|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
جواب السؤال الأول من أسئلة سورة الرعد
بتاريخ : 12-Nov-2010 الساعة : 08:41 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرَّحمنِ الرَّحيم . الحمد لله ربّ العالمين وبه نستعين وصلى الله على خير خلقه محمّد وآله الطيّبين الطاهرين .
السلام عليكم .
ـ الرسالة الأولى ـ
الموروث التفسيري داخل المكتبة الإسلامية
السؤال: ـ ماذا يقول(الموروث التفسيري) عن الحقائق التي جاء بها القرآن؟وهل أنّ القرآن من كتب التراث ؟
الجواب : مرادي من مصطلح(الموروث التفسيري) هو ما ورثته الأمّة من فكر تفسيري حوته المكتبة الإسلامية ،باعتبار وبحسب قوانين الإسلام ، أن اللاحق يرث الماضي . وحيث إنَّ الوارث يمتلك الموروث ،فإنَّ المالك مسؤولٌ عمّا يقع تحت يده ممّا يصحُّ أنْ يقال عنه أنه ملكٌ . لذا تجد العلماء يدقِّقون في هذا الموروث من حيث نسبته ،ومن حيث دلالاته ،صيانة له ممّا قد يعلق به من غبارٍ يُغشي الرؤية .
إنَّ حفظ الذكر الذي ورد في قوله تعالى :(إنّا نحن نَزَّلْنا الذِّكْرَ وَإنّا لَهُ لَحافِظونَ)الحجر 9 إنما ينصبُّ على حفظ ألفاظه مِن أنْ يعتريها نقصان ،أو تطالها زيادة . أمّا معانيه ودلالاته فقد يعتريها تحريف من لدن أصحاب المشاريع العملاقة الذين رأوا أنَّ هذا القرآن يحبط مشاريعهم ،ويسحق توجّهاتهم ،لذا تجد رؤساءَهم يضيقون بهذا القرآن ذرعاً طالبين تنحيَتِه عن الساحة الاجتماعية ،فتراهم يخاطبون الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله : ( وإذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قال الذينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا ائتِ بقرآنٍ غيرِ هذا أوْ بَدِّلْهُ) يونس :15 . وحينما تضمحلُّّ دعوتهم هذه تراهم يلجئون إلى وسيلة أخرى ،فتراهم يقولون لتابعيهم :( وقالَ الَّذينَ كفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَذا القُرْآنَ وَالْغَوْاْ فيهِ لعلَّكم تَغْلِبُونَ) فصلت :26 من هذا نستفيد جملة أمور ،يكون على رأسها أنَّ هؤلاء فهموا وشخَّصوا ما في هذا القرآن من غَلَبَةٍ لا تُضاهى ،ومن قوَّةٍ لا تتناهى ؛وكيف لا وهم روّاد البلاغة ،وأمراء الفصاحة ، وملوك البيان، فلو لم يفهموه لم يُعارضوه !
. أمّا وقد رَسَخَ القرآن رسوخاً ،فإنَّ أبناءَهم قعدوا على كلِّ صراطٍ تقليداً لأسلافهم في مماحلتهم لدين الله ،وحينما قُيِّضَت لهم السلطنة تحت مسمّى الخلافة ، فإنّهم انبرواْ لتحريف معانيه بما يُوَطِّد سلطانهم ، وساعدهم في ذلك كثيراً لفيفٌ هائلٌ من أصحاب المحابر والمنابر الذين وظَّفوا إمكاناتهم بتحقيق أمنيات السلاطين ورغبات الحكّام ، بعدما أُقصيَ عن ساحة الأمّة عِدل الكتاب العزيز،فَصُيِّروا محجوبون في منازلهم مدَّةً طال أمدها ،واستحكمت آثارها ،وآتت أُكلها ،يكاد لا يُسمع لهم صوتاً ،ولا يُرى لهم شخصاً ،وشيعتهم مشرَّدين في كلِّ بلاد قاصيَّة و(رَبَذة) نائية ! !
وتزامن ذلك مع حَجْرٍ على الأحاديث الشريفة المُبيِّنة لكتاب الله، فصار بعد ذلك كتاب الله في القوم مهجوراً ،وتراث الأنبياء وأمنائهم عن الأمّة محجوراً ؛ فأضحت الساحة خالية ممّا يُقيم أودها ،ويُصلح أمرها مذبذبة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ،فعصفت بالمسلمين البلوى .وكان نصيب القرآن العظيم من التعرّف عليه أن حظي بالدراسة كما تحظى النصوص الأدبية من شعرٍ ونثرٍ بالدراسة، على اعتبار أنَّ هذا القرآن هو من تراث العرب ، فأغرقوا قاعات الدرس بالأبحاث النحوية واللغوية والبلاغية والبيانية وغيرها أمثالها ،وجعلوا أذهان الطلبة محشوَّةً بأفكار خالية من أيَّ روح حملتها الآيات المباركات ،وصارَ القُرّاء بأصواتٍ متنوعة هم حملة القرآن ،يغدق عليهم الحكّام من أموال المسلمين الشيء الذي يسهم في إطالة أمد تسلطهم على العباد، مشيعين بين المسلمين خطورة مغبّة الاقتراب من هذا القرآن ،إلاّ بالحدود التي يُبَيِّنها لهم هؤلاء ،وهي لا تعدو في أحسن الفروض قراءة القرآن بأصوات جميلة تطرب لها الأُذن عند الممات وفي شهر رمضان ، ثمَّ جعله كتاباً تتحدث آياته عن الآخرة فقط ، كما تحكي مقاماته عن الأقوام السالفة بشكل (دراماتيكي) كما يعبّرون عنه اليوم !
أمّا أن يدخل القرآن لتنظيم وتهذيب حياة البشرية في كافّة ميادينها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية ،فهو ممّا لا سبيل إلى السماح به، لأنه يقضُّ مضاجع المتسلطين ويُزلزل الأرضَ من تحت أقدامهم .
أخيراً،وليس آخراً أختتم هذه الحلقة بكلامٍ لآية الله السيّد محمود الطالقاني ،برواية الأستاذ بهاء الدين خرمشاهي في كتابه : التفسير والتفاسير الحديثة ـ نشر دار الروضة للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت ـ الطبعة الأولى بالعربية 1991م ـ 1411 هـ
«عمل المسلمين بالنسبة للقرآن مصداق لما أقول ،فهم يقولون بأن القرآن عنوان بلا موضوع في هذا العالم ،تعاملهم مع هذا القرآن محصور بتقديسه واحترامه والتبرّك به ،خاصة عندنا نحن الشيعة،فأينما تسمع صوت القرآن،تراه ملازماً لعزاء ،لميت أو لقبر ،أو تلقين المدفون تحت الثرى ،فنحن عملاً نعلن بأن لهذا القرآن دور ـ لياقاتي ـ ،له علاقة بعالم الأموات وما بعد الموت » .
ويقول(رحمة الله عليه) في مكان آخر :
« أقسم عليكم بالله انقذوا القرآن من أيدي المهتمين بشؤون الأموات ،فهذا الكتاب ،كتاب حركة وحياة وقدرة وهداية وإيمان ،فلماذا أوصلتموه إلى ما هو عليه ..؟ » .
|
آخر تعديل بواسطة كاظم الحسيني الذبحاوي ، 12-Nov-2010 الساعة 08:46 PM.
سبب آخر: تصحيح مفردة
|
|
|
|
|