اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل رفجهم واللعن أعدائهم
روائع من نور كلام الإمام الجواد
أئمة أهل البيت هم أزِمّة الحقّ ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ! إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يُسبقوا . فهم عيش العلم ، وموت الجهل .
يُخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن حِكَم منطقهم ، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه . إن سكتوا كان سكوتهم ذكراً ، وإن نظروا كان نظرهم عبرة ، وإن نطقوا كان منطقهم الحكمة . فكلامهم : لا يُملُّ ، وحديثهم لا تمجّه الآذان ، وتستأنس به النفوس ، وهو إلى القلب أسرع منه إلى السمع وإن كان يمر عبر صيوانه؛ وذلك لاَنّ لسان حالهم أسبق من لسان مقالهم . وانّ ما يخرج من القلب لا شك أنه يدخل مفترشاً صحراء القلب ، ولا يبقى عالقاً في شفير المسامع .
فكما أن كلامهم ، وكلّ كلامهم نور . . ونطقهم حكمة . . فإنّ إمامنا الجواد ـ وهو أحد أهل البيت النبوي الطاهر ـ له أيضاً كلمات حكيمة ، ومواعظ نورانية ، وآداب إلهية .
وقد آثرنا ونحن نقترب من خاتمة هذه الدراسة ، نقل قبسات من أنوار حكمه والتي هي في مضامينها مناهج عمل ، وبرامج توعية وهداية للسالكين طريق الحق والصلاح .
فمما قاله : « لا تعادِ أحداً حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى ، فإن كان محسناً فإنه لا يسلمه إليك ، وإن كان مسيئاً فإن علمك به يكفيكه ، فلا تعاده » .
وقال أيضاً : « الثقة بالله تعالى ثمن لكلِّ غالٍ ، وسُلّم إلى كلِّ عالٍ » .
وقال : « من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنة » .
وقال : « كيف يضيع من الله كافله ؟ ! وكيف ينجو من الله طالبه ؟ ! ومن انقطع إلى غير الله وكّله الله ـ تعالى ـ إليه ، ومن عمل على غير علم أفسد أكثر مما يصلح » .
وقال : « استصلاح الاَخيار بإكرامهم ، والاَشرار بتأديبهم ، والمودّة قرابة مستفادة » .
وقال : « القصد إلى الله تعالى بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالاَعمال » .
وقال : « من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق يؤدي عن الله عزَّ وجلَّ فقد عبد الله ، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان » .
وقال : « لو كانت السموات والاَرض رتقاً على عبد ثم اتقى الله تعالى لجعل منها مخرجاً » .
وقال : « لا تكن ولياً لله في العلانية ، وعدواً له في السرِّ » .
وقال : « من استغنى بالله افتقر الناس إليه ، ومن اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا » .
وقال : « لن يستكمل العبد حقيقة الاِيمان حتى يؤثر دينه على شهوته ، ولن يهلك حتى يؤثر هواه وشهوته على دينه » .
وقال : « عزّ المؤمن غناه عن الناس » .
وقال : « من أطاع هواه أعطى عدوّه مناه » .
وقال : « من هجر المداراة قارنه المكروه ، ومن لم يعرف الموارد ، أعيته المصادر » .
وقال : « راكب الشهوات لا تُستقال له عثرة » .
وقال : « ما عظمت نعمة الله على عبد إلاّ عظمت عليه مؤونة الناس ، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرّض النعمة للزوال » .
وقال : « من كثر همّه سقم جسده » .
وقال : « من لم يرض من أخيه بحسن النية ، لم يرض بالعطية » .
وقال : « أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه؛ لاَنّ لهم أجره وفخره وذكره ، فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنّما يبدأ فيه بنفسه ، فلا يطلبنّ شكر ما صنع إلى نفسه من غيره » .
وقال : « من أخطأ وجوه المطالب خذلته وجوه الحيل » .
وقال : « من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه » .
وقال : « موت الاِنسان بالذنوب أكثر من موته بالاَجل ، وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر » .
وقال : « ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى : كثرة الاستغفار؛ ولين الجانب؛ وكثرة الصدقة . وثلاث من كنّ فيه لم يندم : ترك العجلة ، والمشورة؛ والتوكّل على الله عند العزم » .
وقال : « المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال : توفيق من الله ؛ وواعظ من نفسه ، وقبول ممن ينصحه » .
وقال : « التوبة على أربع دعائم : ندم بالقلب؛ واستغفار باللسان؛ وعمل بالجوارح؛ وعزم أن لا يعود » .
وقال : « أربع من كنّ فيه استكمل الاِيمان : من أعطى لله؛ ومنع في الله؛ وأحب لله؛ وأبغض فيه » .
وقال : « الجمال في اللسان ، والكمال في العقل » .
وقال : « العفاف زينة الفقر ، والشكر زينة الغنى ، والصبر زينة البلاء ، والتواضع زينة الحسب ، والفصاحة زينة الكلام ، والعدل زينة الاِيمان ، والسكينة زينة العبادة ، والحفظ زينة الرواية ، وخفض الجناح زينة العلم ، وحسن الاَدب زينة العقل ، وبسط الوجه زينة الحلم ، والاِيثار زينة الزهد ، وبذل المجهود زينة النفس ، وكثرة البكاء زينة الخوف ، والتقلل زينة القناعة ، وترك المن زينة المعروف ، والخشوع زينة الصلاة ، وترك ما لا يعني زينة الورع » .
وقال : « يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم » .
وقال : « إظهار الشيء قبل أن يستحكم مفسدة له » .
وقال : وقد سُئل عن الحزم : « هو أن تنظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك » .
وقال لبعض الثقات عنده ، وقد أكثر من تقريظه : « أقلل من ذلك ، فإنّ كثرة الملق تهجم على الظنّة ، وإذا حللت من أخيك في الثقة فاعدل عن الملق إلى حسن النية » .
وقال : « الحسد ماحق للحسنات ، والزهو جالب للمقت ، والعُجب صادن عن طلب العلم داعٍ إلى التخمّط في الجهل ، والبخل أذم الاَخلاق ، والطمع سجية سيئة » .
ونقل ابن حمدون ـ أيضاً ـ في تذكرته عن ربيع الاَبرار ، قوله : « إيّاك والحسد فإنّه يَبين فيك ولا يَبين في عدوّك » .
وقال : « عليكم بطلب العلم ، فإنّ طلبه فريضة ، والبحث عنه نافلة ، وهو صلة بين الاِخوان ، ودليل على المروءة ، وتحفة في المجالس ، وصاحب في السفر ، وأُنس في الغربة »