|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
جواب السؤال الثامن من أسئلة سورة الرعد
بتاريخ : 13-Nov-2010 الساعة : 07:37 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الرســالة الثامــــنــة
لماذا لم تتوالَ المعجزات الحسيّة وحدها على نبيّنا الأعظم صلى الله عليه وآله ، إثباتاً لدعوته كما كانت تتوالى على الأنبياء السابقين(ع)؟
السلام عليكم .
قد يبدو من منطوق السؤال أنه يعرض موضوعاً أجنبياً عن قضيّة سورة الرعد ، ولا سيّما بعد الاطلاع على ما جاء في الرسائل السابقة .
والذي أثار في نفسي هذا السؤال هو التأمل في القسم الأول من منطوق الآية السابعة من سورة الرعد : ويقولُ الذينَ كفروا لولا أُنزل عليه ءَايـَةٌ من رَّبِّهِ ،وقد جاء مثلُها في الآية السابعة والعشرين من هذه السورة ، كما ورد بلفظِهِ ومضمونِهِ في سور أخر . وتبادَرَ إلى ذهني التأمّل في الباعث الذي جعل (الذين كفروا) يقولون لولا أنزل عليه آية من ربه . وقد انبسط الكلام عن هذه الآية في الكتاب .
ولكنّ الذي يهمني هنا هو ما ورد في هذا السؤال بصدد المعجزات الحسية التي كانت تترى على الأنبياء السابقين . ونلاحظ أن دعوة النَّبيّ صلى الله عليه وآله لم تقم بشكل أساس على حدوثها كشرط واضح للإيمان بالدين الإسلامي .
ويمكن لنا أن نُجمل السبب العام في عدم وقوع هذه المعجزات هو كأنَّ البشرية في زمن النزول الشريف بلغت مرحلة الرشد ،فبدأت بمرحلة التفكير والبحث في سبب نشوء العالم والمتغيرات التي تحصل في المنظومة الكونية ،فأخذت تعبّر عن هذه المرحلة بشتى طرق التعبير . أما في الجزيرة العربية باعتبارها مهبطاً من مهابط الرسالات السماوية ،فقد أثَّر الفكر الديني في بعض أنماط السلوك الإنساني ،ولاسيما بعد مهاجرة اليهود إلى يثرب وتبشيرهم للعرب بالنّبي القادم إلى هذا العالم . وهذا يُتيح لنا القول بتضاؤل المقتضي لظهور المعجزات الحسية كسفينة نوح عليه السلام وقميص إبراهيم صلى الله عليه وآله وعصا موسى عليه السلام وإغراق فرعون وما إلى ذلك . ولا يمنع أن نتصوّر بأنّ العرب لم يتحسسوا ما في هذا القرآن العظيم بادئ ذي بدء ، إلاّ بعد مضي فترة ،فإنهم انتبهوا لما فيه من خطورة ،فعمدوا إلى إثارة التشويش . قال تعالى في الآية السادسة والعشرين من سورة فصلت : وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تَغلبون ؛بل طلبوا من النبي صلى الله عليه وآله أن يأتيهم بقرآن غيره . قال تعالى في الآية الخامسة عشرة من سورة يونس :وإذا تُتلى عليهم ءَاياتُنا بيّناتٍ قال الذين لا يرجون لقاءَنا ائتِ بقرآن غير هذا . وهذا انعكاس لعجزهم وإعيائهم عن هذا القرآن ،فكان ما فيه يمثل المعجزة الخالدة التي تتخلف عنها بقية المعجزات التي وقعت وهي مطأطأةٌ رؤوسها حياله. قال تعالى في الآية الحادية والخمسين من سورة العنكبوت : أوَ لمْ يكفهم أَنّا أنزلنا عليكَ الكتابَ يُتلى عليهم إنَّ في ذلك لرحمةً وذكرى لقومٍ يؤمنون وقال تعالى في الآية الثانية والثمانين من سورة الإسراء : ونُنَزّل منَ القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاّ خَساراً
وتقبّلوا تحياتي
النجف الأشرف في 21 /6 / 2010
|
آخر تعديل بواسطة كاظم الحسيني الذبحاوي ، 13-Nov-2010 الساعة 07:41 PM.
سبب آخر: إضافة كلمة .
|
|
|
|
|