مشرف عام
|
|
|
|
الدولة : رضا فاطمة صلوات الله عليها
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها">
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
قصة تصدّق السيدة الزهراء (ع) بقميصها الجديد ليلة عرسها
بتاريخ : 10-Nov-2010 الساعة : 06:11 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مسند فاطمة الزهراء (ع), التبر المذاب:
ذكر في كتاب العقائد هذ الخبر فمحصله: أنه لما اشتدّ المرض بسيدة النساء (ع) دخل علي (ع) وعندها ولداها وتحت رأسها مخدّة من جلد كبش, وفراشها من وبر جمل, ولسانها لا تفتر عن ذكر ربها فقالت: يا ابن عمي, ويا باب مدينة علم النبي, ويا زوجي في الدنيا والآخرة, ويا صاحب السلالة الطاهرة, أوصيك من بعدي بحفظ هذين الولدين, فهما قرتا عين الرسول, وكفاهما ما لقياه من فراق جدهما, وعن قريب يفقدان أمهما, ولا تمنعهما من زيارة قبري, فإن قلبي معهما, ثم اعلم يا ابن عمي, إني راضية عنك, فهل أنت راض عني؟ خدمتك بقدر جهدي وطاقتي, وأعنتك على دنياك مقدار قوتي, طحنت الشعير بالنهار, وأستقيت بالقربة بالليل, وبعد ذلك فإني أعترف بالتقصير في حقك, فسامحني فإن أمامنا عقبة لا يقطعها إلا المخفّون, فبكى علي (ع)! وقال: يا بنت المصطفى, ويا سيدة النساء, روحي لروحك الفداء!! يا بنت البشير النذير, ومن أُرسل رحمة للعالمين.
فلما عَرفَت الرضا من المرتضى قالت (ع): إذا فرغت من أمري ووضعتني في قبري فخذ تلك القارورة والحقة وضعهما في لحدي, فقال علي (ع): يا سيدة النساء! ما الذي في هذه القارورة؟
قالت: يا أبا الحسن إني سمعت أبي يقول: إن الدمعة تطفئ غضب الرب, وأن القبر لا يكون روضة من رياض الجنة إلا أن يكون العبد قد بكى من خيفة الله, وقد عَلِمَ العزيز الجبار أني بكيت خوفاً بهذه الدموع التي في القارورة عند الأسحار وجعلتها ذخيرة في قبري أجدها يوم حشري, فبكى علي (ع) فجعلت فاطمة (ع) تأخذ من دموعه وتمسح به وجهها, ثم قالت (ع): يا أبا الحسن لو بكى محزون في أمّة محمد لرحم الله تعالى تلك الأمة, وإنك لمحزون يا ابن عمي لفراقي, فإني أَمَة الله وبنت رسول الله, [و]أخذت بالبكاء فبكى الحسن والحسين ‘ ثم سألها علي (ع): ما في هذه الحقة؟
ففتحتها فإذا فيها حريرة خضراء وفي الحريرة ورقة بيضاء فيها أسطر مكتوبة والنور يلمع, قالت (ع): يا أبا الحسن لما زوّجني منك أبي كان عندي في ليل الزواج قميصان, أحدهما جديد, والآخر عتيق مرقّع, فبينما أنا على سجادة إذ طرق الباب سائل وقال: يا أهل بيت النبوة, ومعدن الخير والفتوة, إن كان عندكم قميص خَلِق فإني به جدير لأني رجل فقير, يا أهل بيت محمد فقيركم عاري الجسد! فعمدت إلى القميص الجديد فدفعته إليه ولبست القميص الخَلِق.
قالت (ع): يا أبا الحسن فلما أصبحت عندك بالقميص الخَلق, دخل رسول الله (ص) عليَّ فقال: يا بنية أليس قد كان لكِ القميص الجديد فلم لا تلبسيه؟ فقلت: يا أبة تصدقتها لسائل, فقال: نِعم ما فعلت ولو لبست الجديد لأجل بعلك وتصدقت بالعتيق لحصل لك بالحالين التوفيق, قلت يا رسول الله بك اهتدينا واقتدينا, إنك لما تزوجت بأمي خديجة وأنفقت جميع ما أعطتك في طاعة المولى حتى أفضت بك الحال أن وقف ببابك بعض السائلين فأعطيته قميصك والتحفت بالحصير حتى نزل جبرئيل بهذه الآية {ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً}[1] فبكى النبي (ص) ثم ضمني إلى صدره فنزل جبرئيل (ع) وقال: إن الله يقرؤك السلام ويقول لك إقرأ على فاطمة السلام وقل لها تطلب ما شاءت, ولو طلبت ما في الخضراء والغبراء, وبشرها أني أحبها, فقال لي: بنية إن ربك يسلّم عليك ويقول لك اطلبي ما شئت.
فقلت: يا أبتاه قد شغلني لذة خدمته عن مسألته, لا حاجة لي غير النظر إلى وجهه الكريم في دار السلام, فقال: يا بنية ارفعي يديك, فرفعت يديّ ورفع يديه وقال: اللهم اغفر لأمتي, وأنا أقول: آمين, فجاء جبرئيل (ع) برسالة من الجليل: قد غفرت لعصاة أمتك ممن في قلبه محبة فاطمة وأمها وبعلها وبنيها صلوات الله عليهم أجمعين, فقال (ص): أُريدُ بذلك سِجلاً, فأمر الله جبرئيل (ع) أن يأخذ سندسة خضراء وسندسة بيضاء وكان فيهما: كتب ربكم على نفسه الرحمة وشهد جبرئيل وميكائيل وشهد الرسول, وقال: يا بنية يكون هذا الكتاب في هذه الحقة فإذا كان يوم وفاتك فعليك بالوصية أن يوضع في لحدك, فإذا قام الناس في القيامة وانقطع المذنبون وسحبتهم الزبانية إلى النار فسلّمي الوديعة إليّ حتى أطلب ما أنعم الله عليّ وعليكِ فأنت وأبوك رحمة للعالمين.[2]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سورة الإسراء الآية 29.
[2] مسند فاطمة الزهراء (ع) ص49, وورد في كتاب الكوكب الدري.
تحقيق مركز سيد الشهداء للبحوث الاسلامية
لا تنسونا من صالح دعائكم
يــــــ زهراء ــــــا مــــــدد
|