الإمام الباقر ثورة العلم.. لا ثورة الديمقراطية العرجاء
بتاريخ : 14-Nov-2010 الساعة : 11:33 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الإمام الباقر ثورة العلم.. لا ثورة الديمقراطية العرجاء ....
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
الإمام الباقر ثورة العلم.. لا ثورة الديمقراطية العرجاء
كان سلام الله علية قد بلغ العام الثالث من عمرة الشريف حين وقف على عرصات كربلاء ليرى بأم عينية ملحمة شاءت إرادة السماء أن تكون السبيل الوحيد لنيل الحرية والتحرر والاستقلال والتخلص من قيود التبعية والإتباع الأعمى.. أنة سبيل الحسين سبيل الله الواحد الأحد ..
الإمام محمد الباقر ابن علي السجاد صلوات الله علية شهد بعينية الكريمتين مأساة كربلاء لتكون أول مشواره في طريق الجهاد الذي لا ينقطع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. إلى أن يمن الله على الذين استضعفوا في الأرض فيجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين..يوم لا نواب برلمانيون يعتاشون على دماء أرمال وأيتام العراق وخيرات بلد أمست بيد الداني والقاصي يتحكمون بها كيفما شاءت مصالحهم ..يوم لا تجد فيه محاصصة طائفية سحقت بإقدامها وحدة وطن تلوح في افقه اليوم أشباح التقسيم والفدرالية حتى أن مشروع الفدرالية هذا الوارد في دستور العراق الذي كتب على عجل كما يقول السيد رئيس الوزراء!!! مشروع الفدرالية أمسى سلاح سياسي يستخدم من قبل الفئات السياسية التي تتقهقر في ساحات المفاوضات السياسية لتشكيل الحكومة كما فعل مجلس محافظة البصرة أخيرا....يوم لا ينفع نفسا إيمانها أن لم تكن أمنت من قبل أو عملت في إيمانها خيرا...
عاش الإمام الباقر في مرحلة يصفها المؤرخين بأنها مرحلة انتقالية بين حكم بني أمية وحكم بني العباس فسمحت له ظروف تلك المرحلة بان يتحرك الإمام باتجاه إنشاء منظومة معرفية مكونة من علماء ورواة حديث وفقهاء وبالتالي إشاعة العلم والوعي..ولأجل ذلك يثار سؤال مهم ... لماذا لم يتحرك الإمام باتجاه تأجيج وطيس الثورة المسلحة مستغلا الأوضاع السلبية التي كانت تعصف بني أمية ؟؟ ومستغلا كذلك تعاطف الأمة الإسلامية في شتى إرجاء ارض الإسلام بعد أن انكشف لها فسق وظلم بني أمية, بمعنى أخر كانت عوامل انتصار الإمام عسكريا كبيرة.. ثم أن انتصار الإمام ثوريا لا يعني الانتصار على حكومة بني أمية بل أنة سيقطع الطريق أمام بني العباس الذين رفعوا شعار يا لثارت الحسين زورا وبهتانا ...نعم كان شعار بني العباس الثورة من اجل الحسين لكن النتائج التي ترتبت عليها ثورة بني العباس هي تشريد وقتل وتطريد وتجويع أل الرسول محمد صلوات الله عليهم حتى أن الإمام الباقر يعتبر أول ضحايا بني العباس حين دسوا إلية السم فاردوه شهيدا ليلتحق بربة مقطع الأحشاء ... لكن الإمام الباقر اختار أن يكون العلم والوعي عمودا لثورته التي سمحت بها ظروف المرحلة لان الثورة المسلحة حين لا يلازم حركتها الوعي فإنها ثورة فاشلة بكل المقاييس ..القران الكريم يقول أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..أذا التغير يبدءا من الذات الثورة الحقيقة هي التي تنطلق من التمرد على نوازع الذات ..على استهتار النفس الإمارة بالسوء ..على منابع الاستغلال في شخصية الإنسان .. يقول سلام الله علية لا فضيلة كالجهاد , ولا جهاد كمجاهدة الهوى.. فإذا تمردت النفس على نوازعها الداخلية فإنها وبالضرورة التاريخية والكونية سيؤدي تمردها هذا إلى ثورة ناجحة بكل المقاييس التي اعتبرها الإسلام معيار لنجاح عملية التغير الحقيقة ..هذا منهاج الأنبياء والصالحون في عملية التغير ..
عندما احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق مطيحة بنظام البعث الفاشي توقعت بعض طبقات المثقفين أن تمارس الأحزاب الدينية القادمة من الخارج بما تحمل من ارث فكري وتاريخي دورها الحقيقي في عملية التغير على اعتبار أن الإطاحة بنظام صدام وان سمح بقيام نظام جديد أتسم بالمرونة والحرية .. نظام أطلق علية بالديمقراطية والتي لا يوجد منها في العراق سوى الصراع على مناصب السلطة والحكم آلا أنها ووفق أدبيات ومناهج الأحزاب الدينية لا تمثل تطلع هذا الأحزاب التي بنيت ثقافتها على أن التغير أنما يكون حقيقيا حين يغير الإنسان.. يغير محتوى الإنسان..لكن الذي حدث أن هذه الأحزاب لم تقم بأي مشروع واقعي لتغير الإنسان العراقي مع ما تهيأت لها من فرص كبيرة بل أنها عمدت إلى الاستهانة الإنسان العراقي مستخدمة أساليب التسطيح العقلي والفكري عبر استخدام العاطفة كمحرك لتحريك مجريات الواقع السياسي باتجاه مصالحها الخاصة متذرعة بذرائع حماية الدين والطائفة ..
المهم أن الشعب العراقي لو كان مدركا بحق عملية التغير وفق السبل الإلهية لما وصل إلى وصل آلية اليوم من تمزق كبير يقول عنه صانعي السياسية بأنة انتصار للإرادة الوطنية في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والبرلمان وتسمية رئيس الوزراء يوم الخميس الماضي !!!!...
المهم أن الإمام الباقر علية السلام علمنا درسا كبير هو أن الفرصة في مسك عروش السلطة لا تمنح بواسطة احتلال قدما عابرا البحار..والدرس الأخر هو... ليست كل فرصة تضعها إرهاصات الواقع السياسي أمام البعض تمثل طموح طائفة أو دين أو عرق..في أحيان كثيرة يكون اعتلاء فئة ما عروش الحكم سببا لخسارة الكثير من مبادئ الدين والأمة..وهذا لا يعني ترك الساحة إمام الغير ليعبث فيها بما يشاء بل لا بد مع استغلال الفرصة التي تضعها إرهاصات السياسية أن تسير عملية التغير الحقيقية للإنسان وفق متبنيات الأحزاب التي تتخذ من الدين منهاج وعقيدة وطريقة تغير.. فمسك جانب دون جانب ينتج اثأر خطرة كما هو حال العراق اليوم ..وعلية لابد أن تصنع الفرصة بأيد شريفة..بيد مبدئية.. بيد تريد أن تقدم أكثر مما تأخذ..تريد أن تغير..أما الفرصة الحقيقة فهي الفرصة التي تصنع بالوعي والفكر والإيمان بالهدف والمبدأ قبل الإيمان بمسك برقاب الناس ..السلام على مولانا الباقر في ذكرى شهادته
عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل
واسألكم الدعاء