|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
جواب السؤال الخامس من أسئلة سورة الرعد
بتاريخ : 13-Nov-2010 الساعة : 05:40 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الرســـــالة الخامســـــة
إلامَ َ ينصرف قول القرآن في الآية الثلاثين من سورة الفرقان:{قَوْمِي}؟ وهل يمكن أن نتلمس منها أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله غير راضٍ عن هذه الأمّة ؟
ملحوظة : سقطت كلمة( غير) عن الأصل ،وأضيفت هنا .
بحسب المذاق لهذه الآية ،فإنه لا معنى لانصراف (قومي) إلى غير العرب وبالوصف المتقدّم لهم من كونهم أرباب البلاغة ،وصنّاع البيان ،وأمراء الكلام، وفطاحل الفصاحة. ولعلَّ قائل يقول ما معنى الهجران للقرآن في الآية والقرآن يكاد لا يفارق بيوت المسلمين ،وهم يتبركون به طوال السنة ؟
قلت : للإجابة على هذا التساؤل ، أوردُ هذه الرواية التي نقلها الدَيلمي في الإرشاد ،جواباً مناسباً على هذا السؤال . جاء في إرشاد الديلمي : « وقال جعفر بن محمّد u في قوله تعالى: [الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته] قال : يرتلون آياته ،ويتفقهون فيه ، ويعملون بأحكامه ، ويرجون وعده ، ويخافون وعيده ، ويعتبرون بقصصه، ويأتمرون بأوامره ، ويتناهون عن نواهيه . ما هو والله حفظ آياته ، ودرس حروفه ، وتلاوة سوره ، ودرس أعشاره وأخماسه ، حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده، وإنما هو تدبّر آياته ، والعمل بأحكامه ، قال تعالى:كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته «.
من هنا أقول : لكنَّ المدرسة الأموية فرضت على المسلمين نوعاً آخر من العلاقة مع القرآن ، لا يتجاوز بذل الوسع في حفظ الآيات عن ظهر قلب ، ودراسة وحفظ ما أسموه أحكام التلاوة ،وأوهموا العوام أن مراعاة هذه الأحكام واجبٌ شرعيٌّ تَحرم مخالفته وعصيانه ،ولذا تجد أن الناس يخافون الاقتراب من القرآن بدعوى عدم قدرة الملايين على القراءة الصحيحة . والحال أنّ هذه الأحكام هي أحكام عُرفية تسالمية وضعها البشر وأرادوا لها أن تكون حاكمة على القرآن، إلاَّ ما تعلق منها في ركن القراءة من الصلاة حيث يجب لفظ سورة الفاتحة والسورة التي تليها وفي الركعتين الأوليين على النهج العربي وإخراج الحروف من مخارجها في منطقة الحلق .
وإبعاد الأمّة عن القرآن هدفٌ كانت الدولة الأموية تسعى إلى تحقيقه وتكريسه داخل ساحة المسلمين ، ولا يوجد سببٌ لذلك غير الخوف من التعرّف على ما في هذا القرآن من مطالب دنيوية حسّاسة أراد اللهُ سبحانه وتعالى أن يعرفها المسلمون من هذا الكتاب العظيم ،ولا شكَّ أنَّ من أبرز هذه المطالب ،المطلب السياسي والإداري ومواصفات الحاكم الحق ،وهو المعنى الذي نجده طافحاً من هذا القرآن ، وقد ذكرنا مزيداً من هذه الآيات في مباحث كتاب(معاً إلى القرآن) .
ولا يتصور متصورٌ أن إبعاد الأمّة عن القرآن إنَّما يعني منع المصحف من التداول ؛ لا بل قد يقوم سلاطينهم بطباعة المصحف الشريف وتزيينه وإهداءه إلى بعض المريدين ، وإنَّما تمثَّل الإبعاد بصور أخر كان على رأسها منع التمعّن فيه من خلال إشغالها بدراسة ما ذكرنا . حتى شاع بين المسلمين أنَّ الذي يُتقن طرائق القراءة على النهج العربي ويتقن إعراب الجمل القرآنية ،ويعرف معنى المفردات القرآنية هو مِن حَمَلة القرآن الذين مدحتهم الأحاديث الشريفة . لهذا فإنّ العرب ،وهم قوم الرسول(ص)، اتخذوا هذا القرآن اتخاذاً أدّ ى إلى هجرانه .
|
|
|
|
|