رأسك بين ركبتيك ؛ حتى تنعزل عن محيطك بخيالك ، ثم ابدأ بالتباكي ، وأوله التخيل لكل موقف يتحدث عنه الخطيب ، ثم انقل كل قلبك وانظر بقلبك ﻻ بعينك إلى كربلاء ، وقيمة الرجل العظيم الذي بكته السموات والأرضون وهو حجة الله على العالمين..
نحن لم نرى الموقف ، ولم نشاهد وحدة الحسين () بأعيننا ، ولم نر حد السيوف ، ولم نر طفله المذبوح ؛ فيخالجنا بعض الإحساس أنه مبالغ بها..
عليك بقراءة كتب كثيرة عن سيرة الإمام الحسين ()..
أفلا يكفيك أنه قال : طفلي على صدري انذبح ؟!..
أقولها بكل يقين : لم نجد شخصاً مات ، ورفع رأسه على القنا ، ودير بهذا الرأس من بلد إلى بلد ، غير مولانا الحسين.. في الواقع، لم نجد رضيعاً قطع رأسه من قفاه ، ورضت الخيول جسده غير رضيع الحسين.. في الحقيقة، لم نجد غريباً ظل بدون غسل ولا تكفين في أي مكان في العالم غير أبي عبد الله.. إن ما حصل للحسين لو حصل لشخص عادي لتأثرنا به ، فكيف لإمامنا وشفيع محشرنا ؟!..
إذا كنت تريد أن تبكي وتتأثر بما حصل للحسين فقط تخيل أنك تقف عند ضريحه المقدس ، الذي ترفرف فيه الملائكة ، وتسأله : يا إمامي يا حسين !.. أصحيح، قطع رأسك ورفع على القنا ؟!.. أصحيح، يا أبا عبد الله رضت الخيول جسدك ؟!.. أصحيح، يا أبا عبد الله لم تنل شربة الماء ومت عطشاناً ؟!.. أصحيح، يا أبا عبد الله بقيت مرمياً على الرمضاء من غير غسل ولا تكفين ؟!.. وأنت في هذا الموقف تذكر ولدي الحسين : الأكبر ، وعبد الله ؛ اللذين ماتا عطشانين ، وقطعت أحشاءهما إرباً إرباً..
( يجب على العين الجامدة أن تتفاعل مع مصيبة الحسين )
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك
آخر تعديل بواسطة سليلة حيدرة الكرار ، 30-Oct-2010 الساعة 08:13 AM.